أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اللغة الميتة















المزيد.....

اللغة الميتة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 19:11
المحور: كتابات ساخرة
    


اللغة إما أن تكون مظهراً من مظاهر التطور وإما أن تكون مظهراً من مظاهر التخلف , وأي أمة تحافظ على لغتها فهذا معناه أن لديها برامج توسعية ضد كل ما اسمه تطور وتحديث , فالتطور الصناعي والثورة البيضاء الهادئة تجلبُ معها مصطلحات جديدة ومفردات جديدة وأي أمة ليس لديها مخترعات ولا مصانع فهذا معناه أنه ليس لديها مفردات جديدة وأي أمة محافظة على لغتها تكون في الأصل متخلفة محافظة على العقائد القديمة , فالأمة المحافظة على اللغة تحافظ على اللغة ليس حباً في اللغة وإنما حباً في المحافظة على التشريعات القديمة , وكذلك عملية المحافظة على الإسلام يحافظون عليه لأنه ضد مؤسسات المجتمع المدني , وكل ما هو ضد التطوير يكون دائما مرادفاً للإسلام السياسي وإذا بقينا على التشريعات القديمة فهذا معناه أننا ما زلنا نعيشُ في ظلام القرون الوسطى وكافة الجهود العالمية اليوم تهتم برفاهية الإنسان وسعادته ليعم الخير على البشرية بأسرها كلها , والتشريعات القديمة هي تشريعات عدوانية في سلوكها ضد الحضارات والثقافات الأخرى , والتشريعات الحديثة هي التي تحترم الآخر وتتعايش معه وتتقبله , وكل الحضارات والدول اليوم تهتم اهتماما كبيراً بحقوق الإنسان إلا العرب والمسلمين فإنهم ما زالوا يعتبرون حقوق الإنسان مطلباً ليس مهما وتافهاً ومخالفاً للشرائع القديمة , وكافة النشاطات اليوم نهتمُ بحقوق الإنسان المدنية وحقه في الحياة الكريمة , والعرب والمسلمون اليوم هم الوحيدون الذين يقفون ضد سعادة البشرية بدليل أنهم ضد الحريات والديمقراطيات ومؤسسات المجتمع المدنية , وليس هذا وحسب وإنما يريدون من الإنسان المتحضر أن يعود إلى القرون الوسطى بعكس الإنسان المتحضر الذي يريد من العرب والمسلمين أن يلتحقوا بركب الحضارة الجديدة ويدعي العربُ المسلمين بأن لغتهم هي لغة أهل الجنة وأتساءل ُ هنا في هذه النقطة بالذات :احنا ليش ما إنكون مثلاً شعب عقله كبير ومخه كبير ؟ يعني إذا كانت اللغة العربية هي لغة أهل الجنة فكيف سيتفاهم المسلم الياباني مثلاً مع الملائكة طالما أن الملائكة لا يتحدثون إلا باللغة العربية ! فمثلاً لماذا لا يكون مع الملائكة لغات أخرى مثل اليابانية أو الروسية ! يعني المساكين الروس الشيشان المسلمين كيف بدهم يقعدوا في الجنة وهم لا يملكون لغة ؟ يمكن أن يتعلموا مثلاً مع مرور الزمن؟ يعني الصيني مع مرور الزمن في الجنة بصير يتكلم باللغة العربية وأنا مثلاً إذا رحت أعيش الآن في الصين وما كانش معي لغة صينية فهذا معناته أنني سأضيع هنالك أو أبقى ألف في الشوارع مثل المسطول أو المضروب على راسه . ويمكن العبري مثلا يتعلم العربية , وكمان في لغات كثيرة اليوم غير المتعارف عليها رسميا , ولكن هنالك مشكلة عويصة وهي أن لغة العلم اليوم هي اللغة الانكليزية ومعظم المصطلحات العلمية الطبية والهندسية هي في الأصل مكتوبة ومنطوقة باللغة الانكليزية , وهذا معناه أن اللغة العربية هي لغة ميتة قد ماتت وتم دفنها في الصحراء وهي ليست أهلاً بأن تجعلنا كعرب أسياداً للعالم, أسيادُ العالمِ اليوم هم حملة اللغات الأجنبية مثل الانكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والصينية , والعرب خلص راحت عليهم و كل لغات العالم اليوم لها مستقبل تاريخي مشرق ما عدى اللغة العربية لأنها بالفعل مصدر من مصادر تخلفنا العربي , فالمفردات لا تتجدد والكلمات ليست مرنة وليس هنالك أبطال عرب في كافة الأنشطة , ولا توجد أي علوم فضائية أو طبية أو هندسية إلا وتكتب باللغة الانكليزية أو الفِرنسية ومن الممكن أن تصبح اللغة الفِرنسية لغة العالم كما هي اليوم اللغة الانكليزية ولكن من المستحيل أن تصبح اللغة العربية سيدة العالم أو سيدة اللغات العالمية , كذلك لا يمكن أن يصبح الأدب العربي سيدْ أو بطلْ الآداب العالمية ولا يمكن أن تصبح كرة القدم العربية سيدة الكُرات في العالم , إنه من المستحيل جدا أن يصبح العرب أسياد العالم طالما أنهم يتحدثون باللغة العربية فاللغة مصدر من مصادر تخلفنا لأنها تعلمنا على كراهية الآخر فمعظم آيات القرآن تحث على القتل وعلى سب الآخرين وشتمهم ويجب أن تتغير هذه اللغة فالذين نسبهم يرسلون لنا بالمساعدات بل ويخترعون لنا الموبايلات والكمبيوترات والأدوية الطبية فهؤلاء ليسوا بضالين بل نحن المغضوب عليهم ونحن الضالون , فمعظم الشيوخ العرب وعلماء الدين وأحبار اللغة العربية يقولون بأن لغة السماء هي اللغة العربية الفصحى , فكيف مثلاً إذا دخل الجنة صيني مسلم كيف لهذا الصيني أن يتفاهم مع الملائكة ؟ فمثلاً إذا طلب حورية أو عشر حوريات فكيف له أن يعرف بأن العدد مخالف للمعدود ؟ أو إذا جاع وهو لا يعرف اللغة العربية وطلب من النادل همبرغر أو أي رغيف سندوتش فإنه حتماً سيبقى في الجوع , أو بالنهاية راح يروح على النار عند أبناء جنسه لأن هنالك من يفهم على لغته , وكيف مثلاً إذا دخل الجنة مسلم انكليزي ! كيف لهذا المسلم الانكليزي أن يتفاهم مع الملائكة في الجنة؟

لنكن واقعيين جدا , كيف مثلاً الله تعهد بحفظ القرآن واللغة العربية التي به ولم يتعهد بحفظ كرامة المواطن العربي والذي هو اليوم تحت سياط الجلادين والدكتاتوريات العربية , فنحن اليوم في الدول العربية تطاردنا أجهزة القمع إذا طالبنا بالحريات وبالديمقراطيات وبحقوقنا الدستورية , فلماذا لم يتعهد الله بحفظ كرامة الأحرار والمثقفين , يعني مثلاً إذا قرأنا يجب أن نلتزم بلغة حُمير أو تميم أو شرق الحجاز أو غربه وهل اللغة هي التي تعطينا حقنا الدستوري وتمنع أجهزة المخابرات من متابعتنا وتعقبنا ومطاردتنا ؟ يعني هل حفظ القرآن غيباً وقواعد اللغة العربية تجعلني أحصل على حقوقي وتجعل المرأة متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات ؟ لنكن يا عرب ويا مسلمين واقعيين جدا في حياتنا .

إن اللغة العربية اليوم هي الوحيدة التي حافظت على نفسها منذ 1500عام وهذا إن دل على شيء فإنما يدلُ على أنها لغة غير متطورة ولو أنها كانت متطورة لما حافظت على نفسها , ودعونا نتخيل اللغة العربية وهي تحكم العالم اليوم , فلو أن العرب المسلمين يحكمون العالم لبقي العالم متخلفا ومحافظاً على عاداته وتقاليده ومخترعاته القديمة ولكنا ما زلنا إلى اليوم نرسل برسائلنا الالكترونية عبر الحمام الزاجل دوت كوم أو البط دوت كوم أو تميم دوت كوم , معظم العالم اليوم يتطور بسرعة مذهلة في اللغة ما عدى نحن العرب المسلمين فإننا نحافظ على اللغة ونقول الله هو المحافظ عليها , ولو كان الله محافظاً على اللغة العربية لأصبحت اليوم لغة العالم والمخترعات لغةً عربيةً صرفة .

الحفاظ على اللغة معناه الحفاظ على التخلف وعدم التطوير فيجب أن تتغير اللغة العربية لكي تتغير الشرائع والعقائد والتي لا تتناسبُ اليوم مع أبسط حقٍ من حقوق الإنسان , فكل التعاليم الإسلامية ضد حقوق الإنسان وضد المساواة وضد الرفاهية , ويجب أن لا نستحي من أن نقول بأن اللغة العربية مصدر كبير من مصادر التخلف .

إن المواطن في الدول الأوروبية يستطيع أن يكتب مقالاً دون الرجوع إلى فقهاء اللغة لأنه يستعمل لغة حية وهي لا تختلفُ عن لغة الشارع العام إلا في الأشياء البسيطة فهنالك يستطيع أي إنسان أن يكتب وأن يقرأ دون الرجوع إلى مفردات اللغة أو خلافات النحويين لأن لغة العلم وما تكتبه الناس لا يختلفُ عن اللغة التي في المناهج المدرسية أو الجامعية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية لغة إقليمية
- هذا ولدي وأنا أبوه وذاك حماري
- الطاعة العمياء
- الجريمة الكبرى
- عيد ميلاد ابنتي برديس
- الهدية بلية
- الشجرة المريضة
- إعلاناً هاما
- بيعوا حميركوا
- عائلة مستورة بحاجة إلى سفينة حرية
- مؤلم جدا
- فتوحات الجائعين
- المرأة التي قتلت زوجها
- المخيلة الشعبية
- لماذا تقتل المرأة زوجها؟
- نظرة عن كثب
- رجل يوصي أولاده قبل وفاته
- معاك قرش إبتسوى قرش
- طباخ الحاره
- رسالة من الأردن


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اللغة الميتة