أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)















المزيد.....

أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3066 - 2010 / 7 / 17 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استعرضنا فى المقال الفائت الوضع المذرى فى أفغانستان والمرتبط بتجذر الأصولية فى هذا البلد الفاشل والمتخلف،وأن الصراع على تبنى الأصولية العنيفة هو الذى حكم الصراع الأفغانى على السلطة طوال العقود الأخيرة.
بعد أن تبنت أفغانستان طالبان، تنظيم القاعدة واحتضنته، وبعد قيامه بعملية 11 سبتمبر الخطيرة والنوعية ، غزت قوات حلف شمال الأطلسى أفغانستان لإسقاط نظام طالبان وذلك عبر قرار يجيز لها ذلك صادر عن الأمم المتحدة، وتعاطفت اغلب دول العالم مع أمريكا وحلفائها فى قرارها باسقاط طالبان والقضاء على تنظيم القاعدة، وقدمت أكثر من 50 دولة مساعدات بدرجة أو بأخرى للمساهمة فى هذا العمل.
بعد تسع سنوات على هذا العمل يبدو أن التخبط هو سيد الموقف، خاصة مع أرتفاع العمليات الهجومية والانتحارية من الطالبان وحلفاءها ضد قوات التحالف ،حيث وصفها تقرير صادر عن الأمم المتحدة مؤخرا بشكل يدعو للأنتباه والقلق، حيث زادت هذه العمليات بنسبة 94% فى الشهور الأربعة الأولى من عام 2010، لدرجة حدوث ثلاثة عمليات انتحارية فى المتوسط أسبوعيا، ناهيك عن عمليات الأغتيالات الموجهة ضد القيادات والمسئوليين الحكوميين والمتعاونيين مع قوات الأطلسى وذلك لبث الرعب فى السكان ومنعهم تماما من التعامل مع حكومة كارازى خارج كابول، وفى نفس الوقت منع قوات التحالف من السيطرة الفعلية على المدن الرئيسية خارج كابول.
هناك أسئلة حقيقية فى هذه الحالة الضبابية تحتاج إلى اجابات واضحة ، مثل ماذا تريد أمريكا من أفغانستان؟،ما هى الأستراتيجية خارج موضوع زيادة عدد القوات؟، فالزيادة التى نوقشت كثيرا فى أمريكا هى مجرد أداة ولكن الغائب الرئيسى هو الأستراتيجية، هل الهدف هو القضاء على القاعدة ووضع نهاية لقوة طالبان السياسية ومنعهم تماما من الوصول للحكم مرة أخرى؟، هل الهدف هو القضاء على الإسلام الجهادى فى واحد من أهم معاقله فى أفغانستان أو على الأقل منع أفغانستان من أن تكون ملآذا آمنا لهذا الجهاد؟، هل الهدف هو بناء أفغانستان عصرية كدولة حديثة متعاونة مع المجتمع الدولى ولديها التزام أممى؟، ما هو الهدف بالضبط؟.
السؤال الفرضى إذا كانت هناك أستراتيجية وهناك أهداف بالفعل ما هى الآليات لتحقيق هذه الأهداف إن وجدت؟ ، ومن هم حلفاء أمريكا لتحقيق هذه الأهداف المتخيلة بعيدا عن أعضاء الأطلسى التقليديين؟.
قبل الدخول فى هذه الأسئلة هناك عدد من الملاحظات حول الملف الأفغانى عموما ربما تكشف الضوء عن وضع هذه الدولة المشكلة.
اولا:أن افغانستان بوضعها الحالى وبتاريخها الحديث هى بلد غير قابل للتقدم، والكلام عن تصدير الحرية أو بناء مجتمع عصرى وحديث هى من قبيل الأوهام غير القابلة للتحقيق.
ثانيا:أن أفغانستان تصنف، مع مجموعة من الدول القائمة على صراع جماعات وطوائف ومذاهب مختلفة، ما يفرقها أكثر بكثير مما يجمعها، وهذا يجعل قيام حكومة مركزية مسيطرة وحاكمة لكل التراب الأفغانى مسألة فى غاية الصعوبة أو شبه مستحيلة مثلها مثل لبنان على سبيل المثال.
ثالثا:أن نظام كرازى فاسد وضعيف، علاوة على إنه خائن لقوات التحالف التى وضعته فى منصبه، ومنذ إعلان أوباما عن بدء سحب القوات الأمريكية فى عام 2011 ،بدأ كرازى يحاول تأمين وضعه الفاسد بعقد صفقة مع طالبان لتسليمها الحكم فى النهاية فى مقابل أهداف شخصية لهذا الحاكم الهزيل الفاسد، ومما يؤسف له أن هذه المباحثات السرية تتم عبر المخابرات الباكستانية ، العراب الذى صنع طالبان من البداية.. وبهذا السلوك طعنوا قوات التحالف من الخلف.
رابعا: وبناء على ذلك فان طالبان لا تحارب بمفردها حاليا، ولكن كما حدث فى اللعبة القديمة ورائها المخابرات الباكستانية التى تلعب لعبة مزدوجة، وورائها أيضا عصابات تجار المخدرات، كما أن المقاومة ضد قوات التحالف تشمل جماعات أخرى غير طالبان تدعمها وتمولها الدولة الإيرانية.. ومن هنا فأن أمريكا وقوات التحالف تحارب دول وليس حركة طالبان فقط فى هذا المستنقع الأفغانى.
خامسا:وهناك حقيقة أخرى عن أفغانستان ربما تجلى الموقف قليلا، وهى سهولة هزيمة أى نظام افغانى من قوى دولية كبرى مثل أمريكا أو حلف شمال الأطلسى ولكن هناك صعوبة شديدة فى السيطرة على الدولة بعد هزيمتها أو الاسقاط المؤقت لنظامها الحاكم، فالطبيعة الجغرافية للدولة الأفغانية، وطبيعة التشكيلة الطائفية والعرقية والمذهبية والقبلية، علاوة على طبيعة الشخصية الأفغانية القرواوسطية، مع تغلغل الاصولية ،كل هذه العوامل وغيرها يجعل من العسير جدا السيطرة على هذه الدولة أو يجعل الثمن باهظا أو يطرح التساؤل عن الفائدة من السيطرة أصلا على هؤلاء الناس.
سادسا:أن طالبان تلعب على عامل الوقت، خاصة بعد أعلان الولايات المتحدة والقوات المشاركة من حلف الأطلسى عن نيتها فى الخروج فى وقت ليس ببعيد من هذا المستنقع.
سابعا:ان تكلفة الحرب الأمريكية فى أفغانستان أرتفعت بشكل مخيف، فأمريكا تنفق بمعدل 8 مليار دولار شهريا، وهى تعدت التكلفة الشهرية للحرب فى العراق، وفى ظل الأزمة الأقتصادية الحالية بدأت الأسئلة تطرح بقوة لصالح من أنفاق هذه الأموال الضخمة؟، وما المردود الحقيقى على أمريكا من انفاقها؟، وهل ندفع كل هذه المبالغ لحكومة فاسدة تهرب هذه المليارات وتخون الولايات المتحدة فى نفس الوقت؟، وهل تحققت أى نتائج معقولة من جراء هذا الأنفاق المرعب؟.. كل هذا جعل الرأى العام فى أمريكا يتراجع بقوة عن مساندة هذه الحرب المكلفة والمحدودة النتائج.
ثامنا: ولهذا فأن الأستراتيجية الأمريكية الوحيدة الظاهرة هى ما وصفها هنرى كيسنجر مؤخرا بأنها " استراتيجية خروج"، مع التركيز على كلمة خروج وأهمال كلمة استراتيجية.
تاسعا: أن الدور الأوروبى فى حروب الولايات المتحدة من يوغسلافيا إلى أفغانستان هو دور مساند وليس دورا رئيسيا فى هذه الحروب، وعلى أمريكا إعادة بناء الشراكة الأوروبية على أسس جديدة توزع الأعباء والمسئوليات وتحول المشاركات الرمزية إلى مشاركات حقيقية تتوزع خلالها الأعباء والمخاطر والمسئوليات.

بعد هذه الملاحظات، تبقى الأسئلة الملحة ماذا نريد من أفغانستان فى الوقت الحاضر؟ وهل تغيرت أهدافنا بمرور الوقت؟، كيف نحقق هذه الأهداف؟، ومن هم حلفائنا الجدد الذين يجب العمل معهم من آجل تسريع تحقيق هذه الأهداف؟.
هذا ما سوف نتناوله فى مقال قادم.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى
- حكاية الدكتور عصام عبد الله
- التعليم والمواطنة(3-3)
- التعليم والمواطنة(2-3)
- الأزهر بين شيخين
- أمن الخليج....مسئولية من؟
- وضع الأقباط تحت حكم مبارك
- تظل إشكالية المجتمعات الإسلامية قائمة
- العلمانية والديموقراطية فى فكر مراد وهبة
- التعليم والمواطنة
- نسيم مجلى
- عشر خصائص للعنف ضد الأقباط
- حقوق الإنسان فى العالم العربى
- مؤتمر كوبنهاجن ...وهندسة المناخ


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)