أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطية للمرحلة المقبلة!















المزيد.....

من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطية للمرحلة المقبلة!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتضح، ووتسارع في العراق اليوم شروط النهوض العام للحركة الشعبية، وتلوح دلالات تخبط، وتفكك الحكم الطائفي القومي امام التغيرات السريعة في المزاج الشعبي، بعد محاولة اجهاض التجربة الديمقراطية، وسخط الجماهير على تجاهل مصالحها وهمومها وظروفها الحياتية القاسية الصعوبة، والايغال في خدمة مصالح الاجنبي بما يشبه الخيانة الوطنية، وانتشار الفساد الاداري والمالي، واستفحال البطالة، وتردي اوضاع الناس المعيشية، وانعدام او شحة الخدمات الاساسية، اضافة الى عودة نشاط المليشيات بشكل مبطن، واستخدام العنف ضد المعارضين والمختلفين في الرأي، وشيوع ظاهرة الاغتيالات السياسية، وتغطية هذه الاعمال الاجرامية بنسبتها الى قوى الارهاب الداخلية والخارجية، التي ما كانت لتجد موضع قدم لها، لولا تمسك الزعامات الطائفية بالسلطة، والانقلاب على نتائج الانتخابات تمهيدا للانقلاب على العملية السياسية كلها والعودة الى نظام الحزب الواحد، والحكم الشمولي، وهذه المرة بشكل اسلامي، على الطريقة الايرانية. باستبدال حزب البعث بحزب الدعوة.

ان ما يطرح للبحث بشكل جدي اليوم هو احتمال واقعي لانفجار الوضع، وتهاوي نظام المحاصصة الطائفية/ القومية في ظروف عدم نضوج العامل الذاتي.أي عدم تبلور الاطر السياسية الضامنة لمسيرة المرحلة المقبلة بخطى حثيثة لانجاز مهامها في ظروف الوحدة الوطنية، وفي اطار ديمقراطي عام. ان ذلك يلقي اليوم على عاتق جميع الوطنيين والديمقراطيين التحرك بشكل عاجل نحو توفير هذه الاطر بحيث يتم استيعاب المرحلة التاريخية، وتجنيد الطاقات الشعبية بشكل ايجابي وثوري بحيث يتم توحيد الاطراف الوطنية بجبهة وطنية ديمقراطية واسعة هي البديل لنظام المحاصصة الطائفية والقومية، كما هي البديل لتمزق الصفوف الشعبية وتشتت القوى الوطنية الديمقراطية حقا.

ويجدر بنا هنا لفهم الوضع التاريخي الراهن عقد مقارنة سريعة بالفترة التي سبقت ثورة تموز 1958 مباشرة. فقد كانت سلسلة النضالات الشعبية الطويلة من اضرابات، ومظاهرات، وانتفاضات، ووثبات. اضافة الى استخدام العنف ضد الجماهير، وزج الجيش في قمع التحركات الشعبية، قد ادت في خمسينات القرن الماضي الى ظهور اجماع شعبي حول طبيعة النظام السعيدي، واتفاق سياسي حول عدد من الشعارات الاساسية التي تتبناها بشكل او باخر كافة فئات الشعب، وبضمنهم كثير من المسؤولين الاداريين والعسكريين في اجهزة الدولة الملكية نفسها، وحتى من المقربين الى قمة السلطة، وبشكل لا علاقة له بالانتماء المباشر الى الاحزاب الوطنية السرية. لقد كانت عضوية تلك الاحزاب الوطنية ضئيلة جدا بالقياس الى الانتشار الواسع للفكر الوطني والشعارات الوطنية والالتفاف حول خطوط عامة لبرنامج وطني يدور حول اللحاق بركب التحرر العالمي، والديمقراطية السياسية، وتصفية الاقطاع، والاطاحة بسيطرة الطغمة السعيدية الملكية الفاسدة.

ان هذا هو ما نعنيه بنضوج الوضع التاريخي للتغيير. فهناك وضع من الاجماع الشعبي الذي يتغلغل في كافة قطاعات المجتمع وينخر النظام بشتى الاساليب، فيكون لاي شرخ او تزعزع فيه فعل يتعاظم ويمتد ويتعمق ، وكلما زاد الكبت زادت احتمالات الانفجار وقوته. فاليوم كما هو بالامس يسود اجماع شعبي على ضرورة تغيير الوضع الحالي، ومكافحة الفساد المستشري، والغاء جهاز القمع السلطوي باكمله كشرط لابد منه اذا كان للانسان العراقي ان يحيا بكرامة في وطنه وبين اهله امنا على حياته وحريته. وكما ان النظام الملكي الملكي السعيدي عام 1958 لم تسعفه موارده المالية المتعاظمة انذاك، ومشاريع مجلس اعماره الباذخة، والتحسن النسبي في الوضع الاقتصادي جراء موارد النفط رغم الفساد، والسرقات، وكما ان نظام الشاه لم تسعفه مشاريعه التنموية وعنجهياته العسكرية، فان نظام التشبث بالسلطة الطائفي لن يمكنه التعكز على خطط اعادة البناء التي يتضح اليوم اكثر فاكثر فشلها، وتخبطها، وهدرمليارات الدولارات من ميزانية الدولة، و"المساعدات، والهبات" الاجنبية دون نتيجة تذكر. فلا ماء نقي ولا كهرباء تكفي! وكانت نتائج الانتخابات تعكس رغبة التغيير!

ان "الوطنية" الظاهرية لنظام التمسك بالسلطة وجبروت "العمليات، والجولات، والصولات" العسكرية تبدو اليوم شبيهة بالقوة الكاذبة التي كانت لحكم نوري السعيد، ذلك السيد و "داره المامونة" * التي تبجح بها قبل اسابيع من الثورة. لقد كان النظام السعيدي يتفتت من الداخل تحت وطأة جرائمه، وفساده، ويتسلل منه معنويا، وسياسيا افراده واركانه وعندما اتى الانفجار صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 فر نوري السعيد وحيدا بنفسه مختفيا بعباءة امراة عجوز من غضبة الملايين التي ملأت شوارع العراق لتؤكد حريتها، وكنسها للنظام المقبور، وحماية ثورتها.

قد يبدو ان النظام الطائفي قد ازال الدور الوطني للجيش العراقي تماما من مسرح السياسة العراقية بتصفية الضباط الوطنيين، وحملته الشاملة ضد كل عسكري ذي تاريخ وطني، واضعاف الجيش ووضعه تحت سيطرة طائفية عشائرية عنصرية متخلفة. لكن هذا الواقع الحالي لا ينفي امرين :
اولهما ان الروح الوطنية، والارتباط بالشعب سمتان ملازمتان لتاريخ الجيش العراقي. وثانيهما انه ما زال للعناصر العسكرية الوطنية المزاحة والمضطهدة دور سياتي وقته للاسهام في اعادة الوجه الوطني والشعبي للجيش وتصفية المؤسسة الطائفية.

هذه ليست دعوة للعودة الى سياسة الانقلابات العسكرية، بل التصدي لنزعة استخدام الجيش كطرف في النزاع السياسي، كما فعل المقبوران نوري السعيد، وصدام حسين. حيث تحول الجيش مؤخرا الى امتدادات للمليشيات التي حلت، وتلك التي لازالت قائمة. واطلاق النار على المتظاهرين المسالمين في البصرة دليل على النية في وضع الجيش في مقابل الشعب في حين المفروض ان يكون في خدمة الشعب ودرعا للوطن. لقدد هدد المالكي بانه قائد عام للقوات المسلحة، واستخدم الجيش في محاربة خصومه السياسيين بحجة فرض القانون، ومحاربة المليشيات، و يسعى لتحويل الجيش العراقي كله الى ميليشيا تابعة له ولحزبه. في حين ان الدستور اكد على ابعاد الجيش عن السياسة. وهذا بالضبط ما يريده الضباط الوطنيون الذين تعبوا من استخدام السياسيين لهم كقوة ضاربة ضد خصومهم!

وعودة الى موضوعنا نقول ان ما تم من قبل القوى الوطنية لتوفير الشرارة التي احرقت الهشيم السسعيدي في 14 تموز 1958 وتشكيل جبهة الاتحاد الوطني تعبيرا عن الاجماع الشعبي، والاتصال بالقوات المسلحة(الضباط الاحرار) وصياغة برنامج الجبهة واسس تعامل قواها مع بعضها ومع الاحداث السياسية. حيث اصبحت جبهة الاتحاد الوطني مباشرة وفي غضون ايام من اعلانها وتوزيع نشرياتها السرية رمزا للوحدة الوطنية والنضال الوطني، ورفعت معنويات الجماهير الى مستوى التحدي، ومهدت الجو السياسي للانتصار الساحق لاي تحرك، مهما صغر، للاطاحة بالنظام المتعفن.

نفس المهمات مطروحة اليوم ايضا على جميع الاطراف الوطنية، وان وجدت فروق فعلية بين الوضعين خصوصا بسبب تاثير الارهاب، والعزل، والتهميش، والاقصاء، والقمع في منع تبلور القوى والاحزاب الوطنية ووضوح رؤيتها بسبب الحصرالدائم لوعي الجماهير في زاوية الطائفية والعنصرية المقيتتان. وان كانت هناك نواقص في عدم هيمنة جبهة الاتحاد الوطني على الاحداث بعد الثورة، فان على الوطنيين العراقيين اليوم ايجاد الحلول لهذه الفروق ولتلك النواقص كي تكون الخطوة المقبلة استيعابا لثورة 14 تموز واستمرارا لها وتجذيرا وصعودا الى مرحلة اعلى في سلم التقدم والحرية والديمقراطية والرفاه للشعب العراقي. وترسيخ نظام التداول السلمي للسلطة.

ان المهمة العاجلة التي تقع اليوم على عاتق جميع القوى الوطنية الديمقراطية تنظيمات وافرادا ومن شتى اتجاهاتهم هي التقارب الوطني تحت اشكال ملائمة وتجديد عهد التحالف الوطني الذي سبق ثورة 14 تموز 1958 واستنهاض الحركة الشعبية على اساس مبادئها ومد علاقات التحالف الوطني الى جميع القوى المؤيدة للعملية السياسية، المؤمنة بالديمقراطية، والرافضة لعودة الديكتاتورية، وعبادة الفرد، والحزب الواحد، واسلوب التمسك بالسلطة تحت أي شعار، والزام، بل اجبار القوى السياسية المتنفذة، والتي استحوذت على السلطة بشكل غير شرعي على احترام ارادة الشعب العراقي ونتائج الانتخابات.

رزاق عبود
14/7/2010

*هل هي مصادفة ان يهوس رؤساء عشائر متحالفة مع نوري المالكي: "احنه وياك لا تنطيهه" فيرد بعنجهية تسلطية: "هو منو يگدر ياخذهه حتى ننطيهه"! مثلما هوس رؤساء العشائر لنوري السعيد "دار السيد مامونه"! نفس المعنى، ونفس الاسم، ونفس الموقع من السلطة! فهل يتحقق الوعد الذي رفعته انتفاضة الكهرباء في البصرة: "اليوم نتظاهر، وغدا نعتصم، وبعدها نثور"؟! وهل سيلبس نوري المالكي الچادر الايراني هذه المرة؟!

نحن لا نتمنى لابي اسراء هذا المصير فعليه، وعلى غيره ان يتعظ! فصناديق الاقتراع افضل من أي عباءة، او چادر للنجاة من عقاب الجماهير العراقية!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة بع 32 عاما.....(4) اين بصرتنا؟!
- ألبصرة بعد 32 عاما....(3) من بلد النخيل الى مقبرة النخيل
- البصرة بعد 32 عاما....2
- البصرة بعد 32 عاما! صورة الماضي الجميل، وواقع الخراب المريع!
- لمن صوت الشعب العراقي؟ ولماذا يعاقب على تصويته؟؟!
- فاجعة احمد مزبان... مصيبة صديق، ام مأساة وطن؟؟!
- محرقة المسيحيين في العراق! متى تتوقف؟؟!!
- 7 اذار انتخابات 8 اذار نساء معذبات
- عاهرة -الثورات- تلوث شوارع البصرة
- مسيحيو الموصل احق بالموصل، كل الموصل، من غيرهم
- اذا حكمت العمامة قامت القيامة (1)
- وداد سالم، واديب القليچي نجمان ساطعان في عالم النسيان
- اطفال ابو الخصيب في ضواحي ستوكهولم
- النبي الاثول
- برلمان الجوازات الديبلوماسية يمنح الفوضى والارهاب في العراق ...
- صداميون يتحدثون باسم الاكراد
- التيار الديمقراطي والاعصار الاسلامي القومي
- ابو اسراء خلصنا من هؤلاء العملاء
- من دولة ائتلاف القانون الى امارة التحاف الذقون
- هل حقا لا يعرف الصديق جاسم الحلفي من قتل وغيّب رفاقه؟!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطية للمرحلة المقبلة!