أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - هل ألشيطان معضلة أم حل؟














المزيد.....

هل ألشيطان معضلة أم حل؟


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل أنّ وجود أبليس حقيقة؟ وهل أنّ وجود ألشياطين والجن حقيقة لا مراء فيها وكيف واين يعيشون؟ عشرات من الاسئلة خطرت وتخطر على بال الكثيرين.
في كتابه الرائع ( الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدّس ) كتب الشاعر العراقي معروف الرصافي وفي فصل( محمّد والجن في نخلة )* ما يلي:
(( كان الناس من قديم الزمان يعتقدون بوجود ارواح غير مرئية، منها طيبة ويستنجدونها ويرجون خيرها، ومنها خبيثة يخافونها ويتقون شرّها. وكذلك العرب كانوا في جاهليتهم يعتقدون بوجود هذه الارواح، ويسمّون الطيبة بالملائكة، ويسمّون الخبيثة منها بالجن والشياطين، وعقيدتهم هذه مشهورة لا تحتاج الى اقامة الدلائل ولا الى ايراد الشواهد، والقرآن اصدق شاهد بها، وقد تفرّع من اعتقادهم بالكهانة، فكان لهم كهّان، وكان الكاهن يخبرهم بالمغيّبات، وكانوا يعتقدون أنّ لكل كاهن تابعا من الجن ياتيه بالخبر من السماء.
فلمّا قام محمّد بدعوتهم الى الاسلام، وهو يريد ان يجمعهم على كلمة واحدة، وينهض بهم نهضة عالميّة كبرى، رأى من اللازم الضروري لنجاح الدعوة ان يبطل الكهانة، ويجعل خبر السماء مقصورا على الوحي الذي ياتيه به جبريل، لكيلا تقبل العرب إلّا منه ولا تسمع آلّا له.
ولاجل إبطال الكهانة اغلق محمّد ابواب السماء في وجوه الشياطين وملأها حرسا شديدا من الملائكة، وجعل هذه الشهب المتساقطة في الجو رجوما للشياطين تردّهم عن استراق السمع، واخذ الاخبار السماويّة كما هو مذكور في القرآن. )). انتهى.
بأعتقادي أنّ حكاية أبليس وعصيانه لله هي رمز للشرور الموجودة في النفس الانسانية، فحكاية ابليس ورفضه السجود لآدم وطلبه من الله امهاله الى يوم القيامة بعد القسم بعزة الله لكي يغوي البشر وقبول الله هذا الطلب الغريب بتعيين ابليس للقيام بهذه الوظيفة ليست سوى حل لدرء التهمة عن الله بانّه هو الذي خلق الشر وزرعه في نفوسنا، لانّ الانسان سيتسائل: إذا كان الله هو الذي خلق الشر في نفوسنا فلم يحاسبنا ويعاقبنا على ذنوبنا؟
إنّ اعجب ما في قصّة ابليس وآدم هو تمرّد ابليس على الله، إنّ هذا التمرّد هو اغرب حكاية جالت في عقل انسان واحسن مثل لما جال ويجول في الفكر الانساني من تصوير المحال.
هل يعقل عاقل أنّ الله يمهل الّذي يتمرد عليه الى يوم القيامة ولا يفنيه والادهى من ذلك يعينه في وظيفة اغواء خليفته في الارض والّذي نفخ فيه من روحه؟
لتكون الحكاية محبوكة بصورة تامّة ظهرت حاجة الى كبش فداء، وكبش الفداء في هذه الحكاية هو الشيطان او ابليس، فوجود الشيطان في العقيدة الدينية ما هو إلّا لدرء التهمة عن الله بانّه خالق الشر في نفوس البشر.
لنفترض أنّ الشيطان غير موجود في العقيدة الدينية، فماذا سيحدث؟
كل البشر سيكونون اسوياء ومؤمنين وصالحين وسينتفي الحاجة الى وجود جهنّم وسعيرها وعذابها في يوم القيامة والى الجنّة بحورياتها وخمرها ولبنها وعسلها.
هنا قد يرد تساؤل: ما معنى الشيطان في عقل محمّد؟ الجواب سنجده في هذا الحديث المنقول عنه، يقول محمّد في حديث: ((لا تشربوا من ثلمة الاناء فانّها مركب الشيطان)).
وقد وافقه على هذا القول علماء الصحّة في هذا العصر حيث اوصوا في كتبهم بترك استعمال الاناء المكسور او المثلوم لانّ موضع الكسر او الثلمة منه يكون عشّا للجراثيم المضرّة. واللبيب من الاشارة يفهم. وخلاصة القول هو أنّ الحكاية كلّها رموز وتصوير وتمثيل، فلا ادم سجد، ولا شيطان رفض السجود.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق
- لماذا نقد ألأديان ألإبراهيمية؟
- سبارتكوس
- مسنجر بين الجنّة وجهنم-2
- ابراهيم والاله الواحد
- عبارات ساخرة من العراق
- باراك حسين اوباما وعثمان بن عفّان
- تكهنات علماء المستقبل
- حوار مع رائيلي
- سليمان والهدهد
- عيسى ابن مريم ومعجزاته
- اسباب نزول الايات القرانية
- نزول الوحي في الجبل
- خلق الانسان
- عراق اه يا عراق
- نوح وقصة الطوفان
- هل كان محمّد عربيا ام عبرانيا؟
- الجنّة والجحيم
- الناسخ والمنسوخ في القرآن ألكريم
- شجار / قصّة قصيرة


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - هل ألشيطان معضلة أم حل؟