أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - ما يشبه الرثاء














المزيد.....

ما يشبه الرثاء


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 20:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حال العراق وأزماته تدفع الى اليأس والحزن والغضب، وهذه المشاعر العامة تتمظهر بصخب واضح ومع ذلك تواجه ببرود سياسي منقطع النظير حيث تجري الكتل المتصارعة حواراتها على وتيرة جليدية تتجاهل المخاطر الداخلية والخارجية المحيطة بالعراق، وغالبا تمضي هذه الكتل دون حوارات حقيقية باستثناء كلام المجاملات والابتسامات امام الشاشات.
لقد اثبت العراقيون شعبا ونخبة انهم قليلو الحيلة امام الازمة وانهم غير قادرين على انتاج الحلول بقدر ما هم بارعون في انتاج وتضخيم الازمات، كما ثبت خلال الاسابيع الماضية ان القوى السياسية العراقية تفتقر لرؤيا ادارة الدولة بعدما كثفت صراعها في عناد شخصي وحزبي يصر على اسماء محددة وملفات سلطوية قليلة تتجاوز الهم العام.
لقد تجلت عبقريات كبيرة خلال السنوات الماضية في الافساد والسطو على المناصب والمواقع والاستحواذ على الصلاحيات والتملص من الدستور والقوانين والمراوغة في الافلات من التعهدات والوعود وادعاء البطولات والانتصارات والانجازات وتسليط الاضواء على نفسه ليغطي بصورته المتورمة خارطة الوطن ومؤسسات الدولة، وهذا الوصف لا ينطبق على شخص واحد في حلبة السياسة بل هو نموذج له اكثر من نسخة.
اربعة اشهر من الحوار او من اللاحوار، لا جديد فيها وترى الاسماء تصطدم بعضها ببعض في عقم سياسي قل نظيره، لايمت للديمقراطية بصلة كما لايمت للسياسة نفسها بصلة ايضا، فالانتظار في كل الاحوال ليس سياسة خاصة في بلد له دستور يضع سقوفا زمنية للسلطات كافة، والادهى ان لا احد يبدي اي درجة من المرونة او يلمح الى امكانية التنازل، او ان يقدم مقترحا للتسوية.
خلال الايام القليلة الماضية وبعدما استنفذت الكتل المتنافسة كل الكلام عادت الى المبارزات الطائفية في ما يشبه اعلان الافلاس او في رغبة لتجاوز الحجم الانتخابي الى ما هو اكبر، فضلا عن استجلاب التدخل الخارجي وفقا للخرائط الطائفية وهذه الممارسات هي انتكاسة كبيرة في الحراك السياسي عندما توضع في سياقها الزمني حيث يقترب موعد الانسحاب الامريكي، فهي اما ستؤدي الى تأخير هذا الانسحاب او انها ستثير شهوة جيران العراق للتدخل المباشر والعلني في شؤونه، وهذا التدخل سيدفع الى توترات بين المكونات العراقية قد تصل الى حد الاقتتال تمهيدا لتوزيع النفوذ على البلاد وترسيم حدود جديدة داخل منظومة السلطة.
الوضع السياسي في العراق يستحق الرثاء لأنه انتكاسة كبيرة عما كان متوقعا كما انه انتكاسة مقارنة بالسنوات الماضية التي ورغم صعوباتها كانت مشبعة بالامل والحرص على الزمن والامتلاء بالابتكار السياسي الذي تضاءل هذه الايام ربما بسبب مشاعر الخوف وانعدام الثقة والجشع للسلطة مع تقلص الدور الامريكي الذي يعني استفحالا في حجم صلاحيات السلطة التنفيذية في ظل انعدام الاهتمام بالاداء الرقابي او حتى التشريعي وبالتالي عدم الرغبة في القيام بدور المعارضة.
الوضع العراقي يستحق الرثاء بعد تراكم خيبات الامل الامنية والسياسية والخدمية والاقتصادية والالتهاء السياسي الذي يدفع الى سلسلة طويلة وثقيلة من الاسئلة التي ترواد النفس في لحظات الرثاء ومنها مدى صلاحية الديمقراطية لبلادنا وهل كتب علينا الاختيار بين ديمقراطية مشلولة ودكتاتورية مجرمة؟.
يخادع نفسه اي سياسي حين يقدم نفسه كأمل ينتظره الناس في العراق فقد تبين ان الزعماء هم العقدة والمشكلة والازمة، وان لبوس المنقذ المنتظر لا ينطلي على احد!.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق الحكومة
- الكلمة الكريهة
- ذكرى هادئة وانسحاب منسي
- قمة ومئة مليون دولار
- ألعاب تفاوضية
- هل انطلق قطار القيود؟
- ملف الغضب
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - ما يشبه الرثاء