أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ازهر مهدي - غاندي ... هل جئتنا اخيرا؟














المزيد.....

غاندي ... هل جئتنا اخيرا؟


ازهر مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 01:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اثار تصريح الدكتور البرادعي الأخير عندما شبه نفسه بغاندي المصري العديد من ردود الأفعال المتباينة وقد تكون سخرية الفنان عادل إمام الشريرة والمقززة قد كشفت حالة من التعالي والغطرسة لدى أجهزة النظام الحالي التي يبدو انها عينت عادل إمام متحدثا باسمها ولم توفر جهدا في قتل الرجل – اي البرادعي - معنويا وأدبيا وهو الحاصل على جائزة نوبل للسلام وكان يوما بطلا قوميا مصريا باتفاق جميع وسائل الإعلام الرسمي والمعارض - في زمن ضاعت فيه البطولة- وليس واحدا من أبناء الشوارع الذين قدر لهم ان يقودوا دولا او يصبحوا فنانين مشهورين.
اود ان أحاول قراءة تصريح الدكتور البرادعي بمعزل عن الضوضاء الخارجية عندما استعمل رمز غاندي للتعبير عن نفسه وطروحاته التي يحاول النظام المباركي وأزلامه قتلها في مهدها واعتقد ان الدكتور البرادعي كان موفقا كل التوفيق في استخدام هذا الرمز اذ أعطى او حاول ان يرسم صورة مسالمة وراقية للوضع المنشود والمطلوب في مصر بدلا من استخدام شعارات شمولية في مضامينها ناهيك عن ان شخصية الدكتور نفسه وما عرف عنه من تاريخ في ريادي في مجال السلم العالمي وما يشهد له من نزاهة واستقلالية هي خير مصداق لهذا التبني.
مصر وغير مصر بحاجة إلى تغيير الرمز او الرموز التي جثمت على صدورنا عقود سوداء طوال وان شعبية الدكتور البرادعي المتزايدة مؤشر على تحول في فكر الأغلبية نحو حب التعايش وليس التقاتل تلك الاغلبية التي تعتبر ترمومتر شعبي قد يشير الى سخونة او حرقة بقية الشعوب العربية وهو ما يكشف عن كفر بالشخص المخلص والضرورة لينتقل الى التعلق بفكرة الشخص المساند والمرشد والأبوي.
كلنا بحاجة الى رمزية غاندي بعدما مللنا من رمزية عبد الناصر ولينين وجيفارا وضجرنا من رمزية الجيل التالي من القادة – النص كم – مثل مبارك وصدام والقذافي وصالح ،كلنا بحاجة الى (الغاندية ) من اجل بث الروح في جسد الشعوب المحتضرة والمتداعية فهل سينجح البرادعي في الحفاظ على هذه الرمزية كي يجعلها أسلوبا وطنيا وإنسانيا أيضا ؟؟؟؟ اتمنى ذلك
ان – الغاندية – ليست نظام حكم او إدارة بل هي نظام حياة وأسلوب تعايش للشعوب المهمشة وهو ما لم نحلم به ولم نعرفه الا من خلال الكتب والتلفاز وان استشمام نسائم هذه المسيرة قد يفتح نافذة كي يدخل النور ليزيل الظلام المنتشر في أجهزة الحكم العربية والمجتمعات المسحوقة على السواء.
قضية أخرى وليست أخيرة قد تطرحها هذه – الغاندية البرادعية - تلك المتمثلة بمزاعم المباركيين من ان الدكتور البرادعي غير خبير في الشؤون السياسية وان ظل الله في أرضه حامي حمى الشعب والأرض فرعون مصر السيد حسني مبارك ذي الاوتاد دام ظله الوارف هو الخيار الوحيد لهذه الأمة التي تربو على الثمانين مليون نسمة !!!!
لا ادري ان كان عمل البرادعي في المحافل الدولية لعقود من الزمن ليس كافيا كي يكتسب خبرة في هذا المجال الا اللهم ان كانوا يفهمون من ان السياسة هي فن التآمر وقهر الشعوب وإفساد الذمم وخنق الآمال في الصدور ونهب الثروات واذلال البشر !!! ان كانت هذه السياسة في نظرهم فالحق معهم فالدكتور البرادعي قد قاد وعمل في مؤسسات نظيفة وراقية لا تعرف أساليب آل مبارك ولا أساليب الحزب الوطني الحاكم.
وليتني اعرف ما الخبرة التي تمتع بها مبارك عندما جيء به من وسط العسكر وهو لا يجيد شيئا سوى الطيران وارتداء البزة العسكرية لتصل مصر العظيمة الى حالة من التردي لم تشهده خلال قرون ، ام انهم بقصدون ان الثلاثين عاما التي مرت كانت فترة تجربة واختبار تعلم منها السيد الرئيس أصول الحكم وانه اعتبارا من الدورة القادمة سينتشل البلاد من الهوة التي دفعها اليها من دون رحمة او شفقة !!!!!
ان التعتيم والتشويه المتعمدين المقصودين لمحاربة الظاهرة او الحالة – الغاندية البرادعية – سعي شرير فقد فات المباركيين ان غاندي لم يحكم كرئيس دولة بالمعنى المتعارف عليه في الدول العربية المتعرية بقدر ما كان رئيسا رمز الى فلسفة السلام والحوار واللاعنف وهذا ما قصده الدكتور البرادعي من انه يرغب بإصلاحات دستورية تعطي مساحة اكبر من المشاركة والمصارحة والديمقراطية.
ناهيك عن ان غاندي قد مر بمرحلتين مهمتين في حياته السياسية هما مرحلة النضال السلمي من اجل تحرير الوطن واستقلاله ومرحلة التعافي وبناء الوطن الديمقراطي الجديد وقد لجأ هذا الرجل العظيم في المرحلتين أسلوب اللاعنف الشهير الذي وحد شعوبا وأمما متباينة في عقائدها ولغاتها والوانها مقسمة الى كانتونات يحكمها الراجات بمباركة من بريطانيا العظمى وحدهم جميعا تحت راية الهند الواحدة وهو بالضبط ما قصده الدكتور البرادعي في تبنيه لنفس الأسلوب من اجل النهوض بمصر التي تشهد توترات إيديولوجية وطائفية وطبقية متأزمة وهو ما يبرز دور القائد الحقيقي والأبوي الذي جعل من السلم والحوار لبناء امة ووطن وليس مجرد الجلوس على كرسي او استلام السلطة ففي الأمم الحديثة يحكم اهل الاختصاص كل حسب كفاءته والرئيس هو مدير او محكم أكثر من كونه حاكما او إلها.
اود ان انهي كلامي بسؤال الى رئيس مصر المنحوسة ، الا يطرف لك جفن في سنك هذا وأنت ترى الحال الذي أوصلت اليه شعبك ؟ الم تشبع من كل الثروات التي نهبتها وكل الرقاب التي أذللتها ؟ الم تكتف من السلطة والجبروت الذي مارسته كل هذه السنوات؟ اما آن الأوان لشعبك ان يتذكرك بشيء جيد واحد تفعله في حياتك ليس خلال حكمك لكن خلال تخليك عن هذا الحكم ؟
كلنا نتمنى لغاندي ان يحيا بيننا من جديد ونحلم بأن يكون السلام وليس الاستسلام رفيقا دائما للشعوب والافراد فهل سنتقبل غاندي عندما يبعث فينا من جديد ؟



#ازهر_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ... نعتذر لكم
- لسنا خير امة اخرجت للناس
- كراهية لا تتوقف
- نفديك بغزة والقدس يا شاليط
- الكل يتحدث عن غزة
- ثورات الزهور وثورات القبور من جورجيا الى مصر ومن سيكاشفيلي ا ...
- نعم للاسلام على الطريقة الامريكية والاوربية ..واليابانية ايض ...
- الاسلام .....وما بقي منه
- عندما يفخر الإسلاميون بمنجزات العلمانية
- صور من ذاكرة الالم
- هنا علاوي من الفلوجة هل تسمعني؟؟؟
- جنس ونوبل وانترنيت
- العراق وحسابات بني هاشم


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ازهر مهدي - غاندي ... هل جئتنا اخيرا؟