خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 16:06
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ صدور وعد بلفور وحتى اللحظة الراهنة, يجري ذبح القومية الفلسطينية وسفك دمها؟ ومنذ ذلك الوقت وحتى الان توجه الدعوة ( للفلسطينيين) لوقف سفك الدم؟؟؟ والى غض النظر عن المجزرة اليومية المستمرة بحقهم؟ انهم يدعونهم للجنوح للسلم؟ متناسين ان الفلسطينيين هم اللذين رشقوا جنود الجيش الاسرائيلي بالورود بعد اتفاقيات اوسلو, ومتناسين ان هذا الجيش رد عليهم باستخدام الاسلحة المحرمة دوليا واخرها الفوسفور الابيض.
ان مجاراة النهج السياسي بنهج انساني,غباء جاهل وغفلة ثقافية, اتبعتها القيادة الفلسطينية الرسمية والفصائلية واورثتها للشعب والكادر السياسي, فانتهينا الى الهزيمة, التي لا نعلم ما اخر حد من ثمنها الذي علينا ان ندفعه للمنتصر الصهيوني الاوروبي في دولة اسرائيل.
انني اوجه سؤالا مباشرا لكل فرد من المجتمع الفلسطيني عن الدلالة الثقافية ( الفلسطينية) التي تدعو الى اتباع النهج السلمي التفاوضي ( فقط) الذي يسلكه مفاخرا المهاتما ابو مازن, وجر اليه قطعان فتح والفصائل الاخرى التي لا تملك رؤية ثقافية فلسطينية مستقلة, ولا ابريء من ذلك الطريقة المشيخية الحمساوية التي تخرج علينا بفتاوي تحليل المهادنة حتى تلتفت الى تثبيت ركائز امارتها الاسلامية في غزة. وجميعهم بقيادة ( يسار اسرائيل الحاخاماتي) الذي لا يتجاوز ابدا ثابته ( الثقافي) في ادعاء حق ( كل يهود العالم) في فلسطين.لا حق ( اليهود الفلسطينيين منهم) فحسب,
لا يتكلم المهاتما ابو مازن امام الايباك عن حق الهنود في الاستقلال والتحرر. انه يتكلم عن حق بريطانيا في حكم الهند. انه متسول سياسي للحقوق التاريخية الفلسطينية, في صورة انهزامية مهترئة,ترسم رجل سلام معتدل مثقف لا يؤمن بالعنف يشير فقط الى حق اليهود في فلسطين.
ان الشرعية التي يفتقدها هذا القائد, تتمثل في سقوط ايمانه وقناعاته بالحقوق القومية الفلسطينية التي لا يملك لها تصورا حضاريا ثقافيا بل يملك بديلا عنه تصور طبقي استثماري, لسوق اسمها الدولة الفلسطينية, انه من اتباع نظرية الوطن السوق لا الوطن المسار التاريخي ودلالته الثقافية, وهكذا ايضا هذا المستوى القيادي الفصائلي جميعا, مع ملاحظة ان بعضهم لا تربطه بهذا الوطن صلة, بل هو متهرب من مهام الصراع الديموقراطي في مجتمعه فحسب, او هو مكلف؟؟؟؟
نعم للجوء للعنف وسفك الدم..............بل ادعو اليه والى اولويته, ضد اعداء القومية الفلسطينية.
فلا يوجد بني اسرائيل في فلسطين حتى نتهم بالعداء لهم واللاسامية ضدهم, فقد تجاوز التاريخ الفلسطيني مرحلة الانشقاق العرقية, منذ زمن بعيد, حين انكفات الاثنية العرقية الى اثنية دينية. ولم يعد في فلسطين انشقاق عرقي بيولوجي, انها ( العرقية الصهيونية الاوروبية) هي التي حولت المسالة ( الديموقراطية ) بين الاديان في فلسطين الى مسالة ( وطنية), بالتعاون مع بريطانيا صاحبة المصلحة الرئيسية في اصدار وعد بلفور.
ليست الصهيونية الراهنة امتداد تاريخي للصهيونية القديمة, فالصهيونية القديمة لم تكن حركة دينية يهودية بل حركة وطنية فلسطينية, جاءت ردا على حدوث النفي والسبي, الذي مارسه الغازي والمستعمر الاجنبي ضد ( كل) المجتمع الفلسطيني, فهي محاولة تحرر وطني لا ديني,من المحتل الاجنبي, بغض النظر عن الطابع الثقافي المسيطر اجتماعيا على هذه الحركة, والحركة الوطنية الفلسطينية اليوم تحاول انجاز نفس المهمة ضد (الصهيونية الاوروبية) التي تحتل فلسطين وتنفي شعبها الى خارج الوطن, فالحركة الوطنية الفلسطينية لا تستهدف باي حال ( اليهود الفلسطينيين) اللذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني ولهم معاناتهم الخاصة من الاحتلال ( الصهيوني الاوروبي), هذا الجانب الذي تهمل الاهتمام به ومتابعته منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد ( للشعب الفلسطيني), لا اجزاء منه؟
ليست كل الهجرة من الخارج الى دولة اسرائيل هجرة يهودية فكثير من هؤلاء ليسو يهود, غير انهم بالتاكيد صهاينة, الشرط الوحيد لقبولهم في المجتمع الاسرائيلي هو خضوعهم للسيطرة السياسية الصهيونية ( الاوروبية) وقبولهم وضع تفوقها العرقي عليهم, لذلك لا اجدني على عداء مع ( اليهود الفلسطينيين) اطلاقا, كما انني لست على نفس درجة العداء مع ( كل ) المهاجرين الى اسرائيل. ان عدوي الرئيسي في المجتمع الاسرائيلي هو ( العرق والروح الصهيوني الاوروبي) فهو حامل العداء الرئيسي لمجتمعي الفلسطيني بكل اطيافه الدينية, منذ وعد بلفور حتى الان.
ان تشجيع الصهيونية الاوروبية (للهجرة) الى اسرائيل يستهدف بصورة رئيسية اغراق الهوية و الموقف الوطني الفلسطيني بغض النظر عن دين حامله اكان يهوديا او مسيحيا او مسلما, وصولا الى شطب تعريفه الذاتي لهويته القومية الفلسطينية, لذلك يعاقب ايضا اليهودي الفلسطيني اذا كان في تعبيره الثقافي و سلوكيته اي درجة من التعبير عن فلسطينيته, ولا يعاقب اي صهيوني اوروبي على ان يحتوي تعبيره الثقافي وسلوكيته اي درجة من التعبير عن انتمائه الغربي بصورة عامة ولاوروبي بصورة خاصة؟؟؟؟
ففي المجتمع الاسرائيلي لا يطالب المسلم والمسيحي الفلسطيني فحسب بالمساواة بل بات ايضا مطلبا لليهود الفلسطينين, اللذين استشعروا وجود اتجاه (رسمي) لتقليص حجم المشاركة اليهودية الفلسطينية في القرار السياسي الاسرائيلي المركزي, خاصة منذ اغتيال رابين, الذي كفرته العقلية الصهيونية الاوروبية سياسيا ودينيا وعرقيا فقتل.
لقد انزلق اليهود الفلسطينيون بحكم اللاسامية الدينية التي اخضعوا لها تاريخيا, الى موقف معاد لقوميتهم كما سبق وانزلق من قبلهم المسيحيون في الحروب الصليبية والمسلمون ايضا في حروب التخلص من سيطرة الجيوش الصليبة وغيرها على المنطقة, فهم جميعا لم يؤسسوا مناورتهم على هدف الاستقلال والتحرر بل انتصروا لاديانهم على حساب وجودهم الوطني المستقل, وطمعا من مراكزهم الطبقية الدينية في الوجاهة السياسية ومردودها الاقتصادي في حجم ملكية ارض فلسطين, لذلك لم تعني الحرية الوطنية شيئا لهذه المراكز الدينية جميعا, بل كانت الخيانة اقصر طرق زيادة اثرائهم وتعزيز وجاهتهم السياسية في المجتمع الفلسطيني,
واليوم يعيد التاريخ عملية سلب الارض الفلسطينية من اصحابها الشرعيين لكن الصهيونية الاوروبية لا تمنحها لليهود الفلسطينيين ولا يملك هؤلاء القدرة على الاستحواذ عليها, فالقرار الصهيوني الاوروبي ينمي قواه من العنصر العرقي الغريب المعادي لكل ما هو فلسطيني اكان هلالا او صليبا او نجمة داوود, اما العزف على انشودة الاخوة الدينية فان زيفه من نفس مستوى زيف عزف بريطانيا على الاخوة الدينية المسيحية ومن نفس مستوى زيف العزف العربي على الاخوة الاسلامية مع المجتمع الفلسطيني الذي انتهى الى المشاركة باقتسام الغنيمة بين هؤلاء الاستعماريين جميعا
ان انجاز المهمة الوطنية الفلسطينية بات واجبا على كل الفلسطينيين من مختلف الانتماءات الدينية لا من جزء منهم فحسب وعلى الاطار التنظيمي لهذه المهمة ان يتسع لهم جميعا.
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟