أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فدى المصري - الأزمة الأسرية للأرامل العراقيات















المزيد.....

الأزمة الأسرية للأرامل العراقيات


فدى المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 18:50
المحور: المجتمع المدني
    


إذا تناولنا الويلات التي جرت على بلاد ما بين النهرين بفعل الغزو الأمريكي الحاقد على هذا الشعب الأعزل ، لا ننتهي لما حققته هذه الحرب من آفات وويلات طالت النسيج الإجتماعي ككل دون إستثناء. إلا أن الثمن الأكبر يطال المرأة العراقية بشكل أو بآخر. وهذا ما تطالعه لنا العديد من الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة التي تهتم بالشأن العراقي المحلي. فآثار هذه الحرب ونتائجها التي حصدت آلاف الضحايا من الرجال، قد ساهت بخلخلة التركيبة الأسرية بفعل إرتفاع عدد الأرامل والأيتام، وهذا ما أفقد التركيبة الأسرية الإستقرار المعيشي والعاطفي والاجتماعي.

تبدأ معاناة المرأة مع فقدانها المعيل الذي يشكل لها الركن الأساسي لأسرتها في تأمين أمنها المعيشي والاقتصادي. فتعيش غالبية الأرامل العديد من المآسي والهموم خاصة إذا قد ترك لها الزوج المتوفي أطفالا ً لتصبح المعيل الوحيد لهم. وعليه تشير صحيفة دار الحياة بهذا الصدد بأن حجم الأرامل اللواتي ارتفع عددهن كثيرا ً بشكل مضاعف مع هذا الغزو الغاشم والزعزعة الأمنية التي لم تنتهي وتيرتها بعد سنوات عديدة من الحرب المدمرة، إلى أنه ( تواجه حوالى مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم أوضاعاً صعبة اقتصادياً واجتماعياً في العراق، حيث تخصص الحكومة لهم رواتب متدنية جداً، ما يدفع بعضهن الى دورات تأهيل تتولاها منظمات أهلية للحصول على عمل. وتقول سلمى جابو، مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة إن «الجهاز المركزي للإحصاء يؤكد وجود حوالى مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم (...) ومشكلة الأرامل حلقة أساسية ضمن مصاعب اجتماعية تنامت في المجتمع بسبب الحروب وما تلاها من ظروف اقتصادية». ويبلغ عدد سكان العراق حوالى 30 مليون نسمة. وحذرت جابو من «التأثيرات السلبية لهذه الفئة على المجتمع نظراً إلى تنامي أعدادها (...) فالأرامل فئة مسحوقة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً». وتضيف إن «المشكلة بدأت بسبب الحروب التي خاضها العراق ثم تعاظمت بعد التغيير عام 2003 حتى يومنا هذا مع تصاعد العنف وازدياد حدة الصراع الطائفي». ) وعليه كيف يؤثر هذا الواقع على الأسرة العراقية ؟؟ وما السبيل إلى تفادي هذا المصير القاتم على وضع المرأة ووضع أطفالها.

فمع وفاة الزوج تنتقل الأرمل مع أطفالها إلى بيت والدها الذي يتكفل اسرتها، وهذا ما يضيف إلى معاناته مع الفقر الذي يسطر على معظم الأسر العراقية أزمة أخرى يتكبد العناء لتأمين قوت ابنته الأرمل وأطفالها عبر تحمله الاعباء المستجدة مع عودتها إلى منزله. وهنا تكمن الأزمة النفسية الأصعب على الأرمل التي تشعر بالعجز جراء تأمين نفقات أطفالها وتحمل مسئولياتهم المادية والمعيشية التي تزداد مع الاحتياجات المختلفة من تعليم وصحة وثقافة وغذاء وترفيه. وعليه كيف استطاعت المرأة تجاوز هذا الوضع والعمل على تأمين كل هذه المستلزمات بعيدا عن فرض نفسها على ذويها من الأخوة أو الأب. كان لا بد للعديد منهن أن تجدن العمل المناسب وأن تسعين بطريقة جادة على ايجاد المصدر الكريم لتأمين احتياجات أطفالها.

بفضل جهود اهل الخير والناشطين الاجتماعيين وما يحققونه من أدوار اجتماعية وتنموية عبر الحركات والمنظمات المدنية والأهلية؛ والذي شكل دورا ً فاعلا ً تجاه تأمين العمل اللائق للمرأة الأرمل انطلاقا ً من معاير معاصرة للأهداف التنموية التي تعزز تمكين الإنسان وتطوير قدراته كعنصر ناشط موجه لمعالجة أزماته وتجاوز عقابته الحياتية بشكل أو بآخر، إنطلاقا ً من مبدأ المشاركة والتحفيز والتخطيط والتدريب والتوجيه تجاه الفئات المشمولة بنشاطاتها وبرامجها وأهدافها التنموية.
وعليه نجد بأن الجمعيات الإنسانية قد لعبت دورا ً هاما ً تجاه مساندة المرأة بشكل واسع ، وعملت جاهدة على تحقيق أهدافها انطلاقا ً من معاير حقوق الإنسان الذي يحفظ للإنسان كرامته ويقيه الانتهاكات التي تمارس بحقه ولا سيما بحق المرأة والطفل، من استلاب جنسي واقتصادي ومهني أو أي شكل من أشكال الإستغلال. وقد شكلت الجمعيات ورش أعمال وتدريب مهني طالت عدد لا بأس منها من النساء، شكلت لهن فسحة أمل جديدة تساند المرأة الأرمل وتقيها من الوقوع في المحرمات والجرائم من جراء الفقر والعوز وسوء التدبير. ومن أبرز ورش الأعمال والتدريبات اليدوية قد تمثلت بورش خياطة ، تدريب حرفي يدوي لبعض التحف، تدريب حرفي غذائي، تطريز، رسم.... والأهم من كل هذه التدريبات والورش المهنية، تمثلت بمنح بعض القروض الميسرة للمرأة من أجل انشاء مشاريع صغيرة الحجم تعمل على تولي زمام أمورها المهني الخاصة بها.

كما حرصت الجمعيات على تنفيذ برامج عمل تسعى من خلالها من أجل القضاء على أمية النساء والتخلف والجهل الذي اصاب العديد منهن بعد انهيار الحكم السابق وتراجع الالتحاق المدرسي للأطفال الإناث وابقائهن المنازل. فكان لا بد للجمعيات ان تنظم بعض دورات محو الأمية ومحو الأمية الإلكترونية أيضا ً لدى البعض من النساء يضمن لهن العمل الإدارية تساعد بها أسرتها على تأمين معيشة أطفالها وتكفيها العوز.

إن إصرار المرأة في الحفاظ على دورها والحفاظ على كرامته شكل لها دافعا ً كبيرا ً من أجل تجاوز محنتها النفسية والمعيشية وأن تتولى زمام أمور اطفالها بوعي ونضج كبير في سبيل الحفاظ على الجو الأسري السليم وسد نقص غياب الزوج؛ عدا عن تحقيق ذاتها وطموحها الشخصي كشريك فاعل في بناء مجتمعها. فشكلت لها المهنة التي تزاولها وما ينتج عنها إنشاء مشاريع صغيرة فسحة أمل لها في تكوين قدراتها وتمكينها ذاتيا ً في الاعتماد على نفسها وتطوير عملها الذي ينعكس ايجابا ً على محيطها وعلى مجتمعها بشكل عام، وما يحقق لها من سعادة كبيرة ورضى داخلي بناءً لهذه الانعكاسات الايجابية على أطفالها في تأمين التربية السليمة وتأمين العوامل المساعدة على تنشئة الواعية لرجال الغد من ثقة ودعم .

إنطلاقا ً مما تقدم فقد شكلت العديد من الجمعيات اهتماما ً كبيرا ً بالمرأة والعمل الجاد على التنمية الاجتماعية من خلال القاء الضوء على بعض البرامج تخفف عن كاهل المرأة الإفقار الذي طال شرائح واسعة من المجتمع العراقي الجريح بفعل الحرب التي انتهكت عَرضه وأرضه بشكل صارخ. وقد شكلت المرأة الأرمل النصيب الأكبر من مشاريع هذه المنظمات والجمعيات عبر أهدافها الداخلية، لما تشكل من أهمية بالغة للحفاظ على التركيبة الأسرية خاصة أن أعداد الأرامل تتجه نحو المزيد من الارتفاع في ظل استمرارية فقدان السلم الداخلي وارتفاع العنف والأعمال الإرهابية بحق النسيج الداخلي العراقي المحلي.



#فدى_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آثار العنف على المسنات العراقيات في زمن الاحتلال
- آثار الإدمان وواقعه السلوكي على المراهقين
- أبناءنا بين فخ المخدرات وفخ السياسات الاجتماعية والسياسيين
- النساء المسترجلات واقعهن وظروفهن
- لحظة غروب
- القيادة في لبنان وواقعها القيمي الأخلاقي
- التنمية البشرية المستدامة بين واقعيتها وبين نتائجها
- ظروف الجسم التعليمي في النظام الرسمي
- تهنئة لبنانية لمضي ايجابا نحو تحرر المرأة وفق شعار-خذي كسرة ...
- التعليم الرسمي اللبنانية واستنهاض مناهجه التربوية
- العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين (2)؟؟؟؟؟
- العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين ؟؟؟؟؟
- صناعة الأعراس وأثرها على المنظومة الاقتصادية
- الانتخابات اللبنانية للعام 2009 واقعها وآليتها
- العناية النفسية والاجتماعية بالسنوات الأولى من حياة الطفل
- يوم الوفاء لرجل الكبير رفيق الدرب
- الأعضاء البشرية بين الوهب الإنساني والتجارة المادية
- التنمية السياحية في لبنان بين فاتورة الحرب وأزمة الإرهاب
- الخط الأحمر ؟؟؟؟؟؟
- قضايا الشرف في المجتمع العربي


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فدى المصري - الأزمة الأسرية للأرامل العراقيات