أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - لسنا كرة قدم بارجلكم ياحكام العراق















المزيد.....

لسنا كرة قدم بارجلكم ياحكام العراق


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 11:00
المحور: كتابات ساخرة
    


في بداية الثمانينات نشأت عداوة متأصلة بين امطار الشتاء وشوارع بغداد ساعدت في تأجيجها امانة العاصمة رحمها الله.. هذه الامانة التي وظفت جيشا عرمرما ليحفر كل الشوارع دون استثناء – الا شوارع المنصور طبعا – ولم يتخيل احد كم كانت الامطار سعيدة آنذاك حين تدخل الحفر ثم تفيض على السطح لتلطخ كل العابرين بالطين والبلل.
وكانت تلك الفترة من اروع الفترات التي تساوى بها المدير العام والموظف البسيط حين كان الجميع يقضون اكثر من ساعة في تنظيف بدلاتهم و"قنادرهم" الموحلة في مكاتبهم قبل ان يباشروا اعمالهم، ولكن محرري الاخبار في الصحف اليومية كانوا يجدوا في تلك الامطار "رزقا" وفيرا حين لم يعثروا على خبر يهم الناس فكانوا يكتبون في صحائفهم عن هموم الاغلبية في هذا المطر الغزير الذي اتلف اناقتهم وجعلهم حين يلتقون في مكاتبهم كعصافير قصت اجنحتها بينما ماتزال امانة العاصمة تبحث عن كنز سليمان في شوارع بغداد دون غيرها.
المهم ان الجميع كان يتراهن بعد الانصراف الرسمي لموظفي الدوائر الحكومية لايجاد شارع واحد – حتى ولو فرع من شارع – لاتخسفه حفرة.
ومرت سنتان من عام الثمانينات من القرن الماضي، وتحمست الحكومة العراقية آنذاك لاستضافة مؤتمر عدم الانحياز – في وقتها كانت الحرب العبثية مع ايران في اوج اشتعالها – وجاءت الموافقة من بعض الول الاعضاء في هذه المنظمة، وفرح القوم عندنا، ونام الناس على خبر احتمال استضافة بغداد لهذا المؤتمر.
حين استيقظوا في صباح اليوم التالي وكانت المطر يهطل مدرارا، لم يصدقوا مارأوا..ايعقل مع كل هذه الامطار الا يجدوا ولا قطرة ماء في الشوارع.. ثم.. ثم، كيف لهذه الشوارع وقد استوت وعبدت من جديد لا بل مدت الجسور العلوية والسفلية لتربط كل ضواحي بغداد، وازدانت شوارع الرشيد والسعدون والكرادة – خارجها وداخلها – بالاضوية المعلقة، بعضهم لم يصدق مارأته العيون ولكنهم حين زاروا حديقة الحيوان في الزوراء تأكد لهم ذلك، فكل الحيوانات نظيفة وممرات الحديقة تلمع ولا اثر للطين فيها حتى ان القردة كانت تقفز بين اغصان الاشجار فرحة مستبشرة بعدما كانت لاتستطيع قبل ذلك ان تحرك قدما واحدة لعدة سنتيمترات لثقل الطين عليها .وصدحت الاذاعة باغاني التمجيد لهذا المكسب العظيم بينما نالت اغنية "بغداد صارت جنة" حصتها من الشهرة آنذاك.
وظل القوم في بغداد يلهجون – ولكن في سرهم – بالدعاء الى بلدان عدم الانحياز التي بلطت شوارعهم ولولا ذلك لما استطاع اصحاب محلات "الكوي على البخار " من تكنيز الذهب والفضة. والبغداديون مثلهم مثل جميع العراقيين طيبون الى حد الثمالة فقد "شالوا" من مخهم نظرية المؤامرة الى حين وتهافتوا لبعضهم بالقول" ولم لا، لابد ان يرى هؤلاء الاعضاء بغدادنا جميلة حين يعقدون مؤتمرهم عندنا".
ولم يكترث القوم بعد ذلك برفض دول عدم الانحياز هذه الدعوة باعتبار ان العراق في حالة حرب مع جارته ولايمكن لدول غير منحازة ان تجتمع في هذا البلد المنحاز الى الحرب.
المهم ان بغداد وبقدرة الحكومة السابقة وجهود امانة العاصمة التي استيقظت من "نومة" اهل الكهف اصبحت جميلة بشوارعها المبلطة وجسورها المعلقة.
ومرت السنين الى ان جاء يوم الجمعة الماضي حين عزم اكثر من 10 ملايين عراقي للاحتفال بذكرى وفاة الامام موسى الكاظم، وتوجهت هذه الجماهير نحو مرقد الامام في الكاظمية، ولكن قبل بدء المسيرة سرت رعشة الهمة في وزارات الدولة وعلى رأسها الحاكم المنتهية صلاحيته.
ولأني خفيف الظل كما يقولون فسوف اوجز نتائج رعشة الهمة هذه في الاخبارالطازجة التي نشرت امس الاول:
اعلنت وزارة الصحة انها باشرت ولاول مرة تجربة بناء المستشفيات والمفارز الصحية المتنقلة على طول الشوارع المؤدية الى الكاظمية لتقديم الخدمات الطارئة للزوار الكرام
وضع خطة لحماية الزائرين جوا بوساطة طائرات عراقية وإسناد اميركي وبانتشار واسع في جميع مناطق الشوارع بتعداد 30 الف عسكري.
وقد لاحظ مراقبون ان الاستعدادات الأمنية هذه المرة تختلف عن السابقً فقد كانت اكثر كثافة خشية أن تتحول المسيرات الراجلة الى تظاهرات للتنديد بالحكومة مثلما حدث أخيرًا في عدد من المحافظات.
في بيان لامانة العاصمة – وهنا بيت القصيد ايها السادة - اعلنت انها خصصت سرادقات ضمن قواطع سبع دوائر بلدية لخدمة الزائرين.
محافظ بغداد دخل المعركة التنموية وقال انه تم تخصيص 80 سيارة من استحضاراتها الخدمية لنقل مياه الشرب،كما خصصت 520 حافلة وقطارين من العلاوي الى الكاظمية لتسهيل حركة الزائرين فضلاً عن تأهيل خطوط الصرف الصحي ومشبكات الأمطار وإدامة عدد من الأرصفة والشوارع وازالة الزبالة والقاذورات الحاصلة حول العتبة المقدسة لتسهيل حركة وتنقل الزائرين.
الخطة الامنية وضعت بالتنسيق بين وزارات الدفاع والصحة والداخلية والنقل والتجارة – ما أحلى كلمة تنسيق في هذا الخبر-
فاصل اول:
كشف بعض الزوار بعد انتهاء مراسم الزيارة عن عزمهم القيام بمسيرات مماثلة الى معظم المحافظات لزيارة مراقد الشهداء في المقابر الجماعية لسببين اولا – وهذا هو الاهم – استدامة رعشة وهمة هذه الوزارات لكي تبقى في حركة دائمة ففي "الحركة بركة" كما يقولون، والثاني الترحم على هؤلاء الابرياء الذين راحوا ضحية الحكم السابق.
فاصل ثاني :
القيام بمسيرات مماثلة ضد قرار وزارة الداخلية بمنع التظاهرات الا باذن رسمي منها، وقال الناطقون الرسميون ان هناك اطنانا من المشاكل يجب التظاهر من اجل ايجاد الحول لها.
فاصل ثالث :
التنديد بتصريح معتمد المرجع الديني علي السيستاني بكربلاء الذي دعا إلى القيام بمسيرة مليونية تنطلق من بغداد نحو سامراء للرد على الهجمات التي تعرض لها الزوار الشيعة في بغداد خلال زيارة الإمام موسى الكاظم حيث قال بالحرف الواحد " نحن مستعدون للتضحية بالملايين من الأشخاص، لا بالمئات والآلاف فقط"، فيما نقل عن المرجعية الدينية تأكيدها على أهمية أن يتم تشكيل الحكومة بعيدا عن التدخلات الخارجية مؤكدين – أي الناطقون الرسميون - على ان المتظاهرين ليسوا كبش فداء للحكومة التي تتكلم عن التضحية بملايين البشر وكانهم "خرفان" السلطة ولا تتكلم عن ملايين الدولارات المسروقة اسبوعيا.
فاصل رابع :
لم يتسن بعد معرفة عدد المصلين وراء هذه المرجعية في المستقبل القريب اذا لبوا دعوة احمد الكربلائي واستشهد الملايين منهم.
فاصل اخير:
كيف تسنة لحكومة بغداد ان تحصل على كل هذه الكميات من مياه الشرب وميغاواطت الكهرباء والايدي العاملة في تبليط الشوارع وازالة القاذورات.
يارب دم لنا هذه المسيرات حتى ننعم برؤية بغداد نظيفة من الوساخة التي تراكمت على شفتيها.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدقوني،لقد رأيت وسمعت الله
- عجيب امور غريب قضية
- ماهكذا ياشيخنا الجليل؟؟؟
- تسمحولي ألطم
- هذا اللي ناقص ياعالم!!
- ماقاله الاب القائد اوباما الى اولاده الميامين
- مناقصة جديدة لبناء ملايين القصور في الجنة
- في بيتنا عمرو موسى
- قمة الخمسة... واشلون خمسة?
- هلهولة.. شلتاغ ابن عبود يحصل على عصا موسى
- مؤخرات مغلقة لكن مستديرة
- لماذا يحدث هذا ،هل من مجيب??
- ابو الطيب خطيبا بجامع القرية
- ممنوع مسك الاماكن الحساسة
- أشد على يدك ياكريم يا وحيد
- فاحت الريحة يا ناس
- انكم والله لاتستحقون حتى الشتيمة
- المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات
- قرقوش يزور بغداد صفقوا له رجاء
- ياخسارة،-اثاري- الزواج من اجل النكاح وانا ما أدري


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - لسنا كرة قدم بارجلكم ياحكام العراق