أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد اللطيف حصري - إحتضار حل الدولتين














المزيد.....

إحتضار حل الدولتين


عبد اللطيف حصري

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 14:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل ست سنوات في مثل هذه الايام اتخذت المحكمة الدولية في هاغ قرارا اعتبرناه في حينه تاريخيا ومنصفا، واعني قرار عدم شرعية جدار الفصل العنصري الذي يتمدد كالاخطبوط في اراضي الضفة الغربية المحتلة. فرغم القرار والسنوات الست والحملات الدولية والمحلية المناهضة للجدار، اسرائيل ماضية في بنائه وتعزيزه بهدف ابتلاع المزيد من الارض، واتاحة المساحات الضرورية لمزيد من الاستيطان.
لقد سقطت منذ زمن بعيد كل ذرائع الامن في تبرير بناء الجدار، ويدرك الجانب الفلسطيني تماما كما يدرك الجانب الاسرائيلي، ان استيلاء الجدار على نحو اربعين بالمئة من اراضي الضفة الغربية، له دوافع كولونيالية عنصرية وليس امنية، ففي السنوات الست الاخيرة تسارعت وتيرة الاستيطان بنفس الوتيرة التي عملت بها اسرائيل من خلال الجدار على عزل التجمعات السكانية العربية في مدن وقرى الضفة الغربية، وتحويلها الى كانتونات اشبه بمعازل عرقية، منها ما أحيط بالجدران ومنها ما هو قابل للاحاطة بحسب ضرورات الاستيطان و "امن" او جشع المستوطنين.
والمفارقة انه كلما امعنت اسرائيل في الاستيطان والتوسع داخل الاراضي المحتلة، كلما اتسعت دائرة "المعترفين" بمبدأ حل الدولتين. وللوهلة الاولى قد يبدو الامر متناقضا، لكن حين يقترن هذا الاقرار او الاعتراف يالتشديد على "دولتين لشعبين"، بمعنى نحن هنا على الجزء الاكبر من فلسطين، وانتم هناك داخل تلك المعازل العرقية، ففي ذلك ما يفسر جنوح الاحزاب الصهيونية وحتى اشدها يمينية وتطرفا الى "قبول" الفكرة بشرط اشتراط الشرعية الدولية بالجزمة العسكرية الاسرائيلية، أي ان يفرض الاحتلال حدود الشرعية الدولية وسقف المطالب الفلسطينية التي يمكن للمؤسسة الصهيونية ان تتعايش معها.
لكن ينبغي في نفس السياق طرح السؤال الاخر، بمعنى ما هي حدود الشرعية الدولية التي تستطيع المؤسسة الفلسطينية التعايش معها، وهل يملك اي فلسطيني، بأية صفة كانت حق استبعاد مسألة اللاجئين وحقهم بالعودة، وهو الامر الذي تسعى اسرائيل الى شطبه وحذفه نهائيا من خلال الحديث عن دولتين مع التاكيد انهما لشعبين، وبذلك تضع اكثر من علامة سؤال ليس فقط على مستقبل مناطق احتلال عام 67، واعتبار المعازل العرقية في غزة والضفة هي الدولة الفلسطينية، وانما على مستقبل نحو مليون ونصف المليون فلسطيني مواطني دولة اسرائيل ايضا. فليس صدفة ان يتزامن الحديث عن الدولتين مع الحديث عن الترانسفير والتبادل السكاني.
في حقيقة الامر لا ينسجم حل الدولتين، ولا حتى في صيغته الممسوخة، مع جشع المؤسسة الصهيونية وشهيتها التوسعية الكولونيالية، وما تسعى اليه اسرائيل ليس اقل من دولة يهودية كاملة السيادة على كامل تراب فلسطين التاريخية، وليس اكثر من بضعة معازل عرقية عربية، منزوعة السيادة، لا تمانع اسرائيل في تسميتها "امبراطورية فلسطين العظمى". فبخلاف الهرج عن حل الدولتين، تسير الامور على الارض في اتجاه دولة واحدة هي الدولة اليهودية، وقد يقول البعض التوراتية، لكن مهما قيل او يقال ستكون حتما دولة ابارتهايد، تقمع اهل البلاد الاصليين، ما يدعو الى اعادة النظر في طروحات باتت محتضرة وغير قادرة على تقديم الحل وتقريب السلام، واعني تحديدا طرح "الدولتين لشعبين" بصيغته الاسرائيلية الممسوخة.



#عبد_اللطيف_حصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تهز هزة هاييتي ضمير الانسانية؟؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد اللطيف حصري - إحتضار حل الدولتين