أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل قرياقوس - أغبى الادارات العراقية














المزيد.....

أغبى الادارات العراقية


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 20:34
المحور: كتابات ساخرة
    




يعتبر عدم ادخال المكننة المعلوماتية أحد الاسباب الرئيسة في تفشي الفساد الاداري الذي يلقي بثقله على المواطن البسيط ، وافترض ان العراق حاليا هو في مرحلة التوجه الى ادخال المكننة المعلوماتية في الدوائر الحكومية وخصوصا تلك الدوائر التي هي في تماس مباشر بمتطلبات المواطن من مستندات او اوراق ثبوتية حيث سيتمكن المواطن مستقبلا من ارسال معاملته بالبريد او الانترنيت وليحصل عليها منجزة عن طريق البريد كما هو الحال في دول العالم المتحضرة منذ عقود.
أسلط الضوء الان على نموذج من الغباء الاداري اللامع في بعض دوائرنا الرسمية والذي يصطنع ، في محاولة فاشلة للتمويه او التستر على قصور او تخلف او فساد اداري ، يموله في ذاك سرا وخبرة بعض من الموظفين المخضرمين ، حيث يحصل حاليا عندما يراجع المواطن العراقي دائرة رسمية ان يسأل وهو في مدخل الدائرة بالسؤال التالي :
هل هذه المعاملة تخصك شخصيا ؟
فان اجاب المواطن بكلمة ( لا ) منع من دخول الدائرة الرسمية لانجاز المعاملة !!
العذر المعلن لهذا ( الابداع الاداري ) و( العبقرية الادارية ) هو منع الزحامات التي يحدثها المعقبون الذين يمتهنون انجاز معاملات المواطنين ، وهذا الابداع الاداري يتغاضى بغباء عن الحقائق التالية :
ليس واقعا ان يكون كل المواطنين معقبين ممتهنين ، وان عدم رغبة المواطن متابعة معاملته بنفسه في الدوائر الحكومية يكون لاحد السببين التاليين :
الاول ان المواطن قد يكون غير متفرغ او يكون غير قادر على ذلك لسبب صحي او نفسي او لظرف طارىء ، وذاك حق انساني مشروع ولا يتطلب اي توكيل رسمي طالما ان المعاملة لا تقتضي حضور صاحب العلاقة لاخذ بصمته او توقيعه ..
الثاني وهو ما يرجح بنسبة عالية ، هو ان المواطن العراقي بصورة عامة يتحاشى التماس مع موظفي الدولة ، ليس لكونه يريد التقصير في واجباته وانما ليتحاشى استفزاز الموظفين ومطاليبهم التعجيزية اللامنطقية او الزحامات الكثيفة التي تصطنع (والتي لا يتم معالجتها بصورة مقصودة ) لتجبر المواطن على دفع الرشا بشكل او اخر لانجاز معاملته ، بينما يكون المعقبون قادرين على مليء افواه المفسدين المرتشين بشكل يظنون فيه انهم غير مكشوفين وهكذا يتخلص المواطن من حقارة الموقف المباشر للرشا ، حتى لو تطلب منه الامر التضحية بلقمة اولاده لتسديد مبالغ الرشا عن طريق المعقبين اضافة الى تسديد الاجور الاعتيادية للمعقبين انفسهم ، واحيانا كثيرة تدفع مبالغ الرشا من يد الموطن المراجع نفسه وبصورة مباشرة بعد ان تطلب منه بصلافة علنية من الموظفة او الموظف المرتشي بصيغة الاكرامية .
كان بالامكان ، مؤقتا ، قبول فكرة هذا ( الابداع الاداري ) لو ان تلك الدوائر تمنع المراجع او المعقب الذي يحمل اكثر من معاملة شخص او عائلة واحدة ، ولتكون فكرة قبول هذا المقترح هو تحاشي الزخم على كادر موظفي الدولة لحين تهيئة العدد اللازم من الموظفين بالسرعة الممكنة ، الا ان الذي يحصل الان بتطبيق هذا الابداع الاداري هو اعلان واقع واضح وصريح على اقرار زيادة عمولة الرشا على المواطن الذي قد لا يكون ( معقبا ) اصلا وانما هو من اقارب او اصدقاء صاحب المعاملة ، وفعلا ازداد مبلغ انجاز بعض المعاملات البسيطة ، مثلا ، في دائرة معروفة وسط بغداد ( منذ ان بدأت فكرة منع المعقبين ) من عشرة الاف دينارا الى خمسين الف دينارا واحيانا مائة الف دينارا !! وكل هذا مقابل مردود عكسي تمثل بازدياد الزحامات في تلك الدائرة ، لا بل اصبحت المعاملة التي كانت تنجز بساعة واحدة تنجز بثمان ساعات ، والمعاملة التي كانت تنجز باسبوع أصبحت تنجز بشهر !!
أود التنبيه اني سـألت مرة في مدخل دائرة حكومية اثناء مراجعتي لها عما اذا كنت الصاحب الشخصي للمعاملة بينما لم يكن في الدائرة بعد دخولي اليها أكثر من مراجعين أثنين فقط !!
انها دعوة مخلصة للادارات العراقية لتكون بتماس واقعي مع ابناء الشارع العراقي ، مثلما انها دعوة مخلصة للسادة الوزراء لتعميم نص او خلاصة مضمون مقالنا هذا على المديريات والدوائر التابعة لوزاراتهم وليرحموا العراقي من ( ابداعات غبية ) كان بعض الاداريين يستخدمونها قبل 2003 بناء على توجيهات خاصة لمراقبة وتضييق الخناق على معارضي النظام ، بينما قام نفس الاداريون بتعميم نفس ( الابداع ) وليشمل الان كل العراقيين ، وليدفعوا !!
ملاحظة : سنكون شاكرين لاي معالي وزير يفرحنا بخلو وزارته من هكذا ابداع اداري بينما سيشير السكوت الى علامة الرضى !!



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امنعوا التظاهرات بقوة
- رحيلك أوجعنا يا سيدي
- للمناقشة : امتطى زيدا الجوادو
- رئيس وزرائنا يساري
- اعلام الوزارات والهيئات العراقية
- أزمة العراق مع المريخ
- شيء أكبر من الحب
- نفي انباء منع الحاسوب في الجامعات
- عيد الحب في بلاد اللوزنبيق - كاريكتير
- يبيعون عوراتهم
- وزارتي التعليم العالي والناصي - كاركتير
- سودة مسخمة
- شاف الكرسي واخترع
- كاريكتير : يا موظفات العالم لا تتزوجوا
- اسس اسناد النزاهة
- قولي أحبك
- عراقهم
- كاريكتير هواتف : نداء عاجل الى الحكومة العراقية
- انقلاب ضريبي
- ضربات مالية حتى الموت


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل قرياقوس - أغبى الادارات العراقية