أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جهاد علاونه - عائلة مستورة بحاجة إلى سفينة حرية















المزيد.....

عائلة مستورة بحاجة إلى سفينة حرية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 22:42
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


نحن عائلة مستورة والحمد لله ولسنا بحاجة إلا إلى سفينة حرية أو عدة سفن حرية وهل تعلموا أننا بحاجة إلى سفن الحرية منذ عصر صلاح الدين الأيوبي !!وهل تعلموا أن صلاح الدين الأيوبي حبس في سجن القلعة الفيلسوف العربي المتكلم (السهروردي) وتركه لوحده بلا ماء وبلا طعامٍ حتى مات من الجوع ومن العطش !وما زال القادة العرب يسيرون على نهجه وخطاه, وكانت جريرته الكبرى أنه متفلسف ومتكلم ومختلف في الرأي مع صلاح الدين الأيوبي وكل المثقفين العرب اليوم أو الأقوياء ثقافيا محاصرون مثل هذا الحصار القذر والحقير وتديره أجهزة أمنية متخصصة ولذلك أنا واحد من الناس الذين يحتاجون إلى سفينة حرية .


ولم أقرأ بالتاريخ عن فيلسوف مات عمدا بهذه البشاعة التي مات فيها صاحبنا فإنقاذ إنسان من الضياع والدمار أعظم عند الله والبشر من إنقاذ مدينة كاملة من الدمار والحريق لذلك كان السهروردي بحاجة إلى سفينة حرية تخلصه من الطاغية صلاح الدين الأيوبي إن القادة الذين نكن لهم كثيرا من الاحترام في أيام الدراسة لا نعلم عنهم سو ى أنهم حاربوا وقاتلوا في سبيل فلسطين وهم كقادة اليوم الذين حاربوا من أجل فلسطين وبنفس الوقت يحاربون الفلسطينيين ويكرَهونَهم وأيضاً يحاربون المثقفين في داخل بلدانهم و لم نكن نعلم ونحن في المدرسة من أن صلاح الدين الأيوبي قد خالف شريعة الله والإنسانية وكان يضطهد الفلاسفة والشعراء والأدباء وأحرق زهرة شبابه وهو يتوقع أنه يحسن صنعا , وقد سمعت يوما من أحد الشيوخ أو من كافة الشيوخ ومعلمي الأجيال بأن صلاح الدين بحث بين صفوف العسكر في جيشه عن شُربة خمر فلم يجد وقد ادعى بأن أسنانه تؤلمه ويريد شربة خمر كمسكن للألم , وحين تعذر عليه أن يجد ذلك قال : الآن سأحرر فلسطين, ويعلق كافة مُربي الأجيال على هذه الحادثة بقولهم : حتى نحرر فلسطين يجب أن نغلق الخمارات والأندية والأحزاب والأفواه والحريات وكل ما هو مخالف لشريعة الاسلام علماً أنه ليس لدينا لا أحزاب ولا مؤسسات مجتمع مدنية ولا ما يحزنون ولكن لدينا فساد سياسي وثقافي وإداري .

وتصديقا لهذا الكلام ودعما لمقولتي التي ربما تكون جارحة ومؤلمة على قدر اتساع الجرح العربي فقد جاء في القرآن:
ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا
وجاء في الإنجيل على لسان المسيح:
"ماذا لوكسبت العالم وخسرت نفسك."
وبهذا يكون صلاح الدين قد كسب العالم الإسلامي بتحرير فلسطين وخسر نفسه بقتله للسهروردي

ولا يستطيع أي مثقف أن يغفر للطاغية صلاح الدين الأيوبي قتله للسهروردي أشنع وأقذر قتله وفعله.

والمسألة لم تتوقف على ذلك فما زال المثقفون العرب يعانون مما عانى ويعاني منه السهروردي لذلك نحن بحاجة ماسة إلى سفن حرية لكي تُخرج مثقفينا العرب من محنتهم ومأساتهم , فكل المثقفين العرب في حالة حصار وغالبيتنا ممنوعون من الحياة الكريمة وفاقد الشيء لا يُعطيه , وكيف سنرسل إلى غيرنا بسفن الحرية؟! وبلادنا من المحيط إلى الخليج تفتقرُ إلى الحرية والتعددية السياسية والحزبية والفكرية , وغالبية العرب يعشقون فلسطين ويكرهون الفلسطينيين كبشر ويمارس بحقهم سياسات التفريق العنصري في معظم أرجاء الوطن العربي , ويقيمون المظاهرات في الشوارع العربية إذا تعرض فلسطينيٌ واحد للكسر أو للأذى في إسرائيل وبنفس الوقت كافة الدول العربية لا تتعامل مع الفلسطينيين كمواطنين من حقهم أن يحيّوا حياة كريمة , فنحنُ أولى الناس بأن تتجه إلينا سفن الحرية بدل أن تتجه إلى إسرائيل وغزة فالحرية هي التي تنقصنا والكرامة في بلداننا هي التي تنقصنا , فنحنُ في بلداننا بحاجة إلى سفن حرية.

وكان السهروردي المسكين كثير العلم وغزير المعرفة ولم يناقش شيخا أو أديبا إلا وبزه بثقافته العلمية ووصفه ابن أبي أصيبعة بقوله :

"كان أوحد في العلوم الفقهية والحكمية والأصول الفقهية
مفرط الذكاء جيد الفطرة فصيح العبارة لم يناظر أحدا إلا بزه
ولم يباحث محصلا إلا أربى عليه وكان علمه أكثر من عقله"

وقال عنه الشيخ فخر الدين:
ما أذكى هذا الشاب وأفصحه ولم أجد أحدا مثله في زماني إلا أني أخشى عليه من كثرة تهوره

وقد غادر السهروردي المظلوم والمقتول الشرق إلى بلاد الشام ودخل حلب وهنالك ناظره الفقهاء وغلبهم بحجته وثقافته, فشكوه إلى السلطان :الملك الظاهر :غازي بن صلاح الدين الأيوبي فلم يستعجل ابن صلاح الدين الطاغية وقد أمر أن يتحاوروا معه عنده في مجلسه فحضر الفقهاء وناقشهم السهروردي فأعجب به السلطان الظاهر غازي بن يوسف الأيوبي فقربه منه ومنعه من الناس وأحسن وفادته ورفادته فازداد غلو وحنق الفقهاء عليه فكتبوا به الرسائل والدواوين إلى صلاح الدين , فاقتنع بأنه إذا ترك الفيلسوف فلسوف يفتن الناس فأشار على ولده بقتله ولما عرف شهاب الدين السهروردي من أنه مقتول لا محالة أشار بأن يترك في مكان لا طعام به ولا شراب وقد فعل به الطاغية صلاح الدين الأيوبي بأن تركه في سجن القلعة التي كان يتخذها نمطا لانتصاراته وبقي بها بلا طعام ولا شراب حتى مات قهرا وجوعا وإرهابا. وذلك في نهاية سنة 586هجري وكان عمر السهروردي في ريعان الشباب وقد قتل ولم يتجاوز من العمر ال 36 سنة.

إن التاريخ لا يغفر للطغاة ة هذه العادة في القتل وفي كل يوم هنالك مأساة جديدة فالكتاب في الوطن العربي أو بعض أرجاء الوطن العربي يتركون كل يوم بلا طعام ولا شراب وإن الأنظمة العربية تقتل في كل يوم أكثر من 100 سهر وردي فالكتاب يجوعون ويحاصرون ولماذا ؟
لا بد, لأنهم يفكرون ويناضلون والأنظمة العربية تحافظ على الدين ليس حبا في الله ولكن كراهة بالتنمية الشاملة ومعظم الكتاب العرب وضعهم خطير داخل بلدانهم.
فهل هذا العمل لصلاح الدين قرء ناه في المدارس ؟

قرأنا من أنه بنا منبرا للقدس من خشب !وماذا يفيد هذا المنبر إذا كان الإنسان من الداخل مهزوم ومقتول جوعا وعطشا وخوفا وإرهابا.

إن معظم القادة العرب يستغلون قضية فلسطين في القديم والحديث وهم يقتلون العلماء والأذكياء فما جدوى كل ذلك كله إذا لم يكن للإنسان قيمة تذكر
وفي كل يوم سهروردي في معظم أوغالبية أرجاء الوطن العربي الكئيب من المحيط إلى الخليج ومن الجرح إل ى الجرح ومن الوقاحة إلى النذالة


نقمع أنفسنا ونقمع غيرنا ونحارب كل أشكال الحريات والسياسات والإبداعات ,فنحنُ بحاجة إلى سفن حرية من البرازيل لكي نتعلم منها كيف نلعب لعبة كرة القدم وبحاجة إلى سفن حرية من هوليوود لنتعلم منها كيف ننتج أدراما عربية مميزة وناجحة , نحت بحاجة إلى كل دول العالم لكي نتعلم منها , نحن بحاجة إلى أساتذة نتعلم منهم ألف باء السياسة والحب والعاطفة والرومانسية , نحن تنقصنا الحريات بكل ألوانها وأطيافها نحن مقموعون في بلداننا وتنقصنا الحرية.


نحنُ بحاجة إلى سفن حرية لتفك الحصار عن الفلسطينيين في لبنان لكي يسمح لهم بأن يمتلكوا العقارات , ونحنُ بحاجة إلى سفن حرية لتفك الحصار عن الشعراء والكتاب والمثقفين العرب في كل العواصم العربية ونحن بحاجة إلى سفن حرية لترفع مستوى الأعمال الدرامية في الفضائيات العربية , ونحن بحاجة إلى سفن حرية بقيادة إسرائيل وأمريكيا لترفع مستوى حقوق الإنسان في الدول العربية , ونحن بحاجة إلى سفن حرية بقيادة إسرائيل وأمريكيا لترفع من مستوى الرياضة في الدول العربية , ونحن بحاجة إلى سفن حرية محملة بالمشروبات الروحية للدول العربية ونحن بحاجة إلى سفن حرية بقيادة أمريكيا وإسرائيل محملة بألف مبنى جاهز كمقرات للمؤسسات الثقافية والريادية في الوطن العربي , ونحن بحاجة إلى سفن حرية محملة بآلاف الأطنان من الورق لكي نطبع عليه دواويننا الشعرية وكتبنا الأدبية , ونحنُ بحاجة إلى سفن حرية محملة بآلاف الأطنان من الألبسة الأمريكية للسيدات العربيات بدل أن يلبسن الدشاديش والجلابيب , ونحنُ بحاجة إلى سفن حرية لترفع عنّا الحصار الذي تفرض الأجهزة الأمنية على الأوراق والأقلام المبدعة والواعدة بالإبداع , ونحن بحاجة إلى سفن حرية على متنها آلاف الخبراء في مجال خدمة المجتمع المحلي , ونحن بحاجة إلى سفن حرية محملة بمئات الأطنان من المواد التجهيلية للخدود وللعيون , ونحنُ بحاجة إلى سفن حرية عليها خبراء في مجال حقوق العمال والشغيلة , ونحن بحاجة إلى سفن حرية وطائرات حرية وسيارات نقل حرية , نحن بحاجة إلى الحرية



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤلم جدا
- فتوحات الجائعين
- المرأة التي قتلت زوجها
- المخيلة الشعبية
- لماذا تقتل المرأة زوجها؟
- نظرة عن كثب
- رجل يوصي أولاده قبل وفاته
- معاك قرش إبتسوى قرش
- طباخ الحاره
- رسالة من الأردن
- تعال
- الناس السكرانه
- السعادة السائلة
- خيانة سحرية
- بيت خالته
- بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت
- بلغوا عني
- حديث الإفك الثاني
- نعمة النسيان
- أنا رجل على البَرَكه


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جهاد علاونه - عائلة مستورة بحاجة إلى سفينة حرية