أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - مديح إلى شكسبير ..مديح إلى وحيدة خليل ........!














المزيد.....

مديح إلى شكسبير ..مديح إلى وحيدة خليل ........!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 15:49
المحور: الادب والفن
    


( شكسبير صنع معجزة هاملت .ووحيدة خليل صنعت معجزة الغناء الريفي )

1
العراق الذي صنعته الدموع قبل السيوف ، والقيثارات قبل الأمنيات ، والجراح قبل النواح ، العراق الذي لم يزل والى الأزل سره في بحة صوته ، وحلمه في غموض ليله ، بلد صنعته الأساطير لسبب واحد أن واقعه اكثر غموضا كواليسه ،فكان على مبدعيه ومفجعيه وكهنته وعمال أطيانه أن يؤسسوه من خلال الأساطير ، أبقى له ليكون وطنا يميزه خلود أغانيه ودموع فقراءه واثواب أمهاته المنشقة من الوسط حزنا على كوارث أحلامه التي خير شاهدا لها تلك النعاوي الملونة ببحتها الشهية والسريالية من احتراق اور وتحول بابل إلى خرائب ونينوى إلى أطلال وحتى غناء الدبابات وأسلاك الكهرباء العاطلة ونفق اسماك الفرات ودجلة بسبب الملح والحر والصيد بالرمانات اليدوية....!
وحيدة خليل ( رحمها الله ) مواليد 1914 .ايتدات ملاية في نواح عاشوراء ، وانتهت صاحبة شجن سمفوني يرق له أي جنوب وليد سعف النخيل ونعاس بوابات المعابد وشهوة القصب الممتد في فضاء الزمن مثل قضبان ذكورة الجنود الذين تطول حروبهم الخالدة شهورا في ساحات الوغى بعيدا عن العشيقات ومرابع الصبا وبيادر القمح .
هذا الصوت أوغل في الضمير الوطني والعاطفي والتاريخي لدى العراقيين كما أوغل شكسبير بمسرح وسنونتاته في ذاكرة الإنكليز ، فالشاعر الإنكليزي اطرب الذاكرة الثقافية بحس روحي لوجدان قلق يبحث عن الخلاص في رؤى شتى من عطيل وهاملت وحتى مكابدات الملك لير ، ووحيدة خليل أطربت الذاكرة العراقية بشجن الروح عندما تتمنى من الأغنية أن تكون المخلص المثالي من عابات الفقر ولوعة العشق ومحاولة البعض من جعل الصوت حديقة للذكريات ،لهذا يكون الجمع بينهما والمديح لهما في مرآة واحدة حق وليس فيه نشاز ولهذا عندما كتب المقطع أدناه على صفحتي الأدبية في الفيس بوك : ( عمودي اليومي في الزمان اللندنية عنوانه مديح إلى شكسبير ..مديح إلى وحيدة خليل ، فالجمع بين شاعر إنكليزي ومطربة ريفية عراقية صعب ،لكن في موازين الحلم والفقه الذي امتلكه صوت وحيدة خليل عندما تغني :مالي صحت يُمَ أحا ..جاوين أهلنه ...! يساوي عندي معضلة هاملت ألف مرة ).
جاءتني عدة رسائل بين مستغرب من هذه المقارنة التي يعتقدها ظالمة في حق شاعر ومسرحي وأديب أممي وبين مطربة شهرتها لقد لا تتعدى مساحة بلادها وهي ولم تدخل يوما في مدرسة وبالكاد عرفت التوقيع وكتابة اسمها ، ورسائل أخرى تقول أنني أصبت في المقارنة ،فالمديح يتساوى بنفس مثاقيل الذهب بين شكسبير وبين وحيدة خليل ، وحتما من أصاب المقال في سهم شوق ورضا هم من العراقيين ،والذين استغربوا هم قراء ليسو عراقيين ،هذا يعني إن وحيدة خليل بالنسبة لمريدها من أبناء وطنها مثلت لهم الصفاء الراقي والإبداع الذي يمنحهم رؤية التحليق والنشوة اكثر مما تفعله مسرحيات وسوناتات شكسبير ،فكان المديح لها مؤثرا في القلب ويمتلك هيبة الاستحقاق عندما يكون جنبا إلى جنب مع المديح لشكسبير .!
هذه الأسطورة التي صنعت رائية المكان وسحره من خلال حنجرتها تستحق المديح عندما ظلت ولأجيال تصنع بهجتها بموهبتها الفطرية الرائعة ، ولتمنح ذاكرة المكان وثقافته طعمه المميز وتصبح المحفز القوي للكثير من الإبداعات في شتى المذاهب ( الغناء ،الشعر ،القصة ،الرسم )..!
وحيدة خليل ذهبت وبفي صوتها ، شكسبير ذهب وبقي تراثه الأدبي ، هو بالنسبة للإنكليز رائية الإلهام والفخر
،وحتما وحيدة خليل بالنسبة لنا نحن أبناء الدمعة والحروب والأمل رائية للإلهام والفخر والإعجاب...!

المانيا في 2 تموز 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعاطفتي اشتعل...مراياك من تطفئني ...!
- آيات في الغرام ...وفلسفة القبلة ...!
- قمر في المزبلة .قمر في المفخخة ..!
- القاضي مدحت المحمود ( الصحفي رياض قاسم 4 إرهاب )
- نغم مندائي على شفاه الوردة .!
- الشعر ...من كؤوس الألهة الى شفاه المرأة ...
- الخبز والمصائر ...واللحظة الشهوة .!
- برجيت باردو ...قطة باريس .وفقمة الأغراء كله ......!
- اشتباكات الغرام في يوم وليلة........!
- الدكتاتور العالمي ...شرقي بامتياز..........!
- العراق والأطفال ومونيكا .!
- الحس واللمس والمداعبة .....!
- المنطقة الخضراء ...منطقة الناس الفقراء .......!
- جنوب المعدان ..جنوب الطليان .........!
- بريمر ...وطن البرحي والخستاوي.........!
- مافي الصدر ...ليس سوى المطر ............!
- الليلة ....ستهبط الالهة بأجنحة النخل وخبز الفقراء...!
- بروكسل ( قطة وحمالة صدر وجنوب ).....!
- الموت اشتياقا .والاشتياق موتاً و ( عضة الشفتين )..!
- كاترين دينوف ..الآلهة الفرنسية القبيحة ..................!


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - مديح إلى شكسبير ..مديح إلى وحيدة خليل ........!