أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - تعال معي ....















المزيد.....

تعال معي ....


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 16:30
المحور: حقوق الانسان
    


تعال معي ....

إلى كل من بداخله قلب ينبض ،تعال معي في جولة في شوارع مصر الحبيبة( يمكنك أن تقوم بنفس الجولة في بلدك وليس في مصر فقط ) سنجول في مختلف مناطقها واحيائها ، في أي وقت من اليوم نهارا أو ليلا ، أدعوك ان تتعرف على أطفال الشوارع الذين يطلق عليهم ببساطة ( قنابل موقوتة )،تعال نقترب من بعضهم ، نتحدث إليهم ، نسمعهم ،نعرف ما الذي جعل مصيرهم الشارع ، وحاضرهم السرقة والتسول والعنف وادمان المخدرات بأشكالها ، ومستقبلهم الأحداث ، تعال لترى بنفسك طفولتهم المنتهكة وبرائتهم المغتالة وإنسانيتهم المدمرة ، أريدك أن ترى تأثير الإساءات الجسدية والنفسية والجنسية التي يحملون جروحها النازفة مرارة وكراهية ورغبة في الانتقام ممن سبب لهم هذا النوع من الحياة ، ليس بالضرورة الإنتقام من نفس الأشخاص ( الوالدين ) ولكن من كل من يمثلهم او يمثل اي نوع من السلطة عليهم . هي ليست مجرد اساءات ولكنها اعتداءات واغتصاب جنسي للإطفال إناثاً وذكور وماينتج عنه من حمل وولادة اطفال آخرين في الشارع ليس لهم أباء، وأمهاتهم أطفال أيضاً 16 -17 سنة !!!!! ، تعال لترى بنفسك من يفترشون الشوارع وأسفل الكباري ولايسترهم في برد الشتاء القارس سوى الأشجار او جوانب السيارات ، اسمع صراخ قلوبهم الصغيرة التي تشتاق وتتمنى الحب ، تعال لتعرف الأسباب التي دعتهم للهروب من دور الأيتام أو من الملاجئ التى القى بهم فيها أب أو أم للتخلص من هذا الكائن الذي يعوق الود والوصال مع زوج جديد او زوجة جديدة !!! وماتعرضوا له في هذه الأماكن من تحرش جنسي واغتصاب وضرب و شتم وسب وغيره من الأساليب التى أقل مايقال عليها انها غير آدمية، هل ترى نظرات البؤس والألم في عيونهم عند مشاهدتهم لأطفال في أعمارهم يخرجون بصحبة والديهم او عائدين من مدارسهم أو عند مرورهم على مطاعم الوجبات السريعة او اماكن الترفيه ، ارجوك ان تسمع مايقوله هؤلاء الذين يطلق عليهم مجازا لقب اطفال ،وهم في الحقيقة لم يعرفوا معنى الطفولة ، ارجوك ان تسمع من يقول : أنه ترك بيته لأنه لم يعد موضع ترحيب من زوجة ابوه ، وآخر يقول انه بعد طلاق والديه تزوج كل منهما ولم يقبله أي من زوج امه او زوجة ابوه ، وثالث يقول ان امه تركته في ملجأ لعدم اعتراف ابوه المتزوج عرفيا من امه به وتركته ولم يراها ابداً وهذا ماعرفه في الملجأ قبل أن يهرب منه ، ورابعة تقول انها( هربت من العيشة مع ابوها ) فلها من الأخوة والأخوات 8 ينامون معا في غرفة واحدة وقد تعرضت لتحرش 2 من اخوتها الذكور وأيضا من أبوها !!!، وخامسة تقول انه بعد طلاق ولديها تركوها عند قريبة لها قامت بحرقها بأداة معدنية ساخنة .
لعلك تعرف جيداً أسباب الزيادة المستمرة لظاهرة أولاد الشوارع والتي ترجع إلى التفكك الأسري والطلاق وسوء العلاقة بين الزوجين ، أيضا الفقر والجهل وكثرة الإنجاب الذي يدفع بالأب او الأم او كليهما إما الى سوء معاملة اولادهم أو الى دفعهم لترك الدراسة والإتجاه للعمل لتلبية زيادة احتياجات الأسرة بشكل لايتناسب مع دخل الأب ، بالإضافة الى جهل الأمهات وليس فقط غير المتعلمات إلى كثرة الإنجاب حتى تحتفظ بالزوج !!!! الذي لا يتورع عن الزواج بأخرى وبثالثة مبررا لنفسه بأن الزوجة لم تعد تلتفت اليه أو تهتم به او بنفسها من أجله ،علما بأنه لايملك مايوفر به القوت اليومي لهؤلاء المساكين ، وينتج عن الزواج الثاني والثالث، زيادة عدد اطفال الشوارع المشردين الذين كل جريمتهم هى احتياجهم للحب والأمان والقيمة وهي ابسط الحقوق الإنسانية للطفل .
والمحزن يا صديقي أنه يتم القبض على هؤلاء الأطفال بتهمة التسول وكأحداث يحتجزون في ظروف أقسى عليهم من ابويهم ومن الزمن ،وللعجب انه بدلا من مراعاة ظروفهم وطفولتهم المغتالة ، فإنهم يتعرضون للضرب والعنف والإيذاء على يد افراد الشرطة .
وكما نعلم أن الطفل لكي ينشأ سوياً يحتاج إلى الشعور بالحب والقيمة ليس لإنجازاته او لمميزاته بل لشخصه ويشبه علماء النفس الاحتياج للحب بأن لدى كل إنسان خزان يحتاج ان يمتلئ بالحب بشكل مستمر وكلما كان هذا الخزان ممتلئ كلما كان الإنسان متزناً وغير عنيد . كما يحتاج الطفل للشعور بالأمان الذي يؤدي عدم الحصول عليه للخوف والقلق وتوقع الخطر بشكل دائم .
تعال نستمع لأحلامهم وأمنياتهم – التي تتضاءل الى الحد الأدنى –فتصل الى مجرد( مكان نظيف ينام فيه ) أو أن تتغير نظرات الناس له وان يقتني يوما ما لعبة !!! أن يستطيع ان يحلم ، أن يتعلم ، أن يشعر بالحرية وبالأمان
وجود دور الرعاية والملاجئ لا يحقق الهدف ،فالعاملين فيها هم موظفون يؤدون مطالب وظيفتهم وليسوا بالضرورة أباء وأمهات ذوي قلوب رحيمة وقد يعاملون الأطفال كأشياء لا قيمة لها ،أو يعتقدون أن كل احتياج هؤلاء الأطفال هو المأكل والملبس الذي غالبا يأتي لهذه الدور من متبرعين أو من رجال الأعمال لإضافة بعض الصور في أغلفة المجلات زيادة في شهرتهم ، وما يدل على ذلك وجود أكثر من 70 منظمة وهيئة من منظمات المجتمع المهتمة بقضية أطفال الشوارع ، ومع هذا يتضاعف العدد بشكل مرعب وتزداد خطورتهم بشكل مخيف .
ألا يحتاج كل طفل من هؤلاء الأطفال الى بيت دافئ يجد فيه الإحساس بالأمان ، ألا يحتاج الى أب وأم يشبعون احتياجه بالحب وليس كمن يؤدي وظيفة ؟ ويُشبع هو أيضاً احتياجهم للأمومة والأبوة ؟
الأحرى لنا ان نفكر في حلول لإنقاذ مايمكن إنقاذه من حياة هؤلاء الأطفال وليس ان نزيد الطيب بلة ، بالتفكير في زواج ثان سيليه بكل تأكيد المطالبة بطلاق ثان وهكذا ولن يدفع الثمن إلا الأطفال الأبرياء .
الأحرى بنا أن ننادي بإطلاق فكرة التبني وتُحل مشكلة الطفل الذي بلا بيت ومشكلة البيت الخالي من الأطفال لأسباب خارج الإرادة التبني لمن يريد ويستطيع أن يتبنى رضيع فقد أبويه بالموت أو بالترك ، ليس الأم والأب بالضرورة من أنجبوا ولكن الذين أحبوا وأعطوا وربوا وتحملوا مسيرة حياة مع طفل حتى لو كان ليس من أرحامهم، الأحرى لنا أن نفكر معا ً ليس في مجرد تطوير الملاجئ ودور الأيتام بل في تعليم المربين فيها أسس الرحمة والقبول غير المشروط للطفل كإنسان ولا نحمله نتيجة أخطاء الكبار بأن يشار إليه دائماً على انه منبوذ ، الأحرى أن يراجع كل رجل نفسه قبل أن يتزوج مرات وينجب مرات ويترك أولاده للضياع
أحرى بنا أن نعلم الأجيال الحديثة والقادمة معنى الزواج وكيفية الاختيار ، كيفية تجنب المشاكل وأيضا كيفية التعامل مع هذه المشاكل بشكل لا يسئ ولا يدمر الأطفال ،و أن نعلمهم معنى الأمومة والأبوة الصحيحة ، وقيمة الأسرة .
شكرا على صحبتك معي . واعتذر لك إذا كانت غير مسلية .
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام
- اليكِ ......ياطفلتي
- شريعة المساواة
- معاهدة معك......هل تقبل ؟؟؟
- موقف لن أنساه ..... طفل على الرصيف
- موقف لن أنساه
- عانس ..... كلمة لابد أن تُمحَى
- نعم أنا أحب الحياة
- هل تسمح عزيزي الرجل ؟؟
- يالهُ مِنْ لقاءٍ
- هل تفهمني؟؟؟
- أنا انسان
- موقف المرأة من خرافة وأكذوبة دونية المرأة
- شريعة الزوجة الواحدة


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - تعال معي ....