أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين عبدالله - التناص في قصيدة البحر للطريحي















المزيد.....

التناص في قصيدة البحر للطريحي


محمد حسين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


ثمة رؤى وأفكار تدور حول مفهوم الحداثة والموروث القديم عند نقاد الأدب العربي في هذا العصر بين مغال بكل ما جاء في التراث القديم من بنائية وبين مرخص بكل مافي الحداثة من تغيير أو تجديد 0 لهذا فأن هذا النص المختار يضعنا في نقطة الوسط وفي مكان الاعتدال 0

عتبة النص :
العنوان البحر
الإهداء أو المرسل له إلى النفّري ملهم هذا النص "1"

قبل أي شيء لابد من معرفة "النفّري" ملهم هذا النصِ كما سماه الشاعر ولماذا النفّري دون غيره ؟ وهل هناك سر وراء اختياره ؟
النفّري : صاحب أهم نص نثري صوفي تم اكتشافهُ من قبل المستشرق آرثر يوحنا آربري الذي أيقظه من سبات عشرة قرون ( 345هـ - 965 م) واهتدى الشاعر ادونيس إلى الكتاب بالمصادفة عام 1965م في مكتبة الجامعة الاميريكية في بيروت فكان بالنسبة اليه " لقية اللقايا " فقدمه في دراسة مع نشر مقتطفات منه في مجلته "مواقف" التي سُميّت كذلك تأثراً بمواقف النفّري كما أشار ادونيس 0 "2"
استهل الشاعر صادق الطريحي قصيدته بتناص مباشر وظاهر بتضمين من موقف البحر للنفّري الذي يقول في مطلعها :
أوقفني في البحر
فرأيت المراكب تغرق
والألواح تسلم
وقال لي
لا يسلم من ركب
ما الذي أراده النفّري الصوفي والطريحي من دلالة لفظة البحر ؟ البحر لهُ مدلولات كثيرة فهو الحياة أو الدنيا أو الطريق إلى الله الذي لا بد لمن يريد الوصول اليه أن يصعد المركب فهو وسيلة النجاة 0هل الألواح تستسلم إلى البحر أم تلوح بشيء ولعلها تشبه حركة اليد حين الوداع يمينا ًوشمالا ًوهي بمعنى الابتداء والسلام أم الوداع وأي وداع في البحر والغرق 00 واذاما فهمنا سطح البحر فما هوعمقه وقعره الذي لا نفقه كثيرا ًمن معانيه 00فالبحر هوا لسر والسؤال والعطاء00
حتى نصل إلى مفهوم أدق لمحاكاة الطريحي للنفري لابد من جدول يبين لنا مدى المماثلة والتشابه الذي تقصده الطريحي بتناصه ؟
يعرف جيرار جينيت التناص "أنه كل ما يضع النص في علاقة ظاهرة أو خفية مع نصوص أخرى " (3) فالنص ليس واحداً بل متعدد ويجعل جينيت التعددية النصية بوصفه نمطاً من أنماط خمسة : التناصية ، الملحق النصي ، الماورائية النصية , الجامعية النصية ، الاتساعية النصية والأخيرة هي الأكثر شيوعاً كما أعتبرها جينيت وتقوم على علاقة بين نصين حاضر وهو المتسع وغائب وهوالمنحسروجاء هذا المفهوم بوصفه رد فعل على فكرة النص المغلق (4) مثال ذلك الجدول الآتي الذي يبين الاتساعية النصية عند الطريحي

مواقف النفّري-965م المنحسر"الغائب" الطريحي 2007م الحاضر" المتسع "
1- أوقفني في البحر فرأيت المراكب تغرق والألواح تسلم، ثم غرقت الألواح، وقال لي لا يسلم من ركب 1- وأريت الألفاظ تجري في ساقية تمتد من العرش إلى البحر ثم ، رأيت الكلمات تنزل في ليلة
كان مقدارها إلف شهر،مما نعد


2- وقال لي خاطر من ألقى نفسه ولم يركب 2-قال لي لاتستبدل اللون والاستدارة في زهرة الليمون بأشكال تنبض بالرغبات بأقصى طاقتها
3- هلك من ركب وما خاطر 3- وقال استمع للرغبات لون الرصاصة والزهرة أنثى تتبرج في النص الأول تنتقل من البحرالى النص كما النور يدور
4- في المخاطرة جزء من النجاة، وجاء الموج فرفع ما تحته وساح على الساحل 4- قال لي أنى لي أن تبصر زهرة القلب ترقص في الملأ الأعلى وبما تملك من رغبات رغبا ت لها لون فراشة تقترب من النورولاتحترق
5- ظاهر البحر ضوء لا يُبلغ، وقعره ظلمة لا تمكن، وبينهما حيتان لا تُستأمَن 5- قال لي لو كنت وهبت نصوصك للبحر لأصبحت كنص فيه ولم تغرق
6- لا تركب البحر فأحجبك بالآلة، ولا تلقِ نفسك فيه فأحجبك به 6- قال لي كيف بك، وأنت بقعرالبحرولاينجيك النون ولا يرفعك الله اليه
7- في البحر حدودٌ فأيها يقلّك 7- قال لي ليس للبحر ضفاف تحتويه سواه وليس النص كما البحر وليست الأنثى كالنص فلا تبتئس أنما أنت مذكر تكتب النص وترحل
8- أذا وهبتَ نفسك للبحر فغرقت فيه كنت كدابة من دوابه 8- قال لي تجري الانهارالى البحر والشمس تجري لنص لهالا الأنهار تدرك كنه البحرولاانت تدرك معنى النص ولا الشمس تصل بينكما
9- غششتُك إن دللتُك على سواي 9- قال لي لوكنت رأيت الشمس على حائط البحريقراها النوتي صباح مساءوالاطفال في ميدان الولاية ينتظرون الحمامات أن تأتيهم بغصن الزيتون لما غامرت لتكتب نص البحر
10- ). إن هلكت في سواي كنت لما هلكت فيه 10- قال لي أنت مني كما البحرمن النص ولكن لانص بعدي
11- الدنيا لمن صرفته عنها وصرفتُها عنه، والآخرة لمن أقبلتُ بها اليه وأقبلتُ به عليّ 11- وقال استمع هذا البحر لي وأنا شكلك السابح في اليم وهكذا النص ملاذك يوم الخروج فاذاما أخرجت وكان العرش أمامك والبحرمن خلفك والأنثى تدعوك لنفسها00فأقترب، وادنُ مني ،00تكن مثلي



أن الإشارات والعلامات بين المقاطع قائمة ليست على الدال والمدلول فالعبارات والصياغات تلف خلفها كثير من الغموض والإبهام فتفسير الأشياء لا يعلل بعلة واحدة بل علل وكلها تدور مع النص وجودا ًوعدماً
لقد كان النفّري في قمة الإبداع عندما صورة علاقته مع محبوبه (الله عز وجل )بمواقف البحر بين جدلية السطح والعمق وبين ا لظهور والغياب ولقد كان الطريحي موفقاً جداً عن محبوبته الشرعية التي ألفاظها تجري في ساقية تمتد من العرش إلى البحر وكلماتها تنزل في ليلة كا ن مقدارها ألف شهر00محبوبته التي ليست كالبحر فهو يكتبها ويرحل 00وهذه المحبوبة لا حبيبة بعدها000ان كلمة النص التي تكررت ثلاث عشرة مرة هي بلا شك قصيدة النثر التي دائماً ما وصفت بسلعة مستهلكة وافدة من الغرب !وما هي ألا مؤصلة بالتراث فهل الجاحدون بها مؤمنون ؟ لقد نجح الشاعر الطريحي لمحاكاته لنص قديم يمتد عمره إلى عشرة قرون ليعط ِالشرعنة الأدبية لهذا الفن الذي لايحده زمن دون آخر0بل ألازمان متداخلة فلا حديث بلا قديم
سواء أكان النص حديثاً أو قديماً نفّرياًام طريحيا كلاهما في أناء واحد ينضح بالشعرية ومن أحيا نصاً فكأنما أحيا النصوص جميعاً0
المصادر
1- مجلة الأقلام العدد 5- 6-2007ص 73
2- الموقع الالكتروني اوآن
3- مجلة علامات في النقد ج 51ص 280- مارس 2005
4- المصدرالسابق ينظر ص 282-283-284



#محمد_حسين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين عبدالله - التناص في قصيدة البحر للطريحي