أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجنديل - يرقية الى ولي الامر














المزيد.....

يرقية الى ولي الامر


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( برقية إلى ولي الأمر بمناسبة توليه منصبه الجديد )

ببالغ الأسى والحزن ، وبمزيد من اللوعة والبكاء ، وصلنا خبر تربعكم العرش ، ولأنني ـ سيدي ـ الرئيس من أمة لا تجيد إلا الضحك على ذقون أبنائها ، ولأننا معاشر الفئران لا نملك نافذة لعقولنا غير النافذة التي تمتد من البطن وتنتهي بسرير النوم ، ولأنكم ـ النجباء الأصلاء الرجال ـ اخترتم طريق ـ العز والشرف والكرامة ـ الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه ، كان لابدّ من تطريز أجنحة البرق بأطياف مشاعرنا ، وتزيين حواشي الغيوم ببريق أحاسيسنا ، معلنين الولاء المطلق على المسيرة الظافرة التي تقودنا إلى سراديب الهزيمة والانحطاط ، مبتهلين لكم بالظفر على تحقيق المزيد من إذلالنا وسحقنا ، لنكون الأمة السبّاقة في ضحك الأمم عليها ، والرائدة في مسيرة القهر والظلام ، والواعدة بمستقبل لا يعرف النور والاستقرار .
( سيدي الرئيس ) :
إذا أردت أن تذل قوما فعليك بعقلائهم أولا ، استهدفْ نخبهم ، أمطرْ غضبك على مَنْ يُحسن التفكير ، ارمِ بهم خارج حدود جمهورية عظمتك ، فرّقْ شملهم بالترهيب والترغيب ، افتحْ لعوائلهم أبواب الرعب والجوع ، اردمْ منابع الاستقرار في نفوس أطفالهم ، شذبْ شواربهم بأعقاب بنادق عسكرك ، بعدها ستجد رعيتك قد تحولت إلى قطيع من النعاج الجرباء فادخلها بسلام وأمان .
تفننْ في خلق محطات الابتعاد والتهميش والمطاردة والتهجير ، وراقبْ من يركع منهم في إسطبلات المساومة ، سارعْ إلى شرائه بأرخص الأثمان ، فأنتَ تحتاج مّنْ يصفق إليك ويرتقي المنبر ليجعلك فرعونا على العباد ، وينفخ في الرؤوس ليزرع فيها عفونة الولاء الكاذب .
أنتَ تحتاج الشاعر ليلقي بين يديك درر كذبه ونفاقه ، وأنتَ تحتاج الفنان ليدخل السرور إلى قلبك من قنوات صوته الرخيم وألحانه الراقصة وهو يتغنى بأمجادك العظام وأفعالك الجسام ليجعلك خير الأنام ، وأنتَ تحتاج الواعظ المزيف فأرسل أعوانك لانتقاء أفضلهم صوتا وأكثرهم بلاغة ، فهم منتشرون على كلّ الأرصفة الموبوءة بالجذام والجرب والسل ، اصنعْ لهم منابر وامنحهمْ الهدايا ، وأكثرْ منهم فهم بضاعة رخيصة متوفرة رغم خطورتهم في حقن الأدمغة بالأكاذيب والأساطير والخرافات التي تصب في رافد البقاء لتاجك المرصع بدماء الأبرياء ودموع المساكين .
وأنتَ ـ سيدي ـ يعوزك القليل من إتقان دور المتعفف ، فمع التمرين تستطيع أن تشفط ما يملكه الإنس والجن في جمهوريتك العتيدة المقدسة .
ابتعدْ عن الحياء فلا أحد يملكه ، وكلّ ما عليك الادعاء به والهتاف له دون التقرب إليه .
اعتن جيدا بتجهيز التهم والشبهات والتلاعب في دلالاتها ، وتعلـّم كيف تصوغ الأحداث وتدير بوصلتها إليك ؟ وتأكدْ أنك سترتقي إلى ما تريد .
لا تنس إننا جيل الكذب ، وأننا كالبكتريا نتكاثر بالانشطار البسيط الذليل ، فبفضلكم ندخل الدنيا أشباحا متسوسة ونغادرها كما دخلناها أول مرّة .
ازرع كاميرات المراقبة بين الزوج وزوجته ، وانثرْ صفارات الإنذار في رياض الأطفال ، وانشرْ شرطتك السريّة في الأزقة والأسواق ، وابن السجون القادرة على تحطيم إرادة المشاغبين ، وألقمْ الأفواه خوازيق الصمت ، وفجّر عبوات الفتنة بين الجار وجاره والأخ وأخيه ، أضربْ بيد من حديد الطائفة بالطائفة ، والعشيرة بالعشيرة ، والمدينة بالمدينة ، واجعلْ من وسائل إعلامك حمامات سلام ترفرف فوق برك الدماء وأشلاء الجثث ، وأعلن الحداد على المجازر التي خرجت من بين يديك ، وألقي بالتهم على معارضيك لتقتص منهم في دهاليز سجونك وزنزاناتك ، ومع كلّ مجزرة مارسْ الاغتيال بكل صنوفه وأشكاله ، وأذرفْ الدموع أمام شعبك على الضحايا ، فنحن أمة تخدعها دموع الأطفال فكيف إذا كان مثلك يبكي ؟
العن الصهيونية والامبريالية في النهار فلقد فُطمنا على كرههما ، وعندما يحين موعد الليل أجلسْ معهما في صفقة بيع للوطن والشعب والمستقبل .
نحن نراهن على شطارتك ـ سيدي ـ الرئيس في تحقيق أهدافنا الكبرى انتشار الجهل والمرض والجوع .
دمتَ موفقا في خدمة البلاد والعباد .

التوقيع
شعبك المهزوم الذليل



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفلة ....قصة قصيرة
- على هامش الخط الأحمر
- البالون ...قصة قصيرة
- كتابات باللون الأحمر
- جفاف ..قصة قصيرة
- حكايات ذاكرة.. قصة قصيرة
- الأقلام والخيول
- الوصيّة ... قصة قصيرة
- السفينة .. قصة قصيرة
- الجناة ومزبلة التاريخ
- أمريكا وحقوق الانسان
- بلد العجائب والغرائب
- بلا وطنية ولا حياء
- أنا وفكتور هيجو وجبار أبو الكبة
- الانتهازي الخطير .. قصة قصيرة
- ايقاعات راقصة لعازف حزين
- الهجرة الى مواسم الرعب .... قصص قصيرة
- كم أنت رائعة ياناهده 0000!!!؟
- الثلوج تلتهم النيران ... قصص قصيرة
- الدفاع عن حقوق المرأة ...... ( بلقيس حسن انموذجا )


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجنديل - يرقية الى ولي الامر