أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - الفزاعة














المزيد.....

الفزاعة


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 15:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هآرتس 30/6/2010:مشهد بلادنا مزروع بالنصب التذكارية ولكن هناك أمر واحد ينتشر جدا في المشهد: الفزاعة. تلك الدمية التي تشبه البشر البائسة والسخيفة، مبسوطة الذراعين على الجانبين في مظهر من انعدام الوسيلة، وترمي لتخويف (العصافير). في السنوات الاخيرة باتت العصافير تخاف أقل من الفزاعات، فقد فهمت بأن هذه خدعة، ولكن في اسرائيل يواصلون تخويف الناس بالذات. فالسياسيون والجنرالات يخترعون هذه الفزاعات لاغراض التخويف من الداخل ومن الخارج لدرجة انهم هم أنفسهم باتوا يخافونها. والفزاعة الدورية هذه المرة هي تحرير مخربين مع "دم على الايدي".
لقد امتشقت الان الارقام الباعثة على الرعب: السجناء الذين تحرروا عادوا لقتل اليهود. والاستنتاج: لا لصفقة شليت. وهكذا فان هذه فزاعة أخرى. الارهاب توقف لان القيادة الفلسطينية توصلت الى الاستنتاج بأنه لا يحقق شيئا ولأن المجتمع الفلسطيني نازف ويائس. والى أن ينشأ جيل المقاتلين التالي فانه لن يكون ارهاب ذو مغزى – مع مخربين محررين او بدونهم. كما أن تعبير "دم على الايدي" لا يرمي الا الى تزيين الفزاعة بألوان حربية: الدم يوجد على أيدي الطرفين الصقريين ومن الافضل لنا أن نفحص يد من ملطخة اكثر بالدماء.
للتخويف من تحرير مخربين سبق بالطبع تقليد بعيد السنين. فالاقتراح للحديث مع م.ت.ف كان ذات مرة فزاعة مخيفة على نحو خاص ومثلها اقامة دولة فلسطينية. ايبي نتان زج به لاشهر في السجن بذنب الاتصال مع م.ت.ف الى أن التقى 5 رؤساء وزراء مع رئيسها وأصبحت المنظمة شريكا محببا لاسرائيل. ومن أيد ذات مرة الدولة الفلسطينية اعتبر خائنا الى أن بدأت اسرائيل بأسرها، من بيبي وحتى طيبي، تؤيد هذا الحل اما الان فان الفزاعة الدورية هي المفاوضات مع حماس، والتي تشبه على نحو مذهل سابقتها.
قبل "رصاص مصبوب" خلقنا رعب تسلح حماس، تهريب السلاح الايراني في الانفاق واقامة خلايا القاعدة في القطاع هذا ايضا انهار مع الهجوم الوحشي للجيش الاسرائيلي الذي لم يصطدم بمقاومة عسكرية حقيقية. أين كان السلاح الايراني؟ أين التسلح؟ فزاعة. عندما كان كل فتى مع عبوة انبوب يعتبر "كبير حماس" وكل مسلح رئيس الذراع العسكري للجهاد، امتلأت البلاد بدمى التخويف من صنع أيدينا. منظومة كاملة من أجهزة الدعاية الحكومية والأمنية، الى جانب جوقة التخويف في وسائل الاعلام، بجملة المحللين المندوبين عنها، حرصت على ألا نفوت أي حملة رعب.
أغنية الفزاعة حذرت أيضا من رفع الاغلاق عن غزة. الى ان صمتت ولم يحصل شيء. تذكروا الحواجز. على مدى السنين شرحوا لنا بأن تأخير عشرات آلاف بني البشر واهانتهم يوميا هو أمر حيوي لدولة اسرائيل. معظم الحواجز رفعت، وانظروا العجب، التخويف انهار وشيئا لم يحصل.
وفي عشية فك الارتباط ايضا أقمنا لنا دمية، فخر التخويف في دولة اسرائيل: حرب أهلية. اخلاء المستوطنين سيؤدي الى سفك دماء، "هذه بلادنا" ستغلق الطرق وتعطل الاقتصاد. لم يحصل شيء من هذا، ولكن الفزاعة لم تتنازل: خوف المستوطنين لا يزال يربض فوقنا. كل حكومة في اسرائيل تخاف من نمر الورق هذا.
تريدون المزيد؟ قالوا لنا ان الانسحاب من سيناء سيكون مصيبة، وخير شرم الشيخ من دون سلام، والا سنبقى مع قطعة ورق. هذا ايضا مات، ولكن اقامة محله فزاعة جديدة: النزول من الجولان هو خطر على الارواح. السوريون سيغطسون أقدامهم في بحيرة طبريا. ولكن الاقدام التي تبرد هي اقدامنا بالذات: يكفي زرع هذا الرعب للامتناع عن الوصول الى سلام مع سوريا. وعندما ستنهار ذات يوم هذه الفزاعة ايضا، لن يسأل احد مما خفنا، بالضبط مثلما خفنا عبثا على مدى السنين من فزاعة أخرى: الانسحاب من لبنان. العالم كله نهض لابادتنا، فزاعة أخرى. في الجبهة الداخلية ايضا اقمنا غير قليل من الفزاعات، من "اسرائيل تجف" وحتى انفلونزا الخنازير. أتذكرون رعب انتشار الوباء والتوصيف الفظيع في تصوير المستشفيات تنهار؟
وربما ايضا التهديد الذي يقول إن ايران ستلقي قنبلة ذرية على اسرائيل، رغم كل قوة ردعنا، سيتبين هو ايضا كسلاح صدىء. اذ انه مع تاريخ الفزاعات هذا لم يعد ممكنا ان نعرف ما هي فعلا فزاعة وما هو فعلا تهديد. في هذه الاثناء تثبت التجربة على نحو قاطع: هذه البلاد مليئة بالكثير جدا من الفزاعات المسكينة.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو أعمى يقود طائفة من العميان
- الديمقراطية الوحيدة
- لو كنت عنات كام
- التجار من القدس
- شكرا يا رفيق
- مفاوضات اللاشيء
- كل شيء شخصي
- شهادة وفاة لحزب العمل
- أيام الظلام - وجهة نظر صحفي من ها آرتس حول الحرب


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - الفزاعة