أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم أبو عمرو - ارحموا غزة - 3 النسيج الاجتماعي ولعنته القادمة














المزيد.....

ارحموا غزة - 3 النسيج الاجتماعي ولعنته القادمة


أكرم أبو عمرو

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 17:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن امن وسلامة واستقرار المجتمعات ودرجة تقدمها ونموها، مرهونة بشكل كبير وأساسي بقوة ووحدة النسيج الاجتماعي فيها ، فكثير ما سمعنا ورأينا وقرأنا عن حروب أهلية طاحنة أحرقت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل في كثير من البلدان ، وجعلتها تتراجع كثيرا إلى الوراء في مجاهل التخلف والفقر والفوضى بسبب ضعف وتمزق نسيجها الاجتماعي، حيث عانت هذه المجتمعات من سطوة الطبقية الاجتماعية أحيانا، وسطوة الطوائف الدينية والعقائدية المختلفة أحيانا أخرى ، وهذا يرجع إلى وجود نوع من التنوع العرقي والطائفي والديني وربما تزايد الفجوات بين الفقراء والأغنياء ، بين النخب والعامة ما يجعل النسيج الاجتماعي غير متجانس قابل للتمزق والتفرق ليصبح فيما بعد نقمة ولعنة على أفراد المجتمع ، وهذا ما نخشاه ونحذر منه في بلادنا التي بدأ فيه انتشار وتزايد عوامل التفسخ والتحلل الاجتماعي ما يهدد وحدتنا ومجتمعنا ، لفقد عاش شعبنا الفلسطيني تاريخه الطويل شعبا واحدا موحدً وعلى خلاف غيرة من الشعوب حتى الشعوب العربية خاليا تقريبا من كل شكل من الأشكال العرقية أو الطائفية أو التعدد الديني أو المذهبي ، عاش بمسلميه ومسيحييه شعب واحد وهدف واحد بعاداته وتقاليده وقيمه مترابطا موحدا ولم ينغص عليه استقراره ووحدته سوى الاحتلال البغيض الذي استباح الأرض والمقدسات، فكان الوقوف صفا لمجابهته ومقاومته منذ أكثر من ستين عاما وما يزال ، ولكن ما يثير مخاوفنا هو ما افرزه ويفرزه الانقسام من نتائج قد تكون كارثية علينا وعلى الأجيال القادمة ، ففي الرابع عشر من يونيو حزيران عام 2007 حدث ما يشبه الزلزال العنيف هز الشعب الفلسطيني من أعماقه ومن أركانه ، لقد أطلق عليه صفة الانقلاب ، وصفة الحسم العسكري ، ولكنه في الحقيقة أقوى من الانقلاب واقوي من الحسم ، انه الشرخ المادي والنفسي ومن النوع الطويل الأمد فما أصعب الأمراض النفسية وعلاجها عندما تصيب بني البشر، لقد احدث الانقسام انقسامات ونخشى أن تتكاثر هذه الانقسامات بالانشطارات المتوالية ، ومن هذه الانقسامات :
- الانقسام الجغرافي : حيث أصبح الوطن وطنين قطاع غزة، والضفة الغربية ومعه انقسم الشعب الواحد إلى شعبين، فلسطينوا غزة وفلسطينيوا الضفة، وربما تترسخ مستقبلا مصطلح الغزاوي والضفاوي لتكتب في بطاقات الهوية وجوازات السفر ، ويندثر الفلسطيني .
- الانقسام الثاني : هو الانقسام السياسي حيث أصبح في كل قسم حكومة برئيسها ووزرائها واجتماعاتها وقراراتها وخططتها وبرامجها.
- الانقسام الثالث : انقسام المشروع الوطني الفلسطيني الذي سالت من اجله الدماء بغزارة، وتكبد شعبنا خسائر فادحة عبر تاريخه النضالي، فمن حلم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ووقف الاستيطان وعودة اللاجئين، إلي مشروع وطن محاصر من البر والجو والبحر ، وكل همه اليومي فتح المعابر وحرية الحركة، ومشروع تفاوض واتصالات وعلاقات دولية واسعة يهدف إلى إقامة الدولة .
- الانقسام الرابع : هو الانقسام الاقتصادي فقسم يحظى بكل أشكال الدعم المادي والسياسي من مختلف دول العالم لدرجه أصبح يحقق فيها معدل نمو بلغ 8.5% ، في حين أن القسم الثاني تنتشر فيه ظاهرة الفقر والبطالة لدرجة قصمت فيها الظهور ولا يكاد يحقق من معدلات النمو بأكثر من 1% وفي الحقيقة لا ندري من أين جاء هذا الواحد في المائة .
- الانقسام الخامس : وهو الأخطر إنه الانقسام الاجتماعي ، الذي يهدد وبشكل مباشر نسيجنا الاجتماعي ، فلقد تحولت كل من فتح وحماس، وباقي الفصائل من صبغتها السياسية المحضة في ضوء التعددية وحرية الرأي بإطار ديمقراطي، إلى صبغة أشبه بالصبغة القبلية أو العائلية،أثرت بشكل مباشر في مجمل العلاقات الاجتماعية التي تربط أبناء المجتمع الواحد بدءا بالأسرة الواحدة التي لم يتورع قيام احد أفرادها بسب شقيقه أو الاعتداء عليه جسديا نتيجة اختلاف في الرأي، أو لصالح حزب أو فئة ما، وكم من أخوة أشقاء يقاطعون إخوانهم وأسرهم على هذه الخلفية وانقطاع العلاقات بين الأصدقاء لتنشأ بينهم علاقات يسودها الريبة والشك ، وامتدت آثار هذا الانقسام إلى مواقع العمل والتوظيف حيث يتم الانحياز لمن ينتمي لحزب أو فصيل معين وغالبا ما يكون هذا الحزب هو الحزب الحاكم أو المسيطر، فإذا كان طالب الوظيفة ينتمي إلى الحزب الحاكم كانت فرصته أقوى بكثير من غيرة ، لتمتد هذه النظرة الضيقة التي لا تخدم سوى الحزب أو الفصيل إلى أمور ابعد من ذلك بكثير ففي حالات الزواج فكثير من الحالات لا تتم إلا على خلفية حزبية أي لا يتم الزواج إلا من أبناء الحزب الواحد ، وهكذا في العديد من التعاملات والعلاقات الثقافية والتجارية ،يظهر بشكل واضح اثر الانتماء الحزبي والفصائل في كثير من المناسبات الاجتماعية والوطنية وعبر ماكينة الإعلام التي لا تعرف سوى التحريض الذي قلما نسمعه موجه لعدونا المشترك بل موجه ضد بعضنا البعض .
إن استمرار الانقسام أدى إلى تغييب دور القيادات وعلى رأسها أعضاء المجلس التشريعي لعدم انعقاد جلسات المجلس وتعطيل دورة المنوط به ، كما اضعف دور المثقفين في لعب دورهم الهام في توعية ووحدة وتماسك المجتمع ، بل إن الانقسام اضعف كثيرا جزءا هاما من مكونات المجتمع الفلسطيني آلا وهو دور اليسار الفلسطيني الذي أري عدم وقوفه بقوة في وجه الانقسام والعمل على تغليب المصلحة الوطنية العليا عن المصلحة الحزبية .
أن هذه العوامل مرشحة للاستفحال خاصة مع استمرار الحصار وتعطل أدوات الاقتصاد والإنتاج وتزايد معدلات البطالة والفقر ، وما يلحق بها من تزايد وتيرة العنف الأسري والعائلي ما يهدد فعلا نسيجنا الاجتماعي الذي بدوره يهدد أمننا واستقرارنا ووجودنا فما زالت الفرصة مهيأة للنهوض قبل فوات الأوان وذلك بالنزول من أعالي الشجر إلى مصلحتنا الوطنية وحتى لا نصبح كمن يهدم المعبد على رأسه فالتاريخ لن يرحم .



#أكرم_أبو_عمرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارحموا غزة - 2 العمال والآمال الضائعة
- ارحموا غزة - 1 الخريجون والمستقبل الغامض
- سياسة الابعاد بين سطوة الجلاد وعجز الضحية
- حلم المصالحة وحلم العودة
- الالوان ودلالاتها - أشكالها واهميتها
- الانقسام يطوي عامه الثالث فلا تكملوا عامه الرابع - ارحمونا م ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم أبو عمرو - ارحموا غزة - 3 النسيج الاجتماعي ولعنته القادمة