أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - إحدى أهم مشاكل الإسلام













المزيد.....

إحدى أهم مشاكل الإسلام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 11:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما أعظم الحياة حين نملأها بأنواع شتى من خيالاتنا الفكرية وخصوصا الأدبية الرومانسية الرومنتيكية والعاطفية والوجدانية والمذهبية الفكرية كما تمنحنا هي مصادر الطاقة والغذاء .

إن الحياة التي تمنحنا روح الإبداع يجب أن نرد لها الجميل وهو بأن نملأها حبا وسلاما وأمنا ورفاهية وإنتاجا غزيرا من المعرفة , وحتى نرد للطبيعة هذا الجميل يجب أن يكون خيالنا واسعاً وليس ضيقاً .

كانت وما زالت مشكلة الإسلام هو أنه اتجاه فكري غير خصب وجاف وهذا يعود إلى طبيعة نمطه الفكري الواحدي أو التوحيدي الذي يدرس كل شيء في اتجاه واحد , أما بالنسبة للمسيحية وهذا ليس مجالا هنا للمقارنة فإن طبيعة تكوينها الثلاثي وقدرتها على استيعاب إله متعدد قد أعطى الديانة المسيحية على مر الزمن خيالا خصباً يتخيل الإله في صوره المتعددة , وهذا الشيء منح الفنانين والأدباء والشعراء الأوروبيين خيالا مرنا وخصباً قادرا على إنتاج نماذج فكرية متعددة , ولنلاحظ أيضا الحضارة اليونانية التي كانت تعبد عدة آلهة أي أنها كانت متعددة وليست توحيدية فهذا النوع من العبادة ألهم الشعراء والفنانين في أن يتخيلوا وينتجوا إبداعات خلاقة بسبب تكوين عقلية خصبة ناتجة عن صور شتى من التعددية المذهبية , ولنلاحظ أيضاً في العصر الحديث كيف ما زال المسلمون إلى اليوم بسبب طبيعة الإسلام التوحيدية , كيف فعلا ما زالوا يرفضون المذاهب الفكرية المتعددة والحزبية مما جعل ويجعل المجتمع الإسلامي والإنسان الفرد المسلم غير منتج لشتى مناهج الآداب العالمية والفلسفية , ففي الماضي السحيق كانت طبيعة الإله الذي يرفض أن يكون معه إله آخر في الحكم هي المُتسبب في قصور مخيلة العقلية العربية , واليوم مازال السبب قائما حيث حلت المذاهب الإنسانية محل الآلهة المتعددة ومما يزيد الطين بلة هو أن الإسلام ما زال إلى اليوم يتعامل مع هذه المذاهب على أنها صورة مصغرة عن الآلهة المتعددة والرفض وعدم القبول يمنح عقلية المجتمع العربي المسلم خيالا جافا وضيّقاً وليس متسعاً.

والمشكلة ليست في أن الإسلام لا يقبل مذهباً آخر معه أو ديانة أخرى , فهذه المشكلة تكون بسيطة اليوم قياساً في المشكلة الفنية والسياسية والفكرية المذهبية التي تنبعث من بين جوانبه الفكرية فاليوم لا أحد يطالب بآلهة متعددة ولكن الجميع يطالب في إشباع رغبات الإنسان الفكرية والنفسية والعاطفية , فأي دين توحيدي يكون على الأغلب فقيرا في مصادر تنوعه , فالتوحيد معناه الانغلاق على الذات وبالتالي ليست مشكلته في عدم تقبله للآخرين بل في عدم تذوقه للمناهج الفلسفية وللاتجاهات الفكرية أي أنه يتحول أيضاً إلى غير منتج للتذوق الفني وللآداب بكافة أجناسها المختلفة الشكل والمضمون والجوهر , لذلك معظم الإسلاميين لا يبدعون ويحرمون التعامل مع الفن بشكل بديهي لأن الدين الإسلامي أصلاً يعتبر الديانات الأخرى شرك بالله كبير , فإذا كانت الديانات السماوية الأخرى شرك بالله وكفر ! فما بالك عزيزي القارئ بالاتجاهات الفكرية والفلسفية ! من المؤكد أنها نجاسة وشرك وكفر وإلحاد , وهذا ما يجعل المجتمع الإسلامي مجتمعاً ليس خصباً لا فكريا ولا ثقافيا ولا سياسيا , فالديمقراطية على مبدأ دين التوحيد لا يمكن الأخذ فيها لأنها اختراق لطبيعة التوحيد , والتوحيد هنا يصبح مثل مرض (التوحد) .

إن الكرة الأرضية ممتلئة بأنواع شتى للحياة , وكذلك الطبيعة التي تحيط بنا من كل جانب نجدها متعددة الألوان وتحتوي على أصناف كثيرة ومتعددة لشتى أشكال الحياة النباتية والحيوانية , والإنسان مثل تلك الطبيعة ففي داخله القدرة على استيعاب الكون بكامله وفي داخله نوازع شتى متعددة , ولديه رغبة بهضم الفنون الكوميدية والتراجيدية والرومانسية والواقعية , وكذلك الإنسان في الأصل هو المنتج الفعلي لكافة الفنون الثقافية فهذه الفنون ليست من إنتاج الطبيعة بقدر ما هي أي الطبيعة مغرقة ومُسرفة في تأثيرها القوي على الإنسان , ولا يمكن حبس الإنسان في داخل سجن فالإنسان يؤلمه السجن جدا ويعتبر نفسه مضطهدا حتى بعض الحيوانات تعتبر نفسها أنها في عداد المفقودين إذا ما وضعتها في قفص , وكذلك الإنسان الذي لا يطيق السجن فهو أيضاً لا يطوق سجن روحه فروح الإنسان ونفسه وخلجاته تواقة للحرية كما هي تواقة للمعرفة , وكذلك للإنسان رغبة بالتعدد الفكري وبأن يشرب وينهل من كافة مناهل الحياة , وإذا دان الإنسان بديانة توحيدية مثل الإسلام فهذا معناه نهايته كمثقف مبدع أو مُفكر , أنا أقول ذلك عن خبرة وتجربة , فأي فنان يدخل الإسلام قلبه تجد أيضا الفن قد خرج من قلبه ولسانه , وأصادف أصدقاء وصديقات قُدامى فأسألهم أين أنتم وأين اإبداعاتكم فيقولون لي :(خلص الله تاب علينا وصرنا إنصلي) وأي إنسان يدخل الدين الإسلامي التوحيدي قلبه تجد أيضاً بأن تذوق الفن والطرب والجمال قد خرج من حاسته الذوقية والجمالية , ولا يمكن أن نفرض على الإنسان نوعاً واحدا من الحياة , أو مذهباً فكرياً أو فلسفياً أو أدبيا أو ديناً توحيديا , فالديانة التوحيدية نشأت في الأصل عند المجتمعات التي لا ترى أو لم ترى حياة أخرى مختلفة الألوان عن حياتها , وكان لديها شعور مغالط بأن حياة المجتمعات الأخرى مساوية لها أو تتشابه معها , وهذا شعور خاطئ جدا كان قد جر أصحاب الديانة التوحيدية لشن حملات تطهير أو لشن حملات نقل ملكيتهم الفكرية إلى غيرهم من المجتمعات .

إن الحياة اليوم ستبقى عصيبة إذا لم تقم على أسس متنوعة من الإنتاج المعرفي , وحتى ينتج الشعراء والأدباء والفنانون يجب أن يبقى خيالهم واسعا ومتسعا لأنواع شتى من التصورات والأحلام .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !
- اخترنا لكم : عصمت سيف الدولة /مختصر تاريخ البشرية
- مؤسسات الحكم حسب الترتيب
- عندنا جهاز كشف الكذب
- أين التحديث؟
- اللغة الميتة
- اللغة العربية لغة إقليمية
- هذا ولدي وأنا أبوه وذاك حماري
- الطاعة العمياء
- الجريمة الكبرى
- عيد ميلاد ابنتي برديس
- الهدية بلية
- الشجرة المريضة
- إعلاناً هاما
- بيعوا حميركوا
- عائلة مستورة بحاجة إلى سفينة حرية
- مؤلم جدا
- فتوحات الجائعين
- المرأة التي قتلت زوجها


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - إحدى أهم مشاكل الإسلام