أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - - ويا أبا حاتم- الثورة التي وهبت جدي بستانا أخضر ..........1















المزيد.....

- ويا أبا حاتم- الثورة التي وهبت جدي بستانا أخضر ..........1


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" ويا أبا حاتم" الثورة التي وهبت جدي بستانا أخضر ..........1
" يوم انتصف العبيد من الاسياد "
جدي رحل منذ زمان بعيد واورثني مذياعة القديم الحامل لماركة " فيليبس " الذي سمع بة بيان تموز الظافر وخرج ببندقيتة" البرنو " هاتفا بثوار تموز وهو يرسم حدود ارضة التي وهبها لة اولئك الثوار من براثن الاقطاع البغيض لانة من يحرثها ويزرعها . ومذياع جدي لازال يعمل بنفس الكفائة مثل كفائتة قبل نصف قرن ولازال مؤشرة الاحمر متوقفا على نفس التردد الذي حمل بشائر تموز لان جدي كان قانعا حد اليقين ان الزمن سوف يغير خطة المتعرج ويضع قدمية من جديد على نفس المسار ويعيد لبستانة الاخضر ثمارا أخرى . لان ذاكرة جدي محشوة بمرارة زمن صعب لاتتناسى بسهولة صور العبيد من السود غليظي البشرة والملونين في بيوت الاقطاعيين وكم هي اعدادهم وهم يعملون عبيدا لدى سيدهم الاقطاعي مع نسائهم .ودائما ما اعاد لنا جدي كلمات وايمائات تلك المراة غير المفهومة وكيف سرقت من عائلتها التي تعيش تحت الاشجار في مجاهل افريقيا ثم بيعت في اسواق نخاسة البصرة لسيدها الاقطاعي في بيت يشبة الحصن وقلاع اوربا بزمنها الوسيط .وكيف ياتي الاقطاعي بالمسلحين والسراكيل لياخذ مايشاء من اغنام جدي ويضيف بلكنة متعالية انها من ضمن املاكة .
لم اصدق حكايات جدي برغم انها تفوق روعة . سحر ومرارة الف ليلة وليلة في زمن منتصف القرن العشرين ان تكون هناك عبوديات في ارض ميسوبوتاميا الحافلة بالعبوديات لاني لم اقرا في كل ماكتبة مؤرخي وعلماء اجتماع ارض سومر ان هناك عوالم من عبوديات في نسيج التركيبة الاجتماعية لهذة الارض وان هؤلاء العبيد عانوا حتى من فقدان شرف زوجاتهم في احضان مغتصبهن البغيض الفاقد للشرف قسرا كما كان يقول جدي بمرارة لان كل هذا كان من المسكوت عنة في تاريخنا المتعفن لان هذة العبوديات المقيتة كانت مباركة من حاخامات الدين .دهاقنتة ولصوصة باعتبارها ملك يمين وان هؤلاء المؤرخين وعلماء الاجتماع كانوا من نفس بيوتات وطبقات المالكين ونخاسي العبيد . ولم يحرك دينهم البدائي ساكنا لتحرير هؤلاء العبيد من تلك المرارة وفقدان الانسانية حتى جاء الزعيم الخالد وملكهم صك الحرية مثل ما وهب ابراهام لنكولن عبيد اميركا قبل ذلك بقرنين كاملين واصبحوا مواطنين كاملي المواطنة حين حل الانسان محل الشيطان في حكم العراق .
جدي رحل مع حكاياتة ولم يسمع صوت الزعيم وبيانة مرة ثانية وكانت كل كلمات جدي صادقة حين انفتح الزمن وعثرت على بعض مادونة المستشرقين اولئك الذين فككوا لنا حتى تركيبة ديننا البدائي ومصادرة الاولية فكتب " ماليبارد" الصحفي الهولندي الذي جاب كل اصقاع العراق في عام 1951 في مذكراتة التي تحمل عنوان " نواعير الفرات " ترجمة الدكتور حسين كبة عن هؤلاء العبيد المملوكين عند الشيوخ مانصة (" وبعض هؤلاء العبيد من من النوبيين وهم الذين اميل الى الصفرة في الوانهم وبعضهم من السودانيين المشربين بالحمرة الغامغة والبعض الاخر من ابناء العبيد السود الذين ينتمون الى اعراق اجناس السود وجائوا بهم من اقصى بلادهم وتوالدوا عندهم ") 2
" ويضيف ماليبارد عن هؤلاء العبيد الذين يعملون في قصور الشيوخ المتنفذين "المتاجرين بكلمات الشرف " وهم يعرضون أجساد الفتيات لخواجات اوربا في قصورهم ("" وكانت الفواكة الطرية اخر ماحملت بة المائدة وهي في الحقيقة لذيذة الطعم والنكهة اذا كانت تحتوي على رطب جني وبرتقال وليمون ورمان قد وضعت جميعها في صحن كبير تحملة ثلاث فتيات عاريات وحينما اقتربت منها امعن فيها النظر وجد ت العجب قد اخذ مني ما اخذة ان هذة الفتيات الثلاثة اللاتي قد صنعن من الفضة كن عاريات لم يرتدن غير ثوب شفاف اظهر مفاتنهن "" ) 3
رحل "ابا حاتم " عن تربة وطن حررة من عبوديتة ولم يمن علية هذا الوطن كما منت بعض الاوطان على محرريها بتخليد اسمائهم بمدن عملاقة لن يتناساها الزمن وهو الذي لايختلف ابدا عن ماسبقوة من المحررين ك "سيمون بوليفار" الذي تحمل " بوليفيا" اسمة الخالد او جورج واشنطن اميركا . بل ان هذا الوطن البغيض سلبة حتى اسم تلك المدينة التي انتشلها من قاع الحضيض مثل مايقول ماليبارد في مذكراتة وهو يدون لبؤساء العراق ومعدمية ("" وها نحن نرى اليوم هذة الاكداس من البشر قد حطوا رحالهم في الاراضي المحيطة بمدينة بغداد والبصرة وهم الاف مؤلفة من عائلات الفلاحين وقد اتخذوا لهم فيها اكواخ من الطين يأؤون اليها ويحاولون ان يعيشوا فيها باي شكل من الاشكال .............. وتقع اكواخهم في اراضي منخفضة تكاد تكون مجمعا لمجاري المدينة القذرة قد تشبعت بالعفونة حتى لكانها ترى وسط جيف تعبث بها المايكروبات وتنبعث منها الروائح الكريهة .................... وترى وجوههم تعلوها صفرة تنبا عما تنتاب اجسامهم من امراض الملاريا والبلهارزيا والتراخوما وغيرها .............. انهم يسيرون في حياتهم الى الحضيض كلما سار بهم الزمن ")4 حتى كانت تموز الخالدة التي ساوتهم بالاسياد والمتنفذين وملكتهم اصقاعا في عاصمة الرشيد ربما لم تراود مخيالهم في عالم احلامهم المليئة بالكوابيس المنغصة .
جدي لم يصدق ابدا ان الزعيم قتلة رصاص اللصوص لان المحررين عندة لايموتون وان قتلة شباط شبة لهم غير الزعيم مثل اليهود حين التبس عليهم شخص المسيح الحقيقي من غيرة وظل جدي يردد و يخبر الاخرين بسرية ان الزعيم سيعود يوما ما ودائما ماكان ينام في بستانة لعلة يلتقي بذلك الزعيم المحرر لان جدي تتملكة العواطف ولم يخالط فكرة البسيط ان ثورة تموز لم تكن ثورة فكر شامل مثل ثورة "روبسبير" او ثورة " لينين" وانها كانت منقوصة الهدف والحزب القائد والطبقة التي تستند اليها لذلك انهارت تحت اول ضربة وتعرضت الى كل العراقيل التي وضعت امامها من قبل دهاقنة الدين بعد ان فقدوا اتاوات الجباية من الاقطاعي البغيض وتحركت ضدها كل المسميات والمنظومات الفكرية العتيقة ولم يستطيع الرابع عشر من تموز ان يقف صامدا مثل ماوقفت تموز الفرنسية او "اكتوبر" الخالدة بوجة قوى الثورة المضادة .
جدي وان رحل راضيا لكنة لن يصدق ابد مهما اخبرتة في عالم خلودة السرمدي ان الزمن قد يتغير ويعود الى الوراء وان بستانة الاخضر قد يعود من جديد الى املاك الاقطاعي البغيض وان العبيد المحررين لن يكونوا وحدهم هذة المرة مباعين في اسواق نخاسة المالكين الجد د كعبيد ابيض ولو سمع جدي هذا في حياتة البائسة لما تواني عن حمل تلك "البرنو" الصدئة ليموت في بستانة الاخضر .
جاسم محمد كاظم

1- "ابا حاتم " لقب لكل من يتسمى بعبد الكريم في الماثور العراقي وهو هنا يشير الى الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم
2- "نواعير الفرات" تاليف الصحفي الهولندي "ماليبارد" ترجمة الدكتور حسين كبة مطبعة الرابطة _ بغداد 1957 ص 150
3- نفس المصدر ص 156
4- نفس المصدر ص180



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء - الصباح- الجديد لكل عراقي
- من يعيد لنا اثبات -العراقية- المفقودة
- المجد للافتة تورنتو . الثورة مازالت هي الحل .
- مونديال العراق . مونديال الفرن
- وفشل الحاكم الجعفري
- اننا بحاجة الى حكومة عمل و عدالة في توزيع الثروة . ولا اكثر ...
- هل يتقبل العراقيون قادسية ثالثة ؟
- -ثابت - الحرمنة في العقلية السلطوية العراقية
- قناة -صفا- ونشر الغسيل وذكريات ماركسية
- لماذا الصراع على كرسي الزعامة في ارض الطوطم ؟
- العراق نسيان الواقع بايهامات تكوين السلطة
- الشيوعية مجتمع الاحرار . هل تستحق الشعوب الذليلة نضال المارك ...
- ليس للبروليتاريا الا الويتها الحمراء
- جهاز -حنين- القادم ......1
- بشرى - المعهرة- التي لم نبتشر بها بعد
- الثمانية الذين يجب اقتلاعهم من الجذور
- -أبو تيسير الباحث عن الكلمات-الى الصديق والشاعر توفيق الوائل ...
- ايها المشككون ...تذكروا صاحبة العصا الغليظة
- اليسار العراقي مخاطبة اشباح لاتوجد
- بغداد يغسل وجهك الهمر


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - - ويا أبا حاتم- الثورة التي وهبت جدي بستانا أخضر ..........1