أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - على من نطلق الرصاص؟














المزيد.....

على من نطلق الرصاص؟


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 20:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


انتابتنى حالة غريبة من المَنطَقة الذهنية ( من المنطقى ) عندما قرأت عن قيام سائق بشركة المقاولين العرب بإطلاق النيران عشوائياً على زملائه فى الشركة اثناء ركوبهم السيارة خلال الدورة التى تجمعهم به يوميا .. وهو ما ادى الى موت 8 وخلف عدد من الحالات فى المستشفى .
لا أعلم سبب المَنطَقة التى اصابتنى تجاه هذا الحادث الاليم جدا ..ربما لاننى أصبحت عديم الاحساس وجبله .. يمكن.. ولكن هذا لم يمنعنى من التفكير، وبصرف النظر عن الاسباب المباشرة والمعلنة لهذا الحادث وللحوادث التى سبقته حيث قتلت ام ابنها وذبح ابن ابوه وحرق اب ابنائه خشية إملاق أو من إملاق .
والانسان عامة مدرب على مواجهة الفقر والتعامل معه بحكم كافة العقائد والديانات المختلفة ،التى يعتقد بها وفيها كل فرد على وجه البسيطة، والتى ركزت بدقة على تدريب البشر على التعامل مع الفقر وعدم الضجر منه والصبر عليه ! ولكن الجديد هو حالة اللامنطق التى يصطدم بها المواطن المصرى عندما يقدم كل ما تطلبه منه القيم والاديان والمبادئ فلايجد سوى نتائج معاكسه لما وُعد به ، فيصاب بهرش فى النافوخ .
فى حالة ما يفقد الانسان الأمل فى وضع منطقى يستقر عليه فى هذه الحياه ألا يمكن أن يؤدى به هذا الى تصرف عشوائى خطير ؟ .
عندما يجتهد مواطن ويعمل 20 ساعة من 24 ساعة يومياً ثم لا يجد من جَده سوى الفقر والحاجة وعدم القدرة حتى على توفير الحد الادنى لابنائه ألا يفكر فى تصرف يتناسب مع ما يحدث له من عبث ؟.
عندما يعيش محتاج وجائع وعريان وسط ملايين الجنيهات تتطاير من حوله واشخاص متخومين من المتعة وسط مشاهد المال والنساء وليالى الف ليلة ألا يحق له ولو قدر من الحقد ؟.
عندما يجد شريف أو مؤمن أو مخلص مقابل خصاله هذه الجوع والحاجة والمرض والعزلة .. إلا يفقده هذا جزء من عقله ؟.
عندما صرخ ابو ذر الغفارى قائلاً " عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولم يخرج شاهراً سيفه " كان يتحدث عن فوارق بسيطة.. فوارق بين من يمتلك ثوب ومن يمتلك ثوبين .. واقصاها عن من لا يجد قوت يوم .. ماذا لوعاش بينا ابو ذر الأن وشهد ما يحدث.. كيف ستكون مقولته ؟!
منذ وقت قريب كتب شاعرنا البائس نجيب سرور محتجا قبل أن يموت محتجاً " وإذا أصبح عذاب الموتى سلعة أو أحجبة أو أيقونة ... فعلى العصر اللعنة والطوفان قريب " فما بالكم وقد اتسعت التجارة لتشمل عذاب الاحياء وآلامهم ومعاناتهم؟.
عندما لا يجد مظلوم أو محروم من لا يعبر عنه بصدق سواء فريق أو حزب أو نادى أو صحيفة أو .. أو .. ويشاهد آلامه وقد تحولت الى موضوعات ومشاهد تدر على مستخدميها الملايين من الجنيهات .. ألا يفقده هذا ولو فص من فصوص مخه البائس ؟
عندما يقف أب امام مرض احد ابنائه عديم الحيلة والوسيلة لضيق ذات يده الكادحة.. ألا يدفعه هذا الى اطلاق الرصاص ربما على نفسه أوعلى ابنائه أوعلى آخرين؟ .
اطلق سائق المقاولون الرصاص دون توجيه بعد أن فقد القدرة على التحديد والتفسير فأصاب وقتل زملاء له يعانون مما يعانيه وربما أكثر.. وقتلت الام المطلقة الجائعة ابنها ليس لانه "شقى " كما قالت الصحف ولكن يأساً من المستقبل وغماً من الحاضر .. وولع الاب فى عياله ليلة العيد لأنه لم يستطع أن يوفر لهم لحظة سعاد فى ليلة مفترجة .
كلها وغيرها احداث تستكمل بقية اللوحة العبثية التى نعيش داخلها حيث يقتل الفقراء والمحرومين والمتألمون بعضهم ويعيش الجباة والناهبون والسارقون فى آمان بعيداً عن مرمى الرصاص .
اصدقائى فى المعاناة... لن اطالبكم بالتوقف عن اطلاق الرصاص ،ولكنى اقول لكم إذا فاض بكم الكيل وقررتم ما قرره سائق المقاولين ، وأم الطفل المسكين ، واب الابناء المحروقين.. فأناشدكم أن تتوقفوا لحظة وتسألوا انفسكم على من نطلق الرصاص .. وعندما تصلوا للأجابة لا تطلقوا رصاصة واحدة بل ملايين من الرصاصات .



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مش كل قط يتقال له يا مشمش
- المواطن مضطر
- قمل الحوت
- صُدقة ابريل
- آدى الربيع عاد من تانى
- حمد لله على السلامة ياريس
- عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً
- ديمقراطية البرادعى ومأساة الليندى
- حب الوطن لا يتعارض مع حب الله
- حاجات ريحتها وحشة
- - حامد - هو الحل
- المماليك
- هم أيضاً لاينطقون عن الهوى
- الاشاوس
- بشرع الله .. مرحبا بمناديل المتعة الجنسية
- مؤخرة الكلب البائس
- العضوبة كالجنسية
- اللامنتمى
- - الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية
- هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء ا ...


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - على من نطلق الرصاص؟