أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ألعاب تفاوضية














المزيد.....

ألعاب تفاوضية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استغرقت القوى السياسية العراقية كثيرا من الوقت في عملية التفاوض الغمضة والطويلة وكأن هذه القوى لا تعرف بعضها البعض وكأنها تلتقي لأول مرة وكأنها ايضا لم تشترك في يوم ما باي عمل سياسي.
الكتل الثلاث الكبيرة ( العراقية، دولة القانون، الائتلاف الوطني) تعاملت مع بعضها البعض ضمن مساحة واسعة من المناورات في مشهد لافت من الضغوطات المتبادلة بهدف كسب الكثير من المكاسب وبطريقة لاتمنح للعراقيين فرصة للتمييز بين الاتفاقات الحقيقية وتلك التي تشاع في وسائل الاعلام لمجرد المناورة.
دولة القانون والائتلاف الوطني استنزفا وقتا طويلا في الضغط على بعضهما البعض وابتكرا او صرحا عن ابتكار لجان وآليات معقدة ومربكة تجعل من اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة امرا غاية في الغموض وبعيدا عن اي شفافية سواء عبر الحديث عن تعهدات وضمانات او تقاسم الصلاحيات فضلا عن اللجان غير المفهومة للتنسيق فيما بينهما وهو الامر الذي سيطر ايضا على العلاقة بين القائمة العراقية ودولة القانون وتم الحديث مطولا عن لقاءات اذابة الجليد الذي يبدو انه كثيف لدرجة قد يغرق العراق فيما لو ذاب فعلا حيث مرت اسابيع استهلك فيها الكثير من الكلام في محاولة الاذابة، ولا يعرف اي مناخ قطبي ذلك الذي ساهم في تراكم كل هذه الطبقات الجليدية.
القوى السياسية تمارس الكثير من العاب التفاوض والمناورة تثير احيانا التساؤل والاستغراب عما اذا كانت مفاوضات تشكيل الحكومة هي مفاوضات دولية كتلك التي يشهدها الملف النووي الايراني والقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الدولية العالقة.
للتفاوض حدود زمنية واسلوبية اذا ما تجاوزها يتحول الى حرب باردة بين الاطراف السياسية تؤدي الى كوارث حين يكون موضوع التفاوض يتعلق بالحياة اليومية للمواطنين في ملفات الامن والاقتصاد والخدمات والوحدة الوطنية واستقرار الدولة واستكمال بناء النظام السياسي.
التفاوض طويل النفس الذي تمارسه الاطراف العراقية يؤدي الى تجاهل حقيقة خطرة هي غياب السلطة الرقابية والتشريعية عبر تعطيل البرلمان وفق آلية الجلسة المفتوحة وهو ما يعني انطلاق المؤسسات التنفيذية في اعمالها دون اي رقابة وهو ما يعقد متابعة المال العام وانجاز موازنة العام القادم والتحقق من شرعية اجراءات كثيرة تقوم بها الحكومة ودوائرها في مرحلة فراغ رقابي وتشريعي طويلة.
الطريقة التي تتعامل بها القوى السياسية مع استحقاق تشكيل الحكومة واطلاق الاداء البرلماني تدعو المواطنين الى الضجر من العملية السياسية بدرجة قد تدفع العامة لرفض النظام الديمقراطي عندما يتحول الى منهجية عرقلة واستئثار وتناحر تطيح بمصالح الوطن والمواطن.
يخطئ اي سياسي عندما يتصور ان ما يجري في العراق منذ عدة اسابيع هو تفاوض سياسي، بل هو سلوك سياسي يتراوح بين كونه عبثا نجم عن عدم وجود رؤى سياسية واضحة او ان يكون حربا تهدف لإستنزاف الديمقراطية واهلاكها، تمهيدا للعودة بالعراق الى حكم الحزب الواحد او الفرد الواحد وهذا الاستنتاج تفرضه شخصنة قضية تشكيل الحكومة وتحولها الى صراع زعامات وكأن نظام الفرد الحاكم قد انجز هيكله وكل ما تبقى هو اكساء هذا الهيكل عبر منحه صورة رجل ما وما يتبقى من العملية السياسية هو مجرد ديكور ديمقراطي يغطي الحقيقة القاتمة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انطلق قطار القيود؟
- ملف الغضب
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ألعاب تفاوضية