أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - عصر الدولة الدينية انتهى















المزيد.....

عصر الدولة الدينية انتهى


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 22:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكل زمان ظروف واعتبارات تحكمه. والحكيم من يقرأ ويفهم جيدا، ويتصرف بحكمة وذكاء..
شئنا أم أبينا نحن بشر نعيش معا ونفرح معا ونحزن معا.
ولا يمكن لأحد أن يعيش في صومعته معزولا عن الآخرين. ينظر إلى السماء، يعد نجومها. يتأملها فقط. ويسترسل في غيبوبة الفكر والأحلام...نحن بحاجة للعون وبحاجة للآخر.

فالحضارات بناها الناس مجتمعين وكتبوا فصولها بأيد مشدودة مع بعضها البعض. وحموها معا..
صحيح أننا نملك في عقولنا أفكاراً تفرق بيننا. ولكن الأصح أننا نملك في نفس العقول ما يجمعنا معا لنواجه الحياة بقوة واقتدار.
نملك غريزة الحب والتضحية والأمل.نملك غريزة البقاء التي دفعتنا لمواجهة كل الصعوبات والتغلب عليها, واجه الإنسان عنف الطبيعة وجبروتها من أجل البقاء وبنى قوته على مر السنين ليحمي هذا البقاء..

في الأمس البعيد كنا نسكن الكهوف والمغاور لنحمي أنفسنا من بطش الطبيعة، وقهرها لنا, فكانت أولى معارك البقاء.
وبعدها صرنا قبائل وأنساب نعيش معا تربطنا غريزة الجماعة وتجمعنا القبيلة البدائية...وبعدها وفي مرحلة لاحقة ظهرت إشراقات الفكر الإنساني بتشريعات وكتابات وديانات وأحزاب وتجمعات وجمعيات ومؤسسات استمرت لآلاف السنين.
فقامت التجمعات البشرية الكبيرة....واجتهدنا لنخلق روابط تجمع بيننا.

لكن أغلبها أدى إلى تشظي المجتمع وانقسامه تحت عناوين كبيرة جلبت العداوة والعداء واستحضرت الحروب والدمار...فتحت اسم الانتماء والهوية الدينية اشتعلت الحروب وعصفت الويلات بالبشر...

والتاريخ القريب والبعيد يشهد، والشهادة أليمة وقاسية. الولاءات الدينية زرعت الاختلاف والتعصب ودمرت ولاء الوطن الذي يضم الجميع. انكسار ولاء الوطن سقط أمام هجوم النصوص المقدسة التي اعتبرت نفسها أكبر وأبعد من الحدود الجغرافية للمؤمنين بها....
وعندما يتفوق ولاء الدين على ولاء الوطن، ينقسم المجتمع الواحد ويبدأ أثر الاختلاف بالنمو لدرجة تحليل قتل المختلف دينياً ونهبه والفرض عليه بما لا يتفق واعتقاده. لأن عليه الانصياع لحكم الأكثرية وأحيانا لحكم الأقوياء حتى وإن كانوا أقلية.

نحن نعيش في دول لها حدود تم اعتبارها وتحديدها. وضمن هذه الحدود تعيش كل الإثنيات والأديان. وكل الأفكار موجودة وكل المذاهب والطوائف والجميع بنى سورا واقياً له من تأثير الآخرين. فصار السور حدوداً تفصل أبناء الوطن الواحد. صار حاجزا أمام التشارك والتفاعل اللازم لوحدة الوطن.

كيف يمكن لهذه الدول أن تتطور وتستمر وأبناؤها منقسمون وكارهون لبعضهم البعض؟ الكل يعتقد بصوابية رأيه ومعتقده وبطلان معتقد الآخر...
كيف نفَعِّل دور المواطنة؟ وكيف نعطيها الأهمية الأولى على كلّ الاعتبارات الأخرى؟ لابدّ من قوننة الأديان وإخضاعها لقوانين الوطن وإلا لن نبني وطنا قوياً عزيزاً ومتطوراً، يعمّ فيه الخير والرخاء للجميع. ولن نقدم للحضارة شيئاً مفيداً نافعاً. ولن نبدع ونبتكر. لأن جهودنا ستذهب وراء صراعاتنا التي لن تنتهي والتي يتفرع عنها أعمال الخداع والتحايل. وستنهار منظومة الأخلاق الوطنية.وسيزداد التفافنا حول عقيدتنا وحول أبناء عقيدتنا. لأنها تشعرنا بالقوة والأمان. ونصبح دولاً صغيرة ضمن حدود الدولة الوطن.

هذا الوطن لن يكون وطنا قويا. بل حالة مرضية لن يكتب لها البقاء والاستمرار والاستقرار. وعندها ينهار تحت وطأة الانقسام والاختلاف الجوهري على هويته التي يرغبها كل فريق مطابقة لمعتقده ومنسجمة مع نصوصه.

الدين عندنا ينخر بجسد الوطن ويزعزع أركانه.يلغي هوية الوطن ويستبدلها بهوية الدين, حتى بات الولاء له في آخر الأولويات والاهتمامات...صار الوطن لأشخاص وفئات. صوته صوتهم فقط وخيراته لهم فقط. والآخرون يهاجرون باحثين عن وطن آخر يطعمهم ويحنو عليهم. ويحمي أطفالهم من الضياع..هذا الطريق سلكناه وعلينا التوقف. لأنه إن استمرينا في هذا الطريق، فالوطن ساقط لا محالة. ولكن مع سقوطه ستسفك الدماء ويهجره الأبناء نحو المجهول.

كل البلاد تصلح للحياة إن صلحت النفوس.
فالإنسان يحول الصحاري إلى متنزهات وجنان وعمار...وهو نفسه يحول الجنان إلى خرائب وصحاري وقفار..
وهو يقيم المنشآت ويبني الحضارات ويقود إلى الازدهار..

وهو يهدمها بلمح البصر..إذا امتلكنا العقل والإرادة نفعل ما نريد. نبني المستقبل أو نحرقه. بأيدنا القرار إن أردنا العبور إلى المستقبل.
الدين عندنا تغوّل وفرّخ الأحزاب الدينية التي تسللت إلى كل مفاصل الحياة, تمكنت وثبتت أقدامها وفرضت نفسها كجيش يحمي الله ويطبق شريعة الله. خاطبت عاطفة الناس بثواب الآخرة, شدت الناس إلى الماضي واستحضرت كل الأموات لتبني على قبورهم الشركات والمؤسسات. صارت طريق الوصول إلى الغايات كلّ الغايات. عشاق السلطة أبهرتهم هذه الطريق فارتادوه وسلكوه فوصلوا وتمسكوا وتفننوا في الخداع لتدوم سلطتهم ويورثون سلطانهم..
فشلت الدولة الدينية وسقطت أمام الدولة الحضارية وبكل المقاييس وكلّ المقارنات.

* الدولة الدينية قدمت الشعارات فقط.
* قدمت وراثة الحكم.
* قدمت قدسية الحاكم وأطلقت يده في كلّ شيء.
* قدمت الاستبداد والظلم تحت ذرائع المقدّس.
* قدمت الفقر والجهل والتخلّف.
* قدمت الماضي ومنعت النظر إلى المستقبل, فهي دولة ماضوية بامتياز.
* قدمت شريعة أنّ الله قدّر وكتب وعلى الجميع الخضوع للمقدّر الذي هو إرادة الله.
* العلماء في الدولة الدينية هم علماء الدين ولا وجود لعلوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات ووو..
* قدمت طبّ التداوي بقراءة الآيات التي تشفي من كلّ الأمراض, من السرطان وأمراض القلب والهضم وو.. حتى باتت الصلاة تحمي من الأمراض وتمنع حدوثها ما دام الله يقدّر الأشياء..

* قدمت كل الطقوس الدينية كالصلاة والصيام على العمل والانتاج فتحولنا إلى الكسل والإتكال على الآخرين لأنّ أوقاتنا كلها صوم وصلاة وطقوس وعبادات وذكر لله فقط. حتى في أوقات الفراغ نقرأ القرآن فقط ولا ننشغل بقراءة علمية أو ثقافية تحفز عقلنا على أن يبدع أو يكتشف وحتى أن نساهم في هذه الحضارة..
* بنت سوراً حول المرأة وشلّت عقلها بتصويرها أنّها فتنة جسدية خالصة تُغطى بالحجاب والنقاب وتبقى في البيت مع الأطفال تنتظر قدوم الرجل القوّام.
* قدّمت وتمسكت بكل العادات والتقاليد التي تزيد من تسلطها وقوتها وتحت عناوين القداسة كي يصمت الجميع ويقبلون بكلّ أمر قادم منها..
* هي ضد الحداثة والتحديث. هي دولة الماضي وفكر الماضي ورأي الماضي الذي يعيش الآن بيننا ويحكمنا..
* هي دولة الأموات, تطبق قوانينهم وترفض قوانين الأحياء..
* هي دولة الجمود والمراوحة في نفس المكان ونفس الزمان.
* هي دولة القطيعة مع المستقبل ومع الجديد.
* هي دولة العشق مع السلطة والتسلط فالحاكم متسلط والأب متسلط والمسئول متسلط وكلّ إنسان يعيش فيها إن وصل لسلطة كبيرة كانت أم صغيرة يتسلط ويتجبر ويصبح فرعون عصره.

* هي دولة التبرير لكل فشل وسقوط وكلّ فشل يحصل يتحمله الله أو الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة..
* هي دولة الفساد والرشوة والسرقة ونهب المال العام..
* هي دولة يتعارض فيها الدستور مع معظم القوانين لخدمة المتنفّذين.
* هي دولة المؤسسات الصورية من وزارات وبرلمانات وإدارات وأقسام. لأنها جميعا تحت حكم المخابرات التي تحرك الجميع بأوامر السلطان..
* هي دولة الصراع بين أبناء الوطن الواحد المختلفين دينياً ..
* هي دولة لا تحمي جميع أبنائها ولا تنطق باسم الجميع بل هي دولة اللون الواحد والمذهب الواحد.
* هي دولة تجيد إلغاء الهويّات ومسح الثقافات للأقليات. تجيد الخداع وطرح الشعارات الكبيرة..
* هي دولة يختفي فيها البشر بلمح البصر ولا أحد يعرف كيف ولماذا. حسب ضرورات المصلحة الأمنية..
* الدولة الدينية خارج السياق الحضاري للحياة. تحاكِم ولا تحاكَم. تأمرْ ولا تؤمرْ. سلطتها فوق كل السلطات.. وكيف تكون المساءلة في هذه الدولة التي تستمدّ تشريعاتها من السماء؟؟.

* هي دولة تجيد التلون حالياً والتلاعب بالكلمات والألفاظ فأخذت معظم تشكيلات الدولة الحديثة وغيرت بعض الأسماء وأحيانا نفس الأسماء ولكن يختلف المضمون. هي لعبة الألفاظ بهدف السيطرة والوصول والتمسك بالسلطة...



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في الحديث والسيرة الإسلامية
- كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدّس - القضاء والقدر في القرآن 6
- ترانيم دول العبيد
- أساطير الخلق والتكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم
- القتل في التوراة والقتل في القرآن
- هل الإله في التوراة هو نفس الإله في الإنجيل؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – النحو في القرآن
- لماذا نقد النص الديني؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4
- الإلحاد كلمة تطلق بغير مكانها
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في القرآن 3
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 2
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 1
- النظام عندما يعتدي على الدولة
- الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها
- متى نسقط الأوهام التي تقول: أنّ الله كتب وقدّر؟
- الدين عندما يعتدي على الوطن
- أمة القراءة لا تقرأ - أمة اللسان
- ألم يحن الوقت لندرِّس وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - عصر الدولة الدينية انتهى