أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الهاشمي - الحديقة العمومية بأزغنغان: من جحيم مفتوح..! إلى جنة مغلقة..؟مسؤولية من؟؟














المزيد.....

الحديقة العمومية بأزغنغان: من جحيم مفتوح..! إلى جنة مغلقة..؟مسؤولية من؟؟


محمد الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 01:41
المحور: كتابات ساخرة
    


من منا من أبناء هذه المدينة العزيزة، مدينة المقاومات ومهد الحضارات، لا يعرف حديقة أزغنغان أو بتعبير أصح المتنفس الوحيد لساكنة المنطقة.
الحديقة العمومية بأزغنغان تم تشييدها من طرف المستعمر الإسباني في الثلاثينيات من القرن الماضي، وقد تزامن إنشاؤها مع إنشاء الطريق الرئيسية بنفس المدينية، لتبقى منذ تلك الفترة كما ولدتها أمها دون تغيير سوى بعض الرتوشات التي إن لم تنقص من جماليتها فلن تزيدها.
حديقة أزغنغان، أو المعروفة محليا باسم "خارذين" المصطلح الإسباني للحديقة، كان الملجأ الوحيد للصغار والشباب والعجزة على حد سواء هروبا من روتين الحياة القاتلة، ومطاردات البطالة.. بحثا عن خضرة تلاعب بؤبؤا شاحبا، وهواء نقيا ليبحر كل بهواه إلى حيث يريد.
إلى حد الآن تبدو الحديقة لغير الأزغنغانيين-إن صح هذا التكييف في اللسان العربي- ملاذا آمنا لساكنة المنطقة؛ أجل لغاية غروب الشمس تسير الأمور بسلام لتبدأ رحلة الليل للمتسكعين والمتعاطين للخمور والمخدرات، حيث يتدحرجون من كل مكان صوب الحديقة ليتخذوا من الوادي الذي يخترها مقرا لتبادل الخبرات والمسكرات ووو.. ويمكن القول أن الحديقة كانت تستقبل النهاريين بالنهار والليليين بالليل على حد تعبير الكاتب الراحل محمد شكري.
الليليون بالليل لا يزعجون أحدا، ينزوون تحت قنطرة الوادي متلذذين بالظلمة وشيئ من الروائح الغير الزكيه، إلا أنهم يغتنمون الفرصة لتصيد الغرباء أو المغلوب على أمرهم أو النساء في خلوة من أمرهم لينفردوا بضحيتهم، سوى من أسفعه الريح وخفة قدميه أو طول ساقيه، فالسرعة عند الليليين نصف سرعة النهاريين.
رغم كل هذا ورغم رداءة مرافق الحديقة كانت بالنسبة لنا متنزها نتبادل فيه أطراف الحديث لنخفف عن بعضنا البعض هموم متاهات الحياة، رغم عدم ري مغروساتها إلا طبيعيا بالمطر، ورغم عدم تشذيب أشجارها، ورغم افتقارها إلى أبسط شروط توحي بأنها حديقة، وليست غابة موحشة.
وكانت أخبث نقطة بها وأخطرها تلك الحفرة التي بنيت على أنها مسبح، حيث امتلأت بالمياه الضحلة أو لتفهمون أكثر "أبايوض" ليصبح مركزا لتربية الضفادع والحشرات، وترى مشايخ المدينة دائما يراقبون أحفادهم ويبعدونهم عن "المسبح".
يوما بعد يوم، أصبحت تتغير بعض ملامح المدينة، واستبشرنا خيرا لوصول يد التغيير إلى الحديقة، ذلك الإرث الإسباني لنضع عليه لمساتنا كما يفعل الإسبان بمنشآتنا هناك، ولو بعد قرن من الزمن! لتنطلق الأشغال في إعادة تهيئة الحديقة على مر أزيد من سنة، وكنا ننتظر الصيف بفارغ الصبر لنعيد تمثيل أفلامنا النهاريةـ لرحيل الليليين عن عين المكان، ننتظر الصيف لأن مخيالنا تعود أن كل الإصلاحات تنتهي في الصيف لنبين لجاليتنا أن عائداتهم تستثمر من أجل موطنهم ولضمان رفاهيتم، لكننا فوجئنا وإلى غاية كتابة السطور بإغلاق الحديقة بعد أن أصبحت روضة خضراء صالحة لاستيعاب الإنسان.
ويبقى السؤال المعلق لدى ساكنة أزغنغان: من المسؤول عن إغلاق الحديقة؟ ولمــــــاذا يا ترى؟؟



#محمد_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معطلون في مدينة معطلة
- سنة سعيدة 2959 وكل عام وأنتم معتقلون
- لماذا جامعتي -قاضي قدور-و -عباس لمساعدي-؟
- رسالة إلى السيد المحترم -إمرقان-*
- القضية الأمازيغية: محور نضالات الشعب المغربي
- الحركة الثقافية الأمازيغية، والاعتقال السياسي
- كيف تكون إرهابياً؟!
- لن أنتظر المهدي. . لن أنتظر المسيح
- من هم الإرهابيون؟


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الهاشمي - الحديقة العمومية بأزغنغان: من جحيم مفتوح..! إلى جنة مغلقة..؟مسؤولية من؟؟