أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - -شر الناس السياسيين إذا تفيقهوا-














المزيد.....

-شر الناس السياسيين إذا تفيقهوا-


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3070 - 2010 / 7 / 21 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهدت برنامج حواري من على شاشة قناة الحرة عراق يوم الأربعاء المصادف 21تموز 2010، وكان الضيوف يمثلون ائتلاف العراقية ودولة القانون والائتلاف الوطني وأحد أساتذة العلوم السياسية من جامعة بغداد، لا تهمنا الأسماء قدر ما يمهنا الأفكار والرؤى التي تطرح من على شاشة الفضائيات، والتي يشاهدها الكثير من العراقيين والذين يتأثرون بقدرٍ ما، بما يسمعون، وما أردت الأشارة اليه هو عملية تبرير خرق الدستور المستمرة من قبل السياسيين العراقيين والكتل والائتلافات التي يمثلونها وبنحو يشير الى التباس فهم موضوع الاستثناء كونه ديني أو دنيوي سياسي، وثانيا مدى تعلق هذا الاستثناء أو ذاك بما يقومون به من خرق لمواد الدستور، وهل هناك وضوح بالرؤية لموضوع المرونة التي يمكن أن يمنحها دستور جامد مثل الدستور العراقي؟. وخلال طرح عضو القائمة العراقية على ما يجري من خرق للدستور رد بشكل عفوي بأن ما يجري في حال العملية الساسية في العراق، هناك ما هو أكثر منه مشابها لما يحصل في الدين الأسلامي فمن يأخذ الدين يأخذه من القرآن، وهو منزه عن الخطأ، فعلى سبيل المثال في حالة الصيام يضع القرآن شروطا للصيام، يستثني منها بعض الحالات، وتبعه سياسي أخر من دولة القانون بالقول بأن هناك قاعدة فقهية تقول بأن "الضرورات تبيح المحظورات"، كيف يمكن للمتصدر للعملية السياسية أن يجيز لأخطأه الدستورية وتشويهه لمفهوم الديمقراطية بالأستناد الى مفهموم فقهي يبرر به أستثناه وخرقه للدستور على أنه عمل صالح يراد به وجه الله وتنحية الظلم عن المواطن العراقي وليس العكس، وهو ما يحصل الآن على عموم الشعب العراقي نتيجة تأخير تشكيل الحكومة. فعلى من يبسط الأمور ويرغب بأن يقنع أو يفهم الشارع العراقي بأن ما يقومون به نتيجة ظرف الضرورة التي ستبيح لهم خرق القانون المقدس "الدستور" وهو واحد من أهم المكتسبات التي ناضلوا من أجلها وفعلوا ما بوسعهم لوضعه بالشكل الذي يلائم "حاجات العراق" مع كل الملاحظات التي وضعت عليه، والذي يسير العمل السياسي ويحفظ حقوق الشعب ومكوناته وهو ما صوت له الشعب، ونسى سياسينا بأن البحث عن سبب استباحة المحظور والذي أجازه دستور الأسلام "القرآن الكريم" يختلف عن سبب إجازة التجاوز على مواد الدستور والتوقيتات التي وضعها المشرع العراقي، في الظرف الأول هناك حاجة ملحة تتوقف عليه سلامة المرء أوأبعاد الخطر عنه وهكذا فهي تبحث عن مصلحة الشخص بالاساس إذا ا تعرضت للخطر تحت أي ظرف فيمكن عندها أن تكون الضرورة هي الأستثناء، على عكس ما يحصل في ضرورات سياسينا التي ملئها مصالح كتلهم وأحزابهم، والبحث عن المغاتم أكثر من التنازلات، ونتيجة اختلافهم وعدم وجود الثقة الكاملة بين تلك الأطراف وتفردها بالقرار بعيدا عن مطاليب وحاجات ومظالم الشعب هي التي زرعت بذور استباحة المحظور وأعتباره ضرورة ملحة لما يؤسس له من أعمال بعيدة عن الدستورية والقانونية التي يراد لها أن تبنى في هذا البلد، وهذا ما يمكن أن يفهم من الحديث الشريف عندما سئل الرسول محمد(ص) "أيّ الناس شرّ؟ قال: العلماء إذا فسدوا". فهم لديهم الحجة والوسيلة التي يمكن أن يلبسوا الحق بالباطل ويلبسوا الباطل بالحق.
وعودا على ذي بدء، فإن الدستور يمثل الوثيقة القانونية العليا واجبة الاحترام من السلطات الأساسية الثلاث في الدولة، وإن مبدأ سمو الدستور على القواعد القانونية الأخرى هو القاعدة الأساس في العمل، وعلى العموم فأن كل اشكال الدساتير السابقة كان يؤخذ عليها بأنها مؤقتة ويمكن خرقها حسب رغبات وحاجات النظام الحاكم والسلطة التنفيذية، وهذا ما أُريد أن ُيبعد عن ساحة العراق بأيجاد دستور دائم جامد وغير مرن لمنع التلاعب بالدستور وتعديله كيفيا خاصة في هذه المرحلة الحرجة وغير المستقرة، حيث يلجأ السياسيين إلى التحايل على المعاني الواردة في مواد الدستور لإرضاء الجميع، وهذا ولله الحمد ما دأب عليه ماسكي زمام السلطة والمتصدرين لعالم السياسة اليوم في العراق، فهم لا يميلون الى الألتزام بما خطته أيديهم، حفاظا على مرونة توجهاتهم ورؤاهم بعيدا عن أراء وأفكار ناخبيهم الذين صوتوا للدستور ليُقوّموا أعمالهم على أساسه، وصوتوا مرة أخرى ليتقيد من فاز بالانتخابات بما منحوهم من حقوق ليعمل على تحقيق طموحات هذا الشعب المعلق بخيط الأمل ورؤية الضوء في نهاية النفق المظلم الذي يسيرون به.
*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيكون صانع الملوك
- منكر ونكير...وتشكيل الحكومة
- سور بغداد العظيم..يعاد من جديد
- حرية التعبير مستباحة بين الإعلاميين أنفسهم
- على أمريكا ... المسؤولية يا بايدن
- بونا بين الخرافي.. الطبطبائي .. صنيدح
- إزداوجية تعامل أجهزة الدولة
- من هو ...الناخب المنتظر
- تشتت الخطاب الاعلامي
- السياسيون يزايدون والعراقيون ينتظرون
- الضغوط الخارجية والتلويح بها
- أوباما يوشك أن يُخدع
- العدالة الأمريكية العمياء
- الأسئلة الحرجة: التحدي المستقبلي لحروب العراق وأفغانستان - ب ...
- كم قريبا سيكون آمن؟ تطور القوات العراقية وأساس ظروف انسحاب ا ...
- عصا مجلس النواب السحرية
- ممثلي الشعب من يمثلون رجاءً
- موقف الساسة العراقيين والعرب من الخلاف السوري العراقي


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - -شر الناس السياسيين إذا تفيقهوا-