أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين النجفي - حوار اليسار مع الفكرى الدينى المعاصر















المزيد.....

حوار اليسار مع الفكرى الدينى المعاصر


محمد حسين النجفي
رئيس تحرير موقع أفكار حرة

(Mohammad Hussain Alnajafi)


الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 11:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يكاد يخلو الخطاب السياسى لليسار العراقي والمثقفين العلمانين من اية اشارة او محاكات للفكر الديني المعاصر.
وذلك على الرغم من وجود تراث هائل من الافكار والآراء والدراسات الدينية او المتأثرة في الدين. أضافة الى ذلك ظاهرة أنتشار التدين بشكل لم يسبق له مثيل. وأحتلال الحركات الدينية مركز الصدارة في الصراع السياسي. ومن جهة اخرى نرى ان الخطاب السياسى للحركات الدينية يتجنب ويتردد من مناقشة وانتقاد الفكر الماركسي او الوجودي او النهج العلماني لأدارة الدولة. كذلك فإنهم يتجاهلون وجود حضارات و أفكار أخرى ويكتفون برفضها كليا وقطعيا.

وامام هذا الزخم المكثف من الافكار والحركات الدينية فى زمننا هذا , ليس في العراق فقط او في العالم الأسلامي, وانما في عموم العالم قاطبة. وهذا التيار القوى ليس ضمن الديانة الأسلامية فقط وانما المسيحية واليهودية وحتى الأديان غير السماوية . وعلى الرغم من هذا الزخم المتحدى نرى ان المفكرون التقدميون والسياسيون العلمانيون فى مرحلة تراجع متسارع وكأن الأمر لا يعنيهم. الا انه ليس من الضرورة ان الافكار والمناهج الدينية تسير على خط متوازي مع الافكار اليسارية والاشتراكية والعلمانية. وانه لربما ان الاثنين يلتقيان ويتعانقان فى الكثير من الاهداف والوسائل. وعليه لا بد من المحاكاة بين هذه التيارات من الناحية الفلسفية ثم الغايات النهائية وبعد ذلك البرامج والوسائل لتحقيقها.

وهنا لا بد من وضع بروتوكول معين لترويج هذا التفاعل وبشكل صحى وملآم لظروف صعبة وحساسة تمر بها العديد من الشعوب ومنها الشعب العراقي. ولما كنت عراقيا و مسلما فسأوحاول أن أتحدث ضمن الأطار الذي أنا أعرف به. وقبل أن نضع أسس هذا البروتوكول لابد لنا من الأستفادة من بعض التجارب التأريخية والعالمية السابقة في هذا المجال, من خلال الأمثلة التالية:

1- حينما بعث الأمام علي (رض) أبن أخيه مسلم بن عقيل لمفاوضة الخوارج, قال له على شكل وصية وأمر بأن " لا تناقشهم بهذا" وأشار بيده الى القرآن الكريم.

2 – خلال زيارة الكاتب الأيطالي التقدمي المعروف البرتو موروفيا الى الصين الشعبية أبان الثورة الثقافية, دخل في حوار مع مثقفي تلك الثورة. وقد لاحظ انه حينما يجادلهم بشئ, يقلبون الكتاب الأحمر ويجدون فيه جوابا للرد عليه.

3- عندما أصدر الكاتب البريطاني المنحدر من أصول أسلامية باكستانية سلمان رشدي كتابه سئ الصيت " ألآيات ألشيطانية" أحتجت عليه معظم الدول الأسلامية وعلمائها. كذلك أحتج عليه وهذه ربما مفارقة " أتحاد الكتاب السوفيت" ولم تحتج عليه أي منظمة غربية.

وهناك عبر في هذه الأمثلة الثلاث لعلها تساعدنا على وضع أطار حضاري للتفاهم ما بين منهجين يبدوا أنهما على طرفي نقيض ولكن من المؤكد وجود العديد من نقاط الألتقاء ليس في أمور جانبية فقط وأنما في إمور أساسية وجوهرية.
فحينما طلب الأمام علي (رض) من ابن أخيه ان لا يناقش الخوارج فى كتاب الله, لعلمه بان الخوارج كانوا من الثقافة والألمام الواسع في الأيات واحكام الدين واحاديث الرسول(ص) . ومهما بلغت امكانية وايمان مسلم ابن عقيل فانه سوف يخسر مقارعة من هذا النوع, لأنهم أكثر مهارة منه في المحاججة . وعلى ذلك فأن اراد المثقفون العلمانيون والتقدميون ان يحاوروا المفكرين الأسلاميين عليهم تثقيف انفسهم بالفلسفة الأسلامية واحكامها, قبل التجرآ على مناقشتها .




اما بالنسبة الى البرتو مورافيا , فانه خسر جولته في اليوم الأول وحينما ذهب الى فندقه في المساء قرر دراسة الكتاب الأحمر ليس ليناقضه, وانما ليجد فيه نصوص يستند فيها لأرائه. وحينما ذهب في اليوم التالي في حوار مع الصينين فأنه كان يقول لهم افتحوا الصفحة الفلانية في الكتاب الأحمر وأقرأو الفقرة التالية . وبذلك استطاع محاورتهم من كتابهم . وعليه حينما ينتقد سلوك من يدعون النهج الأسلامي يجب أن بناء على مخالفتهم للدين الذي يديون أنه منهجهم ومصدر تعاليمهم.


اما السبب في ان اتحاد الكتاب السوفيت في عام 1980 أو 1981 أحتج على كتاب سلمان رشدي وطالب بمنعه لأنه اعتبر ان الكتاب ذو نهج استفزازي لا يحترم فيه مشاعر الملايين من المو’منين بالدين ألأسلامي , وبالتالي فأنه لم يكن كتابا موضوعيا , حواريا أو نقديا, وأنما كان كتابا ساهم فيا في شهرته و تكوين ثروته ولكنه خلق عداءا وتنافرا بين الحضارات بدلآ من بناء الجسور وخلق الحوار البناء.

ان الدين الأسلامي هو دين شامل متكامل يضع أسس متينة لما يلي :

1- علاقة الأنسان بخالقه ومناهج وطقوس التعبد .
2- الحياة بعد الممات والعقاب والثواب . 3- اسس العيش السليم على الأرض .

ان الفقرتين الاولى والثانية ترتبطان بعضهما ببعض وهما أساس الشريعة الأسلامية . وهذا يتعلق بالأيمان الشخصي و الأرتباط الروحي ومدى تعلق الأنسان بخالقه ودرجة ايمانه بالجنة والنار . وهذا موجود بشكل وبآخر في كل الأديان, وأحيانا كثيرة يكون جزءا من العادات والتقاليد التي يتربى عليها الفرد والمجتمع . فإذن تعتبر الفقرتين الأولى والثانية مسألة شخصية بحته ليس بالضرورة أن ترتبط بشكل مباشر بالفقرة الثالثة , وهي كيف يعيش الأنسان مع أخيه الأنسان على الأرض . و هذا هو موضوع هذه المقالة والذي يتطلب المزيد من الدراسة واللأستقصاء للتوصل الى معرفة مجالات اللقاء والوفاق بين عموم الأفكار السائدة في مرحلة من مراحل المجتمع المقصود.

وعلى سبيل الامثلة لا الحصر هناك امور تهم الأسلاميين والتقدميين والعلمانيين على نفس الدرجة وهي :

1- تباين الدخول بين أفراد المجتمع . هل يقبل الأسلام بالثراء الفاحش؟ وهل يمكن وجود فقراء في مجتمع اسلامي متكامل؟ وما هو دور الدولة في أعادة توزيع الثروة وكيف؟

2- الحرية الشخصية ومنها حرية المرآة وصيانها من كل أذى . حقها في قرار الزواج والطلاق. تعدد الزوجات. حق المرأة في الثقافة والتعليم والعمل .

3- ادارة الدولة وأساليبها مثل الديمقراطية والشورى , وحدود وصلاحيات الحاكم , ولمن تكون الولاية؟ للفقيه أو الحاكم ام للشعب .

4- الدولة ودورها في الكيانات الأقتصادية, حدود تدخلها في الشؤون التجارية والمالية مثل النظام المصرفي وادارة الثروة الوطنية.

5- دور الدولة الأجتماعي من حيث الضمان الأجتماعي , والضمان الصحي ومجانية التعليم ونشر الوعي وحفض القانون.


كذلك ان على المفكرين الأسلاميين الأطلاع والتعرف على الأفكار والأراء السياسية والأقتصادية والأجتماعية الرأسمالية منها والأشتراكية, للنهل منها والبحث فيها عما يتلائم للأستفادة منه في المجتمعات الأسلامية او ربما تقبله بعد تعديله جزئيآ . وعليهم أيضآ حين المقارنة والمناقشة ان يناقشوا من خلال ادبيات تلك الفلسفة وليس من خلال مقالات صارمة ورادعة , وهنا اريد ان اعطي مثلين متناقضين صالحين للمقارنة , والعجيب الغريب انهما حدثا في نفس الفترة الزمنية وهي بداية الستينات من القرن المنصرم . ففي ذلك الوقت وأثناء ما كان يسمى بالمد الشيوعي في العراق , قابلت مجموعة مغرضة سماحة السيد محسن الحكيم وسألوه عن رأيه في الشيوعية , فكان جوابه والعهد على تلك المجموعة المغرضة " ان الشيوعية كفر وألحاد" ثم اخذت هذه المجموعة بأستغلال تلك المقولة وجعلوها فتوى ساعدتهم في الحصول على تأييد رجال الدين وشيوخ العشائر في ردة 8 شباط السوداء عام 1963 , وكذلك استغلت في أعطاء شرعية لاصدار بيان رقم 13 سيىء الصيت الذي هدر فيه دماء كل التقدميين في العراق بحجة انهم شيوعيون او قاسميون .

اما النموذج الأخر لتفاعل الفكر الأسلامي مع التطور الفلسفي الأوربي هو ما كتبه الشهيد محمد باقر الصدر في مؤلفاته العديدة وخاصة فلسفتنا وأقتصادنا , وفيها يستعرض الشهيد النظريات الماركسية والرأسمالية ومن ثم يناقشها وفق الفلسفة والنظرية الأسلامية بأسلوب علمي وأكاديمي , بمنتهى الموضوعية وبعيدآ عن الأتهامات والمهاترات . وربما كان لأسلوبه وطريقة عرضه الحوارية الأثر الفاعل في تقبل الفكر الديني ونمو أنتشار حزب الدعوة في منتصف الستينات وخصوصا بين طلبة الجامعت العراقية.

لقد تعثر وفشل التيار اليساري في فهمه وتعاطفه مع المشاعر والتيارات القومية التى كانت سائدة في الخمسينيات والستينات من القرن الماضي . وهنا لا بد من الاعتراف والتفاعل مع التيارات الدينية التى شملت الأرض بوسعها . وعلى مثقفي التيار التقدمي دراسة التراث الديني وتعلم محاورته حوارآ موضعيآ لأئقآ . ولهم في كتابات الراحل الدكتور على الوردي خير قدوة في مناقشته لموضوعات حساسة في كتابه" وعاظ السلاطين" و"مهزلة العقل البشري" بطريقة منهجية بحثية بحيث يرد فيها ما لا يراه يتفق مع روح الأسلام , معتمدآ بحجج اسلامية متفق عليها . وأذا تعمق المثقفون في دراستهم للفكر والنهج الأسلامي فأنهم سيرون فيه اليمين واليسار , المتزمت والمحافظ والمتفتح . منهم من يأخذ جانب الحاكم ومنهم من يثور عليه مستمدا شرعيته من العامة الغاضبة .

و نحن في هذه المقالة ندعوا الى الحوار البناء المستمد من الدراسة المستفيضة للأديان والأفكار مع التركيز على الأسس المنهجية والنظرية بدلآ من الأعتماد على النقد اللاذع المبني على الممارسات الخاطئة او على التجارب الفاشلة او على التطبيق المغالط كما يرد أحيانا بسذاجة في أحاديث أشخاص مثل وفاء سلطان وغيرها. فهناك الكثير من الحكومات التي تدعي المنهج الأسلامي وهي بعيدة كل البعد عن الأسلام وهناك العديد من التجارب الآشتراكية او ما يسمى بالأشتراكية كانت نهايتها الدكتاتورية المطلقة وتوريث السلطة والفساد الأداري مثل ما حدث في الأتحاد السوفيتي والمجموعة الأشتراكية ومثلما يحدث اليوم في الصين الشعبية وكوريا الشمالية وكوبا .

محمد حسين النجفي
كاليفورنيا, أيلول 2009



#محمد_حسين_النجفي (هاشتاغ)       Mohammad_Hussain_Alnajafi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين النجفي - حوار اليسار مع الفكرى الدينى المعاصر