أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صبحي مبارك مال الله - الجلسة المفتوحة!!















المزيد.....

الجلسة المفتوحة!!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15 - 00:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد كان من المؤمل أن تترسخ العملية الديمقراطية في العراق بعد مرور سبعة سنوات حافلة بالأحداث الساخنة والتجارب المريرة التي دفع ثمنها الشعب العراقي، ، وكان أيضاَ التفاؤل نحو المستقبل بعد الأستفتاء الشعبي الكبير على مشروع الدستور العراقي الدائم وبالأيجاب رغم نواقصه ، وأنطلاقة المؤسسات الدستورية وفق الدستور والتي جاءت معبره عن أرادة الشعب في بناء جمهورية ديمقراطية أتحادية أمنة ومستقرة ، تتعايش فيها جميع مكونات الشعب ،وكان أبرز هذه المؤسسات هو البرلمان الذي أفتقده العراقيين منذ فترات طويلة جداً، حيث يعتبر المنبر الحقيقي للتعبير عن أتجاهات العملية السياسية الديمقراطية والتي بدأت بعد سقوط النظام وأنهاء الحكم الدكتاتوري والتصدي لتلك التركة الثقيلة . ولكن المؤسف أن التوجه نحو البناء الديمقراطي المنشود جاء متسارعاً من خلال حرق المراحل دون أن يمر بالنضج الكافي ، وهذا الأسلوب ظهر من خلال تشكيل الحكومة المؤقتة والمجلس الوطني المؤقت والجمعية الوطنية ومن ثم مجلس النواب الدورة الأولى، فكانت التأثيرات السياسية والمصالح الضيقة والتدخل الأجنبي واضحة المعالم في هذا التسارع والدفع غير المبرر فضلاً عن أستخدام هذا الأسلوب عند كتابة الدستور مما نتج عن ذلك ظهور مراكز أستقواء بل أستعصاء في مواجهة العملية السياسية وتوجهاتها الديمقراطية، والتي كان يرتقبها الشعب مما أدى ذلك الى زيادة المشاكل السياسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية وتفاقم الفساد المالي والأداري بل وحتى الفساد السياسي ،من خلال المحاصصة والطائفية وضياع المسؤولية وبروز فكرة الحزب الواحد من جديد ولكن بثوب أخر وبدلاً من ظهور حكومة الوحدة الوطنية الحقيقية وأستمرارها ظهرت مراكز قوى لتوزيع الوزارات والأدارات الحكومية وفق منهج التوزيع المحاصصي والتوافقي والتراضي على حساب مصلحة الشعب والوطن العليا وعلى حساب الكفاءة والنزاهة والأخلاص.
والآن وبعد أجراء الأنتخابات الأخيرة في 7/3/2010 وفق قانون الأنتخابات المعدل وبالرغم من الأعتراضات على نواقصه، وخصوصاً فقرة أحتساب أصوات القوائم الخاسرة الى القوائم الفائزة وبدون مبرر منطقي .. وهذا ما أقرته المحكمة الأتحادية مؤخراً ، أن الذي نتج عن هذه الأنتخابات يشير الى التحكم السياسي الديني والقومي (ودعماً من القوى السياسية الدولية والأقليمية) هو المسيطر في هذه النتائج أضافة الى عدم نضوج الوعي السياسي والأنتخابي لدى عامة الناس ،الأمر الذي يحتاج الى فترة طويلة من التجربة الديمقراطية ...ومن خلال ذلك جرى أنتخاب شخصيات بدلاً من أنتخاب برامج أو تيار وطني سياسي تبعاً لمواقع هذه الشخصيات وتأثيرها السياسي. وعند التمعن في هذه النتائج نجد أن هناك تقارب شديد وواضح بين قائمة أتلاف دولة القانون وأتلاف العراقية وبفارق مقعدين بعد أحتساب المقاعد التعويضية وبغض النظر عما جرى وما شاب عملية العد والفرز والنتائج الألكترونية التي أصبحت أمراً واقعاً بعد المصادقة عليها من قبل المحكمة الأتحادية ،والمراقب السياسي يجد أن التيار السياسي القومي العروبي بقيادة السيد أياد علاوي والتيار السياسي الأسلامي بقيادة السيد نوري المالكي أصبحا هما المحورين القائمين والجاهزيَن لأستلام أمور البلاد ،ولكن الصراع بدأ يتصاعد ويتفاقم كما هو متوقع وبدلاً من التوجهات الوطنية الصادقة ظهرت حالة التسابق نحو أستلام دفة الحكم وبأساليب مختلفة مُعطلة بذلك الأجراءات الدستورية اللازمة لهذا الغرض، وأعُيد منهج الحوارات وراء الكواليس وفي المطابخ السياسية بين نُخب معينة من القوائم بعيداً عن غالبية أعضائها وكما جرى في السابق .
لقد كان من الأولى تسليم الأمور الى البرلمان لمعالجة الأزمة السياسية المستعصية والتوصل الى نتائج أيجابية وفق الدستور دون الألتفاف أو تفسيره حسب الأهواء الذاتية .
أن المادة الدستورية رقم (6) حول التداول السلمي للسلطة واضحة ومن الضروري التأكيد عليها ،أما موضوع الكتلة النيابية الكبرى فلا زالت موضع نقاش وجدل، ومع الأعلان عن التحالف بين قائمة دولة القانون والأئتلاف الوطني بالرغم من الخلافات الموجودة ألا أن هذا التحالف وكما يراه المراقب السياسي ((هش)) وقد لا يحقق أرادة واحدة فيما يخص (منصب رئيس الوزراء) .
لقد تم عقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد في يوم 15/6/2010 أي بعد مرور ثلاثة أشهر على أجراء الأنتخابات ، ولكن هذه الجلسة البروتوكلية جاءت مخيبة للأمال ولم يجر لها تحضير جيد ولم يُتفق على جدول أعمالها ، وحتى أداء القسم لم يشمل جميع النواب .. وتم الأعلان عن أن الجلسة تبقى مفتوحة ، وذلك بسبب عدم حسم مسألة الرئاسات الثلاث (البرلمان، الوزراء ،الجمهورية). أن أعتبار الجلسة مفتوحة تُعتبر مخالفة دستورية (المادة 55) وبعدها المادة (72) فقرة (ب)، حيث لايوجد نص دستوري على جعل الجلسة مفتوحة الى حين يتم التوافق وبذلك أستمرت حالة الفراغ السياسي ،وأستمرار الحكومة المنتهية ولايتها وكأنها جددت بقائها لأشهر عديدة وهذه أيضاً مخالفة .. أن حسم الأمور من خلال البرلمان الجديد وبالأسلوب الديمقراطي هو الطريق الواضح وبدايةً ..
1. قبول الكتلة المشكلة الجديدة بعد الانتخابات أو عدم قبولها فيما أذا أستمرت .
2. التصويت على كلا الكتلتين الفائزتين .
3. تكليف الكتلة التي تحصل على أعلى الأصوات البرلمانية بتشكيل الوزارة .
4. في حالة تعذر الكتلة المكلفة بتشكيل الوزارة تكليف الكتلة الأخرى والتي تأتي بعدها .
5. أنتخاب رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان من قبل البرلمان مباشرة .
والمرجح كما جرى في السابق هو الأتفاق على تقديم سلة واحدة تشمل الرئاسات الثلاث ولكن هذا العمل يحتاج الى وقت (وهو يجري عادة وراء الكواليس وليس أمام أنظار الشعب) ، وخلاف ذلك فأن الفراغ السياسي سوف يستمر وتتصاعد المشكلة الى أن تصل الى حالة التصادم ، وتفتح الباب واسعاً أمام تفاقم الأزمة السياسية ، مما يجعل الجانب الأمريكي يُعيد حساباته فيما يخص الأنسحاب من العراق ،و كذلك فأن الحكومة المنتهية ولايتها سوف تستمر بعملها وتتخذ قرارات دون رقابة البرلمان (المجلس التشريعي)، حيث سيحصل تجاوز على الدستور ويكون المناخ ملائماً لمزيد من الفساد المالي والأقتصادي والأداري وكما توضح لنا فأن البرلمان الجديد ((الدورة الثانية)) أفتقد أهم ركن من أركان العملية السياسية ألا وهو التيار الديمقراطي العلماني والمؤمن حقاً بالتغيير وعلى كافة الأصعدة، حيث لم يستطع أيصال ممثليه ولأسباب مختلفة فأن ذلك سوف ينعكس على عمل البرلمان المقبل .
أن الملاحظ في الأونة الأخيرة هو أن الكتل الكبيرة الفائزة تتسابق مع بعضها لغرض توزيع المناصب السيادية والعامة وأبداء العديد من المحاولات والتنازلات لهذا الغرض، والصراع الأكثر بروزاً هو بين دولة القانون ومعها الأتلاف الوطني وبين العراقية حول مفهوم الكتلة الأكبر وَمَنْ الذي له الحق في تشكيل الحكومة .
أن الشعب وهو يعاني الأمرين سوف يعاقب الجميع على عدم تبرير الثقة التي فازوا بها وذلك من خلال عدم منح صوته في أنتخابات قادمة .
ويمكن القول أيضاً بأن بداية الدورة الثانية للبرلمان أعُتبرت من تأريخ أنعقاد الجلسة في 15/6/2010 وأن هذا الوقت الضائع سوف يُحتسب من عمر هذه الدورة الجديدة .
فضرورة الأسراع في حسم الأمور نحو تثبيت الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة وفق منهج الوحدة الوطنية العراقية وبعيداً عن المصالح الذاتية الضيقة وتفعيل البرلمان نحو تشريع القوانين والذي يعتبرمطلب جماهيري مُلح .والسؤال الأخير هو الى متى تبقى الجلسة الأولى مفتوحة وبدون حضور أعضاء مجلس النواب !!؟؟



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أداء البرلمان العراقي الدورة التشريعية الحالية
- ما بعد النقض !!
- حول قانون تعديل قانون الانتخابات رقم 16لسنة 2005
- الدستور العراقي الدائم ومواده المعلقة
- الأنتهازية والأنتخابات القادمة
- الأربعاء الدامي الأحد الدامي
- الصابئه المندائيون وقانون أنتخاب مجالس المحافظات والأقضيه وا ...


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صبحي مبارك مال الله - الجلسة المفتوحة!!