أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - النواب المقدسيون والحالة المقدسية الموحدة..















المزيد.....

النواب المقدسيون والحالة المقدسية الموحدة..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 15:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


اليوم الاثنين 12/7/2010 يكون قد مضى على اعتصام نواب القدس المهددين بالأبعاد في الصليب الأحمر اثني عشر يوماً،وكذلك اليوم تتجدد محكمة النائب المقدسي أبو طير على خلفية عدم انصياعه لأمر إبعاده غير الشرعي والقانوني،والشيء اللافت هنا أن الحالة المقدسية بمختلف ألوان طيفها السياسي والمجتمعي أبدت حالة من التوحد في قضية النواب غير مسبوقة،وكان واضحاً أن هذا التوحد والالتفاف عكس نفسه من خلال تشكيل اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد،والتي عهد إليها متابعة مجريات وتطورات قضية إبعاد النواب المقدسيين ووزير شؤون القدس السابق بشكل خاص،وقضية أبعاد المقدسيين بشكل عام،وخصوصاً أن ما يرشح من أنباء ومعلومات،تشير إلى ان أي نجاح للاحتلال بإبعاد النواب المقدسيين عن مدينتهم،فهذا يعني ان الأبواب أصبحت مشرعة أمام الاحتلال وأجهزته الأمنية لإبعاد مئات النخب والقيادات المقدسية سياسية ومهنية واكاديمية ودينية وفعاليات مجتمعية عن مدينتها،وخصوصاً ان الحديث يجري عن قائمة تعدها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لأبعاد أكثر من ثلاثمائة مقدسي،تحت حجج وذرائع عدم الولاء لدولة الاحتلال .
ان الوحدة الميدانية والوطنية الإسلامية المتحققة ميدانياً وفيادياً في مدينة القدس متجاوزة الانقسام والصراع على سلطة وهمية،بالضرورة أن تشعل ضوء أحمر أمام حكومتي رام الله وغزة ،بأن استمرار تلك الحالة الانقسامية من شأنه أن يعزز من فرص نجاح الاحتلال في مخططاته،ليس في قضية الإبعاد فقط،بل في قضايا الأسرلة والتهويد والتطهير العرقي،والتي تجري على قدم وساق في المدينة المقدسة،كما أن من شأن ذلك تعزيز حالة فقدان الثقة والإحباط التي تسود المقدسيين،من حالة الإهمال من قبل السلطة لمدينتهم وهمومهم الاقتصادية والاجتماعية...الخ.
واضح من الحالة التضامنية والالتفاف حول قضية النواب المقدسيين ،أنها خلقت وأوجدت حالة من التفاعلات والتأثيرات على أكثر من مجال وصعيد،فعلى صعيد القدس خلقت حالة من الحراك الشعبي والجماهيري،واصبح المرجل المقدسي يغلي،وعملية استثمار هذا الحراك والنهوض الشعبي،رهن بقدرة القوى الوطنية والإسلامية على تاطيره وتنظيمه،وخصوصاً أن الاحتلال بتجلياته وتمظهراته وممارساته القمعية اليومية تجاه المقدسيين،لم يترك أي خيار أو فرصة لهم وأمامهم سوى الصمود والمقاومة والدفاع عن هويتهم ووجودهم وحقوقهم،وبالتالي هذا النهوض وحالة الفوران الشعبي يبنى عليها،إذا ما شعرت الجماهير المقدسية بجدية العمل والاهتمام الحقيقي بقضاياها وهمومها،بعيداً عن لغة المظاهر الكذابة والاستعراض والاستثمار المقيت.
كذلك هذه الحالة أوجدت عملية من التنسيق والتواصل ما بين القدس والداخل الفلسطيني غير مسبوقة،وخصوصاً للتقاطعات الكبيرة في الاستهداف لهما،من حيث الطرد والتهجير والأسرلة والتهويد،واستهداف الهوية والثقافة والتراث والذاكرة والوعي،ولأول مرة منذ عام 67 يخلق جسم موحد مشترك للتنسيق والتواصل ما بين القدس والداخل الفلسطيني،وهذا الجسم يمكن له اذا ما أدير بشكل جيد،ان يرفع من منسوب النشاطات والفعاليات المشتركة بين الطرفين.
كذلك فالقضية أخذت بعداً عربيا وعالمياً،ونحن نتلمس ذلك من خلال التحركات العربية والدولية على هذا الصعيد،والتي تدعو الى ضرورة إلزام إسرائيل بالتراجع عن قرارها،وكذلك احترام قوانين وقرارات الشرعية الدولية،وعلى هذا الصعيد زار كل من سفيري مصر وتونس النواب المبعدين وكذلك السفير السويسري،وكان اللافت زيارة وفد من البرلمانيين البريطانيين الذين أعلنوا تضامنهم مع النواب المقدسين ووعدوا بطرح قضيتهم على البرلمان البريطاني والمؤسسات الدولية،وأيضاً كان هناك حركة نشطة من التضامن المحلي والشعبي، وكان واضح أن هناك تعالي وتجاوز لقضية الانقسام سواء من خلال لقاءات النواب مع الرئيس، وزيارات قيادات فتحاوية للنواب مثل عزام الأحمد وأبو العلاء قريع وغيرهم.
إن التصدي لهذه السياسة بحق المقدسيين عامة والنواب خاصة،ليست تهم المقدسيين وحدهم،بل على السلطة الفلسطينية أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الجانب،فمحظور على السلطة التي أعلنت أنها لن توافق على الانتقال الى مفاوضات مباشرة دون حدوث تقدم في قضيتي الحدود والآمن،ان تسلم وتقبل بالإجراءات والممارسات الإسرائيلية في القدس والانتقال لمثل هذه المفاوضات،دون وقف وإلغاء قرار إبعاد النواب المقدسيين وقف كل الإجراءات الأخرى من استيطان وهدم منازل وغيرها .
وقضية إبعاد النواب المقدسيين تفتح الهموم المقدسية على مصرعيها،وخصوصاً أنه حتى اللحظة الراهنة تتنازع المدينة أكثر من مرجعية وعنوان،رغم حديث نظري عن مرجعية موحدة لمدينة هي المؤتمر الوطني الشعبي، والذي ثبت بالملموس بعد مضي أكثر من عامين ونصف على تشكيله أنه ليس أكثر من يافطة مضافة إلى اليافطات القائمة،فالمؤتمر الذي يفترض أن تكون أمانته العامة بمثابة هيئة أركان لمتابعة كل هموم وأمور المقدسيين،تعاني من حالة شلل وعجز واجتماعاتها جزئية ومتقطعة ومتباعدة وليس عندها أية خطط وبرامج ولا آليات لكيفية العمل في المدينة المقدسة،ولجانه التي تشكلت للقطاعات المختلفة تفككت وتحللت واندثرت،وأيضاً لا يوجد جهد موحد أو منظم يراكم لإنجازات،بل نرى ونشاهد جهد وعمل مبعثر،تغيب عنه الرؤيا والإستراتيجية،ناهيك عن أن حجم الدعم المقدم للقدس لا يلامس الجزء اليسير من الاحتياجات الكبيرة لأهل القدس.
وعليه فإننا نقول وعلى ضوء ما تشهده قضية النواب المقدسيين من تطورات وتفاعلات،بالضرورة أن يبنى على الوحدة الميدانية المقدسة،وبالضرورة أيضاً خلق حالة من الثقة والصدقية في التعامل مع المقدسيين،فالجماهير لديها الكثير من الطاقات للعطاء والتضحية،ولكنها بحاجة إلى حوامل وروافع حقيقية توجه وتقود نضالاتها وتستثمر تضحياتها في الاتجاه الايجابي،وبما يخدم قضية القدس خاصة والشعب الفلسطيني عامة،وأيضاً من الضروري جداً خلق المزيد من أشكال التواصل والتنسيق والعمل ما بين أهل القدس والداخل الفلسطيني،فالداخل الفلسطيني لعب دوراً فعالاً في قضايا القدس المختلفة،ولا ننسى الدور البارز والكبير للشيخ رائد صلاح في هذا الجانب،وأيضاً كل الأحزاب والقوى العربية والإطار الناظم والموحد لعملها لجنة المتابعة العليا.
وكل هذا يتطلب في سبيل تعزيز وتدعيم صمود المقدسيين،تجاوز حالة الانقسام المدمرة،وخلق إطار موحد يضم مختلف ألوان الطيف السياسي والمجتمعي الفلسطيني يقود ويؤطر وينظم ويرعى كل أشكال مقاومتهم ونضالاتهم وفعالياتهم الجماهيرية والشعبية في المدينة المقدسة التي تتعرض للأسرلة والتهويد.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوكتافيا ناصر والسي أن أن ..
- حول زيارة نتنياهو لواشنطن
- العظماء يرحلون في تموز/ وفي تموز تحل المصائب
- ميتشل وهوية النائب المقدسي أبو طير
- وحدة الموقف الفلسطيني أفشلت ابعاد نواب القدس ..
- هل ستنفذ صفقة شاليط ..؟؟
- في اليوم العالمي للتعذيب/ التعذيب سياسة ثابتة في السجون افسر ...
- يا عرب ...ويا مسلمين ....القدس تصرخ فهل من مجيب ..؟؟
- سقوط الجدران والمسمار الأخير في نعش الحصار
- استمرار العملية السياسية واستمرار الحصار ...
- سياسة الإبعاد مدلولات وتداعيات خطيرة ..
- تأجيل الإنتخابات المحلية يصب في تعزيز الإنقسام لا إنهاؤه ..
- صفحات مشرقة من تاريخ الأسر ....الأسيرة دعاء الجيوسي / تدخل ع ...
- على اسرائيل أن تدرك الخارطة الإقليمية للمنطقة تغيرت ..
- حنين الزعبي والكلاب المسعورة ..
- شكراً لأمريكا ..؟؟
- اقتحام اسطول التضامن / جريمة حرب بامتياز ..
- قوانين عنصرية بالجملة ..
- لماذا كل هذا التحريض وكل هذه الجرائم ..
- ويبقى الأسير المناضل جمال أبوجمل شامخاً.....


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - النواب المقدسيون والحالة المقدسية الموحدة..