أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اسلام احمد - هل انتهى الدور المصرى لصالح تركيا؟ 1_2















المزيد.....

هل انتهى الدور المصرى لصالح تركيا؟ 1_2


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 09:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا استطيع ان اخفى اعجابى وانبهارى بالدولة التركية فقد شهد عام 2009 صعود نجم تركيا ورئيس وزرائها رجب طيب اردوجان على نحو غير مسبوق حيث كانت تركيا حاضرة بقوة على كافة المسارات وفى مختلف الملفات بما فيها ملف القضية الفلسطينية الذى تتبناه مصر وبعد ان كانت تركيا تلهث حلف الغرب طلبا لعضوية الاتحاد الاوروبى انقلبت الصورة الان وصار الغرب ومن خلفه اسرائيل هو الساعى لطلب ود تركيا , يأتى ذلك الدور التركى فى ظل غياب واضح للدور المصرى

لطالما كانت تركيا ومصر قوتين شبه متساويتين فى المنطقة_ منذ ان استقل محمد على بمصر عن الدولة العثمانية الى وقت قريب_ وكانا يشكلان معا توازن قوى فى تلك المنطقة من العالم وذلك بحكم الموقع الجغرافى الذى يتمتعان به حيث تعد تركيا بوابة الشرق الى الغرب الاوروبى كما تعد مصر اكبر دولة عربية والصلة بين الشرق والغرب من خلال قناة السويس التى تصل البحرين المتوسط والاحمر وتصل ايضا بين قارتى اسيا وافريقيا , هذا الى جانب الرصيد التاريخي الكبير لكلتا الدولتين , فما السر وراء ذلك الخلل الطارئ فى موازين القوى بالمنطقة فى الاونة الاخيرة وهل هو نتيجة نجاح تركيا ام نتيجة سوء اداء سياسة مصر الخارجية ام انه نتاج الاثنين؟؟ هذا ما سنحاول الاجابة عليه فى السطور التالية

بعد العدوان الغاشم على غزة يناير 2009 اتخذت تركيا موقفا صارما ضد اسرائيل بدا فى تفجير رجب طيب اردوجان رئيس وزراء تركيا مفاجأة بتركه المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب العدوان اعتراضا على كلام شيمون بيريز مما ادى الى كسب اردوجان شعبية كبيرة فى العالم العربى والاسلامى كما اطلق اردوجان تصريح شديد اللهجة ضد اسرائيل منددا بالحرب على غزة ووجه هجوم حاد الى ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل انذاك اذ ان الاخير كان فى زيارة الى تركيا ليلة العدوان على غزة ولم يشر من قريب او بعيد الى امر العدوان او حتى احتمال قيام اسرائيل بذلك مما اغضب اردوجان الذى اعتبر موقف اولمرت يمثل عدم احترام لتركيا ومن ثم دخلت العلاقات التركية الاسرئيلية فى طريق مسدود مما ممكن تركيا من الانفتاح بقوة على العالم العربى والاسلامى

وفى اول مايو 2009 تم تعيين احمد داود اوغلو وزير لخارجية تركيا بعد ان كان مستشار لرئيس الوزراء ويعد اوغلو المهندس الحقيقى للسياسة الخارجية التركية حتى قبل ان يتولى المنصب ومع تولى اوغلو وزارة الخارجية قام بعمل شبه انقلاب فى شكل السياسة الخارجية التركية حيث تبنى رؤية مفادها اصلاح الجبهة الداخلية من خلال التغلب على المعارضة من قبل تنظيم القاعدة وكذلك الاكراد واتخاذ الاصلاح الداخلى نقطة انطلاق لممارسة تركيا لدورها الريادى فى المنطقة وانفتاحها على جميع جيرانها والتصالح مع كل الدول فى محيطها ومن ثم استعادة تركيا لقوتها الاستراتيجية على الصعيد الاقليمي والدولى

وقد نجحت تركيا بقيادة حزب العدالة والتمنية فى ذلك بامتياز وتمكن الحزب من تمرير سياساته بالرغم من تعارضها مع افكار الدولة ولم يخش الجيش العلمانى ففى 10 اكتوبرالماضى وقعت تركيا اتفاق مع جارتها العدو اللدود ارمينيا لتنهى بذلك عقودا من الصراعات الطويلة كما اقامت علاقات استراتيجية مع كل من سوريا _ التى هددت بضرب انقرة يوما ما_ والعراق _فى الوقت الذى لم يقم فيه رئيس عربى بزيارة العراق _ وعندما نشبت ازمة بين بغداد ودمشق على خلفية اتهام الحكومة العراقية لسوريا بإيواء قيادات كبيرة في حزب البعث المنحل تقود العمليات المسلحة في أرجاء العراق سارعت تركيا بالتدخل وقامت بحلها وقد كانت تركيا ومازالت تتوسط فى مفاوضات غير مباشرة بين سوريا واسرائيل , الى جانب حضور تركيا القوى فى منطقة الخليج والذى نتج عنه اتفاق التعاون الإستراتيجى مع دول منطقة الخليج وكانت تركيا حاضرة ايضا فى الازمة اليمنية حيث عرضت التوسط بين الحكومة اليمنية والحوثيين فى الوقت الذى غابت فيه مصر عن هذا الملف رغم اهميته ورغم ان مصر تعد الدولة الاقرب والاكثر قابلية لحل ذلك الصراع

كما وطدت تركيا علاقتها الاستراتيجية بمصر وعقدت معها اتفاقات تعاون ثنائى ذلك انها تدرك تماما اهمية ومكانة مصر كونها اكبر دولة عربية بالمنطقة كما ان هناك العديد من الملفات المشتركة بينهما وفى مقدمتها الملف الفلسطينى ومن ثم فهى تعلم جيدا انه لا يمكن حل كثير من ازمات المنطقة دون التنسيق مع مصر ومن هذا المنطلق فقد تعاملت تركيا مع مصر بما يليق بها على اساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة

ولم تكتف تركيا بذلك بل قامت بفتح علاقات مع ايران وايدت حق ايران فى برنامج نووى سلمى ثم كانت المفاجأة الكبرى بالمبادرة الكردية التى اطلقتها تركيا لحل مشكلة الاكراد فى الشمال مع حزب العمال الكردستانى والذى يقود حربا ضد الجيش التركى منذ حوالى ربع قرن , وجدير بالذكر ان مصالح تركيا الاقتصادية مع دول الجوار كانت النقطة التى على اساسها اهتمت تركيا بشكل كبير بالحفاظ على امن واستقرار المنطقة

واستطيع الجزم بأن تركيا لم تترك دولة عربية فى المنطقة من اقصى الشرق الى اقصى الغرب الا وانفتحت عليها واقامت علاقات استراتيجية معها كان اخرها لبنان

وفى الاونة الاخيرة اندلعت ازمة جديدة بين اسرائيل وتركيا على اثر المعاملة السيئة التى لاقاها سفير تركيا باسرائيل خلال لقاءه مع نائب وزير خارجية الاخيرة جراء المسلسل التركى الذى تدعى اسرائيل انه معادى للسامية ويسئ اليها مما دفع تركيا الى استدعاء سفيرها من اسرائيل وهددت اسرائيل بقطع العلاقات معها , فسارعت اسرائيل بتقديم اعتذار رسمى الى الدولة التركية وايفاد وزير الدفاع الاسرائيلى ايهود باراك بنفسه الى تركيا لتلك المهمة كما اعتذر ايضا نائب وزير الخارجية الاسرائيلى لسفير تركيا عما بدر منه خلال اللقاء ليس هذا وحسب بل تعالت مطالبات الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية باقالة وزير خارجية اسرائيل افيجدور ليبرمان لتخرج تركيا من تلك الازمة بنصر دبلوماسى كبير يضاف الى رصيدها المشرف ويزداد تبعا لذلك اعجابى وانبهارى بالدولة التركية
ثم ازاد الامر سوءا بين تركيا واسرائيل جراء اعتداء الاخيرة على اسطول الحرية والذى اسفر عن مقتل تسع مدنيين اتراك الامر الذى اغضب تركيا اذ وصفت ما حدث بانه ( ارهاب دولة) وقامت بسحب سفيرها من اسرائيل بالاضافة الى الغاء ثلاث اتفاقيات عسكرية معها , كما اعلن رئيس وزراءها رجب طيب اردوغان ان صبر تركيا له حدود وعلى اسرائيل الا تختبر صبر تركيا , ليس هذا فحسب بل طالبت ايضا تركيا بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولى لبحث الهجوم الاسرائيلى على اسطول المساعدة الدولى المتجه الى غزة , وتدرس تركيا الرد العسكرى على الاعتداء الاسرائيلى

وبعقد مقارنة بسيطة بين وزير خارجية تركيا احمد داود اوجلو ونظيره المصرى احمد ابو الغيط يتبين لنا حجم الهوة الشاسعة بينهما ففى الوقت الذى ينقل فيه اوغلو بلاده الى مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم تتوالى فيه سقطات وزير الخارجية المصرى الواحدة تلو الاخرى

بدأت السقطة الاولى قبل ضرب غزة العام الماضى حين اطلق وزير الخارجية المصرى تصريحا عنتريا غير مسئول بدا فيه وكأنه يهدد حماس مما دفع بعض قصارى النظر من العرب الى المزايدة على مصر واتهامها بالتواطؤ فى ضرب غزة , ثم تفجرت الازمة مجددا لنفس السبب سوء اداء الخارجية المصرية بعد منع السلطات المصرية لقافلة شريان الحياة التى يقودها النائب البريطانى جورج جالاوى من المرور عبرميناء نويبع بحجة ان ذلك غير متفق عليه وان المقرر مرورها عبر ميناء العريش كما منعت عدة شاحنات من المرور عبر معبر رفح بحجة انها لا تحمل تصريح ما دفع انصار القافلة الى التظاهر وساندهم بعض عناصر حماس مما ادى الى الكارثة التى حلت حيث وقع اشتباكات بين الامن المصرى والمتظاهرين اسفرت عن استشهاد جندى مصرى برصاص حماسى واصابة العشرات وبدت مصر مرة اخرى وكأنها فى موقع العدو للشعب الفلسطيني والمتسبب الرئيسى فى حصاره وتجويعه ناهيك عن تكتم الخارجية المصرية ازاء موضوع الجدار الذى تبنيه مصر على حدودها الشرقية مع غزة مما اثار كثير من الشكوك حوله وادى ايضا الى مزيد من الاتهامات لمصر

غير ان من الظلم تحميل الخارجية المصرية وحدها مسئولية تراجع الدور المصرى فوزارة الخارجية ما هى الا تنفيذ لاجندة مصر الخارجية التى يصنعها النظام الحاكم والذى من الواضح انه تخلى عن ممارسة دوره الريادى فى الاونة الاخيرة لاسيما تجاه الامة العربية فقد غابت مصر عن قضايا عربية مهمة نحو الملف العراقى وازمة السودان وحرب اليمن الى جانب القطيعة مع دول الممانعة سوريا وايران ورفض الدخول فى حوار مباشر معهما لتصفية الخلافات بل على العكس من ذلك انخرطت مصر فى حملة اعلامية ضد دول الممانعة لم تجن من ورائها شيئا يذكر سوى مزيد من الانعزالية عن عالمها العربى

اضف الى ذلك الغياب المصرى التام عن الساحة الافريقية حيث لم تفق مصر من هذا السبات العميق الا عندما شعرت بالخطر من لعب اسرائيل فى شريان حياتها النيل من خلال دول حوض النيل , الى جانب تهديد القراصنة فى الصومال لمصالح مصر القومية عن طريق ضرب قناة السويس بشكل غير مباشر

يأتى ذلك الانعزال المصرى عن العالم العربى والاسلامى ضمن مخطط صهيونى امريكى يهدف الى تنحية مصر عن عالمها العربى ولكل اسف فقد استجابت له مصر ربما استرضاءا لاسرائيل والولايات المتحدة لكسب دعمهما لمشروع توريث الحكم

كما اننا لا نستطيع ان نفصل بين تردى الاوضاع الداخلية فى مصر وبين سوء ادء سياستها الخارجية فالخارج ما هو الا انعكاس للداخل

وليس خافيا على احد ان ذلك النجاح التركى ما كان له ان يتم مالم تتوافر الارادة السياسية المستقلة ويتم تبنى رؤية استراتيجية واضحة بالاضافة الى تحقيق الديمقراطية على الصعيد الداخلى وهو ما نفتقده فى مصر بشدة

مما سبق يتضح لنا السر وراء الخلل الذى اصاب توازن القوى فى المنطقة ففى سياق كهذا لم يكن غريبا ان يتراجع الدور المصرى لصالح تركيا

البعض يرى فى النفوذ التركى مؤشر سلبى ذلك انه يأتى على حساب الدور المصرى الا اننى لا ارى ذلك , فتركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية تمثل بالنسبة لى الوجه الحضارى للاسلام والنموذج السلامى الذى لطالما حلمت به , كما ان الدور التركى لا يتعارض بالضرورة مع مصالح مصر

والسؤال الان هل انتهى الدور المصرى بشكل نهائى لصالح تركيا؟؟ وهل بالامكان استعادة الدور المصرى مرة اخرى؟؟ وكيف يمكن استعادته؟؟ هذا ما سنعرفه فى المقال القادم باذن الله



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة الطلاق بالكنيسة
- توحش السلطة
- نحو هزيمة اسرائيل


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اسلام احمد - هل انتهى الدور المصرى لصالح تركيا؟ 1_2