أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم محمد حبيب - يوميات سكين














المزيد.....

يوميات سكين


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15 - 00:10
المحور: الادب والفن
    


رواية على حلقات
باسم محمد حبيب
الحلقة (1)
لمع النصل أمام عيني وأنا امسك بمقبض السكين شعرت بدوار شديد كاد يوقعني على الأرض لولا استنادي على الجدار الذي أعاد لي بعض التوازن ومكنني من إخفاء ما انتابني من اضطراب قبل أن يلاحظ ذلك البائع .
• بكم هذه السكين
• بألف وخمسمائة

ثم انتهى كل شيء وعدت أدراجي إلى البيت فستكون السكين جزءا ضروريا من أدوات المطبخ بعد أن انكسرت سكيننا السابقة لم يكن في واردي أن الأمور ستسيء بشكل ما بعد انتهاء تعلولة المساء مباشرة رجال ملثمون امسكوا بي وطرحوني على الأرض وضع احدهم نصل السكين على رقبتي وهو يتمتم ( بسم الله الله اكبر ) وأنا اصرخ بملا فمي : لا لا لا كان رعبا كبيرا يملاني حينذاك لم ينقضي الا على صوت زوجتي وهي تدعوني للهدوء وتربت على كتفي كما يفعل الاباء مع ابنائهم عندها عرفت انني كنت احلم وأنا كابوسا ما قد انتابني وقض مهجعي وكان بإمكاني ان اتجاهل موضوع السكين لولا أن الحلم ذاته تكرر مرة أخرى في الليلة التالية حيث بان لي لمعان السكين وكأني اذبح بسكيني ذاتها والرجال الملثمون يتمتمون بكلمات لم اعد افهمها حتى وأنا احظر للذبح من قبلهم لم يكن بمقدوري إلا أن اصرخ بعد أن شعرت باني مكبل وأنهم يمسكوني بقوة ومرة أخرى وقفت زوجتي حائلا دون أن أعيش تجربة الذبح ولو بالحلم شعرت أن هناك علاقة ما بين هذه الكوابيس وتلك السكين التي اشتريتها بالأمس إذ لا يعقل أن يتكرر الحلم وبتفاصيل فيها الكثير من التشابه إلا أن يكون وراءه سر ما وقد يكون لتلك السكين علاقة بهذا السر دخلت المطبخ باحثا عن السكين ولما لمحتها انتابني خوف شديد بحيث لم أجرا على لمسها إلا بعد أن تلوت بعض الآيات التي استعين بها عادة في مثل هذه الحالات تأملت السكين التي أشعرتني بضعفي لم أجد فيها ما يثير اهتمامي فقد بدت مثل أي سكين أخرى مهمتها تقطيع الطعام لا غير لكن مهلا أهذا كل شيء ؟ لمحت حزوزا في مقبض السكين بدت لي مثل رموز أو إشارات لها غرض ما فهي خطوط عمودية صغيرة كثيرة العدد تشبه أرقام متسلسلة دفعني الفضول لعدها فوجدتها سبع وعشرين فماذا يعني هذا ؟ عزمت على لقاء البائع حتى استجلي منه حقيقتها أن كانت ورائها حقيقة ما . وفي اليوم التالي التقيت البائع :

• ما قصة السكين التي بعتها لي
• ماذا تقصد
• أخي أرجوك أني واجهت كوابيس مرعبة بسبب تلك السكين
• انك تمزح بلا شك
• لست امزح وأريد تفسيرا
• لست مفسر أحلام
• ممن أتيت بهذه السكين
• من التاجر
• وأين يوجد
• في ......
• شكرا
• أهلا وسهلا
وفي اليوم التالي كان لي لقاء مع التاجر الذي باع السكين لصاحب المحل وقد ابلغني ان مواصفات السكين التي وصفتها له ليست من النوع الذي يبيعه في العادة ثم عرض علي نماذج من السكاكين التي يوردها لتجار المفرد فكانت جميعا من النوع الذي يختلف كثيرا عن نوعية سكيني لذا لم أجد بدا من العودة إلى ذلك الرجل الذي باعني السكين فهو وحده الذي يملك مفاتيح اللغز الذي ارقني كثيرا ولذلك لم انتظر كثيرا حيث ذهبت إلى ذلك الرجل من اجل حسم هذا الموضوع وإنهاء تبعاته لكنني تفاحات بغيابه ولم أجد بدا من الانتظار ليوم أخر حتى اعرف جلية الأمر لكن الكوابيس لم تفارقني فقد صار الليل دائي والظلام بلائي الذي أخشاه وأصبح الأرق ديدني حيثما اختفى الضياء وحل الظلام ولم ينقذني من تلك الكوابيس المرعبة سوى إصراري على اليقظة فقد قررت أن لا أنام حتى احل لغز السكين .
مضى يوم أخر والرجل مازال غائبا فهل يكون يا ترى متقصدا ذلك أم انه غائب لأمر لا علاقة له بي على أي حال قررت التخلص من تلك السكين اللعينة حتى لا تهيمن على حياتي فكان قراري إبعادها عني قدر ما أستطيع حتى يكون بمقدوري استعادتها إذا ما سارت الأمور بشكل أخر وقد نفذت قراري بدفن السكين قرب إحدى الأشجار المعلومة لدي فعدت والأمل يحدوني في أن أتخلص من تلك الكوابيس التي ملأت حياتي بالألم والرعب ولما حل المساء بت أخير نفسي بين النوم واليقظة لكن لم يعد الخيار لي فقد داهمني النعاس وأنا في خضم ذلك التفكير ومعه عاد الرجال الملثمون وهم يهمون بذبحي على الطريقة الإسلامية احدهم يمسك بيده تلك السكين التي اعرفها جيدا وهي تقطر بدم غير دمي صرخ ذلك الشخص وهو يدني السكين مني : ساذبحك ثم تلاشى صوته على همس صوت اخر بدا حنونا وودودا كان هذا الصوت صوت زوجتي التي اصبحت منقذي من هذه الكوابيس نظرت اليها بوجه ممتن فقد جاء تدخلها في الوقت المناسب ..

يتبع



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل حملة وطنية لمواجهة الفقر في العراق
- هل تعتذر الامم المتحدة عن الحصار الاقتصادي الذي شهده العراق ...
- حتى تدوم نعمة الديمقراطية
- تفخيخ العمارات السكنية تكتيك ارهابي جديد
- إذا كان النفط ملك الشعب العراقي لماذا هذا التفاوت في دفع الأ ...
- هل نطلب من دول الجوار انتخاب الحكومة العراقية !
- زيارة الأربعينية والعراق الجديد
- أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين
- النبي محمد ( ص ) : هل كان يعرف اليونانية ؟
- صوت الفقراء
- لماذا لا ينظر في دعوة رئيس الوزراء لتبني النظام الرئاسي ؟
- الإعلام في العراق سلطة مع وقف التنفيذ !
- الشعب مدعو لمقاضاة أعضاء البرلمان العراقي
- لنناضل من اجل حد أدنى عالمي للمعيشة
- سكة حديد برلين – بغداد
- العراق : هل يستطيع أن يحلم بالانضمام للاتحاد الأوربي ؟
- مشروع تقييم أداء البرلمان العراقي ورفع دعوى ضده
- الإخوة اليمنيين : احذروا الفتنة الطائفية
- دعوة لإنهاء معاناة معتقلي أشرف بالعراق بمناسبة العيد‏
- حتى لا تؤدي ممارسة الطقوس الدينية إلى انتهاك حقوق الإنسان


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم محمد حبيب - يوميات سكين