|
التكنوقراط من الأقليات هم الحل في هذا الموقف
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 13:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أهتم بالديمقراطية العراقية - كما ذكرت في مقال سابق - بنفس درجة إهتمام آل مبارك ، و آل سعود ، بها ، مع الفارق من الهدف في المتابعة . هم يريدون الإجهاز عليها ، و شخصي البسيط يريد لها الإستمرار ، و التقدم ، و أن تصبح نموذج يحفز الشعوب العربية الأخرى على النضال من أجل تأسيس أنظمة ديمقراطية ببلدانهم . لو أردت تشخيص الوضع الحالي الذي تعيشه الديمقراطية العراقية ، فإنني أقول بأنها نجحت حتى الأن ، و إنها في تقدم - و قد إستعرضت في مقال سابق بعض مظاهر ذلك التقدم - برغم حالة الشلل التي تمر بها الأن عملية تشكيل الحكومة العراقية القادمة . إن كان لي أن أعلق ، فإنني أسأل : لماذا لم يسمح لقائمة العراقية ، بقيادة علاوي ، لخوض محاولة تشكيل حكومة أغلبية ؟ لماذا الإلتفاف البرلماني الذي حدث للحيلولة بين علاوي ، و خوض محاولة تشكيل حكومة أغلبية ؟ لقد كان الواجب أن يترك ليحاول ، و بعد أن يفشل - و هو غالبا ما كان سيكون لو ترك ليحاول - كان يمكن أن تبدأ القوائم ، أو الكتل ، الأخرى في محاولاتها . شخصيا لا أتعاطف الأن مع كتلة ، أو قائمة ، العراقية بعد أن ثبت وجود صلات بينها و بين بعض أعضاء النظام البعثي السابق ، و صلاتها بأنظمة عربية قمعية ، و إنكشاف زيف غطاء المدنية الذي كانت تتدثر به ، ليظهر للعيان حصان طروادة بعثي ، سيحطم الديمقراطية العراقية الوليدة بالنخر من الداخل ، و هذا يتضح في سعيها الحالي لشل العملية الديمقراطية برمتها ، و اللعب على وتر التمييز الطائفي . لكن كان يجب أن تترك لقائمة علاوي الفرصة العادلة ، حتى يتم إسكاتها ، و لا تدعي الإضطهاد . أنني شخصيا أقدر ، و أناصر ، الرغبات العراقية ، و الإقليمية ، و الدولية ، الصادقة فقط ، الساعية لتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية ، تتمثل فيها كافة ألوان المجتمع العراقي ، سياسيا ، و إجتماعيا ، و لكن أرى إن ذلك لا يجب أن يكون على حساب مستقبل الديمقراطية ، بضم من يعادي الديمقراطية الحالية للحكومة ، و لا يجب أن يكون ذلك أيضا رضوخا لأي نوع من أنواع الإبتزاز الطائفي . تلويح أي منظمة ، أو كتلة ، سياسية بالقول الشعبي المعروف : إما فيها أو أخفيها ، لا يجب الرضوخ له ، لأن في الرضوخ بداية نهاية الديمقراطية . إذا نعم لتهميش قائمة العراقية ، بالطرق الدستورية ، و لكن لا لتهميش لأي أقلية . الحل يكون بتحطيم الهيمنة التي تريد أحزاب ، أو كتل ، أو قوائم ، من على شاكلة العراقية ، أن تمارسه على بعض الأقليات ، سواء أكانت أقليات دينية ، أو عرقية ، أو إجتماعية ، أو إقتصادية ، أو ثقافية ، و ما إلى ذلك . و ذلك التحطيم يكون بضم تكنوقراط من الأقليات ، ممن يحظون بإحترام الأقليات التي ينتمون إليها ، لشغل مناصب وزارية رفيعة ، يفضل أن تكون خدمية ، في أي حكومة تستطيع الحصول على الأغلبية البرلمانية ، و بدون الحاجة للرضوخ لإبتزاز كتل ، أو قوائم ، أو أحزاب ، تريد إحتكار تمثيل مجموعات سكانية معينة ، و الدخول في تشكيل الحكومة قسرا . التكنوقراط من الأقليات هم الحل في مثل هذه المواقف ، لأنهم محايدون سياسيا ، محترفون مهنيا . كما أن وجود التكنوقراط من الأقليات في حكومات الأغلبيات سيعمل في المدى المتوسط ، و الطويل ، على إرخاء حبل التوتر الطائفي بداخل تلك الأقليات ، بما يعمل على تحطيم الهيمنة التي تريد أن تمارسها بعض الأحزاب على بعض الأقليات ، و ظهور أحزاب عدة منافسة من داخل تلك الأقليات ، تكون أكثر إحتراما للعملية الديمقراطية ، و بالتالي أقدر على المشاركة في العملية الديمقراطية ، و حمايتها ، و إثرائها . و ما يمكن ممارسته كحل في العراق الديمقراطي اليوم ، يمكن ممارسته في أي بلد عربي ديمقراطي في بداية ممارسته للديمقراطية لو مر بنفس الظروف التي يمر بها العراق الأن ، و أقول لو مر بنفس الظروف لأن هذا الحل ليس شرط في بداية ممارسة الديمقراطية لو إختلفت الظروف ، فمثلا بعد أن تدخل مصر عصر ديمقراطيتها الثانية ، لو شكل بعض المصريين المسيحيين حزبا ، و إلتزم ذلك الحزب بكل شروط العملية الديمقراطية ، فلم يلعب على وتر الفتنة ، و لم يلوح بالعصيان ، و لم يستقو بالخارج - أي عكس كل ما تفعله قائمة علاوي الأن - فما المانع في أن يصبح شريكا في أي حكومة مصرية ، حتى لو دخل في الإئتلاف الحكومي من باب المجاملة ، و الحرص على الوحدة الوطنية ؟ لكل بلد ظروفه ، و لكل ظرف حله ، و الحل الأن في العراق هو اللجوء إلى التكنوقراط السنة .
10-07-2010
ملحوظة دائمة : برجاء تجاهل أي تلاعب أمني صبياني في المقالات ، و هذا يشمل تغيير طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن تركيز القارئ الكريم على صلب المقالات .
من المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمل يمنع إستخدام القوة ضد إيران
-
وزير الري القائد الأعلى للقوات المسلحة
-
عار على النوبي إن رفض العودة
-
يا أهل النوبة الغارقة : يمكنكم أن تعدوا أنفسكم للعودة
-
خطوات صائبة من البرادعي ، و لكن
-
المأمور قتل ، و لكن إسماعيل صدقي لازال حي
-
التنوير ، كلمة يملكها المؤمن أيضاً
-
و مغارات اللصوص تشجع على المزيد من السرقة ، حول الحسابات الم
...
-
إنحدرنا حتى أصبحنا نطالب بالأساسيات
-
لماذا لا تقبض حماس ثمن ما تقوم به بالفعل ؟
-
الفرصة لم تضع لمبادرة مباشرة من حماس
-
غزة ، إنضمام مؤقت ، كحل مؤقت
-
شروط الإنضمام لنادي الأنظمة العربية المعتدلة
-
عمر بن حفصون ، لماذا نبشوا قبره ، و مثلوا بجثته ؟
-
هكذا سيتدخل نظام آل مبارك عسكريا في دول حوض النيل
-
في قضية الردة ، لنخسرهم ، و لنكسب العالم
-
المشكلة في البوصلة السياسية الإيرانية ، و ليست القنبلة
-
علينا إعداد العدة لإحتجاجات ما بعد إنتخابات 2011
-
كترمايا جاءت لجمال مبارك على الطبطاب
-
السودان لن يقبل بأقل من التحكيم في حلايب
المزيد.....
-
الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا
...
-
الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان
...
-
مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى
...
-
الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا
...
-
أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي
...
-
شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا
...
-
روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ
...
-
بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب
...
-
ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر
...
-
العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|