أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عجيب امور غريب قضية














المزيد.....

عجيب امور غريب قضية


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 08:38
المحور: كتابات ساخرة
    


خبران متناقضان اطلا علي هذا الصباح، الاول احزنني جدا وهو خبر وفاة الفنانة الرائعة رباب اثر نزيف حاد بالمخ، والثاني مفرح جدا وهو تفجير انتحارية نفسها في محافظة الانبار العراقية اسفر عن استشهاد خمسة من الابرياء و37 جريحا.
كانت تربطني مع رباب ذات الصوت الشجي علاقة قوية لم تنفصم عراها حتى هذه اللحظة، ليس لسبب سوى انها تملك صوتا عذبا ساعدها على الانتشار في دول الخليج العربية. ولدت هذه الفنانة واسمها " خيرية عمكارة" في مدينة البصرة وحملها ابويها الى الكويت وعمرها 6 أشهر، وهناك ترعرعت واختارت عالم الغناء لتثبت وجودها وتستحق بعد ذلك لقب مطربة الخليج الاولى. كانت كويتية الجنسية عراقية الهوى ولان الجنسية في دول الخليج ليست الاورقة تحرق بأمر الآمر الناهي فقد طردت من الكويت ابان الغزو العراقي ولم يشفع لها ماقدمته من فن اصيل على الساحة الكويتية وهكذا هي الحال في جميع هذه الدول التي تدير لك ظهرها حال شعورهم انك اصبحت نواة بدون "تمرة".
جابت رباب دول الخليج بحثا عن ملجأ لتستقر اخيرا في الشارقة احدى مدن الامارات بدعوة كريمة من حاكم دبي آنذاك حيث هيأ لها العيش الكريم.
وفي الشارقة خمد حماسها في معاودة دخول عالم الفن من جديد فقد اشمئزت نفسها من هذا العالم الجاحد الذي بدأ يصفق لاغاني البرتقالة والتفاحة والتين والزيتون.
ليس لي اعتراض على الموت فهو قدرنا جميعا.. انه قدر سريالي، احدنا يتزوج ويرحل مع قطار العمر ثم يأتيه الموت من حيث لا يدري ليشيعه ابنه المتزوج والذي يكبر هو الآخر ليلحق بأبيه بعد سنوات، انها سلسلة لاتنتهي نقف امامها صاغرين مذعنين. ولكن هذا الموت له طعم خاص لدى تلك الانتحارية التي فجرت نفسها أمس في محافظة الانبار والتي لم تسمع لا برباب ولا غيرها، بل كانت – واجزم بذلك – تبحث عن زوج منذ اكثر من 20 سنة. حاولت المستحيل لتعرف نفسها على الناس واتصلت بالنسوان المسوؤلات عن شوؤن الخطبة في مدينتها علهن يجدن لها رجلا تستظل به ولكن محاولاتها باءت بالفشل ربما لسوء الحظ او شيء من هذا القبيل. وقبل سنة تقريبا اتصلت بها مسوؤلة المجندات في محافظة ديالى والتي القي القبض عليها فيما بعد واقنعتها بالانضمام الى حزب " المفجرات" الذي يتراسه امير بغداد سابقا وهو في باطن الارض حاليا – الاختلاط ممنوع بين الفجرات والمفجرين -.
المهم ان هذه العانس تحمست للامر خصوصا وان رئيستها قالت لها في يوم التخرج: ليس رجالنا الذين يفجرون انفسهم هم فقط الذين يبحثون عن حورية في الجنة بل النساء ايضا فهي حين تفجر نفسها ستجد بعد ساعات حوري جميل امرد ذو وجه ملائكي حليق الشارب واللحى، و"الديدرون" يفوح منه الى سابع جار ينتظرها عند باب الجنة.
وفرحت هذه المرأة "الخايبة" بهذا الخبر فعقدتها ستحل مع تفجير نفسها وتلتقي مع عريسها المنشود هناك.. هناك في السماء الرابعة. ظلت لاسابيع طويلة وهي تحلم بشكل هذا العريس ، وتقول لنفسها بين الحين والآخر: انا امرأة بسيطة ليس لي طموح الا في الزواج من ابن الحلال وعلى سنة الله ورسوله، واشهدكم اني لا اريد حفلة ولا ليلة "دخلة" ولا اغاني ، اريده ان يأتي الي مادا يده ليحتضنني قائلا: لقد قبلت بك بعلا ايتها الشهيدة الشجاعة حينها سأغفو على صدره وهو يغني لي " ياتعب ياما شكا، يامن الحاضر لكا".
ويوم امس كانت الفرحة طاغية على ملامحها ولولا العيب لصرخت بأذان جاراتها واحدة واحدة : ولجن راح اتزوج اليوم بالليل، ولكنها خافت ان ينكشف امرها خصوصا وان المطلقة ام محمود كانت تبحث عن زوج منذ اكثر من سنتين.
هاقد مرت 30 ساعة على تفجير نفسها ولا ندري اذا جاءها الدور لتلتقي مع فتى احلامها ام انها لازالت تنتظر، ولكن من المؤكد انها ستنتظر طويلا فعلى ملائكة الرحمة ان يلموا اشلائها قطعة قطعة ولابأس من استعمالهم ال"جي بي اس" للاستدلال على مكان الاسنان والملابس الداخلية، ثم يعرضوا الجثة على خبير ال"دي ان اي" للتأكد من عنوانها ومحل سكناها وتأريخ ميلادها اضافة الى الحالة الاجتماعية والى اي المذهب الوهابية تنتمي، وبعدها تنتظر الاوامر العليا لاعادة الروح فيها قبل ان تذهب الى صالون التجميل لتستعد للعرس المنشود والله اعلم.
قيل في الاخبار ان سابقة خطيرة اقدمت عليها هذه المفجرة حين رفضت العريس الذي جاء لاستقبالها عند الباب السابع فقد وجته يتمايل في مشيته ولايكاد ان يستقر في مكان واحد وحين سمعت صوته تأكد لها ان هذا الشاب بحاجة الى عملية جراحية ليستعيد رجولته، وسرعان ماطلبت من الملائكة المقربين ان يدلوها على سوق الرجال الذي سمعت به من احد الوعاظ اثناء تجنيدها في الارض.
ركضت الى حيث السوق لترى اصحاب اللحى يصطفون هناك عراة الا من لباس ابيض ينزل الى ماتحت الركبة فيما لمعت المحابس بين خناصر وبناصر اياديهم وكانت تنبعث منهم رائحة غريبة تشبه الى حد ما رائحة "الباربكيو" في حديقة البلدية في محافظتها.
ظلت تنظر اليهم وتتفحصهم علها تجد من يميل اليه قلبها ، ولكن هيهات، فكلهم "يبصبصون" الى الجهة الاخرى غير مبالين بوجودها، وحين نظرت الى حيث ينظرون وجدت امرأة رشيقة طويلة تجاوزت الخمسين يبرز منها كل شيء حتى شعرات راسها التي تعد على الاصابع.
صاحت بهم بغيظ المرأة المكسورة: ولكم شكو مخبوصين بيها هذي أم محمود جارتي. وبكت بألم : حسافة على الحمرة اللي خليتها قبل الانتحار.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهكذا ياشيخنا الجليل؟؟؟
- تسمحولي ألطم
- هذا اللي ناقص ياعالم!!
- ماقاله الاب القائد اوباما الى اولاده الميامين
- مناقصة جديدة لبناء ملايين القصور في الجنة
- في بيتنا عمرو موسى
- قمة الخمسة... واشلون خمسة?
- هلهولة.. شلتاغ ابن عبود يحصل على عصا موسى
- مؤخرات مغلقة لكن مستديرة
- لماذا يحدث هذا ،هل من مجيب??
- ابو الطيب خطيبا بجامع القرية
- ممنوع مسك الاماكن الحساسة
- أشد على يدك ياكريم يا وحيد
- فاحت الريحة يا ناس
- انكم والله لاتستحقون حتى الشتيمة
- المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات
- قرقوش يزور بغداد صفقوا له رجاء
- ياخسارة،-اثاري- الزواج من اجل النكاح وانا ما أدري
- مبروك على تعييني امير الجبايش
- اجاثا كريستي والعراق والمالكي


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عجيب امور غريب قضية