أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - راغب الركابي - الإسراء والمعراج بين الوهم والحقيقة














المزيد.....

الإسراء والمعراج بين الوهم والحقيقة


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 09:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذ القديم وهذه الحكاية أعني حكاية الإسراء تثير الكثير من القلق والإبهام والكثير من الغموض ، والكثير من الوهم والخيال ، وهذا كله ناشئ بفعل عدم الدقة الوثائقية التي يمكن الرجوع إليها أو الإهتداء إليها في إثبات أصل الحكاية أو عدمها ، سيما وإن الحكاية وردت هكذا من غير تحديد وتميز في الكتاب المجيد ، وهذا ما زاد في مساحة الوهم والخيال والقيل والقال لدى الكثيرين ، والأخبار والروايات التي تحدثت عنها ينقصها الكثير من التحقيق والصحة ، وقد شارك في نسجها أناس لايعتدُ برأيهم من أمثال معاوية وعائشة التي كانت صغيرة وقتها ولم تكن في عصمة النبي بعد ولم تدر ماحدث في حينه .
وللتوكيد هنا نقول : إننا لاننكر أصل الحكاية كما وردت في الكتاب المجيد وفي شكلها العام ، ولكننا ننكر جملة الروايات والأخبار التي تحدثت عنها ، لأن مجمل تلك الروايات قد زادت في غموضهاً غموضاً وتعقيداً ، ومايسميه اليوم المسلمين ذكرى - الإسراء والمعراج - فقول لا دليل عليه وهو ليس سوى إجماع فقهاء ووعاظ السلاطين ولا علاقة له بمفهوم الإجماع المنصوص عليه في كتب الأصول ، ومن هنا فلايمكننا الإعتماد عليه أو التصديق به من غير دليل ، وحين نقول : إننا لاننكر أصل الحكاية فهذا القول منا نابع من إيماننا بصحة نصوص وقصص الكتاب المجيد ، ولكننا ننكر أن يكون يوم أو ليلة 27 من شهر رجب هي تلك الليلة التي يزعمون إنها بها وفيها حدث الإسراء وحدث المعراج ، والحق إن الإسراء شيء والمعراج شيء أخر مختلف في الشكل وفي المضمون ، وإذا كنا لاننكر الإسراء كقصة ورد ذكرها في الكتاب المجيد لكننا بكل تأكيد ننكر المعراج في الجملة وفي التفصيل ، فإنتقال النبي وركوبه دابة البراق كما يزعمون هو مجرد كلام فاسد لايمكن الركون إليه ، ولأنه يخالف أصل الإعتقاد فالله وأنبياءه وملائكته وسماواته ليست محلاً يمكن للنبي التنقل بها وكأن كل واحد قد أحتل سماء من السماوات السبع ، كما لايعقل في مجال الإستدلال على صحة نبوة محمد – ص - الركون إلى هذا الخلط وهذه الميثيولوجيا والخرافة الزائفة ، ومن يقرء قصة المعراج يُخيل إليه وكأنه يقرء فيلماً كارتونياً للأطفال ، فالنبي ونبوته قد تخلصت مع القرآن من ثقل الماضي ودخلت عالم المعرفة والتجريد ، وتخلصت من سطوة التجربة ووسائل الإيضاح في الثبوت والإثبات .
ولهذا نرفض حكاية المعراج إنطلاقاً من إيماننا بان القرآن إنما يخاطب العقل الإنساني بعيداً عن التسويف وعن الخرافة وعن حكايات الإعجاز التي يميل إليها في الغالب قليلي الحيلة ومن ذوي المدارك والعقول البسيطة ، أضف إلى هذا وذاك فإن الربط بين قصة الإسراء وقصة المعراج تم بفعل العامل السياسي والجبر التاريخي والعقيدي ، إذ إن قصة الإسراء هي حكاية تحدث عنها النبي محمد هي حكاية نبوية خالصة عن الماضي ، وهي لا تتحدث عن النبي محمد - ص - وليس لفظ - عبده - الوارد في سورة الإسراء يعنيه أو يدل عليه ، لأن النص إنما يتحدث بشكل مطلق عن العبد الذي جرت حوله الحكاية ، كالعبد الصالح في قصة موسى وكأهل الكهف وكقصة أصحاب الأخدود وغيرها ، هي قصة نبوية لاغير ، والذي يؤكد ذلك الرأي ما قاله الزمخشري : فيما رواه عن أنس وعن الحسن في إن الإسراء قد وقع قبل المبعث النبوي - أي قبل إن يكون النبي نبياً - فهي حكاية قديمة تحدث عنها النبي محمد - ص - عندما صار نبياً كما تحدث عن غيرها من القصص الموجودة في الكتاب المجيد .
كما إن المسجد الحرام عندنا : لايعني خصوص الكعبة المشرفة بل هي واحدة من المصاديق الدالة عليه ، بدليل إن أهل التراث أنفسهم قد أختلفوا في معنى المسجد الحرام ، فمنهم من قال : إن المسجد الحرام هو كل مسجد يُعبد فيه الله ، لأن الحرمة فيه تعود على العبادة وذكر الله فهو محرم من هذه الجهة ، ومنهم من قال : إن المسجد هنا يعني بيت النبي ، ومنهم من قال : إنه يعني شعب إبي طالب إلى ماهنالك من أقوال كثيرة ، وقد أختلف الرواة في زمن حدوث الإسراء كما أختلفوا في زمن حدوث المعراج ، فمنهم من قال : إن الإسراء تم قبل الهجرة بسنة ، ومنهم من قال : إن الإسراء تم قبل الهجرة بسنة ونصف ، ومنهم من قال : إنه حدث في رجب ، ومنهم من قال : إنه حدث في ربيع الأول ، ومنهم من قال : إنه حدث في ربيع الأخر ، والأقوال فيه متعددة وكثيرة ومضطربة ، ومن أجل هذا الإضطراب والتفاوت أختلفوا وقالوا : بان ليلة الإسراء هي غير ليلة المعراج .
ويجب التنويه بان المسجد الأقصى الذي ورد ذكره في الكتاب المجيد لا يعني - بيت المقدس - ذلك لأن لفظ الأقصى في اللسان العربي لفظ دال على الأبعد ، فيكون معنى المسجد الأقصى أي المسجد الأبعد ، ولكن هذا بلحاظ المسجد الحرام ومن جهته ، وليس كما يدعي أو يقول أهل الإعلام والسياسة المحدثين ، وكلامنا هذا ينطلق من كون هذا اللفظ قد ورد في سياق بيان كثرة البيوت التي كان يعبد فيها الله ، وليس في سياق المفاضلة أو التحديد لمسجد بعينه كما يذهب إليه أهل السياسة اليوم ، والتحديد كما نعلم مذهب يعتمد التشويه والخلط والتعميه ، وهذا كما ترون تشويه لمقاصد الكتاب المجيد ومايدعوا له وما يريد بيانه ، ومن هنا نقول إن الإسراء حدث نبوي لايعني فيه خصوص النبي محمد - ص - بل هو حكاية من الحكايا وقصة من القصص التي يجب ان نؤمن بها ، لكن المعراج خرافة وخيال والإيمان به خلاف العقيدة الصحيحة ومذهب النبي محمد – ص - ، أقول هذا وأنا أرى زيف المدجلين من وعاظ ومرشدين ومحرفين للكلم ومعناه ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الديمقراطية في العراق 2
- معالم في الطريق إلى الليبرالية الديمقراطية
- ماذا تريد تركيا ؟
- مابين الليبرالية والرأسمالية من تفاوت
- الليبرالية في الفكر النبوي
- شركاء يتقاسمون الخراب
- كيف نفهم الليبرالية ؟
- قول على قول
- الليبرالية والحكومة القوية
- واحد آيار عيد العمال العالمي
- الحل في طهران لا في بغداد
- إنتخابات الخارج ومشكل الوطنية
- المثيولوجيا والدين 2
- قول في الإجتثاث
- قراءة في كتاب نقد العقل الإسلامي
- بعض من الأخبار المزيفة في قضايا وقعة كربلاء
- الوحدة الإسلامية كما يرآها الشيخ المنتظري
- دراسة موجزة في الفكر السياسي للآستاذ المعظم آية الله الشيخ ا ...
- العراق بين إحتلالين
- الشخصية الليبرالية ج1


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - راغب الركابي - الإسراء والمعراج بين الوهم والحقيقة