أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمنى - اساتذة العلم فى بلادنا















المزيد.....

اساتذة العلم فى بلادنا


سيد القمنى

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 22:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ملف روزاليوسف حول نظرية النشوء والارتقاء ، لولا بعض الموضوعات العلمية المحترمة مثل الحوار مع الدكتور أحمد مستجير ، والموجز المكثف الذي كتبه الدكتور مجدي المليجي لدعوت المصريين إلى إقامة سرادقات العزاء نعزي بعضا بعضا ونقول لبعضنا بعضا "عظم الله أجركم في عقل مصر" . وحتى أوضح سر هذا العزاء المؤجل الذي نرجو له ألا يحدث أبدا سأختار حوارا مبهرا حقا أجرته الأستاذة إقبال السباعي مع الدكتورة "هالة البنا" استاذ علم الوراثة بجامعة الأزهر ، كنموذج لما وصلا إليه أحوال الجامعات في مصرنا ، وكيف يفكر أساتذة العلم .. في العلم ؟ في بلادنا ، وأزعم أنه نموذج كاشف لما وصلت إليه أحوال بلادنا بين العالمين من تخلف وهوان .
الأستاذة الدكتورة المفترض أنها وهي في هذه المرتبة ، هي عالم باحث متخصص منجز منتج مكتشف لأن الغرض الأساسي هو اضافتها الجديدة إلى العلم بكشف لم يعرفه العلم من قبل كسبيل للحصول على درجة الاستاذية في علمها المتخصص . والمفترض بهذا المعنى أن تكون مصر أكثر تقدما في كل العلوم عن الولايات المتحدة الأمريكية ، لأن الحاصلين على درجة الدكتوراة والأستاذية في مصر يزيد عن مثيلهم هناك رغم ذلك فإن البون هائل وفادح ولا مجال لاجراء أي مقارنة بيننا وبينهم وهي شهادة واقع ماثل وليست حكما أو رأيا فهل يا ترى هذا السيل من الشهادات هو أحد عوامل انتكاسة العلم في مصر بعد أن حل فيها الفكر الديني محل العلم ؟ تعالوا نتأكد من حصة هذه الفروض من عدمها بمراجعة ما قالت أستاذ علم الوراثة !!
قالت رعاها الله : "إن إثبات أي حقيقة يحتاج إلى دليل عقلي ونقلي وإذا كان داروين قد ذكر في نظريته أن الإنسان أصلة قرد ، فهذا الكلام مخالف للدين تماما" بداية لا يشغلنا شخص الدكتورة لا في كثير ولا في قليل ، بقدر ما يشغلنا أموال الموطن المهدرة لتخريج علماء الوراثة في بلادنا ، وعلاقة الأستاذة بالعلم والبحث العلمي ومنهجه وكيف تفكر ، لأن كل ذلك سينعكس على شبابنا الذين يتلقون مثل هذا العلم منها .
ولأن شخصها لا يشغل أحد هنا فإن ما قالته يصبح ملك الجميع مادام قد خرج من فمها وتم نشره وتعميمه ، وهو ما سيكون مناط الحديث ومحاولة الفهم نظرا لعدم تخصص صاحب هذا القلم في علوم البيولوجيا على أنواعها فإني أطرح عليها التساؤلات لنفهم ونتعلم ، لكن ما لا خلاف عليه ويفترض أن يجمعنا معا هو الاتفاق على منهج التفكير العلمي وأصوله وشروطه وخطواته في التعامل مع الموضوعات المعرفية ، وفي علومنا الإنسانية حيث مساحات التخصص تخضع لذات الشروط وتنبع ذات المنهج ، لكنه مع شديد الأسف هو بالتحديد المنهج الذي لم نجده في كلام الدكتورة بالمطلق .
ماذا تقصد رعاها الله بالتعبير "إذا كان داروين قد ذكر في نظريته أن الإنسان أصله قرد" ؟ إن هذه الجملة بمفردها دون شطرها الثاني تفصح بجلاء عن كارثة بل مصيبة قومية إذا كان هذا هو حال دكاترة العلم في بلادنا ، وللأسف هو الأوضح والأكثر جلاء وانتشارا .
إن السيدة الدكتورة لا تعلم ماذا قال داروين تحديدا ؟ وليست متأكدة إن كان قد قال إن الإنسان أصلة قرد من عدمه ؟ فكيف أصبحت الدكتورة دكتورة في علم الوراثة ؟ ومن أشرف عليها ؟ ومن منحها الدرجة ؟ ومن أوصلها لدرجة الآستاذية ؟ انظر إلى أساس الشرط "إذا" هنا ومرجعيته ما يشغلها في الموضوع هو الاتفاق مع الدين من عدمه ، مع عدم معرفتنا لدرجة معرفتها بالدين وكيف تفهمه بهذا الصدد والذي قدم فيه المشاركون بالملف قراءاتهم لاثبات "إن هذا الكلام غير مخالف للدين تماما" وهم في ميدانهم اتفقنا معهم أو اختلفنا أساتذة أكفاء .
الملحوظة الثانية أن السيدة أستاذ علم الوراثة تتحدث عن نظرية النشوء والاتقاء كما يتحدث عنها العامة الذين يسمعون أطراف كلام مختزل في عبارات لا تشغلها الدقة العلمية ويبنون عليها مواقفهم ، فهي بطول ما قالت كانت تشير إلى النظرية باسم "نظرية داروين" لأن الفكرة العبقرية التي طرحها داروين بعد حشده الباحث وراء الأدلة عبر العالم في رحلته مع السفينة بيجل وطرحها من بعد في كتابه "أصل الأنواع" ليست خاصة بداروين وإن اشتهرت مقترنه به لكنه كان واحد ضمن سلسلة طويلة من العباقرة منهم لويس بوفون ولامارك ووالاس ومئات العلماء الفدائيين الذين عاشوا سنوات عمرهم في الغابات والأحراش يبحثون وراء الكائنات الدقيقة والكبيرة على الشجر وتحت الأرض وفي الصحاري وتحت البحر وفي قاع المحيط لتصبح النظرية مدعمة بآلاف الشواهد التي يبدو أنها لم تشغل الأستاذة في شيء وربما لا تعلم عنها شيئا .. بينما هي متاحة للجميع متخصصا وغير متخصص ، حتى أن هذه النظرية بالتحديد وبالذات ولمخالفتها معهودا ثابتا منذ عصر الأساطير حتى اليوم فقد كان ذلك مدعاة لحث العلماء النشطين وراء الكائنات على مختلف الأصناف مما حشد لهذه النظرية قرائن بالألوف تراها العين وتشهدها الحواس كما لم يحشد لنظرية علمية من قبل ، وقد أوضح الدكتور المليجي في نفس الملف أن كتاب "أصل الأنواع" المشهور لداروين لم يرد فيه ما يشير إلى قردية الأصل الإنساني ، إنما ساق احتمالا في سطر واحد يضع احتمالا أن يكون التطور عن كائنات حية أخرى . بينما تناول داروين مسألة الإنسان والقرد في كتاب مستقل لا يقول بتطور الإنسان عن القرد إنما بانحدار كليهما عن أصل واحد مشترك ، ومن هنا لابد أن نتساءل عن مدى معرفة استاذة الوراثة بنظرية النشوء والارتقاء أو التطور وهي تتساءل بسذاجة : "إن القرد موجود ولم يندثر ولم نلحظ أن هناك قردا تحول إلى إنسان أو أنه ولد إنسانا" لذلك تصدر حكمها وتقول "فنظرية داروين في هذه الجزئية نظرية ساقطة تماما" .
إن ستنا الشيخة الدكتورة لاشك تعلم كما يعلم العوام أمثالي أنا والقراء من قراءات بسيطة بهذا الصدد أن العلماء قد عرفوا الكثير من المعلومات عن نباتات وحيوانات تعود إلى أزمان سحيقة في القدم من حفرياتها وأننا نعلم أن أجدادنا البشر أو الأناسي أو الإنسان حسبما يرى الموفقون بين العلم والدين قد أصبحوا إنسانا حقيقيا بالمصطلح المعتاد منذ إنسان جاوة المحدود الذكاء لأنه حجم جمجمته كان 900 سم2 ثم إنسان بكين الأكثر ذكاء وعاش منذ 100 ألف سنة وبلغ حجم جمجمته 1،200 سم2 ، ثم إنسان الحالي العاقل الهوموسابينس ، السيدة الدكتورة تقول "إن التطور يكون في إطار الكائن الواحد وليس هناك تحول كائن إلى كائن آخر" ، لكن ألا ترى الدكتورة أن تطور الإنسان عبر المراحل المذكورة هو تحول من كائن إلى كائن آخر ؟ وبالفرض أن هذا التطور كان داخل نوع واحد هو الإنسان ، فما كان أغبى أبينا آدم بهذا المعنى وهو حسب إيمان الدكتورة "نبي" لا يمكن وصفه بالغباء ، وإذا كان هذا ما نعلمه من تطور إيجابي يزيد كل حلقة تحسنا وذكاء وتطورا ألا يعني هذا أننا بالعودة إلى الجانب السلبي في الاتجاة المعاكس ، أننا سنلتقي حتما مع القردة في جد مشترك ؟
ثم ألا ترون معي أن موقف الدكتورة هو ضد كل ما تعلمته كأستاذة وراثة وأنها ترفض هذا العلم ؟ فماذا هي إذن حتى الآن تعمل بهذا العمل ؟ لماذا لا تتركه وتتفرغ للدعوة ؟ وهل كانت مراجع الدكتورة العلمية حتى حصولها على هذه المرتبة كانت الحديث والفقه والتفاسير أم كانت مراجع علمية تقوم كلها على نظرية النشوء والارتقاء ؟
وقد قالت الدكتورة مبهرات كثيرة كقولها السالف "إن إثبات أي حقيقة يحتاج إلى دليل عقلي ونقلي" . أي نقلا عن كتب الإسلام المقدسة منقولا إلينا من السماء ويضاف إليها أحيانا كتب الأصول كتفسير . المبهر أنها بعد ذلك تقول : "لا تعارض بين العلم والدين" فلماذا تفرق هي بين العقل والنقل ، ولماذا لا تلجأ للعلم وكفى مادام يتفق مع الدين ؟ الدكتورة تقول أو كأنها تقول إن النقل يختلف عن العقل ثم تقول أنه لا يختلف ، فهل هناك إرباك في المفاهيم أبعد من هذا ؟
بينما لو أرادت الدكتورة إثبات إيمانها مع عدم تخيلها عن العلم الذي أعطته عمرها درسا في النشوء والارتقاء وقراءة ومتابعة حتى تصل إلى منصبها ، كان أولى بها أن تقول إن الدليل النقلي هو دليل عقلي ، يليق بمعقول زمانه فقد كانوا أصحاب فكر ومناهج خاصة تجعل معقولهم غير معقولنا اليوم لأن معقولهم كان يبنى على مفاهيم عن الكون والخلق ووجود الكائنات سائدة عالميا حينذاك كنظريات نهائية ، فقد كان النقل متفقا مع العقل في ظرفه التاريخي ، لكن الدكتورة هنا تنزع صفة العقلانية عن النقل بقولها بضرورة وجود دليل نقلي وعقلي . ونعلم أيضا أنهم كانوا عقلانيين حسب زمانهم وممكناته ، فكانوا يعرفون مرض الحمى باللمس وليس بالترمومتر ومن زمنهم بمنطق اليوم لا تمر رحلة الاسراء أو المعراج هينة على العقل لكنها كانت مقبولة في منطق زمانها ، حتى في زمانها كانت بحاجة للإيمان أولا ، وإلا تساءل المؤمن لماذا لم تحدث نهارا جهارا ونرى النبي صاعدا أمامنا ، كان منطق زمانها التصديق بالشخوص المقدسين ، وهو في منطق علم اليوم أمر لا علاقة له بالعلم بل ويرفضه العلم بالمرة .
التطور إذا حدث حتى في علاقة العقل بواقعه ، فأصبح نفس الواقع ونفس الأحداث لا ترى بنفس المنظار والعقل الإنساني هو هو لم يتغير ، نيوتن اكتشف قوانين الحركة التي كانت هو المعقول التام في زمنه حتى جاء آينشتين فخلق فهما جديدا لذات ما كنا نعتقده تام الصدق .
إن سيدتي المؤمنة بلاد من أن ترى هذا فلا يحدث لديها هذا الارتباك بين العقل والنقل كان يجب عليها أن تدافع عما تعلمت بدلا من أن تقوم بتسفيهه .
سيدتي المؤمنة لم تر التطور حتى على مستوى علاقة السماء بالأرض وأنه كلما نضج الإنسان وتطور احتاج نبيا جديدا يلائم التطور الجديد وهو السبب الوحيد الذي يفسر تعدد ارسال السماء رسلها للبشرية . . إنه التطور الذي كان يدفع السماء لاضافة الجديد المناسب للتطور الحادث على الأرض ، إن النبي محمد لم يعط علم الصواريخ بل علم زمنه وهو الدرع والسيف لذلك ساغ لهم أن يصدقوا أن اليهود في آخر الزمن سيفتن عليهم الحجر والشجر للمسلمين :ورائي يهودي يا مسلم تعال فاقتله" لكنه أصبح حديثا غير مستساغ مع كروز والقنبلة الذكية ، فالزمن غير الزمن ، لذلك لا نجد العلم في القرآن لأن رب القرآن كان يعلم أن البشر لم ينضجوا بعد ليحدثهم حديث العلم والخلايا والجينات الوراثية لذلك خلا من علم اليوم لذلك ايضا لا يعتبر القرآن مرجعا لأي تجارب في العلم اليوم . النقل يا سيدتي الشيخة الدكتورة لم يرد فيه شيء عن الاستنساخ ولا نقل الأعضاء ولا الهندسة الوراثية فهل يعني هذا أنها بدورها "ساقطة" بتعبيرك؟ هذه العلوم تكاد تكون معجزات مع العقل الديني لكنها تصبح بسيطة ومفهومة مع العقل العلمي ؟ إن عدم التسليم يها يعني أن عقولنا لم تنضج بعد لتقبلها حتى لا تصاب بالجنون .
والله يعلم مساحة العلم التي يستطيع عبادة في مراحل تطورهم العقلي استيعابها فكان كلما تطورت قدراتهم العقلية من عليهم بعلم يناسب هذه القدرات حتى الأخلاق جرى عليها ما جرى على غيرها من تطور لذلم وإيجازا هو أن ما غاب من الكتب السماوية قد غاب لأن ما كان يرد فيها هو ما كان يناسب فكر إنسان زمانها وليس زماننا .
وتتابع الشيخة الدكتورة اثباتها عدم وجود بنية تحتية أساسية لديها تتمثل في منهج التفكير العلمي تقول سيادتها "إن الدين يحث على العلم ، لكن الشطط بدعوى الإبداع والتجديد هو هدم العقائد الدينية الثابتة والراسخة مع قدرة الإنسان المحدودة بالنسبة لقدرة الله" .
سيدي رئيس جامعة الأزهر الزاهرة ، سيدي الوزير المسئول عن التعليم العالي في بلادنا ، سادتي أهل هذا الوطن وأهل من تريدونهم شبابا عالما عارفا ، هل يمر هذا الكلام مرا هينا سهلا ؟ أم يفزعكم سادتي على مستقبل هذا الوطن ؟ إن لم يفزعكم فلا داعي لكل ما يكتب بهذا الصدد لكني أثق أنه أفزع بعضكم على الأقل . فإذا كانت سيدتي دكتورة الوراثة ترى الدين ثابتا راسخا وأن قدراتنا محدودة ازاء الله وقدراته فلماذا تعادي ما تسميه الشطط ؟ أم ترى في نفسها قدرة تفوق قدرة الله تدفعها للدفاع عنه ؟
أم هو خوف دفين على مفاهيم لاهي من العلم ولا هي من الدين وتقوم على مسلمات تاريخية خاطئة في التعامل مع الدين ومعزولا عن زمنه وتاريخه وظروفه حتى أرضه ؟ ألا تفزعكم كلمة "الشطط" في العلم ؟ هل الشطط في العلم أي الانغراس فيه حتى أبعد مدى هو قيمة مرفوضة في بلادنا من أساتذة العلم يا سادة ؟ وهل تسفيه القدرة العلمية على هذا الشطط هو وظيفة العلماء ؟ وهل الإصرار على قدرة الإنسان المحدودة ينتج علما؟ أليس هذا هو منطق العوام ؟ إن هذا الكلام قد نتركه يمر إذ قاله نجار أو نقاش لعدم التخصص وليس تحقيرا لمهن محترمة ، لكن ان تقوله أستاذة وراثة فهو علامة أننا قد وصلنا حافة الثقب التاريخي الأسود حيث الزوال من الوجود .
إن سيدتي أستاذة علم الوراثة مشغولة بالدين وليس بالعلم فالمقياس أنظر احتجاجها العلمي : "فهذا الكلام مخالف للدين تماما" ؟!! أنظرها تقول أيضا "فالمقياس الذي نقيس عليه هو أن الجبار لا يكون سوى الله سبحانة وتعالى ، فمن أنقض من قدرة الله وقدرته ليس لها حدود ، أما قدراتنا وعلمنا فهو قاصر محدود" وبغض النظر عن ارتباك عبارات سيدتي الفاضلة ، وبغض النظر عن تسليمها بحكاياتها إلى مستوى العوام وخضوعه لذات المناخ ، فإن عالمة الوراثة عندما يكون مرجعها ومقياسها الذي تقيس بها تجاربها هو الجبار وعنجما تدخل المختبر وهي على يقين أن قدراتها وعلمها قاصر محدود تراها ماذا تستنج لنا ؟ وألا يفسر ذلك انحطاط أمه المسلمين إلى هذا الدرك المفزع المرعب المخيف المكئب الدافع إلى القنوط التام من خروجنا من قاع مزبلة الأمم .
ترفض سيدتي الشيخة أطال الله في عمرها ومنحها من العلم والمعرفة ما يفيد طلاب علمها ، ترفض فكرة التطور بالتحول من نوع إلى نوع ، من جد مشترك للإنسان إلى إنسان وقردة أخرى ، فماذا عن قدرة الله التي تؤمنين بها والتي حولت اليهود إلى قردة وخنازير ؟ هل تنكرين هذه القدرة على الله ؟ فإذا لم تنكريها فلماذا تنكري قجرته على فعل العكس وهو الثابت اليوم في افلام لابطال العلم في الغابات وقاع المحيطات بألوف الأدلة المتاحة لمن أراد ان يعلم ويتعلم في افلام كولن الألمانية وكاليبسو الفرنسية والموسوعة الجغرافية والموسوعة البريطانية وغيرها على c.d في كل المكتبات العلمية في الدنيا .
لماذا تنصحنا في نهاية حديثها العميق بالتعمق في الدين وليس التعمق في العلم ، ولا تتعمق هي في الدين لتقرأ كيف تحول البشر إلى قردة وخنازير وتعطينا من علم الوراثة ما يفيد ليثبت ذلك حينها سيكون الممكن الوحيد بين يديها هو العكس ، وهو على قدرة الله ليس بعزيز ، فإذا كان الله قادرا على إحالة العصاة إلى قردة بفارق في الجينات بين الأصل والمسخ ولا يتعدى 1،7% أفلا يمكن العكس ؟ أم هي تنكر معلوما من الدين بالضرورة بإنكارها آيات القردة الخاسئين ؟
وعن الشطط والتعمق في العلم ترى سيدتى الداعية العالمة "أن مثل هذه النظريات ستنهار من تلقاء نفسها ويصبح الأصل والأساس هو الدين إذا نظرنا إلى الأمور بموضوعية وعقلانية ودون تعصب" . ما هذا ؟!!!
ما هو مفهوم الموضوعية عند اساتذة الكليات العلمية في بلادنا ؟ وما هو مفهوم العقلانية ؟ ما هو مفهوم التعصب ؟ ألا ترى سيدي وهي تسلم بالدين أساسا وتتمنى انهيار العلم حتى يصبح الأساس في كل شيء هو الدين ألا ترى ذلك تعصبا للدين في الأساس ؟ فإين الموضوعية والعقلانية هنا ؟
إن لدينا معجما هاصا لمعاني المفردات لا علاقة لها بالعلم حتى لو كنا علماء (كيف ؟! هذا لغز كبير) ، لدينا معان ودلالات للألفاظ تختلف عن كل دول العالم وملل العالم ، معاني : التخلف ، الفكر الحر ، حقوق الإنسان ، الديمقراطية ، الدولة . الوطن . الحكم . الإيمان . التسامح ، الموضوعية ، التعصب ، الاغتصاب ، السرقة ، الزنى " نحن نعيش مفردات القرن الرابع الهجري على الأقرب ، لذلك معاني مفردات الحداثة غير موجودة في مخزوننا الثقافي ، لآن هذه المعاني قد تطورت في العالم المتقدم واكتسبت دلالات جديدة لا نعرفها في بلادنا حتى على مستوى العلماء المنتظر منهم الأخذ بيد هذا الوطن نحو الحداثة والتقدم .
إن سيدتي لم يشغلها الوطن ولا الحداثة ولا كل ما نقول هنا ، يشغلها إرضاء الله ، فترفض نظرية التطور الكوني والكائني لأنه سيأخذها بعيدا عن زمن الدعوة والطريقة العيش أيامها وطريقة التفكير أيامها .
لقد تمكن مشايخنا من دماغ الوطن حتى العلماء منهم أو المفترض أن يكونوا لذلك ، وليس لذلك صرف عليهم الوطن ، وليس لذلك رقاهم الوطن لذلك ندفه لهم رواتبهم من جيوبنا ضرائب إنما ليعلموا أبناء الوطن ليرتقوا بالوطن لكن مشايخنا تمكنوا من شل الوطن وتكسيح الوطن بشل العقل بشروط تمنع الابتداع والابتكار لأن ذلك شطط غير مسموح به كما قالت سيدتي الدكتورة ، قررت من جانبي زيارة حديقة الحيوان بالجيزة وكتبت هذا الموضوع وأنا جالس أمام جبلاية القرود ، لأحسدها وهي تتحرك بحرية ، ولها حيزها الشخصي الذي لا يتدخل فيه أحد بفتوى كيف يتصرفون أو يسلكون أو يتكلمون أو يتبرزون ، شاهدتهم يمرحون بسعادة وبحرية دون استئذان القرداتي حيزها حسدت ابناء عمومتي وعدت إلى بيتي أحلم بيوم نحصل على حرية أبناء عمومتنا ، ولا أنسى أن أذكر دكتورة الوراثة أنه لولا داروين ما كانت هي دكتورة وراثة .



#سيد_القمنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة السقيفة قراءة مخالفة
- تبسيط مفهوم القيم
- ما نشرتة مجلة الإذاعة والتلفزيون المصرية عن حوارها مع سيد ال ...
- ظاهرة التكفير في ميزان العقل و الدين
- زواج القاصرات
- اليوجينيا الوطنية
- كعبة سيناء
- الشيخ .... و الغوغاء ؟ !
- أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب ( 4 من 4 )
- أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب ( 3 من 4 )
- أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب2من4
- أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب( 1 من 4 )
- درس في البحث العلمي و أخلاقياته
- آلية الفتوى( تفكيك الخطاب )2 من 2
- رد وجيزعلى د. صالحة رحوتى وكل من هم فى زمرتها
- آلية الفتوى تفكيك الخطاب 1 من 2
- مؤسسات حقوقية ونشطاء يبدئون حملة للتضامن مع الكاتب والمفكر س ...
- خطاب مفتوح الى مفتى الديار المصرية
- حكاية الخمر فى عرس النبى (ص) بالسيدة خديجة ( رضى )
- هاهم يقفون عرايا!!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمنى - اساتذة العلم فى بلادنا