أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار عبد المنعم - يوميات شاب مهزوم














المزيد.....

يوميات شاب مهزوم


انتصار عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


عندما تحولت بعض المدونات على شبكة الإنترنت إلى كتب ورقية، هاجمها البعض وامتدحها البعض الآخر. تركز الهجوم على اعتمادها اللغة العامية فى التدوين وما يستلزمه من عدم التقيد بالقواعد اللغوية والنحوية والتركيزعلى المفردات المستحدثة والمنحوتة التى تميز اللغة العفوية التى تقوم عليها تدوينات الشباب فى مدوناتهم الإلكترونية. وجاء المديح بالطبع من جهة الشباب المتحمسين لأصدقائهم مبررين أنهم يكتبون ما يشعرون وما يعانون دون أن يشغلهم هم التنميق اللغوى. ومن بين المدونات والتدوينات التى صدرت مؤخرا فى طبعة ورقية «يوميات شاب مهزوم» للشاب سيد عادل. جاء العنوان مراوغا فلا توجد روح للانهزامية فى الكتاب على الاطلاق ولا أثر لليأس الذى يستوجبه الشعور بالهزيمة. فكما هو معلوم تاريخيا أن المنتصر يفرض شروطه على المهزوم ويمحو ذكره تماما ليسجل انتصاراته هو، ولكن مع «يوميات شاب مهزوم» وعلى عكس طبائع المهزوم الذى لا يسجل هزائمه، سجل «سيد عادل» يومياته لتكون نصرا له على احباطات الحياة وضغوطاتها المستمرة. كتب عن فكرة الكتابة نفسها وكيف لجأ إليها كمحاولة للانطلاق وكسر حاجز الصمت، فجاء فعل الكتابة مبارزة شجاعة لكل الهزائم المفترضة. وإن كان الكاتب اعترف فى المقدمة بأنه ليس موهوبا وليس أديبا، فقد كان هذا الاعتراف مراوغا هو الآخر، فقد ظهر من أسلوب كتابته وتناوله للموضوعات المستهدفة وبالمقارنة بمثيلاتها من الكتابات الحديثة التى تندرج تحت مسمى الكتابة الساخرة، ظهر جادا فى لغته الملتزمة التى لا تعتمد على توثيق المحكى من المفردات، بل تستعين بها وتوظفها بمهارة تنم عن موهبة تكمن فى البعد عن فجاجة البوح أو التصوير المباشر وكأنه أراد أن يقوم بعملية «كى وعى القارئ» بإيهامه بأنه مثله يتعرض للهزائم مما يمهد طريقا طبيعيا للتلقى والتفاعل بين قرائه الذين يماثلونه فى العمر والضغوطات. ضم الكتاب مجموعة من المقالات تحمل صبغة السخرية وبلغة متوازنة تجمع بين العامية والفصحى، بل من الممكن أن نطلق عليها أنها «عامية فصحى» حيث إن الكاتب لم ينزلق تماما إلى اللغة العامية، وفى نفس الوقت لم يكتبها بالعربية الفصحى الخالصة. وبتتبع موضوعات المقالات، سنجد روح السخرية البناءة الناقدة لبعض المظاهر الحياتية والسلوكية التى يراها كشاب له رؤية وله حق التعبير عنها، لا يفرضها فرضا على القارئ، فهو كغيره من الشباب الذين يتمسكون بحقهم فى الاعتراض حين يواجهون الزيف والخداع الذى تحمله بعض اعلانات الوظائف والمسابقات والخطوط المجانية التى تبيع وهم الكسب السريع للشباب. ومن خلال مقالات الكتاب نجد ملمحا ذا نزعة أخلاقية ناقدة لما يراه فى غرف الشات وملابس الفتيات»فوائد البنطلون الضيق» وبعض الأفلام المعروضة التى لا تراعى خصائص مرحلة الفوران التى يمر بهاالشباب دون بارقة أمل فى اشباعها على المدى القريب، وكيف أن على الشاب مقاومة إغراء الفاتنات اللواتى يملأن الطرقات أينما نظر أو ذهب. تناول أيضا صرعة الفتاوى الجاهزة والتفصيل وفقا لأهواء ونزعات البعض «فتاوى الزعفرانى». وفى «حكايات جحا» يطل أسلوب «كليلة ودمنة» لتجنب الحديث السياسى المباشر الذى أصبح عمل من لا عمل له فى سبيل الحصول على لقب «ناشط حقوقى» يتيح له مغازلة بعض الاتجاهات على أمل الحصول على وظيفة أو عروسة تبحث عن فارس يهتف فى المظاهرات ثم يعود وينام ملء جفنيه. فى مقال له يهاجم ظاهرة «أنت ماتعرفش أنا مين» التى يتيه بها المنتفشون الجدد على خلق الله من أجل الإيهام بالأهمية الزائفة التى تنبع من شعور دفين بالنقص، ويتناو ل أيضا الواسطة فى المصالح الحكومية والمستشفيات. بل إنه يبث الروح فى أبى الهول «جاللى فى الحلم» لينتقد من خلاله اهمال الزراعة والاهتمام المبالغ فيه بكرة القدم . وفى «دراسة فلسفية» تظهر موهبته فى تحليل اتجاهات الشباب المتعصبين لمطرب دون غيره وارجاعها إلى مشكلة الثنائية أو الوله بالتفرقة بين المجموع وفقا للجنس أو الدين أو المذهب والذى امتد إلى المطرب المفضل الذى حاز أكبر عدد من المعجبين والمعجبات لصفاته الجسدية، لا موهبته الفنية كما هو مفترض. هناك أيضا حديث عن التدين الظاهرى الذى لا يواكبه سلوك سوى وممارسات راقية للتعامل مع الآخر، وكيف أن هناك ميلا لفعل كل ما هو مكتوب عليه «ممنوع» من مبدأ مخالفة الأوامر والتعليمات وكأن الممنوعات مكتوبة لكى نخرقها. وفى «تلكس إلى» يوجه برقيات سريعة تكشف الخط القيمى الأخلاقى الذى بنى عليه كتابه دون أن يصرح أو يعترف بذلك. كان من الجميل أن يتحدث شاب فى مثل سن الكاتب عن السلبية التى تقف على قمة الاتهامات الموجهة من الكبار إلى جيل «سيدعادل» فكتب «امش جنب الحيط.. للجبناء فقط» يهاجمم السلبية التى تولدت نتيجة القهر والخوف المتوارث منذ أجيال. يتمنى الكاتب أن يكون الرجل العادى، الأب الذى يعمل من أجل أطفاله هو النجم الذى تسعى إليه البرامج، ليس هذا التركى المستورد فى المسلسلات المدبلجة التى تشبه المسلسلات التى يتم انتاجها فى الغرب لتسلية العجزة وكبار السن فى دور المسنين .كتاب «يوميات شاب مهزوم» لسيد عادل ملئ بالأفكار التى تستحق التوقف عندها وتشجيعها لصدورها عن شاب لم يتجاوزالخامسة والعشرين من عمره، ويتمتع بوعى كبير يشير إلى أن هناك الكثير من الشباب على طريق الصحوة وإعمال العقل المفكر الناقد كمحاولة لتجاوز الحاضر بهزائمه إلى مستقبل لن يصنعه غيرهم



#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب الحى لا يُقرأ
- إنهم يترجلون فى صمت الأقاليم
- الأدب واشكالية الآخر
- «رستم كيلانى» ورسالة الأديب النبى
- انتصار عبد المنعم : بدأت التدوين علي الرمال قبل اختراع النت ...
- الذكرى الأولى لصعود الأديب فتحي سعد
- «الجنوبى» الباحث عن الحقيقة
- قلب «جاذبية صدقى» الذهبى
- الكتابة للطفل وعنه
- الإسكندرية تتنفس شعرا
- أدباء العرب ونظرية المؤامرة
- نحن أولاد الغجر
- عن البهجة والكآبة
- «ماركيز».. دروس فن الحياة
- الثقافة المفهوم.. والأزمة
- ادكو..من الكانو إلى نوكيا!!
- سأحدثكم عن ندا
- علاء الأسواني ودوق داركور!!
- -الصرخة-مابين كرم النجار وأم الرجال!!
- مشايخ الإنترنت!!!


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار عبد المنعم - يوميات شاب مهزوم