أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - الماركسيه والدين2














المزيد.....

الماركسيه والدين2


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 01:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اذا كان ماركس بظريته العلميه البحته قد اعلن انتهاء الفلسفه ,من عصر اليونان حتى اليوم, حيث جميع العلوم عبر التاريخ تم تطويرها باستخدام العقلانيه, واكتشف النظريه الماركسيه القائمه على الماديه والحركيه الديالاكتيكيه , والتي هي نتاج لتطور فكري انساني , ولو ان ماركس لم يكتشف هذه النظريه لاكتشفها عالم اخر.

وقد نجحت الماركسيه نجاحا باهرا بتفسير التطور التاريخي والفكري للانسان منذ تميز الانسان عن باقي الحيوانت الى يومنا هذا
وما التفسيرات العلميه القائمه على اساس التجريب الا انعكاس للماديه في الفكر وصولا الى تفسيرات للظواهر الكونيه, فانت عندما تقوم باجراء تجربه مخبريه لتفسير ظاهره طبيعيه معينه , تتبع الاسلوب العلمي القائم على الملاحظه( انعكاس الظاهره في الفكر) ثم التجريب ثم تعميم النتائج , وهذا هو نفسه النظريه الديالاكتيه.

النظريه الماركسيه لا تؤمن بما هو غير محسوس او ميتافيزيقي , ولذلك فسرت الاديان بناءا على مراحل تطور فكري مادي للانسان , نابعه من حاجته لها , في الزمان والمكان معتمده على التطور المادي , ولاحقا الطبقي للانسان ,واعتبرت مراحل نشوء الاديان (الاديان التي جائت على شكل نصوص) اعلى مراتب التطور الفكري في زمانها .
فسرت الاديان على اسس طبقيه وبرجوازيه تارتا كما في الديانات الثلاث , وتارتا على اسس عدم فهم الانسان لما يدور حوله منذ اختلافه وتميزه عن باقي الحيوانات , فهناك الاف الاديان نشات واندثرت مع تطور الانسان, ولذلك اعتبرت في هذا السياق الدين هو البحث عن الذات او ذات الانسان الضائعه . , وتنبئت بتلاشي الاديان عندما يسيطر الانسان بالمطلق على جوانب المعرفة كاملة , عندها يكتشف ذاته , فلا يعود هناك حاجه للدين .
الاديان الثلاث والتي بها نصوص , او التي يدعون انها نزلت من الوحي , تعتبر من اهم الاسس لبقائها , كونها مكتوبه اولا , وكونها اتت في ظروف نشوء المجتمعات والدول والصراعات الطبقيه , فقد كانت حتميه تاريخيه في زمن يزخر بالقوى الغيبيه , وفي زمن نشوء الطبقيه , وما تبعه من ظلم واستبداد , فقد كان الدين يمثل الثوره على الواقع , او من اجل تغيير الواقع , عن طريق الاستعانه بالهه غيبيه , يجد معتنقوها الخلاص من خلالها , اذن نظريا تم تفسير نشوء الاديان وحاجة الانسان لها , عبر مراحل تطوره , لا يستطيع احد ومع تراجع الفكر الغيبي منذ بداية القرن الثامن عشر , ان يتوقع غير بقاء الاديان في مجتمعات الشرق الاوسط وهي مجتمعات لا زالت تعيش عصر الاقطاع , حيث الاسس الماديه موجوده للاديان .
وفي العصر الحالي عصر الحداثه, رغم تراجع الاديان الا انها لا زالت موجوده بقوه في المجتمعات الغربيه ,وان همش دورها لصالح دولة المواطنه , حتى انها موجوده اليوم وحاضره اكثر من الفتره السابقه القريبه, حتى اننا نرى اليوم في مونديال كاس العالم ان الصلاه عند اللعب او تسجيل الهدف او الخروج من الملعب او الدخول اليه لا تقتصر على المسلمين , بل ظاهره لجميع شعوب الارض .
وفي التجربه السوفيتيه حاربت الشيوعيه الدين وقطعت الروابط بين الاديان ومرجعياتها مثل مكه, الفاتيكان وغيرهما , الا ان الدين بقي موجودا بعد انتهاء التجربه السوفيتيه رغم طول المده , مما يدلل على ان الاسباب والاسس الماديه لبقاء الاديان ما زالت قائمه .

يمكن اعتبار اغتراب الانسان عن ذاته , وروحية روحه هي العباره البسيطه كاساس مادي لبقاء الدين , وكذلك يمكن اعتبار استخدام الدين في الصراعات الطبقيه والراسماليه وتوظيفه لهذا الغرض ايضا من الاسس الماديه لبقاء الدين , ولكن تبقى الارضيه الاساسيه هي القاعده التى يتم استغلالها, ولا عجب في هذا السياق ان نسمع من زعيم اكبر دولة متقدمه في العالم ان يقول في حرب العراق : انني انفذ ارادة الرب.

ان الماركسيه تنبهت لخطورة الاديان , خصوصا عندما يتعلق الامر بسيادة دين على اخر, لذا لم تنكر الماركسيه حرية الاعتقاد باي دين او معتقد او الحاد , مادام في خصوصيته الفرديه , ومن منطلق تقافة البوليتاريا التي غالبا ما كانت افرادها ذوي نزعات دينيه , فهي تعلم ان نضال البوليتاريا سيقود الى التطور الفكري حتما , لكن في الوقت نفسه قطعت كل المعونات الحكوميه الماليه وصادرت كل الممتلكات الخاصه بالمؤسسات والمدارس الدينيه , ولكنها لم تنكر الاعتقاد الشخصي باي دين , ودعت الى المواطنه الصحيحه حتى تم حذف الديانه من الوثائق الرسميه .

الاديان ما زالت موجوده و بقوه في المجتمعات المتقدمه والتي بلغت من العلم ما لم تبلغه باقي الدول , وهي موجوده ليست فقط كمعتقد شخصي , وانما موجوده ككيانات ومؤسسات مزدهره لها حضورها وتاثيرها .
هنا يمكن فهم الظاهره باسلوبين:

الاول ان الدين في هذه الحاله ذو نزعه برجوازيه استعماريه , بمعنى استخدام الدين كحالة في تبرير الحروب واستعمار الشعوب , وهو ما حدث ويحدث باستمرار عبر التاريخ حتى الحاضر , وما الادعاء بيهوديه اسرائيل الا مثال على ذلك ووعد الرب , ولا يبتعد الموضوع كثيرا عن ظاهرة الاسلاموفوبيا في الغرب , ولو كانت مناطق الثروات في العالم ذات ديانه بوذيه , ربما شهدنا ظاهرة بوذيفوبيا ايضا , فالدين في هذه الحاله حالة حرب يبرر الصراعات الطبيقيه والاستعماريه . واعتقد ان هذا اهم مبرر لوجوده , فالاديان اليوم هي خلايا نائمه , يمكن تنشيطها حسب الهدف منها , فقد تم تنشيط الاديان سابقا ضد الاتحاد السوفيتي وصرف على ذلك المليارات , في افغانستان وغيرها من مناطق العالم , من اجل تحقيق مصالح دوليه

اما الثاني فهو القاعده الاساسيه لمنطلق الاديان وتداعياتها وهو عجز الانسان فهم الذات والاغتراب الروحي , التى تتراجع كلما حقق الانسان انتصارا على الطبيعه وفهم ظواهرها باستمرار, وصولا ان الاديان ستنتهي من حياة الناس, وهذا الشيء لا يهم احد واقصد على المستوى السياسي العالمي , فهو لا يخدم مصالح الدول وخصوصا في عصر العولمه المتوحشه , فبقاء الاديان من بقاء الانسان على وجه الارض , بل يمكن القول ان امن الاديان اصبح اليوم من امن المجتمعات



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنصبح شعبا ................
- الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية ...
- مواهب في المونديال
- الماركسيه والدين
- مسيرة الماركسيه العربيه
- لقاء مع امراه
- المسلم والاندماج في وطنه الجديد
- الدين والفكر الديني
- عجبا لكتاب الحوار؟
- نقد الاسلام
- نهج الحمير في فن التغيير
- لماذا تعاملت اسرائيل بقسوه مع سفن الحريه؟
- كيف نكتب ولمن نكتب 4؟
- كيف نكتب ولمن نكتب 3؟
- كيف نكتب ولمن نكتب 2؟
- كيف نكتب ولمن نكتب؟
- شطحات فكريه
- حمار جاري
- اندماج الاسره الاسلاميه في المجتمع الغربي
- حتمية التغيير في سيكولوجيا الحمير


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - الماركسيه والدين2