أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم العوده - ادموند سبنسر















المزيد.....

ادموند سبنسر


باسم العوده

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


ادموند سبنسر
1552 -1599
الشاعر الغامض والمنفي
ترجمة باسم العوده

بعتبر الشاعر الثاني من الشعراء الانكليز العظماء ، وطبيعيا يمكن مقارنته بالشاعر الأول (جاوسر) يفصل بينهما من ناحية الزمن حوالي قرنين ، كانا متباعدين من ناحية الأهداف ،الغايات ، الطرق ،كاثنان من نفس الجنس والمهنة . ظهر (ادموند) في الضياء وغاب في الظل ، كعمله الملكة (فيري) ،نراه فترة وسط الثورة في ايرلندا وأخرى محاولا الوصول إلى منصب رفيع بين رجال الملكة المفضلين والمرجحين إليها ، يختفي فترة وتظهر له قصيدة تشبه دقات ناقوس بعيد لكنيسة صغيرة ، يسمع بضعف في شوارع المدينة المبعثرة ، نحاول إن نفهم هذا الشاعر بمحاولة فك الغموض الذي يغلفه ، ولد في لندن انهي معظم شبابه وسط الخلافات السياسية والدينية في عهد الملكة (ماري) و (اليزابث) ، وخلال هذا الخضم من التقلبات لم يمتلك التحمل ، كان رجل سلام ، رجل ثقافة ، رجل أحلام رومانسية ، ينتمي إلى عائلة نبيلة لكنها فقيرة ، موهبته كتابة الشعر في زمن لا يأتي بالخبز ، فخر ولادته منعه من إن يلتمس محسوبية النبلاء ، ولسعة عقله التحق بجامعة كامبردج التي كانت في عنفوان دراسات عصر النهضة ، وجد (سبنسر) نفسه وسط الآداب الايطالية واللاتينية واليونانية ، وكل الأشياء القديمة كانت في حضوة الجامعة ، حيث كانت هناك نهضة في إحياء القصيدة الانكليزية القديمة والتي استفاد منها (سبنسر) إلى حد بعيد في استخداماته للكلمات المهجورة ومحاكاة (جاوسر) . بعد الانتهاء من الدراسة صرف أكثر وقته شمال انكلترا ومن المحتمل كان مدرسا هناك . خاض تجربة حب حزينة ذكرها في قصائد (روزالند) بعدها رجع إلى لندن وعاش في خدمة بيت (سدني) و(ليسستر) ومن خلال مركز هؤلاء الاجتماعي عين سكرتيرا إلى (اللورد كري دي ولتون) مندوب الملكة في ايرلندا ، من ذلك الوقت صور هذا الشاعر بالكآبة نتيجة لاغترابه في ايرلندا وفي الوقت نفسه كانت ايرلندا رافضة إتباع حركة الإصلاح الديني ، كان (سبنسر) منهمكا في الكفاح المستميت للحرية الدينية والمدنية ، وكل جندي انكليزي أبحر لقمع هذا التمرد كان متطفلا يحلم بان يحصل على احد العقارات التي صودرت من المالكين الايرلنديين ويبدو أن (سبنسر) كان واحدا من هؤلاء المغامرين الذين رافقوا (اللورد كري) في حملته الوحشية وكان (سبنسر) متهورا (إن همجية وجهة نظر سبنسر بأنها ارض واحدة مشاعة في ذلك الوقت استولت عليها في الوقت الحاضر الدولة الحالية لايرلندا ) إن الحرب الجديرة بالاحترام في البر والبحر كانت مجهولة في عصر اليزابث ، أعداد لا حصر من قراصنة السفن لكل الأمم كانوا يفترسون السفن التجارية على نحو مفتوح (دارك) و (فرويشر) وآخرين من الأبطال الايلزابثيين كانوا مجرد قراصنة شاركوا بنهبهم مع الملكة لغرض القضاء على التمرد الايرلندي ، ( اللورد كري و أيسكس) استعملا بعضا من هذه الأساليب الإرهابية المستخدمة من قبل رديء السمعة (دوق ألفا) في هولندا . تعاطف (سبنسر) كان باجمعه إلى سيده (اللورد كري) الذي صوره (سبنسر) كشخصية (ارتكال) في عمله (الملكة فيري) كنموذج للعدالة الحقيقية ، ولخدمات (سبنسر) الكبيرة التي قدمها فقد منح قلعة (كلكولمان) وثلاثة ألاف هكتار من الأرض بعد أن أخذت من (ايرل دزموند) ، وبنفس الطريقة أصبح (ريلاي) مالك أرض ايرلندي حيث منح أربعة آلاف هكتار من الأرض لاتمانه ، لكن من ناحية أخرى إنهما أصبحا في المنفى ! وذلك عندما اشتاقا للرجوع إلى انكلترا للتمتع بمجتمع لندن وعائدات الأرض الايرلندية لم يستطيعا ، ومن سوء الحظ إن احدى شروط امتلاك هذه المنح الهائلة هي البقاء في الأرض لأجل منع الملاك الحقيقيين من الرجوع إليها . في ايرلندا بدأ ( سبنسر) بكتابة رائعته (الملكة فايري) كما ألف (رالي) ثلاثة كتب ، وبما احتوته هذه الأعمال من جمال الأدب قد أثرت وساعدت في رجوعهما إلى لندن ، كما وجلبت الامتياز الملكي إلى (سبنسر) . في قصيدة ((Cloin Clouts Come Home نقرا فيها حسابات (سبنسر) عن كيفية تأثير المحكمة له عند إقامته في ايرلندا . طبع الجزء الأول من (الملكة فايري) عام 1590 والتي رفعته الى المقام الأول في الأدب الانكليزي وأصبح شاعر البلاط الملكي ، كما وانه استعمل كل تأثيراته على نصرائه ونجاحاته الأدبية لأجل السماح له بالبقاء في لندن وعدم العودة إلى ايرلندا ، لكن الملكة كانت قاسية جدا لأنها تصر على أمرين ، إما الذهاب إلى ايرلندا ويحتل ممتلكاته أو يتنازل عنها . لذا فهو رجع بحزن إلى (النفي) وكتب ثلاثة كتب (من الملكة فابري) وهناك أضيف له منصب عمدة مقاطعة (كورك) ، منصب كان خطرا لأي رجل حتى وقت السلام فما بالك للشاعر وقت الاضطرابات ، قد تؤدي إلى كارثة ، وفي هذا الوقت حدث تمرد في قلعة (كلوكلمان) حيث أحرقت وبشق الانفس هربت عائلة (سينسر) للنجاة بحياتها مع بقية الساكنين (ذكرت هذه الحادثة من قبل – بن جونسون- احد أولاد سبنسر وذكر بان أجزاء من مؤلفه الملكة فايري قد أتلفه الحريق، لكن صحة هذا القول لم تثبت حقيقته) وبعد هذه الحادثة التي سحقت روح الشاعر صدر له امرأ بالتوجه إلى انكلترا وأثناء عودته توفي عام 1599 ودفن جانب (جاوسر) في دير وست متستر . كانت شخصيته غير ملائمة ، أما لمكائده بين المرجحون عند الملكة أو وسط حالاته المتهورة ويختلف عن صديقه (رالي) الذي كان رجل عمل جوهري ، كان (سبنسر) حالما ملاحظاته النقدية للعصر كانت عقيمة وبدون هدف وكآبة في أكثر أعماله توحي بأنها تعود إليه في اقل مايكون . العالم اعتقد بأن (سبنسر) شاعر عظيم ، نسي بان (سبنسر) قد أصابه الإحباط . يمكن إن نصنف أعماله إلى ثلاثة أصناف على نحو ملائم .. القسم الأول قصيدة الرعاة مثل (لائحة الراعي) التي عكس فيها أنماطا شعرية من عصره ، القسم الثاني القصص الرمزية مثل مجموعة (الملكة فايري) وكتبها إلى انكلترا كصراع بين الخير والشر اما القسم الأخير فهو قصائد المناسبات تتناول الحب وقصائد لأصدقائه مثل Amoretti)) كل أعماله المسرحية كانت موسيقية على حد سواء وبعيدة مثل (قيثارة الريح) التي احتوت على موسيقى غريبة ومخيفة . أما قصائده فهي تتسم بالإمتاع والتشويق الكبيرين ومن بين قصائده البارزة قصيدة ((Amoretti عبارة عن مجموعة من السونيتات كتبت بعفاف إلى (اليزابث) الفتاة الايرلندية والتي تزوجت من الشاعر فيما بعد . إن الترابط بين هذه السونيتات يمكننا من قراءة تراتيل (سبنسر) الأربعة الجمال ، الحب السماوي ، الجمال السماوي و الحب العفيف خصوصا ترتيلة زواجه ((Epithalamium وتعتبر أغنية الحب الأكثر تمجيدا في اللغة الانكليزية . في قراءة (الملكة فايري) هناك مقارنة واحدة يجب أن تلاحظ بين شأنه وأسلوبه ، كان شأن (سبنسر) الين ،الفروسية ، علم الأساطير ، رومانسية ايطالية ، كفاح اسبانيا وانجلترا على القارة ، اضطراب الأحزاب السياسية وخلاصة كل الأمور المثيرة التي أثارت عمره المضطرب ، أما أسلوبه فهو عكس التوقع في الظروف الحالية ، لم يكتب ملحمة للنصر أو الهزيمة ولم يكتب كلمة صريحة لرجل محض ، هناك سرد وهمي كالمهدئ ، جدول ينساب شيئا فشيئا من صخرة شاهقة ينحدر أسفلا ورذاذ مطر لاينقطع على الكنيسة امتزج بريح متقلقلة . إن مقاطعه الشعرية فهي تكثر في (الملكة فايري) وهي قصائد في حد ذاتها لكن يصرف عنها الاهتمام خلال السرد القصصي الذي يفقد كل المتواليات الشعرية وتصبح كتأرجح مركب عاطل على موجة طويلة لبحر هادئ , إن اختراع مقاطع السونيتات في أي وقت تسمى (سبنسريان) وهو انجاز كبير جدير بالذكر حيث ترك أثرا في كل القصائد الانكليزية اللاحقة . أما أخطاء (سبنسر) يمكن إن نلخصها بما يلي .. وهميته في عمله الكبير ، افتقار عمله إلى المصلحة البشرية والتي سببت لأكثر القراء من إسقاط القصيدة ، التحريف المتوالي للملوك الانكليز من اجل عمل القافية والسجع ، ميال إلى التهجي القديم ، استعماله لكلمات مهجورة مثل fone بدلا من foes وتعني خصوم dan بدلا من master وتعني سيد ،teene بدلا من trouble وتعنى يقلق ،swink بدلا من labor وتعني عمل وكثيرا من كلمات اللغة الانكليزية القديمة . إن الغرض الأخلاقي تحالف مع شعراء القرون الوسطى في الهدف فقط وليس بالطريقة ، أكثر مزايا رومانسيي القرون الوسطى تبدو كوسيلة إلى النهاية كما في (Morte d Arthuur ) حيث الفارس يأخذ على نفسه عهدا على الطهارة لأجل الحصول على نظرة للكأس المقدسة . مزية (سبنسر ليست وسيلة لكنها غاية وهي جميلة ومرغوبة من اجل المصلحة الخاصة ، بينما الخطيئة صورت كثيرا حتى يتجنبها الرجال بسبب قبحها الحقيقي والجوهري . هذه الأخلاقية السوية للملكة فايري والتي شخصت فيها الفضائل كالفارس النبيل أو كالامراة الفاتنة ، بينما الرذائل تظهر في زي كريه للعرافات ، للشواذ من البشر والحقراء , إن إحساس (سبنسر) للجمال المثالي أو كما قدمه (لانير)( جمال القداسة ، وقداسة الجمال) ربما كانت من خاصيته الشاعرية الكبيرة . هو شاعر رسام لعصر النهضة يملآ صفحاته بأوصاف خيالية للجمال والبهجة كالفنانين الايطاليين الذين غطوا سقوف فينيسيا العالية بالعظمة المنعكسة للأرض و السماء ، علاوة على ذلك إحساسه بالجمال تعبيرا مثل هذه الخطوط المنسجمة حيث وصفه ناقد (كالذي امتلك مجموعة أشكال جميلة تتحرك على موسيقى رائعة) ونتيجة لهذا الجمال والنغم كان (سبنسر) مصدر الهام المغنين الانكليز .



#باسم_العوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصر الفكتوري
- الأدب الانكليزي قبل وما بعد العصر الايلزابيثي
- قراءة في نص ايكوس بيتر شافر 1926
- المسرح العالمى
- فجر.. قصيدة لوليم موريس
- قبر السير جون
- هنا
- انطونيو
- فجر صيف
- حلم مجهول
- اعلام الادب العالمى 8
- جون هنرى درايدن
- سيرة ذاتية-اميلى
- الموت
- الدير الغربى
- التراجع
- اعلام الادب العالمى7
- اعلام الادب العالمى 7
- حلم
- الهائم


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم العوده - ادموند سبنسر