أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - شهود يهوه والتشهير الكنسى المرفوض















المزيد.....

شهود يهوه والتشهير الكنسى المرفوض


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 17:30
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المجتمع المصرى مجتمع متخلف عن ركب الحضارة الإنسانية ، أنه مجتمع أختار أقصر الطرق للحضارة وهو الطريق الدينى ، لكننا نعلم جيداً أن الأديان لم تصنع حضارة إنما صنعت حروب قتلت وسالت فيها أنهار من الدماء بأسم آلهة تلك الأديان والمتسلطين عليها.
المجتمع المصرى ينحدر بأستمرار نحو ما يوهم نفسه به بأنه يعيش حالة نادرة من حالات الإنتعاش الروحانى الدينى ، وعلى طريق الوهم هذا ، يزداد يوماً بعد يوم عنصرية ضد إنسانية الإنسان بشكل عام ، ويرتكب الجرائم والأنتهاكات والعنف بكافة أشكاله ضد الآخر المختلف عنه دينياً وطائفياً ، مما قاده ذلك التعصب المقيت الذى ترفضه كل القوى المسماة إلهية أو إنسانية إلى إنحطاط ونكران لكل القيم التى يمكن الإيمان بها دينياً أو إنسانياً ، وذلك من أجل الدفاع عن الدين وكم من جرائم ترتكب بأسمه !!
أكتب هذه المقدمة بعد أن قرأت تقرير صحفى منشور فى جريدة اليوم السابع المصرية { http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=248856&SecID=97
} بتاريخ الجمعة 2 يوليو 2010 تحت عنوان " مخاوف من نزوح مسيحى نحو شهود يهوه " كتبه جمال جرجس المزاحم .
وكما يقول كاتب التقرير " حذر كرم حنا المحامى ورئيس مركز بلدنا لحقوق الإنسان مما أسماه "الثغرة الجديدة" فى قانون الأحوال الشخصية الموحد الذى سيسمح للأقباط بالطلاق وهى انضمام المسيحيين إلى طائفة شهود يهوه وهو ما يهدد بكارثة للمسيحيين على حد قوله. " والسبب فى تلك الكارثة أعانهم إلههم عليها هو سماح البابا شنودة لأحد المسيحيين بالزواج الثانى لأن زوجته تنتمى إلى طائفة شهود يهوه والتى " يكفرها " ويعتبرها البابا ليست مسيحية وبالتالى خارجة على الدين المسيحى الأرثوذكسى .
إلى هنا فالموضوع هو مخاوف من هذا النزوح المسيحى بسبب الزواج الثانى نحو شهود يهوه ، وبالنسبة للأخوة المسيحيين الأرثوذكس فهى كارثة لأن البديل الثانى هذا ستكون نتيجته نزوح مئات الآلاف من الأرثوذكس الذين ينتظرون الأنفصال حتى يتزوجوا الزواج الثانى حسب كاتب التقرير .
فالمخاوف والتكفير هى أشياء طبيعية لأصحاب العقلية الدينية ، لكن نأتى إلى جوهر التقرير والذى حفزنى إلى كتابة هذا المقال وهو أن كاتب التقرير بدأ بتعريف القراء بتلك الطائفة بقوله " يذكر أن السبتيين وشهود يهوه لا يمارسون الطقوس والعبادات التى تمارسها الكنائس المصرية ولا تؤمن بأى من الأسرار الأرثوذكسية ولا تعترف بالطوائف المسيحية الأخرى، وهى منظمة عالمية دينية وسياسية، تقوم على سرية التنظيم وعلنية الفكرة، ظهرت فى أمريكا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وتدَّعى أنها مسيحية، إلا أن الواقع يؤكد أنها واقعة تحت سيطرة اليهود وتعمل لحسابهم " . واضح من هذا الكلام أنه متأثر جداً بالثقافة العربية ووصف هذه الطائفة بالعمالة لإسرائيل دون أن يذكر لنا الكاتب مراجعه فى هذه الإتهامات ، وهذا أيضاً موضوع لا يخصنى كثيراً لأنه خاص بالطائفة وأتباعها ويمكن دحضه دون عناء ، لكن ما يخصنى شخصياً ويخص الملايين فى كل أنحاء العالم هو ما ذكره كاتب التقرير الهزيل بقوله " .. وتعتبر أفكار ومعتقدات هذه الجماعة إشاعة الفوضى الخلقية، والتحلل من جميع الفضائل الإنسانية التى حثَّت عليها التعاليم الدينية .. ولهم علاقة وطيدة بالكيان الصهيونى وبالمنظمات اليهودية العالمية، كالماسونية " .
هذا هو جوهر الموضوع حيث نجد الأصولية العنصرية الأرثوذكسية التى لا تقبل الآخر وتتهمه بالعمالة للصهيونية ، تعتمد على قيم التهييج والتشنج والإثارة والطعن والتشهير وإلصاق صفات غير أخلاقية قبيحة بالآخر ، وهى مشاعر عدوانية تسيطر على مشاعر الكنيسة الأرثوذكسية وقادتها ، قد خرجت عن مسار التعاليم المسيحية التى أتى بها السيد المسيح .
عندما يقول كاتب التقرير أن شهود يهوه جماعة تعمل على إشاعة الفوضى الخلقية والتحلل من جميع الفضائل الإنسانية ، كيف يمكن لإنسان عاقل أن يصدق كلام مثل هذا ؟ إن البشر الوحيدين فى عالمنا المعاصر الذين يطلقون الكلام على عواهنه هم فقط الأرثوذكسيين الذين يشعرون بالكبت والإحباط ويخافون من أنهيار طائفتهم وهروب أتباعهم الأرثوذكسيين إلى بقية الطوائف والأديان وهو الواقع الذين يحاولون الحيلولة دون وقوعه .
جماعة مثل شهود يهوه المسيحية نالت الأعتراف بها فى أمريكا ودول أوربا ، فى 230 بلداً حول العالم ، وبالطبع لايوجد بلداً يسمح لأعضاء وأتباع جماعة دينية بمزاولة أنشطتهم التبشيرية التى تدعو إلى إشاعة الفوضى الخلقية والتحلل من جميع الفضائل الإنسانية كما قال كاتب التقرير المصرى الأرثوذكسى !!
لست هنا للدفاع عن هذه الجماعة المسيحية ، لأن أعمالهم تشهد لهم فى كل بلد وأتباعهم قادرين على الدفاع عن جماعتهم ، لكنى هنا أدافع عن نفسى وعن كل الملايين الذين ما أن يرفضون عقيدة دينية ما حتى يسارع أمثال كاتب ذلك التقرير وهم كثيرين بالتشهير والتجريح بهذا الآخر الرافض لعقيدته وإتهامه وتجريمه بجريمة الكفر والهرطقة والخروج على الدين ، وهذا الأسلوب تستخدمه الكنيسة الأرثوذكسية ضد كل مخالف لها أسوة ببقية الأديان التى تخاف من إنهيارها ، وتعمل على إثارة سخط أتباعها وإزدرائهم وكراهيتهم للمخالفين لهم فى الدين أو الطائفة أو العقيدة .
إن تلك الأتهامات السابقة هى عينة ومثال يقولونه ضد كل ملحد ورافض للأديان ، حتى يقيدون حريته ويقودون أفراد المجتمع إلى كراهيتهم وتتزايد ضدهم إتهامات التكفير والهرطقة .
متى يفهم إنسان القرن الواحد والعشرين أن عدم الأعتقاد بالأديان هى حرية شخصية ، مثلها مثل تغيير الدين والأنتقال إلى آخر هى حرية شخصية ، يجب أن يفهم المتدين أن لا يندفع فى مشاعر الكراهية والعنصرية الدينية إلى إيذاء مشاعر الآخرين بحجة الدفاع عن دينه .
نحتاج أن يطالب أصحاب الضمائر الحية بتجريم كل من يقوم بالتكفير والتشهير بالآخر المخالف له فى الدين أو الطائفة أو الرافض للأديان جميعاً ، كل إنسان له الحق فى أعتناق الأفكار والمبادئ الخاصة التى لا تسئ للإنسانية بل تعمل من أجل صلاح وخير المجتمع الإنسانى ، يجب أن يعلو صوت الإنسان فوق أصوات التطرف المقيت أصوات الكراهية التى تدمر كل ما هو إنسانى فى حضارتنا الإنسانية التى صنعها الإنسان ولم يصنعها الله .
نحن فى عصر نحتاج إلى المحافظة على قيم الحرية والدفاع عنها ضد إرهاب الأصوليين والعنصريين الرافضين للآخر المخالف لهم ، نحتاج الدفاع عن قيم الإنسانية وحرية كل إنسان أراد الإيمان أو عدم الإيمان بالأديان أو رفضها .
نحتاج أن يفهم أمثال كاتب التقرير الهزيل أن الكذب والتشهير هى أدوات الضعفاء الذين لا حجة لهم ولا براهين ، وأننا نعيش عصر المعرفة الحرة التى يحترم فيها كل إنسان الآخر والسير بخطى ثابتة نحو العيش بسلام على طريق التقدم الحضارى الذى يصنعه البشر لخدمة البشرية.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن مشروع للحياة
- تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله
- النمو الحضارى والبحث العلمى
- الفضائيات العربية عربية حتى النخاع
- تاريخ الأديان ينفع العقلاء
- إلى أين تتجه صحافة المواطنين؟
- دارفور الفساد العربى
- الحوار المتمدن فى عالم دكتاتورى
- النكبة والثقافة العربية
- المرأة فى عالم الرجال
- الإصلاح العربى الإنسانى
- الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر
- سبتمبر ولغة الأنتقام
- علماء المهجر
- الحرية بين الشيطان والبشر
- رُب ضارة نافعة
- جبران خليل جبران
- مسلمون ضد التمييز
- مصر بين الدين والسياسة
- المصحة المصرية للأمراض العقلية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - شهود يهوه والتشهير الكنسى المرفوض