أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم أبو عمرو - سياسة الابعاد بين سطوة الجلاد وعجز الضحية














المزيد.....

سياسة الابعاد بين سطوة الجلاد وعجز الضحية


أكرم أبو عمرو

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أننا في الطريق إلى نسيان إن لم يكن نسينا فعلا الكثير من الأمور البالغة الأهمية على صعيد قضيتنا الفلسطينية وتداعياتها المتوالية، لأنها تمثل نقاط مفصلية في صراعنا مع المحتل ، نعم لقد نسينا القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 20/7/2004 بشأن جدار الفصل العنصري ، لقد هللنا وكبرنا عند صدور هذا القرار واعتبرناه انجازا وطنيا فلسطينيا ، كان يجب استثماره بمتابعته، فأين نحن الآن من هذا القرار بعد مرور ست سنوات على صدوره ، لقد ركن القرار كغيرة من القرارات على أرفف الأمم المتحدة، ومضت إسرائيل في استكمال بناء الجدار بالتهامها الأراضي واقتلاعها الأشجار من أجل بنائه وتعديل مساراته كيفما تشاء وفق متطلبات سياستها وإستراتيجيتها وراحة ورفاهية مستوطنيها، أما نحن فالمعاناة مستمرة وآخذه في الزيادة ، أمر آخر في نفس السياق تقرير غولدستون لقد قامت الدنيا ولم تقعد عندما تم إرجاء التصويت على هذا التقرير ، وعندما تم التصويت علية هدأنا ولم نعد نسمع شيئا عنه علما بأنه يعتبر مكسبا هاما في طريق فضح وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين جراء ما اقترفوه من جرائم في قطاع غزة ، أين هذا التقرير الآن؟ وأين ذهب؟ لا احد يعرف اللهم من بعض الأخبار الخفيفة والسريعة التي سرعان ما تمر مر الكرام، وربما قد أخذ مكانه على أرفف الأمم المتحدة بين عشرات بل مئات القرارات والتقارير المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وتاريخنا حافل بمثل هذه الأشياء، محصلة القول أن ما دفعنا لتناول هذه الأمور بهذه العجالة هو ما يتعرض له بعض النواب في مدينة القدس من خطر الأبعاد عن مدينتهم بعد قرار إسرائيلي بسحب هوياتهم المقدسية ، وعندما تابعت ردود الأفعال حول هذه القضية وجدتها كالعادة في كل موقف صغير وكبير بيانات استنكار وشجب وتحذيرات جوفاء وإسرائيل مستمرة في تنفيذ سياساتها دونما اكتراث لان هذا هو المنهج التي قامت إسرائيل على أساسة، فمنذ قيامها على ارض فلسطين عام 1948 وجهت إسرائيل كل جهودها وطاقاتها إلى عنصر أساسي هو الوجود الفلسطيني ، المتمثل في الأرض والإنسان والمسكن فكان أول شي تقوم به إسرائيل بعد سيطرتها على الأرض الفلسطينية هو الأبعاد، أي أبعاد المواطنين الفلسطينيين عن وطنهم وأرضهم ومنازلهم ، وبتطبيق هذه السياسة كان أول نجاح لإسرائيل في أعقاب حرب عام 1948 إبعاد نحو مليون فلسطيني خارج بلادهم ليعشوا مشردين في الشتات إلى يومنا هذا ، وما زالت مستمرة في تنفيذ هذه السياسات بهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضة حيث القت بأعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية في أعقاب حربي عام 1956 و 1967 بعد اعتقالهم ، كما اجبرت آلاف الفلسطينيين على النزوح إلى الضفة الشرفية لنهر الأردن في أعقاب حرب عام 1967 أيضا ، كما مارست سياسة الإبعاد عندما أبعدت العديد من المواطنين الفلسطينيين إلى خارج وطنهم ولعل حادثة مبعدي مرج الزهور ومبعدي كنيسة المهد خير مثال لهذه السياسة التي مازالت مستمرة حيث أصدرت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا القرار رقم 1650 والقاضي بأبعاد مواطني قطاع غزة من الضفة الغربية ، وفي سياق هذه السياسة قامت الحكومات الإسرائيلية بسحب الهويات من مواطني القدس حيث تشير الإحصاءات الإسرائيلية تعرض 8558 مواطنا فلسطينيا من سكان القدس إلى سحب هويته في الفترة من 1967 – 2007 وفي عام 2008 تم سحب الهويات من 4577 مواطنا أي نحو 50% من إجمالي من تم سحب هوياتهم خلال أربعون عاما في إشارة إلى تصاعد الحملة الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس بإخلائها من سكانها الأصليين، إذن سياسة الإبعاد هي سياسة بدأت مع قيام دولة إسرائيل على ارض فلسطين ، والغريب أن الكل يعي هذه السياسة ولكنها تمر علينا مرورا وكأننا اعتدنا عليها يطرد المواطنون ولا نحرك ساكنا، كل ما نفعله هو بيانات استنكار وشجب وتعاطف ومطالبة الأمم المتحدة ونناشد العالم للتصدي لإسرائيل لكي تتوقف عن ممارستها، الأمر الآخر في السياسات الإسرائيلية هو قيامها بتدمير المنازل الفلسطينية لإدراكها أهمية البيت في حياة الإنسان فعندما تدمره تكون قد زعزعت أمنه واستقراره ، وبعد قيامها كان أول ما قامت به ب نحو 420 قرية فلسطينية وإزالتها من الوجود ، لتجعل على أنقاضها واقعا جديدا بإقامة المساكن والمنشآت والمرافق، وواصلت إسرائيل انتهاج هذه السياسة حتى يومنا هذا حيث عملت على تدمير المنازل الفلسطينية كأحد أساليب العقاب الجماعي ، وتدمير منازل المناضلين من شعبنا سواء من وقع منهم في الأسر أو استشهد كما مارست سياسة هدم المنازل متخذة ذرائع وحجج واهية مثل البناء بدون ترخيص أو هدم المنازل لإقامة مناطق أمنية عازلة أو قصف المنازل بحجة إيوائها للمناضلين واحتوائها للأسلحة وقد دمرت إسرائيل آلاف المنازل في كل من قطاع غزة والضفة الغربية ويقدر عدد المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بنحو 100 ألف منزل من بينها نحو 13000 منزل مدمرة تدميرا كليا .
إذن هي سطوة المحتل الذي يفرض قوته وجبروته على شعب اعزل بهدف إرهابه وإجباره على ترك وطنه بأي وسيلة في مخالفة صريحة لكل الاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية ، ولكن أمام هذه السطوة هل سنظل صامتين بدون حراك ؟ إلى متى سنظل نصرخ مطالبين بتطبيق القرارات والاتفاقيات وكأننا لا حول لنا ولا قوة أمام الممارسات الإسرائيلية ؟ متى نخرج من حالة العجز التي نكبل بها أنفسنا ، هل نترك إسرائيل حتى تنفذ ما تريد وتطردنا واحدا بعد الأخر ؟ ألا يجدر بأبناء هذا الشعب أن يقفوا موقف رجل واحد أمام هذا الصلف الإسرائيلي الهادف إلى الترحيل والإبعاد سواء من القدس أو من غيرها من مدن فلسطينية.
لا بد من الخروج من ردات الفعل المعتادة إلى مقاومة هذه السياسة العنصرية، ولنا في ما يقوم به المواطنون في نعلين وبلعين لمقاومة جدار الفصل العنصري أسوة حسنة أي التصدي الشعبي لمحاولات الإبعاد الإسرائيلي ، لتقف الجماهير على المعابر والحواجز وإقامة مخيمات الاعتصام الدائمة والمفتوحة عندها لإجبار إسرائيل عن الإقلاع عن هذه السياسة .



#أكرم_أبو_عمرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم المصالحة وحلم العودة
- الالوان ودلالاتها - أشكالها واهميتها
- الانقسام يطوي عامه الثالث فلا تكملوا عامه الرابع - ارحمونا م ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم أبو عمرو - سياسة الابعاد بين سطوة الجلاد وعجز الضحية