أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق رحيم - مجالس بغدادية اختفت واخرى نجحت














المزيد.....

مجالس بغدادية اختفت واخرى نجحت


صادق رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 01:03
المحور: المجتمع المدني
    


عادت المجالسُ البغدادية، ذات الأمسيات الجميلة، من جديد الى سابقِ عَهدها كما كان يحدثُ في الستيناتِ والخمسيناتِ من القرنِ الماضيِ. واصبحت المجالسُ، التي تعانق ليل بغداد بنجومهِ الجميلة و تحُاكي دجلة الخير بعطائه، ظاهرةً ملفتةً للأنتباه لها روادها ومرتادوها من مختلفِ الشرائحِ الاجتماعيةِ.
وخلال الفترة الماضية التي أعَقبت سقوط النظام السابق ونتيجة الوضع الامني الذي مرت به البلاد فأن أغلب المجالس وعلى عددها المحدود عُطلت بالكاملِ لعدمِ توفر الأجواء المناسبةِ، أما في زمنِ النظامِ السابق كان في بغداد (3-4 ) مجالس فقط، منها مجلسي الشعرباف والربيعي وكانا تحت المراقبة المستمرة.
واليوم وبعد التحسن الامني ظهرت مجالسُ ادبية جديدة هي امتداد لمجالس ، آل الوتري، آل جميل ، آل شاكر، آل مسكوني ، الأب أنستاس ، الصدر، و نعيم زلخة، ومن المجالس البغدادية الجديدة أو الصالونات مجلس السيدة صفية السهيل وزوجها الدكتور بختيار امين وزير حقوق الانسان السابق، حيث يعقد اخر خميس من كل شهر اضافة الى مجلس الشهرستاني ومجلس وائل عبد اللطيف، لكن بعض المجالس الجديدة وأكرر (بعضها) كان يبدو دعاية انتخابية لاصحابها لأنها انتشرت وارتفع صيتها خلال فترة الانتخابات ثم اختفت فجأةً ، وكنت اخشى حقيقة على مجالس اخرى أن تسلك مسلك هذه المجالس الوقتية، وتنتهي حتى بدون وداع لروادها، الشعور بالأحباط كان ينتابني كلما يتوقف مجلس ما لاننا بحاجة فعلاً الى المجالسِ الادبيةِ والثقافيةِ، مجالس تهتم بالشباب من الجنسين، وتهتم ايضا بربات البيوت والمرأة العراقية والشرائح المعدمة، أضافة الى المبدعين والرواد من المؤرخين والفنانين والصحفيين والادباء، وبصراحة أن جميع المعنيين بالادب والفن والثقافة والمجتمع أنشغلوا عن رعاية تلك الشرائح المبدعة و لم نحاول الاستفادة منهم بسبب الظروف التي يمر بها العراق حيث كان الهاجس الامني ولايزال الشغل الشاغل.
وللأسف لم أجد إلا القليل من المجالس الجديدة مستمر ومنتظم في فعالياته، ويعتبر مجلس السيدة صفية كريمة الشيخ طالب السهيل احد المجالس البغدادية الذي حقق تواصلاً واستضاف شرائح ربما كانت في طي النسيان، كما امتاز مجلس السهيل بتنوع المواضيع التي يناقشها واستذكاره ودعمه للكثير من الفئات كالفنانيين والادباء والمؤرخين والصحفيين، وقد اتخذت (أم طالب) من منزلها أو من (المضيف) الذي شيدته من القصب والبردي في واجهة بيتها على غرارِ مضايف أهلنا في الفرات الأوسط أو في الجنوب، مقراً لعقد الجلسات، والحقيقة من خلال حضوري المجلس لمست أهتمام من رواده وحرصهم على حضور جلساته، فهو ينتقل في كل امسية الى شأن بغدادي واستذكار لابداع عراقي بعيداً عن الانتخابات ونتائجها وتشكيل الحكومة المقبلة ، فبالامس كنا ننتقل مع تاريخ بغداد وما سجلته عدسات المصورين من لقطات تعود الى الخمسينات والستينات، بعدها حضر المؤرخين وسافرنا مع صمت ليل بغداد الى أيامٍ خالدةٍ في ذاكرةِ البغداديين..بعدها وجدت نفسي سعيداً وانا أجلس بجنب السياسي العراقي نصير الجادرجي، الذي طالما حدثني والدي عن والده المرحوم كامل الجادرجي، ومرة كنت استمتع بحديث المطربة عفيفة اسكندر، التي لم يحدثني والدي عنها!! ومرة كان معي زميلي (الهاديء ) علي الكناني كي اسأله كيف كان (والده) الفنان القدير المرحوم ناصر حكيم يغني لحبيبة لم يراها؟ ومرة سألت الاخ والزميل عادل العرداوي عن سر الوردة الطبيعية التي يحرص أن يضعها على صدره.
وما كنت اخشاه على مجلس السهيل ان يقتصر على فترة سياسية معينة وينتهي مثل بعض المجالس التي ولدت معه، الا انني اطمئنت عندما حضرت الجلسة الاخيرة وكانت عن عيد الموسيقى وتم الاحتفاء بعدد من المبدعين وحضرها رجال السياسة والاعلام والادباء والفنانين والمهتمين بالموسيقى، وكانت امسية جميلة قضت على اخر الشكوك التي كانت ترادوني بان المجلس سيختفي ويصبح مثل بعض المجالس عين من بعد اثر ، الا أن توقعاتي لم تكن كلها صحيحة، فهناك بالفعل من اختفت وكأنها كانت مجيرة مسبقا لغرض واحد هو الدعاية الانتخابية، والبعض أستمر بالعمل كمجلس السيدة صفية الذي واصل امسياته بكل جدارة .
اذن نحن بحاجة الى مجالس ادبية وثقافية تعيد لنا مجالس بغداد وامسياتها الرائعة والتي قد تحقق من التآلف والمحبة اكثر ما تحققه اكبر الاحزاب السياسية في بلادنا.



#صادق_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهران على الانتخابات.. صفقة مفقودة وضيف قادم يشكو الصداع الع ...
- انفجار تلو انفجار والجواب عند نقاط التفتيش


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق رحيم - مجالس بغدادية اختفت واخرى نجحت