أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - وإذا أوتيتم المنكرات..














المزيد.....

وإذا أوتيتم المنكرات..


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3070 - 2010 / 7 / 21 - 12:06
المحور: المجتمع المدني
    


نفخر دوماً أننا أمة نتقدم على بقية أمم الأرض بأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا وندرة الفضائح التي تزلزل(في أمم غيرنا) عروش حكومات ومؤسسات مدنية ودينية.. نفخر دوماً أننا أمة، على الرغم من فقر شعوبها وجهلها وتسلط حكامها، حبيبة على الله، قريبة منه، ملتزمة بوصاياه وأوامره..
لم يكن علينا أن نشعر بنقيصة أمام هوة عميقة تفصلنا عن بقية الأمم بين تقدمهم العلمي والتكنولوجي وجهلنا وتخلفنا علميا عنهم، ذلك أن الله جلّ وعلا إنما ينظر إلى قلوبنا العامرة بحبه وجباهنا التي تآكلت من كثرة السجود تقرباً من جنانه وخشية من السعير.
غير أن ما لم يكن يدور في خلد أكثرنا تشاؤماً، أن تكون منتوجات التكنولوجيا التي غزتنا بها الأمم وجعلت من حياتنا لا تسير من دونها، سبباً في انكشافنا وعرينا أمام أنفسنا أولاً، وأمام بقية خلق الله ثانياً. عدسات الفضائيات لم نكن قادرين من منعها في تسجيل أدق أدق أسرارنا، وشبكة الانترنيت فضحت رجولة بعضنا وفتوحاتهم الذكورية، فضحت عشق بعضنا لتسجيل سويعات التذاذهم بتصوير عوراتهم وهي تفتض بكارة وطهر من وثقن أنهن بمنأى عن الفضيحة، والهواتف النقالة تتجول في بيوتنا وتؤرشف ـ بوعينا أو من دونه ـ لحظات تهورنا ومجون بعضنا.. معول التكنولوجيا كسر ـ لغفلتنا وجهلنا في التعامل مع منجز حضاري لم تكن لنا أي إسهامة فيه ـ قشرة رخوة لناصح حكيم بلا حكمة، حكمة تحولت بفعل قداسة الماضي والتكرار إلى قانون عام يحكم ويتحكم بحياتنا، معول التكنولوجيا أزاح غطاء بالوعة بقي مغلقاً لقرون عديدة بحكمة (وإذا أوتيتم المنكرات فاستتروا)، لنكتشف أننا نعالج المرض بادعاء الصحة، وأن علامة التقوى عند بعضهم ليست أكثر من حرق متعمد للجبهة، وإذا بصلواتنا ليست أكثر من اتكيت اجتماعي أو جزء من حركات نؤديها من دون أن نفقه لها معنى ومن دون أن تنهانا عن الفحشاء والمنكر..
يتصفح كثيرون منا مواقع الانترنيت ويُذهلون من حجم فضائحنا المكشوفة أمام عالم احتقرناه وادعينا أفضليتنا عليه، من دون أن نفقه إن المنكر لا يمكن أن يستتر طويلاً في العالم المتحضر، فالخطأ يتحول إلى خطيئة حين لا يكشفه أحد ولا يردعه القانون والمجتمع. من منا لم يسمع عبارة مألوفة( والله سبع كدر ايكون نفسه) إعجاباً بمن سطا على مال عام!!
نفخر دوما أن لنا حضارة عميقة في التاريخ، نفخر أن بغداد هارون الرشيد كانت تعيش عصراً ذهبياً، وننسى( أو نتجاهل) في زهونا أن ثمة فرق كبير بين ما كان يعيشه هارون في قصره مع غلمانه وجواريه وشعرائه الماجنين وبين ما تعيشه غالبية سكان عاصمة الدنيا، ثمة فرق كبير وواسع جداً بين الحالين كما الفرق بين قصور الطاغية المقبور وسبع قصور..
نشمخ بأنوفنا عاليا حين نتحدث عن المتحضرين وفضائحهم، وندفن وجوهنا في الرمال عن رؤية بشاعة أنفسنا وتردي أخلاقنا، لأننا كالبعير الذي يعيب على الآخرين عدم استقامتهم حين يعجز عن رؤية حدبة كبيرة تعلو ظهره!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولونا لا يقرأون!!
- علّمتنا تجارب سابقة
- نعم، نحن متجاوزون!!
- في البدء كان الكلمة
- ما جينة يا ما جينة!!
- حرائق السراق
- وضرب لنا مثلاً..
- لا وطن لمن لا بيت له
- معاهد وكليات لإنتاج العاطلين!
- حصة الفقير!!
- إجراءات مشددة!!
- أحلامنا ودول الجوار
- دماء العراقيين..فقاعة!!
- أنت سياسيي،اذن أنت...
- وددت لو أني لم أنتخب
- مفتاح الحكومة..أخضر!!
- قبيل الإنتخابات..أمنية صغيرة
- الانتخابات وجوائز الأوسكار
- الفساد المالي..زينة وخزينة!!
- لا يليق ببغداد الا النور


المزيد.....




- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - وإذا أوتيتم المنكرات..