أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلفي - اختزال الديمقراطية














المزيد.....

اختزال الديمقراطية


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 00:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحاول المتنفذون في العراق تشويه الديمقراطية عبر اختزالها الى بعض الحقوق السياسية فقط، وأصبحت حدودها في مفهوم اغلب المواطنين لا تخرج عن العملية الانتخابية وحسب، يمارسون دورهم من خلالها، في اختيار من يمثلهم، بدوافع وتأثيرات مختلفة، فيما يستمد منها المتنفذ شرعية بقائه في الحكم أربع سنوات، يمارس فيها سلطاته بالطريقة التي تروق له ولحلقته الصغيرة من المقربين. وبالمقابل لا يلتفت الى الوعود البراقة التي أطلقها إبان حملته الانتخابية، والتي غدت كأنها هواء في شبك، ما أسفر ذلك عن ندم المواطنين على مشاركتهم فيها، وسرعان ما عبروا عن خيبة أمل كبيرة، من أداء الذين انتخبوهم، ووضعوا ثقتهم فيهم، من خلال الاحتجاجات المتنوعة التي شملت اغلب محافظات العراق، التي شاركت فيها شرائح متنوعة من الشعب العراقي وبزخم جماهيري كبير.
لقد التف المتنفذون، على متطلبات الديمقراطية وحقوق المواطن السياسية، فلم تكن النقابات وحدها التي عانت من تدخلات السلطة، وليست هي المؤسسات المستقلة فقط، كانت بمنأى عن تأثيراتها، بل غدت موضوعة تأمين الحق في طلب إجازات تسيير الظاهرات، وتنظيم الاعتصامات تواجه معوقات كثيرة لا مبرر لها، في مخالفة صريحة للدستور، الذي ضمن حرية المواطن في التعبير عن أرائه بالإشكال والطرائق السلمية.
ويبدو ان هناك استعارة من تراث أنظمة " العالم الثالث " حيث أحكام الطوارئ، فضلا عن التبريرات الجاهزة التي اعتادت تلك الأنظمة من إطلاقها، مثل " المصلحة العامة "، و "العدو الخارجي "، و "الحذر من ان تستغل من قبل قوى الإرهاب "، و " تقوية الجبهة الداخلية " .... الخ، هذه الحجج التي تهدف الى إخفاء الرفض الشعبي للأنظمة التي لا تستجيب الى مصالح المواطنين، فهي وان شكلت متراسا لحماية للأنظمة الى حين، فإنها في نفس الوقت عملت على تقويض أي فرصة لتأمين الحريات السياسية.
لا يمكن إنكار الحقوق السياسية وأهميتها للإنسان وانعكاس ذلك على تنمية سلوك وطني ديمقراطي مشارك في القضايا العامة، حيث تعد هذه الحقوق، الى جانب قضايا أخرى، من الحاجات الأساسية للإنسان، وحريته. لكن المواطن يحتاج، الى جانب ذلك، تأمين الخدمات الأساسية المتعلقة بمعيشته وحياته، من توفير الكهرباء والماء الصالح للشرب، وفرص العمل، والتعليم المجاني لكافة المستويات، والطبابة والعلاج المجاني.
وإذ تمكن مكر السياسيين، من التفريق بين أبناء الشعب العراقي عبر انتهاج الطائفية، وترسيخ المحاصصة، فان حاجات المواطنين للخدمات وأهمية توفيرها قد وحدتهم، في حركة مطلبيه واعدة، متنوعة الأساليب ومتعددة الوسائل. وحدت العراقيين في تأبين شهيد الحركة المطلبية، الشهيد المظلوم "حيدر داود سلمان" الذي غدر به دون ذنب سوى ممارسة حقه بإرادة وعزم وشجاعة بالاحتجاج على نقص الخدمات، وكأنه يقول: سبع سنوات مضت، ونحن ننتظر وعود التنمية والإعمار والبناء، لم تقدموا الممكن وما نستحق، لقد أسكرتكم نشوة السلطة، وأغرتكم امتيازاتها، وأبعدكم النفوذ عن ناخبيكم، ان ديمقراطيتكم ناقصة دون تأمين حاجات المواطن المعيشية والحياتية، لا ديمقراطية بدون حرية المواطن وكرامته الإنسانية.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضاء مستقل ولكن!
- انتفاضة الكهرباء
- الحضور المؤمل للقوى الديمقراطية
- إفلاس الخطوط الجوية العراقية أم خصخصتها؟
- -بين حانه و مانه-
- حاميها… حراميها!
- سور بغداد وأبوابها
- حينما تغيب الكرامة الوطنية
- الديمقراطية نهج للخير وليست منفذا للطامعين!
- -حرامي لا تصير .. من السلطان لا تخاف-
- خبران... ودلالة واحدة
- للانتخابات -حواسم-
- اليونامي والفساد الانتخابي
- الستر.. الستر.. للانتخابات!
- التغيير .. ماذا سيتغيّر؟
- تنفيذ الوعود الانتخابية ام توزيع الغنائم
- جددتم انتخابهم، فمتى يبدأ التذمر مرة أخرى؟
- عشر برقيات شكر
- شكر على تعزية
- سبحة وتربة وعطر شانيل


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الحلفي - اختزال الديمقراطية