أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - إعلاناً هاما















المزيد.....

إعلاناً هاما


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 00:59
المحور: حقوق الانسان
    


حلمتُ اليوم ببشرى سارة إلى الأهالي المارة أعلنتُ فيها عن نيتي بتقبيلكم جميعاً بقبلاتٍ حارة وصحوتُ من حلمي وإذ بي أُعلنُ بإنني لا أملك شيئاً في هذا البلد , ولا تنطبقُ على شخصي قوانين البلد , وأعلنُ بأنني أعيشُ وحيداً فاراً وهارباً من سيوف القصابين ومصاصي الدماء وليس لي أبٌ يحميني ولا أخٌ ولا حبيبةٌ أحسُ بدفء مشاعرها في قلبي وفي الكَبدْ ,وليس لي صاحبة وما اتخذتُ خليلة وحاشا لله أن يكون لي مقرٌ ثقافي وليس لي بعد اليوم وطن , وأُعلنُ مقاطعتي للعرب , وللبلد, لأسبابٍ أمنيةٍ وسياسية تتعلقُ بإحباط كافة مخططات التنمية الشاملة والمستدامة , وأعلن أنني مذبوحٌ من خاصرتي , ومشبوقٌ من قلبي على وتد, وأُعلنُ أو أتعهدُ على نفسي بعدم ممارسة أي نشاطٍ سياسيٍ أو ثقافيٍ داخل وطني احتجاجا على سوء الأوضاع الديمقراطية لأن زيتي ونوري قد نضد, وأعلن إعلاناً هاماً ليس تجارياً كإعلانات البرلمانات العربية وأعلن إعلاناً ليس دعاية للمحلات التجارية وأعلنُ بأنني لا أُزكي ولا أي حاكم ولا أي قصابٍ من القصابين العرب ولا أي أحد, وأعلن بأن الثقافة في دولنا العربية لعنة وعقابٌ من الواحد الأحد , وأعلنُ بأن الرب لا ولم ينظر يوماً إلى العرب وأعلنُ بأن الرب لا يهتمُ إلا بالغرب حماة حقوق الإنسان وآخر ما توصل إليه علم الأدب , وأعلن بأن القوم قد فقدوا آخر معاقلهم وصاروا يسكرون من كُتب التراث ويبكون على الصور القديمة من أيام تاريخ العرب , وأُعلنُ أنني متضايقٌ من مرتكبي أعمال الشغبْ, وأعلنُ بأن عجم الروم وعجم الأمريكان هم وحدهم من يظلهم الرب في ظله يوم لا ينفعُ مالٌ ولا ولد , وأعلنُ بأنني خنت كُتب التراث وما سطرته أيادي البغي بعد أن قتلني كلُ مدعي حماة التراث من الانقراض للأبد, وأعلنُ بأن الصلاة في بلادي ليست صحيحة والصوم باطل والحجُ والعمرة باطلة لأنها لم تنهِ أحداً من مُرتكبيها عن فعل السوء وحرق جوازات السفر,وأعلنُ بأنني خُنتُ الأساطير العربية وخنتُ دواوين الشعر وخُنتُ التراب الذي أمشي عليه وبعتُ نفسي للمحامين عن حقوق الإنسان والإبداع وللذين تنهاهم صلاتهم عن فعل السوء وينهاهم حجهم عن ارتكاب المعاصي والذنوب بحق المثقفين, وأعلنُ بأنني لا أقول السجع ولا التجنيس ولا التدليس وأعلنُ بأنني لا أنسجمُ مع ما تقرره ألّسِنةُ السوء على مكبرات الصوت والشاشات الصغيرة , وأُعلنُ بأنني لا أميلُ بأي عاطفة إلى قضايا الزور والبهتان , وأعلنُ بأن المُدن العربية لا تصلحُ للحياة الكريمة ولا إلى أتفه حقٍ من حقوق الإنسان ومقامات الطرب ,وأُعلنُ بأن العرب سيبقون في آخر سلمٍ من سُلم التطور وفي الدرك الأسفل للأبد ,وأعلن أنني أضعتُ بطاقتي الشخصية أو نسيتها أو سقطت مني في مكانٍ لا أعلمُ عنه شيئاً ,وأعلنُ أنني مستاءٌ من تصرفات المسئولين في بلادي ومستاءٌ جداً من سياسة البلد ,وعندي كثيرٌ من التحفظات على الليبرالية العربية المُزورة والكاذبة , وأُعلنُ بأننا نحنُ المثقفون أصحابُ الأخدود وفي كل شارع وفي كل نادٍ توقدُ لنا النارَ وعليها الحطبْ ,وأعلنُ بأن السماء التي فوق رأسي مكشوفة لأعداء مؤسسات المجتمع المدنية وأعلنُ بأن كافة مؤسسات المجتمع المدنية في الأردن لا تمثلني ولا أمثلها ولا تعبر عن رأيي ولا أعبر فيها عن الذي يدور في خلدي وخاطري , وأعلن بأن الدراما الأردنية أيضاً لا تمثلني لا بشكلي السطحي ولا حتى بشكلي الجوهري وأعلنُ أنني مُزيفٌ من الداخل ومن الخارج وأعلن إعلاناً غير مسبوق بأن وطني لا يمثلني ولا أمثله, وأعلنُ أنني لا أنتمي إلى هذا الزمان الكئيب والحزين وأعلنُ أنني المندوب الدائم للنهضة خارج الخريطة وخارج الأطلس وخارج حوض البحر الأبيض المتوسط , وأعلن إعلاناً رسمياً بأنني متنصل ٌ من كافة المؤسسات التي تدعي أنها تمثلني وأنها لا تمثلُ إلا شلة من العكاريت والزعران والسرسرية ,وأُعلن مقاطعتي للحياة الثقافية في وطني والسياسية لأسبابٍ تتعلقُ بعدم النزاهة والشفافية في تقسيم الثروة الثقافية , وأعلنُ أنني هنا قد فقدتُ العقد الثمين الذي كان في عنقي وأعلن أنني أجمع الآن حباته من جديدٍ حبةً حبةً وخرزةً خرزةً , وأعلن أنني بريء من دمي ومن كافة الحجارة التي في قريتنا وبأن التراب الذي أمشي عليه لا ينتمي لي وأعلن بأن الماء الجاري في نهر الأردن لا يرويني ولم أشبع منه يوماً , وأعلن أنني بريء من كل العصابات التي تقلدت أجهزة البيروقراط الفاسد وأعلن أنني بريء من كل الشلليات التي تشل حركات العمران والتطور والتمدن في بلدي , وأعلن بأنني ما أكلتُ يوماً من وطني وشبعت وأعلنُ أنني ما شربتُ يوماً في وطني ماء صافياً, وأعلنُ أنني ما جلستُ يوماً واحدا في وطني إلا والتعب ينخرُ بي من خاصرتي , وأعلن بأن الجواسيس في وطني هم من حملة الشهادات التخصصية في أصول الدين والعقيدة وأعلنُ بأن الطابور الخامس في وطني هم من المدعين بأنهم يطورون في أنظمة الإدارة , وأعلن بأن رؤساء الدواوين ومدراء الدوائر هم الطابور الخامس في وطني , وأعلن بأن اللحامين والجزارين هم مدراء الشركات والمسئولين عن حقوق العمال والشغيلة وأعلن ُبأن أأمة المساجد هم المناهضون للثورة البيضاء ,وأعلنُ بأن اللغة العربية الفصحى لغة ميتة وليست حية ولا تتناسب مع أطروحات الأدب العربي الحديث وأعلن بأن شعراء الأردن مُزورون وأعلن بأن كتاب الرواية الأردنيون مُزورون وأعلنُ بأن كتاب السيناريوهات أيضا مُزورون , وأعلن بأن الدم الذي في عروقي ليس بدوياً.

أنا أعلن تنصلي من كافة المؤسسات الثقافية وأعلن بأنها ليست ثقافية وما كانت في يومٍ من الأيام معنية لا بالثقافة ولا بالآداب الحية والمعاصرة , وأعلن بأن نقاد الأدب تجار وشهبندرات ورجال أعمال وأعلن بأن أعمدة الصحف اليومية لا تصلح إلا لتكون أعمدة خشبية تنتشر على أرصفة الطرقات , وأعلن أنني موجودٌ في المكان الخطأ والزمان الخطأ , وأُعلن بأن أمتنا أمةً مهزومة وتكابر وتعيشُ في ظلام القرون الوسطى وتريدُ امتلاك التكنولوجيا الإلكترونية ولا تريدُ امتلاك التكنولوجيا الاجتماعية , وأعلنُ بأن الله يلعنها واللاعنون يلعنونها وأعلنُ بأن مدينتنا كلها مقابر وتُرب للميتين وأعلنُ بأن الأحياء لا يعيشون في مدننا المحاصرة بالتراث, وأُعلنُ بأن القمر يفقدُ ضياءه حين يمرُ فوق بيوتنا وبأن الشمس تكتئبُ حين تُطل علينا , وأعلنُ أننا نعيش في الكهوف الحجرية وأُعلنُ بأن الغثيان شعارنا وأعلنُ بأن الظلام هوايتنا وأُعلنُ أنني بريء مما تعبدُه الناس في مدننا وأعلنُ بأن يوم القيامة قد جاء فقط على مدننا وأُعلنُ بأن المدن الأخرى لم تسمع بيوم القيامة وأعلنُ بأن النار مثوى المسئولين العرب وأُعلنُ بأن العرب جرب وبأن قلوبهم من حطب , وأعلن رسالتي هذه على الملأ ولا أخشى في الحق لومة أحد .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيعوا حميركوا
- عائلة مستورة بحاجة إلى سفينة حرية
- مؤلم جدا
- فتوحات الجائعين
- المرأة التي قتلت زوجها
- المخيلة الشعبية
- لماذا تقتل المرأة زوجها؟
- نظرة عن كثب
- رجل يوصي أولاده قبل وفاته
- معاك قرش إبتسوى قرش
- طباخ الحاره
- رسالة من الأردن
- تعال
- الناس السكرانه
- السعادة السائلة
- خيانة سحرية
- بيت خالته
- بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت
- بلغوا عني
- حديث الإفك الثاني


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - إعلاناً هاما