أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 11 ) - نحن نزرع الشوك والمُر والحنظل .















المزيد.....

الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 11 ) - نحن نزرع الشوك والمُر والحنظل .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 21:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد البعض أن العلماني فى حالة خصومة وعداوة مع الموروث الدينى لينسجون فى مخيلتهم أن ثمة مؤامرة كبرى تدار وتريد النيل من الدين وتقويض أركانه .
هذا الفكر التآمرى يجد هوى لدى البعض ليحاولون به الخروج من أزمة الفكر الدينى وتناقضه وإيجاد ذريعة تجعلهم قادرين على تحمل كل هذا التراث بخرافاته وغيبياته وشرائعه ومفاهيمه الخارجة عن مفاهيم وقيم العصر .
لا توجد أى غضاضة فى أن يعتقد الإنسان بما يريد فهذا حقه الأصيل والذى لا ينازعه عليه أحد بالرغم من أن التحلى بالمنهج الميتافزيقى فى الفهم والتحليل هو أمر غير عقلانى وعلمى فى التعامل مع الأحداث ومجريات الحياة .
ولكن تبقى هى حرية إنسانية ليست فى نطاق التفاوض أو المنازعة ..ولكن الإشكالية التى يوليها العلمانى إهتمامه وقضيته المحورية هى ماذا ستقدم لنا من قيم وسلوكيات بعد أن تنتهى من صلواتك و طقوسك ؟..هل ستقدم إضافة حضارية وإنسانية أم ستجهز بمعولك الدينى على حرية وكرامة الإنسان .؟

سنتطرق فى هذه المقالة لمجموعة من الفتاوى التى تقدم لنا نموذج للدين عندما ينتهك إنسانيتنا وينال من كرامتنا وحريتنا ..

الشيخ العلاّمة الراحل إمام اهل السنة عبدالله بن جبرين ترك لنا ميراث من الفتاوى المدمرة التى فعلت فعلها ومازالت قادرة على أن تزرع الأرض بكل بذور الكراهية والبغض والعنصرية ..فمن خلال فتاويه عن كيفية التعامل مع اليهود والنصارى والوثنيين أفتانا شيخنا بعدد لا بأس به من الفتاوى الكفيلة بأن نجنى من ورائها بمحصول وافر من الشوك والمُر والحنظل

فمن خلال موقعه على الإنترنت تم تجميع هذه الفتاوى وكأننا أمام ثروة من الحكم والمواعظ الإرشادية يُراد لها أن تظل حاضرة وتبقى فاعلة لتتحدى الإنسان وحضارته وقيمه الإنسانية .!!
http://ibn-jebreen.com/index.php

سنعرض بعض الأسئلة التى تم توجيهها لشيخنا الجليل ورده عليها وسنعقبها بتعليقنا وملاحظاتنا .

- سؤال : هل تجوز مصافحة الكفار وأن نبدأهم بالسلام؟ وإذا سلموا علينا فكيف نرد عليهم؟
# عبد الله بن جبرين : الكفار والمشركون من يهود ونصارى ووثنيين ودهريين كلهم نجس كما أخبر الله فلا يجوز إكرامهم ولا احترامهم ولا تقديرهم في المجالس ولا القيام لهم ولا بدائتهم بالسلام أو بكيف أصبحت أو أمسيت لقوله صلى الله عليه وسلم لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه وإذا سلموا علينا فإنا نقول وعليكم ، ولا تجوز مصافحتهم ولا معانقتهم ولا تقبيل أيديهم. والله أعلم.

* تعليقى : نحن هنا أمام وصفه للكفار والمشركون من اليهود والنصارى والوثنيين بأنهم أنجاس وهذا الوصف لم يأتى به هكذا ولكن هو إستقاه من القرآن ..ولنسأل بدورنا ما معنى كلمة نجس ؟ ..أليست هى فى النهاية تحمل معنى عنصرى ينعت الإنسان بهذه الصفة كونه خارج عن الإيمان الإسلامى .!
ولنسأل سؤال برئ أخر : ماهو علاقة أنه غير مؤمن بعدم إكرامه وإحترامه ومبادلته السلام ..ماذا يضير فى هذا الامر ؟! ..هل سيتقوض الإيمان وينهار مع فعل المصافحة أم أننا أمام ممارسة عنصرية متعالية مشبعة بكل الكراهية والإزدراء .!!
نلاحظ أيضا ً بأن شيخنا لا يبدع فتوى وفكر من وحى خياله بل هو يتكأ فى حديث لرسول الإسلام بعدم مبادأة اليهود والنصارى السلام بل وإجبارهم على السير فى أضيق الطريق .

- سؤال : هل يجوز مصافحة الكافر باليد إذا كان يعمل معنا وأردت أن أدعوه إلى الإسلام؟ هل يجوز لي أن أبادره بالسلام والتحية ومصافحته؟ وهل يجوز المصافحة إذا بادرني بالسلام؟
# عبد الله بن جبرين : لا يجوز السلام على الكفار ولا مصافحتهم ولا احترامهم ولا القيام لهم ولا بداءتهم بالسلام، وإذا سلموا يقال: وعليكم، هكذا ورد في الحديث، وأما إذا ظهر منه صدق الرغبة في الإسلام ورئي قريبا من الدخول في الدين، فلا بأس بإظهار البشاشة ولين الكلام والاهتمام به مع شرح تعاليم الإسلام ومحاسنه فإذا أصر ولم يقتنع فلا بد من مقاطعته والبراءة منه. والله أعلم.
* تعليقى : هذه الفتوى تأتى مُكملة للفتوى السابقة ..فإشكالية المسلم هى هل يجوز مصافحة اليهودى أو النصرانى باليد وما هو الحل لو بادره بالسلام والتحية !! ..وكأن هذا الفعل سيصيبه بالجزام أو سيخرجه من الإيمان !!..ولكن شيخنا لا يلين ولا يعتبر هذا عملا ً ودودا ً يستحق بعض اللين .! فمازال يتكأ على حديث نبى الإسلام .
سؤالى هنا ماهو الضرر من إستقبال مصافحة غير المسلم ..ماذا ستفعل فعل المصافحة والإحترام فى إيمان ومعتقد المسلم !!
ولكن الفتوى لا تمر أيضاً هكذا بدون أن تمرر لنا قيمة سلوكية منحطة تضاف للكراهية والبغض التى يُراد لها أن تتسلل فى النفوس ..فالشيخ لا يجد غضاضة فى إظهار البشاشة كسلوك منافق ووصولى وغير صادق مقابل إيمان الآخر بالإسلام ...ولكن حتى هذا السلوك المزيف هو رهينة الإيمان فإن لم يؤمن نرجع كما كنا لقواعدنا سالمين لنمارس الكراهية والبغض والإحتقار .!!

- سؤال : نحن طلبة، ونعيش في بلاد غربية، فما نصيحتكم تجاه معاملتهم؟ وهل هناك ضوابط للمعاملة والدراسة والسكن والأكل ؟
# عبد الله بن جبرين : عليكم أن تظهروا شعائر دينكم بالعبادة والذكر والدعاء والأعمال الصالحة، وإظهار محبة المسلمين، وتوجيههم إلى الخير، وإظهار الكراهية للكفار، ومقتهم والتحقير من شأنهم، إلا إذا كان ذلك على وجه دعوتهم إلى الإسلام، فيظهر لهم شيئًا من المعاملة الحسنة، ليكتسب بذلك قلوبهم. لكن إذا كان مضطرًا إلى السكنى معهم والدراسة عندهم ففي هذه الحال له أن يداريهم بالمهادنة، وإظهار الموافقة ليكتسب بذلك نصحهم، وحسن معاملتهم معه في التدريس والتعليم. وله أن يسكن معهم ويأكل معهم عند الحاجة، مع إضمار بغضهم وتحقير شأنهم حتى يغنيه الله عنهم. والله أعلم.

* تعليقى : فى رده هذا يرتفع شيخنا بمستوى الكراهية والعنصرية إلى سقفها الأعلى ..فلا تعرف ما هو المبرر من إظهار الكراهية للكفار فى بلادهم .
طالب علم فى بلاد غريبة ..لن نطلب منه أن يحمل مشاعر ودودة لأهل هذا البلد الذى إحتضنه ..بل يكفى أن نطالبه بعدم وجود مشاعر إيجابية أو سلبية تجاههم ..ولكن أن يكون هناك إلحاح على إظهار الكراهية والإحتقار فشئ غريب وشاذ .!
ومازال شيخنا يرسخ لقيم الإنتهازية والنفاق والزيف فينصح بإظهار المهادنة ليكتسب المسلم حسن معاملتهم ولكن عليه أن يبقى حريصا ً فى الوقت نفسه على إضمار البغض والكراهية .. بالفعل شئ شاذ وقمئ .!!!
لم يدر فى خلدهم ماذا سيكون رد الآخر على مثل هكذا مشاعر ..ألن تتصدر له بعض من نفحات هذه الكراهية والبغض من كل هذا الفيض ..إنهم حريصون على زراعة الشوك والمر والحنظل وتسميم التعايش السلمى بين البشر .

- سؤال : كيف يتعامل المدرس المسلم مع الطالب النصراني أو اليهودي أو غيرهما من أهل الأديان الباطلة، كما هو الحال في بعض البلاد الإسلامية، وفي هذه البلاد كما في بعض المدارس الأهلية، ولا سيما في مادة القرآن الكريم وعند أداء صلاة الظهر جماعة في مسجد المدرسة؟ وهل يبين المدرس للطلاب المسلمين أنه كافر حتى يحذروه ولا يستغربوا ذلك منه؟ وهل يحاول معه مرارًا لدعوته للدخول في الإسلام؟
# عبد الله بن جبرين : يفضل عدم قبوله في المدارس الحكومية، إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فإن استلزم الأمر قبول أحدهم فإنه يربى في صغره على محاسن الإسلام وتعاليمه، وفي مادة التوحيد يشرح له حال الكفر ومنه الدين الذي يدين به، ويبين بطلان كل الأديان المخالفة للإسلام وما فيها من التناقضات والمخالفات والأخطاء الظاهرة؛ رجاء أن ينطبع في فكره فضل الإسلام ونسخه للأديان الأخرى لما فيها من التحريف والتبديل، فإن أصر على كفره ولم يتأثر بالدعوة مع تكرارها ومرور السنوات عليه فلا بد من إهانته وإذلاله، ومعاملته بما يجب أن يعامل به الكفار الذميون، كما قال الفقهاء: إنه لا يجوز تصديرهم في المجالس، ولا القيام لهم، ولا بداءتهم بالسلام، أو بكيف أصبحت، أو كيف حالك، وبعد تسليمهم يرد بـعليكم، ويمتهنون عند أخذ ما يطلب منهم، ويطال وقوفهم، وتجر أيديهم. ويمنعون من إظهار شعائر دينهم كالخمر والخنزير، ومن مس المصحف ولو لدرس القرآن؛ لأنهم نجس، ومن دخول مساجد المسلمين؛ لقوله -تعالى- إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وإذا كان الطلاب ممن يخالف في الإسلام أو في العقيدة، كالرافضة والصوفية، فإنهم يلزمون بالصلاة مع الجماعة، سيما وقت الدوام والدراسة، ولا يمكنون من التخلف أو من الصلاة وحدهم، ولو اعتقدوا كفر من سواهم كما عند الرافضة، كما أن على المدرسين أن يحذروا الطلاب عن الانخداع بأولاد الكفار من النصارى والبوذيين والهندوس، وكذا المبتدعين كالروافض والقبوريين والبعثيين والحداثيين والعلمانيين والصوفيين، وكل أهل النحل المخالفة لمعتقد أهل السنة، حتى يحذروا من الإصغاء إليهم والسماع لشبههم، وحتى يعاملوا أولئك الكفرة بالاحتقار والإهانة والإذلال الذي هم أهله، والله أعلم.

* تعليقى : شيخنا يفضل عدم دخول أطفال اليهود والنصارى والوثنيين للمدارس الحكومية تحت دعوى أنهم نجس .!!..هكذا بجرة قلم .!
ولكن ماذا يكون الحال فى حال وجودهم مع أطفال المسلمين ؟! ..فى رأى شيخنا أن الأطفال إذا ظلوا على كفرهم فيجب إذلالاهم وإهانتهم ويطال وقوفهم وتجر أياديهم !!
شئ غريب أن تمد الهمجية والعنصرية يدها لتطال أطفال صغار تمارس عليهم ساديتها وكراهيتها العمياء الغبية .!!
ولكن الطريف فى هذه الفتوى أن النار لن تنتج إلا النار ولن تأكل إلا نفسها ..فهاهى الدوائر تدور لتحرق العنصرية أصابعها ولا تتحمل المسلم خارج الإطار السنى ..فشيخنا يصدر الكراهية والعنصرية للشيعة والصوفيين لينالوا حظا ً من البغض والإحتقار والمهانة ...شئ غريب هذا التراث الدينى .!!

- سؤال : اقول فضيلتكم فيمن يسمح للخادمة سواء كانت نصرانية أو وثنية بأن تمارس عبادتها وصلاتها في بيت المسلمين وبعيدا عن أنظار الأطفال؟
# عبد الله بن جبرين : هذا خطأ.. وذلك لأنه إذا احتيج إلى استقدام الكفار سواء كانوا رجالا كعمال أو نساء كخدم -اشترط عليهم ألا يظهروا دينهم وألا يعلنوا كفرهم، ولا شك أن إعلانهم يكون منه مزاولة عباداتهم، فالنصارى مثلا يعبدون الصلبان، فإذا كان معه صليب ينصبه ويتمسح به مثلا أو يرسمه على صدره منع من ذلك في بلاد الإسلام، وبالأخص في جزيرة العرب التي هي مهبط الوحي، فيمنع من ذلك.
وكذلك يمنعون من إحداث الأماكن التي يتعبدون فيها، فيمنعون من بناء الكنائس التي هي معابد النصارى، وكذلك البيع والصوامع التي هي متعبدات لهم لليهود والنصارى ونحوهم، وهكذا أيضا متعبدات غيرهم، فالبوذيون لهم عبادات يتعبدون بها ولكن لا يمارسونها في البلاد الإسلامية ولا يقيمون معابدهم ولا يظهرون شعائرهم، كذلك الهندوس الذين هم وثنيون لا يمكنون في بلاد المسلمين من أن يظهروا شيئا من عباداتهم وشركياتهم، بل يمنعوا ذكورا وإناثا.
فهذا الذي يمكن تلك الخادمة أو ذلك السائق مثلا من أن يزاول عبادته أو صلاته أو شركه أو كفره في بيته -مخالف للشروط التي تشترط على الوافدين وعلى جميع العمالة الذين يأتون بهذا السبب؛ لأنهم ما أتوا إلا لحاجتهم، يعني: فاقتهم وفقرهم دفعهم إلى أن يذلوا أنفسهم ويأتوا كخدام يخدمون بأجرة، فما داموا أنهم أذلة فينبغي أن نزيد في إذلالهم وأن نبعدهم عن دينهم؛ حتى يشعروا بعزة الإسلام وحتى يشعروا بذلهم هم وبهوانهم وحقارتهم؛ فهذا الذي يمكن الخادمة من مزاولة عبادتها قد فعل خطأ، فعلينا أن ننتبه لذلك وننبه الإخوة.

*تعليقى : بالطبع لايفهم الشيخ ولا الإسلام معنى حرية الإنسان فى أن يعتقد ويمارس عباداته وصلواته بدون تدخل من أحد كما لا يدركون أيضا ً أنها ليست هبه ولا منة من أحد ...ولكن المثير للدهشة أنهم يرفضون أن يمارس اليهود والنصارى والمجوس عبادتهم ولو سرا ً .

ما يضاف لهذه الفتوى من بشاعة هو هذا الإستعلاء السادى العنصرى البدوى والذى لا يعرف حدا ً ..فالشيخ الجليل يرى فى هؤلاء العمال أنهم أذلاء كونهم فقراء وخدام جاءوا ليعملوا بأجر !! ..لذا يجب أن نشعرهم بالإذلال والمهانة والإحتقار ..كما أن الشعور بعزة الإسلام لا تأتى إلا بهكذا طريقة .!!..فلا غرابة إذن عندما نجد هذا السلوك البدوى العنصرى مازال فاعلا ً حتى الآن فى دول الخليج لتُمارس فيها ممارسات متعالية قريبة من العبودية .

لى ملاحظات أخيرة على هذه الفتاوى ..
بداية.. أننا أمام شباب وجمهور يسأل الشيخ مثل هكذا أسئلة .!!..فهل وصل الإنسان العربى لهذه الحالة من التردى الحضارى والإنسانى حتى يسأل المسلم فى أمور بسيطة وبديهية لا تستدعى كل هذه الحيرة والبحث .. هل إفتقدنا للبوصلة الإنسانية ؟!..هل مازلنا نبحث فى مفردات إنسانية حسمها البشر وأصبحت عرفا ً أخلاقيا ً وسلوكيا ً .!!

ملاحظة ثانية هى أن شيخنا عبدالله بن جبرين ليس صاحب فتاوى متطرفة جاءت من إجتهاده الشخصى فيحق للبعض أن ينفى مصداقية هذا السيل من الفتاوى ..فالرجل عالم فى الدين ويتكأ على تراث حافل بالعنصرية والكراهية ضد الآخر ولعله أشار إلى حديث رسول الإسلام : "لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه " ..كما نجد حديث " لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع الا مسلما " .. ينم عن العنصرية والتطهير العرقى ليطل برأسه ويمارس فعله وتأثيره وسط جمهورالمسلمين خالقا ً مناخ قادر على إنتاج مثل هكذا فتاوى .

كما لا تغيب الآيات القرآنية فى إقرار الحد الفاصل بين المسلم والغير مسلم ...
لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ .
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ

بالفعل هناك تراث وتاريخ حافل بكل ما يدعو للتمايز والعنصرية والكرهية ..وإذا كنا نجد بعض الآيات والأحاديث الخجولة التى تدعو للتسامح والرفق فللأسف ينكر شيوخنا تأثيرها تحت دعوى أنه قد تم نسخها وإكتفت بكونها نصا ً .

ملاحظة ثالثة فى هذا السياق أن العنصرية والتمايز ستنتج مشاعر إستعلائية مشفوعة بسادية غريبة تجد سعادتها فى إذلال الأخر وبلا أى مبرر ..لتخلق مشاعر عدائية غريبة تحرق الإنسان من الداخل وتجعله يغرق فى مستنقع الكراهية لتأكل النار نفسها وتطول القريب كما البعيد .

الغريب أن كل هذه العنصرية والكراهية قادرة على إنتاج سلوكيات تمعن فى إنتهازية رخيصة تمارس مصلحتها وسط قلوب لم تتخلص بعد من كراهيتها .

ملاحظة أخرى أيضا ..ً أننا نتصور بأن الآخر لديه القدرة على تحمل كل هذه الكراهية ليبادلنا الود أمامها ..فنحن زايدنا وإزداد تطاولنا عندما وجدنا الغرب العلمانى يتيح للمسلمين أن يبنوا أعظم المساجد ويمارسون فيها صلواتهم بدون أى متاعب بل لا يجد غضاضة فى الدعوة للإسلام وسط ربوعه ولا يمارس أى دور تمايزى على من يعتنق الإسلام ...بينما فى عالمنا الإسلامى نمارس هذه الفتاوى بدرجة أو بأخرى ولم نتوانى عن إنتاج الكراهية وهو ما تجود به مصانع نفوسنا المظلمة والخربة بفعل تراث مازلنا نتمرغ فى بداوته .
ولكن هذه الكراهية تأججت لتطول العالم الغربى وتمارس دورها الفاعل بإنتاج الإرهاب لتتولد حروب ودماء ليس لها ما يبررها سوى أننا وصلنا لدرجة من الحقد الأسود وإستدعينا عداء الآخرين .

الدين ينتهك إنسانيتنا وكرامتنا وحريتنا ويسقطنا فى مستنقع من العنصرية والكراهية والبغض ويسمم التعايش السلمى بين البشر .

عذرا ً على الإطالة ولكم مودتى ...



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نخلق آلهتنا ( 9 ) - الله يكون حافظا ً وعليما ً وعادلا ً ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 1 ) - الصلاة كثقافة للبرم ...
- لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 4 ) - كيف تربح المليون دولار ...
- أنا والله ويدى اليسرى .
- نحن نخلق ألهتنا ( 8 ) - الله خالقا ً للوجود فى ستة أيام .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 7 ) - الله مُجيبا ً للدعاء .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم ر ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 9 ) - الخلوة الغيرالشرعية بين ...
- لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 3 ) _ الدنيا ريشة فى هوا .
- من داخل دهاليز الموت إشتقت لحضن أمى .
- إشكاليات التراث ومتطلبات العصر وأين يكون حرثنا فى الأرض أم ف ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 2 ) - لا تسأل ولا تعرف .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 8 ) _ أشياء مطلوب الإعتذار عنه ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 3 ) - الجنه تحت أقدام المقاتل ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 5 ) .
- تديين السياسة أم تسييس الدين (2) - الناسخ والمنسوخ تردد إلهى ...
- إلى هذا الحد وصلنا لحالة من الشلل والتسطيح والتهميش .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 1 )- اليهودية نموذجا ً .


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 11 ) - نحن نزرع الشوك والمُر والحنظل .