أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رويدة سالم - أحلام رهن الاعتقال/ الحرية شمس يجب ان تشرق














المزيد.....

أحلام رهن الاعتقال/ الحرية شمس يجب ان تشرق


رويدة سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


كانت طيور السنونو تعود لتعشش في بيتنا مع بداية كل ربيع ، كانت تبني أعشاشاً جميله في الجدران الطينيه .. لكم تمنيت أن تبقى ولا تغادرنا أبدا لموطنها الأصلي. كان بودي أن أوصِـد نوافِـذ و باب الدار لأمنعها من الهرب بعيداً. لكني رغم حداثتي آمنت بحقها في الحرية...
و في ليلة, و في أحد أحلامي الاشـدُّ غرابةً حلمتُ اني عصفورٌ أسير...
كان يعتني بي بشريٌّ متقلِّب الأهواء. يعزف لي أحياناً ألحاناً عذبة و يحرمني الطعام أحياناً أخرى.
و رأيتني غرا صغيرا, أعيش في قفص ضيق. هل كنت راضيا بمساحة الحرية التي وهبت لي ؟ ربما...
كنت أنظر عبر القضبان الى المرَج الممتَّد خلف النافدة و أحلم. و كلما يكبر الامل في نفسي, أحلِّق في سماء قفصي بجنون و أُغـرِّد للحرية و يكبر بروحي التوق للانطلاق و اللانهاية.
قال لي يوماً عصفورٌ عجوز يشاركني سجني :
- يجب أن تكون أقوى لتتمكن من كسر قيدك. فلتشتَّـد أجنحتُكَ لتحلق عالياً عندما يحين الخلاص. لا يجب أن تطالُكَ يد البشري اللعين المتحكم بمصائرنا. خذ نصيبي من الامل. صارع من أجل عالم أجمل و سأشاركك حيثما أكون الفرح...
علَّمني رفيقي كل ما يعرفه عن العالم الأخضر. حدَّثني عن الحقول و الحدائق و الازهار. علمني كيف أصير أقوى...

تمرنت على البقاء معلَّقاً في فضاء قفصي. صرت أقضي ليلي كله مرفرفاً حالماً. زادتني حكاياهُ وتماريني شعوراً بالقوة فصرتُ أُقضي كل وقتي أنقرُ أعواد سجني الخشبيه محاولاً كسرها كلّما تركنا البشري بسلام . كان عملاً شاقاً يدعو الى اليأس فقد أحكم هذا البشري صنع الواح السجن . لكني كنت مصراً يحدوني الامل.
رأيتني أكبر بسرعة. كبرت كما تكبر الامال و وُلِدَ بقلبي لحنٌ جميل. سأمتلك أمري و سأنشر لحني في الكون. سأنثره حُبا و كرامة على كل القلوب الكسيرة.

مع تواصل تفتت القضبان إعترى ذاك البشري الشك فصبَّ نقمته على رفيقيَ العجوز. أبعدَهُ عني و سجنه بقفص ضيق ليتركني سجين وحدتي و أسرِهِ . حرمه الحَب و الماء حتى وافته المنيّه. حاول أن يُرعبني بفعلته برفيقي ليقول بذلك لي :
- لا تفكر بفرد جناحيك لأنك ستبقى أسير قوانيني. أنا ربك بل رب الارباب و لَنْ تتجاوز تسلّطي ، و ستقبل ظلمي على أنه رحمة.
لكن اللحن الجميل كبر بقلبي ، و قويَ منقاري و ضعفَتْ مقاومة جدران سجني و غزى عالمي الامل. سأرحل. سأعانق الازهار في الحدائق التي طالما حدثني عنها رفيقي . سأُلامس الشمس و أقبِّل أشعتها الذهبية.
و ستغزل لي عشّاً رائعاً على أغصان دَوحةِ عاليه. و هناك سأنتظر الفجر و معه سأغرد أعذب الحان الحب و الحرية.
إشتد إيماني بنفسي فنجحت. كسرت القيد. فُتحتُ الباب أخيراً. رفرفت أجنحتي لأول مرة في فضاء رَحِبْ. كان الامر سهلاً بسيطاً مغرياً . أسرعتُ الى النافدة. عيوني لا ترف. تلتهم بنهم المرج الاخضر. لكن النافدة كانت مغلقة و أمسكت بيَ زوجتهُ البدينه البغيضه ... يدها كانت قاسية , فضة. سلَّمتْني له من جديد ..
قال لي وهو يضعني بالقفص الذي قتلَ به رفيقي العجوز :
- أنا السيد المطلق . لَنْ أسمح أن تتجاوز تشريعاتي التي يحميها منذ الأزل حَـرَسي البُلَهاء و ستخظع رغماً عنك.
أخد مقصاً حاداً و بدأ بقص جناحي الأيمن. صحت :
- لا أرجوك . خُلقتُ حُراً فأترك لي جناحايَ .....
صحوتُ مذعورةً خائفه .. ذراعي اليمنى كانت تؤلمني وتقطرُ دماً
يبدو أني قد حرّكتها بقوّه عند مقاومتي للمقص اللعين فأصابها سريري الحديدي بجرحٍ نازف ...



#رويدة_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطيع العربي و ثور الدالية
- أحلام رهن الأعتقال / الإله يتعثّر بجلبابه
- شفير الهاوية [الجزء 3 و الاخير ]
- شفير الهاوية [الجزء 3 الاخير ]
- شفير الهاوية [الجزء 2]
- شفير الهاوية [الجزء 1 ]
- ضحايا [ الجزء 6 ] 
- المراة بين الدعارة الشرعية و سفاح المحارم [الجزء 3]
- ضحايا [ الجزء 5]
- ضحايا [ الجزء 4 ]
- المراة بين الدعارة الشرعية و سفاح المحارم [الجزء 2 ]
- المراة بين الدعارة الشرعية و سفاح المحارم [الجزء 1 ]
- ضحايا [ الجزء 3]
- ضحايا [الجزء 2 ]
- ضحايا [الجزء 1 ]
- الذكورة البدائية و السوط المقدس
- عندما تؤمن النساء بأمجاد -ذكورة- مقدسة


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رويدة سالم - أحلام رهن الاعتقال/ الحرية شمس يجب ان تشرق