أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - سمبوزيوم بابل الفني ... حلم ولد صدفة - وقبل ان يحبو - لقي حتفه















المزيد.....

سمبوزيوم بابل الفني ... حلم ولد صدفة - وقبل ان يحبو - لقي حتفه


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 14:43
المحور: الادب والفن
    



ذات عام قريب جدا , حدث صدفة, ان ولد حلم جميل على ارض الحضارات والفنون – بابل – كان الحلم, الأول من نوعه في العراق . حلم قُوْته الألوان والأفكار والاحلام والأمزجة والرؤى والآمال والطموح والأصرار . ولكنه, ما أن تجاوز ايام ولادته العسيرة وكحل العيون المتلهفة لرؤيته, حتى مات قبل ان يحبو .. لا عن جوع ولا عن قلة عناية واهتمام من ذويه وحسب , بل, بسبب الحاضنة القاسية الجوانب والقاع, . الخانقة الفضاء .. أنه سمبوزيوم بابل الأول الذي أقيم استكمالا لفعاليات "بابل عاصمة العراق الثقافية" للعام 2008 كان الجميع يردد "السمبوزيوم سيكون تقليدا سنويا تتميز به محافظة بابل" خاصة وأنه يُقام لأول مرة في العراق وفي هذه المحافظة دون سائر محافظات العراق, بما فيها العاصمة بغداد .. ومع الاختلافات والخلافات التي حصلت في حينه ومنها ما بين القائمين على هذا المحترف وبين نقابة الفنانين والمعنيين بالفن, إلا أن الجميع اتفق في أخر المطاف انه فعالية ناجحة وفريدة من نوعها عراقيا وتصب في استدامة الفن وتفعيله في جوانب الحياة المختلفة . واتفق الجميع على تحقيق امنية مفادها , أن يكون هذا المحترف الفني تقليدا سنويا يتداول فيه الفنانون المشاركون انواع الفن التشكيلي من الرسم والنحت والريليف والكولاج . وما دفع الجميع إلى التفاؤل بمستقبل السمبوزيوم هو حضور وحماس المعنيين به من الفنانين والسياسيين ودعوتهم في ان يكون هذا المحترف تقليدا سنويا يضم في دوراته اللاحقة فنانين جدد من المحافظات العراقية ومن الدول العربية والاقليمية ترك المحترف الموؤد "جهلا" وشوما جميلة في ساحات مدينة الحلة ومدينة بابل السياحية, حرّضت وتحرّض الذائقة الشعبية على النمو والارتقاء في عالم الفن . وترك السومبوزيوم أعمالا فنية نحتية تذكر الجميع به وتحرض على السؤال عن مصيره واسباب عدم تكراره . وعلى الرغم من رداءة نوعية المواد التي عمل بها النحاتون لأنجاز منحوتاتهم انذاك إلا أن هذه المنحوتات لا زالت باقية تؤشر القيمة المعنوية لمثل هكذا نشاطات فنية وتذكرنا أنه ذات عام كان في بابل محترف نحتي لفنانين عراقيين ..
مرّ عام ثم أخر ولم يف الواعدون بوعدهم ولاحقق الحالمون حلمهم . خيبة أمل كبيرة في الوسط الفني التشكيلي بسبب عدم أقامة السمبوزيوم في العام 2009 ولا حتى في العام 2010 رافق هذه الخيبة شعور كبير بالمرارة والأحباط .. لم تكن كلفة السمبوزيوم السابق كبيرة حتى تصعب اقامته مرة اخرى , إذ لم تتجاوز 26 مليون دينار عراقي من ضمنها مواد العمل لاثنى عشر نحاتا ومكافأتهم وطعامهم ومنامهم . هذه الكلفة المتدنية , صحيح انها أثّرت على نوعية الأعمال المنجزة وعلى همة الفنانين, حيث اختصر العمل في حينها على مواد رخيصة وبسيطة مثل البولسرين والخيش والجبصين وقليلا من الحديد , ولكنه قادرة على تحريك الساحة الفنية على اقل تقدير .. وكان الأمل يومها معقودا على الدورة التي تلي هذا المحترف بان تتجاوز أدارتها الأخطاء والقصور والنقص الذي حصل في السمبوزيوم الأول وان تعمل هذه الادارة على توفير المبالغ الكافية والمواد اللازمة والمناسبة لاقامة محترف متكامل يحقق للفنانين المشاركين كل ما يحتاجونه لإنتاج اعمال فنية راقية ومتينة تليق بهكذا محترف . ولكن الأمل كان "كالرجل الذي حمل الإناء ليجلب الماء فلا عاد ولا عاد الإناء " وبهذه النهاية لسمبوزيوم بابل يتأكد لنا ان الثقافة عامة والفن خاصة لايختلفا عن ميادين الحياة العراقية والعربية الاخرى التي عرفناها احتفالية باحسن حالاتها . نعم لقد كان السمبوزيوم عملية احتفال انتهت بنهاية الاحتفال, فلا ثمة عمل فني مستدام يعطي المزيد كل عام حتى يبلغ الذروة مع تزايد الاعوام . وعن الاسباب وراء عدم الاستمرار باقامة السمبوزيوم سنويا يقول الفنان على عبد الجليل الذي عمل مديرا للسمبوزيوم السابق ويعمل حاليا مستشارا ثقافيا لمحافظ بابل وهو "اصلا" مقررا لهيأة الاحياء والتحديث الحضاري التابعة لمجلس المحافظة : ان فترة المرحلة الانتقالية مابين الحكومة المحلية السابقة في بابل والحكومة الحالية تسببت بعدم اقامة وتفعيل مشروع سمبوزيوم بابل , يُضاف الى ذلك ان الحكومة الحالية تجهل مستوى العلاقة الجيدة التي وصلت ما بين الفنان والسياسي في المرحلة السابقة وكانت سببا مباشرا في اقامة ونجاح السمبوزيوم الاول . كما ان الوسط الفني لم يماس ضغطا على السياسي والاداري لتفهم اهمية الفن وتأثيره على المجتمع . واضاف عبد الجليل يقول : اتمنى ان تتكرر تجربة السمبوزيوم سنويا وهناك فرصة سانحة هذا العام لاقامته ضمن مهرجان بابل الثقافي الذي يقيمه مجلس المحافظة متمثلا بلجنة الثقافة والاعلام . وانني اسعى وزملاء لي ان يكون للفن مكانه المناسب في المهرجان القادم . اما الدكتور الفنان فاخر محمد عميد كلية الفنون في جامعة بابل ورئيس جمعية الفنانين التشكليين في بابل واحد المشاركين في السمبوزيم الاول فقد قال : ربما يكون وراء عدم الاستمرار بهذا التقليد الفني اسباب مالية ولكن الاكيد ان ضعف التنسيق بين المعنيين بالسمبوزيوم والحكومة المحلية او الجهات الراعية والداعمة كان السبب الاول , ونحن في كلية الفنون نخطط حاليا لاقامة سمبوزيم خاص بالكلية ويكون تقليدا سنويا . الدكتور الفنان محمود عجمي والذي كان احد المشاركيين في السومبوزيوم السابق ايضا حمّل الجهات المنظمة فشل اقامة المحترف مرة اخرى واصفا المحترف السابق بانه ولد ميتا ولم يحقق اهدافه بسبب الاستعجال وسوء الاعداد وانتقد عجمي طريقة تنفيذ السمبوزيوم وعدم منح الجوائز وقلة المكافآت التي تلقاها الفنانون المشاركون . وعدم احترام الاعمال المنجزة اما بتركها في المحترف او نصبها داخل المدينة بطريقة غير مناسبة وبقواعد رديئة. وقد شارك عجمي الرأي الفنان هادي عباس صاحب نصب اصحاب الكساء وهو اكبر عمل نحتي في السمبوزيوم الاول قائلا : لم يفشل السمبوزيوم بل فشل القائمون عليه والمعنين به من فنانيين وساسيين واداريين .
ويظل التقليد الثقافي والفني اسير الفرص والمناسبات وامزجة وثقافة صاحب القرار. ويظل الفنان اسير ثقافة العهد السابق التي يرى من خلالها ان السياسي هو المالك والحاكم والقادر على فعل الاشياء وهو الذي يصمم ويبني الهرم الثقافي والفني فيرفع هذا الفنان ويُنزل ذلك ويُعطي هذا ويمنع ذاك .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء تظاهرات البصرة وما اهدافها ..!؟
- أبغض الحلال ... المالكي رئيسا للوزراء - مرة اخرى –
- الفضائيات العراقية .. اعلام امتلك الحرية وغابت عنه المهنية
- لماذا يُعدُّ -طائفيا- تحالُف ائتلاف دولة القانون والائتلاف ا ...
- الى الكويتيين .. مهلا انكم تدفعون العراق الى انتاج صدام آخر
- بعد فشلهم باقامة نظام ديمقراطي في العراق .. الأمريكان يبحثون ...
- امريكا خلف السعودية للتدخل في السياسة العراقية
- السياسيون العراقيون يرضعون حليب الديمقراطية من صدر الام التي ...
- الطفولة في بابل براءة منتهكة تبحث عمّن ينقذها ويرعاها.. هل م ...
- ثبّتوا أقدامكم ، انكم على سراط مستقيم
- مجلس محافظة بابل يخالف المادة 28 من الدستور العراقي ويجبي ال ...
- الأمريكيون في العراق .. دائما, ينتصرون للجلاد على حساب الضحي ...
- ادب تفاعلي يستخدم تكنلوجيا الاتصالات الحديثة لكشف واقع اجتما ...
- الفنان عماد عاشور ينفخ رماد السنين عن جمر الرغبات
- الثقافة في محافظة بابل بين احلام المبدعين وجفاء السياسيين
- درس في الصحافة لمن لا يحسن السياسة واخواتها
- هل يسدد - السياسي العراقي- كلفة انتاجه ... الى المال العام ! ...
- طريق الرفاق الى .. حكم العراق
- انا ام وجثتي
- في كتابه - مسلمة الحنفي ... قراءة في تاريخ محرّم -


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - سمبوزيوم بابل الفني ... حلم ولد صدفة - وقبل ان يحبو - لقي حتفه