أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جراد - انماط مختلفة في تعريف الارهاب















المزيد.....

انماط مختلفة في تعريف الارهاب


محمد جراد

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك أنماط متعددة ومختلفة لتعريف مصطلح الإرهاب حيث يتفق الجميع على عدم وجود تعريف موحد له يتلاءم مع ثقافة وتوجهات كل الاطراف الباحثة عن تعريف يساعدها في محاولة التحليل ووضع المعالجات والحلول الناجعة لهذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرا كبيرا يهدد العالم.

وهكذا نجد ان (جوناثان وايت) يؤكد في تعريفه للإرهاب ضرورة عدم اكتفاء فهمنا من خلال مداخل سياسية، بل إن علم الاجتماع في غاية الأهمية في هذا السياق. ويؤكد عدم وجود تعريف واحد لمفهوم الإرهاب؛ ولذلك فقد اقترح أن يعرف الإرهاب من خلال أنماط مختلفة للتعريف:

- نمط التعريف البسيط والعادي للإرهاب، ويعني عنفا أو تهديدا يهدف إلى خلق خوف أو تغيير سلوكي.

- النمط القانوني لتعريف الإرهاب، ويعني عنفا إجراميا ينتهك القانون ويستلزم عقاب الدولة.

- التعريف التحليلي للإرهاب، ويعني عوامل سياسية واجتماعية معينة تقف وراء كل سلوك إرهابي.

- تعريف رعاية الدولة للإرهاب، ويعني الإرهاب عن طريق جماعات تُستخدم بواسطة دول للهجوم على دول أخرى.

- نمط إرهاب الدولة، ويعني استخدام سلطة الدولة لإرهاب مواطنيها.


الإرهاب في الثقافة الغربية

والإرهاب حسب ما جاء في (الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica) ..في اللغة الإنجليزية بإضافة اللاحقة ism إلى الاسم Terror بمعنى فزع ورعب وهول، كما يستعمل منها الفعل Terrorize بمعنى يرهب ويفزع . ويرجع استخدام مصطلح Terrorism في الثقافة الغربية تاريخيا للدلالة على نوع الحكم الذي لجأت إليه الثورة الفرنسية إبان الجمهورية الجاكوبية في عامي (1973 – 1974) ضد تحالف الملكيين والبرجوازيين المناهضين للثورة. وقد نتج عن إرهاب هذه المرحلة التي يطلق عليها Reign of Terror اعتقال ما يزيد عن 300 ألف مشتبه فيهم وإعدام حوالي 17 ألفا، بالإضافة إلى موت الآلاف في السجون بلا محاكمة.

وإن كان هناك من يرجع بالمصطلح والمفهوم إلى أقدم من هذا التاريخ كثيرا، حيث يفترض أن الإرهاب حدث ويحدث على مدار التاريخ الإنساني وفى جميع أنحاء العالم.

-وقد كتب المؤرخ الإغريقي( زينوفون)Xenophon 430 - 349 ق.م - في سياق الثقافة الغربية - عن المؤثرات النفسية للحرب والإرهاب على الشعوب. وقد استخدم حكام رومان من أمثال) Tiberius 14-37م ، (Caligula37-41م) العنف ومصادرة الممتلكات والإعدام كوسائل لإخضاع المعارضين لحكمهما. ولعل محاكم التفتيش التي قام بها الاسبان ضد الاقليات الدينية (المسلمين أساسا) أهم محطات الإرهاب الرئيسية في تاريخ الثقافة الغربية


الإرهاب الدولي

يتوهم من يعتقد بأن الإرهاب قد بدأ منذ وبعد أحداث 11 سبتمبر المأساوية والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، لأن تاريخ الإرهاب يمتد إلى الآف السنين، ولكنه في السنوات الأخيرة، أصبح أكثر انتشارا و خطرا و عنفا وتطرفا .و يعرّف الإرهاب الدولي بأنه نوع من العنف غير المبرر وغير المشروع بالمقياسين الأخلاقي والقانوني لانه يستهدف قتل اكبر عدد ممكن من البشر، وبذلك يتخطى الحدود السياسية، ويختلف الإرهاب عن ممارسة العنف السياسي الداخلي التي قد تنتهجها بعض الأحزاب والقوى المعارضة أو الحركات المتمردة داخل الدولة الواحدة لإسقاط السلطة الشرعية القائمة في تلك الدولة ومحاولة السيطرة على الحكم فيها .والإرهاب الدولي عادة ما تكون له أهداف سياسية كما أن القوى التي تمارسه هي في الغالب قوى غير حكومية، وإن كان هذا في ذاته لا يمثل حائلا بينها وبين الحصول على التشجيع المادي والمعنوي لبعض الدول والحكومات.

واليوم قد توفرت الأسباب التي تساعد على انتشار الإرهاب الدولي فقد طرأت في الحقبة الأخيرة مستجدات عديدة زادت كثيرا من أخطاره ومضاعفاته الدولية، منها على سبيل المثال: انتشار الثقافة التي تشجع على العنف وانتشارها بين صفوف الشباب من خلال المدارس الدينية والمناهج التي تشجع على العنف , وغياب الثقافة المقابلة التي تتصدى لتلك الأفكار الفاسدة .وسبب آخر هو ضلوع العديد من الدول والحكومات وتواطؤها مع منظمات الإرهاب الدولي،وتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي والتكاثر السرطاني لخلايا وشبكات الإرهاب الدولي المنتشرة في أكثر من ستين دولة، والتقدم التكنولوجي الكبير الذي استفادت منه هذه المنظمات في نطاق الاتصالات وجمع المعلومات والتزود بمعدات فنية متطورة. بما أن الإرهاب يطور نفسه وينشر ثقافته الخاصة بقتل الناس فلقد أصبح ظاهرة دولية ولا يستثني أحدا من البلدان والشعوب، فلذلك يتطلب مكافحته ومعالجته من قبل الجميع دون استثناء، لأن الإرهاب أخذ يمتد وينتشر ويتوسع في كل بلدان العالم، وليس موجه ضد هذا بلد دون الآخر او فئة دون أخرى فالتفجيرات التي يقوم بها لا تفرق بين الناس حسب انتماءاتهم بل حسب تواجدهم في المكان والزمان،والأمثلة كثيرة حول ذلك كما جاء في موقع مدارك أوف لاين، ومنها ما حصل في 11 سبتمبر وبعدها في لندن وإندينوسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية والمغرب والعراق ولبنان وتنزانيا .... لذلك يقع على عاتق قادة دول العالم الوقوف طويلا أمام ظاهرة الإرهاب الدولي، وما هي أسبابها وجذورها وكيف معالجتها والتصدي لها ؟. وعليهم أن يدركوا أنه لا يمكن معالجة ومكافحة الإرهاب، من خلال استخدام سلاح العنف المقابل والقوة المسلحة،حيث شهد العالم عدم نجاح العمليات العسكرية الأمريكية في مناطق مختلفة من العالم . بل يتطلب الأمر توفير الظروف المناسبة التي تخفف من ظاهرة تصاعد الإرهاب، وتساعد على تجفيف مصادره، والعمل الجدي والفعال من أجل توفير المناخ الديمقراطي والإصلاحات الشاملة في جميع المجالات،وإيجاد ثقافة التحاور والتسامح وقبول الآخر ومحاربة المدارس التي يستخدمها الإرهاب في نشر أفكاره عبرها وعبر المساجد والجوامع التي تشجع وتثقف على الإرهاب تحت عناوين إسلامية تعطي صورة خاطئة للإسلام وتوصل رسالة للعالم مفادها ان الإسلام لا يجيد إلا لغة العنف مع الآخر .ومن الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها في محاربة الإرهاب , محاربة ومعالجة ظاهرة الفقر المنتشرة في مناطق واسعة من العالم، والعمل على توفير فرص العمل للملايين العاطلة عن العمل، إضافة إلى توفير السكن والتعليم والضمان الصحي والاجتماعي، ومساعدة الدول الفقيرة والتخفيف من أعباء الديون المترتبة عليها، كل هذا وغيره من المعالجات والقضايا الأخرى، سوف تساعد حتما في محاربة هذا الفكر المتطرف ومواجهة عمليات الإرهاب والجريمة المتصاعدة في أيامنا هذه . وأن كل هذه والحلول والمقترحات بحاجة الى منظمات مجتمع مدني وجمعيات وهيئات وأدوات فاعلة وحيوية على الصعيدين المحلي والدولي كالإعلام الوطني والحر الذي يشارك في تنوير وتثقيف المتلقي، بحيث يصبح هذا الإعلام والمنظمات بديلا حقيقيا لإنتشال الشباب من واقعه المتردي والصعب والمرير، الذي يدفعهم ويؤدي بالضرورة بهم، إلى لجوء البعض منهم للإنخراط في المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بالحوار والديمقراطية والسلام طريقا للبشرية، بل إنها تلجأ إلى طريق العنف والإرهاب من أجل الوصول إلى أهدافها العدوانية الشريرة . وأن ما يحصل في العراق اليوم من عمليات إرهابية وإجرامية تستهدف كل شيء في البلد في محاولة لإفشال العملية السياسية، ما هي إلا حلقة من حلقات الإرهاب الدولي الذي يسانده الإرهاب السياسي الداخلي،وان هذه الحلقة من حلقات الإرهاب سوف تنتقل من مكان إلى آخر، لأن إرهاب اليوم المنفلت كما هو معروف بلا حدود، ويستهدف البشر كل البشر باختلاف جنسياتهم و قومياتهم وأديانهم وطوائفهم على حد سواء، وهذا ما حصل ويحصل في أكثر من بلد من بلدان العالم، وليس العراق آخرها . فإذن ما دام الإرهاب أصبح دوليا وشاملا، فلذلك تقع على كل دول العالم مسؤولية مكافحته ومحاربته بكل الوسائل والطرق الممكنة، والتي ينبغي أن تحقق النجاحات بأقل الخسائر البشرية والمادية، للقضاء عليه جذريا، وخلق عالم خال من الإرهاب والجريمة، ويسوده السلام والمحبة والحرية والتآخي بين الشعوب .


خلاصة

نخلص من العرض السابق إلى التأكيد على نقاط أساسية لفهم أزمة تحرير مضمون مصطلح الإرهاب، وهي:

- عدم وجود تعريف موحد للإرهاب يرجع إلى فرض التعريف الغربي البرجماتي والمتغير على شعوب ودول العالم، وأن تعريف الإرهاب ليس من حق دولة أو ثقافة بعينها.

- للتوصل إلى تعريف حقيقي للإرهاب يجب أن يحتوي مفهومه على جميع أنماط الإرهاب، بما فيها إرهاب القوى العظمى وإرهاب الدولة والحصار والإرهاب الاقتصادي والإرهاب الثقافي… إلخ .

- ظاهرة الإرهاب غير مقصورة على المنتمين إلى حركات وفصائل إسلامية، وفي هذا السياق لا تفرق الولايات المتحدة بين المنظمات الفلسطينية الإسلامية والقومية والشيوعية، فجميعها في نظر الولايات المتحدة منظمات إرهابية.

- الجدل المثار بقوة حول تعريف ظاهرة الإرهاب فرصة لإعادة النظر في تحرير مضامين المصطلحات والمفاهيم المستخدمة في ثقافتنا المعاصرة والتي تتسم غالبا بالفوضى.



#محمد_جراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة والديمقراطيات الاصيلة


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جراد - انماط مختلفة في تعريف الارهاب