أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل كاظم العضاض - الكهرباء والشرارة الممكنة!















المزيد.....

الكهرباء والشرارة الممكنة!


كامل كاظم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 01:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكهرباء المولعة قد توّلد شرارة حارقة، وربما تؤدي الى حرائق كارثية، ولكن هذا الأمرهو أمر مجازي هنا، فنحن نعرف بأنه أمر لا يحصل تقنيا، إلا إذا عندما يكون هناك فيض لتيار كهربائي يسير باسلاك متهرأة أو ينّظم بأقفال ومفاتيح تالفة. هذه حالات نادرة ومحدودة الأثر، ولكننا نتحدث عن شرارة تطلقها كهرباء مطفأة، أي عن الشرارة التي قد يسببها لهيب الصيف الحارق لمساكن صُممت على أساس أنها تتبرد بالكهرباء، وليس على غرار بيوت أبائنا، حيث البيوت مفتوحة وتبّرد بالعاقول، وترش بالمياه، وقد تحاط بالمنافذ الطينية، (البادكيرات)، التي تتلقف تيارات الهواء البارد حين يهب ليلا أو نهارا. فهنا ليس المقصود أذن هو الشرارة الفيزياوية، المولّدة لحريق حقيقي، إنما المقصود به هو الشرارة الإجتماعية ذات البعد السياسي. فحينما يعاني الناس بغض النظر عن ولاءآتهم المذهبية من إنقطاع شبه مستمر للكهرباء، مما يتسبب بقيض سامط، وجفاف هالك، فينامون على صفيح ساخن، وتمر عليهم سبع سنوات، عانوا في صيفها الإختناق والجفاف وتداعت فيه صحة المرضى منهم، على وجه الخصوص، وفي شتائها أيضا، تعرضوا للبرد و حُرموا من الدفء الكافي في مآوايهم، فثمة من سينهض ويطرح السؤال، من هو المسؤول؟ هذا سؤال كبير، وليس جوابه بالتعقل المنطقي والفلسفي، إنما بالخروج الى الشارع لإعلان هذا السؤال. نعم من المسؤول؟ هو هذا السؤال الذي طرحه ويطرحه الناس اليوم في إنتفاضتهم الكهربائية هذه! الناس ببساطة، تقول، نحن إنتخبنا القادة والحكومة وأولي الأمر وإستبشرنا بهم خيرا، وصبرنا عليهم لدورتين إنتخابيتين، ودفعنا من دمائنا وحيواتنا وفقدنا فلذات أكبادنا، وصبرنا على الخوف والعطش وسؤ الخدمات، والتهميش والإهمال، وتقييد الحريات ومنع التجوالات الليلية، وفضاعة التفجيرات، و بشاعة الذبح والإغتيالات، فضلا عن الفساد والإفساد وهدر المليارات. ومع كل ذلك، فينا من يقول، ولعله معظمنا؛ "أنهم معذورين"، فالإرهاب والقاعدة والفساد المتوارث، وربما قلة التجربة لحداثة هؤلاء الحكام الجدد في أمور إدارة الدولة والمجتمع، ربما هي الأسباب التي حدّت من قدرتهم على أداء واجباتهم، بدون ان يحول ذلك، طبعا، من قدرتهم على حماية أنفسهم، والتمتع بخيرات إمتيازاتهم التي حسبوها هم لإنفسهم، دونما قانون منصف أو معقول ينظمها لهم. نقول، قيل كل ذلك، لتعزية النفوس و لتقبّل إملاءآت الإنحيازات الطائفية والمذهبية والعرقية! ولكن بعد مرور عقد من الزمن، بان كل شئ، عاريا وساطعا، فالمسالة ليست مسألة أن هذا الحاكم من ملتي أو مذهبي او عرقي، وبذلك فهو سيسعدني ويخدمني، إنما الحقيقة هي أنه جاء ليخدم نفسه فقط أولا، فهو لم يلتزم حتى بالقناع الطائفي أو العرقي الذي لبسه ليصدقة البسطاء من ملته أو عرقه، جاء وهو غير مؤهل، جاء وهو غير مدرك لمسؤوليته الإجتماعية والإنسانية، جاء وهو لم ينهل من أية مدرسة أخلاقية؛ هل جاء هو من مدرسة صوت العدالة الإنسانية الذي قال، "لو كان الظلم إنسانا لقتلته؟" ام هل جاء هو من مدرسة من قال، " هل تحمل عني وزري يا هذا في يوم القيامة؟" وهو يحمل كيس الطعام على كتفه ليوزعه على الأيتام، رافضا أن يحمله عنه غيره، وهو ثاني الخلفاء الراشدين بعد رسول الله،(صلعم). من أية مدرسة أخلاقية جاء هؤلاء؟ ولكي لا يظلم أحد من هذا التعميم، نقول، حتى لو وجد بينهم أحد يدعي الإنتماء الى أي من هاتين المدرستين، فلماذا لا يخرج ويقول؛ كفى، لا يمكن أن أسكت او أستمر بالمشاركة في حكومة أو برلمان فاشلين، هاكم إمتيازاتكم، أنا مستقيل، بل سارفض حتى امتيازات ما بعد الإستقالة! لا لم يفعل ذلك أحد، بل حتى النادر الذي فعل إستمر ساكنا في المساكن المجانية والمحمية والمرفهة والتي لا تنقطع عنها الكهرباء، بل وحتى الذي خدم لبضعة أشهر في ما يسمى بجلس الحكم، يتقاضى اليوم راتبا شهريا يزيد على خمسة آلاف دولار، مدى الحياة! لماذا؟ هل صنعتم معجزات يا سادة؟ أم أنها رشوة بريمرية/ امريكية معروفة!؟
نقول، حتى لمن نستطيع وصفهم بحسني النية، وهم بلاشك غير قلائل، وهم قد يجدون من حرمانهم في الماضي بعض التبرير الذاتي لقبول الإمتيازات التي نزلت عليهم من السماء، ولم يطالبوا بها، ولكن جرى التمسك بها بعدما نزلت، نقول لهم، ان المشكلة التي تكمن فيهم هي أنهم غير أكفاء، ومن كان كفؤا بينهم، فهو لا يستطيع العمل بوسط غالبية ليست غير مؤهلة فحسب، بل وقليلة التجربة وغير حصيفة، اي غير متحسبة للمستقبل؟ فهؤلاء، إن كانوا حصيفين، عليهم البحث بضراوة عن الأكفاء وليس عن اللصوص والسماسرة، ليعاونوهم، ليديروا الأمور فنيا، بالنيابة عنهم، وهم بذلك سيحافظون على ماء وجوههم، وعلى إمتيازاتهم التي يجب أن يدفعهم حرصهم ذاته الى تقليمها وجعلها مقبولة ومنطقية، او في الأقل قابلة للمقارنة بإمتيازات اقرانهم في الدول الكبرى، كالولايات المتحدة نفسها؟ لقد اذهلني الأمر حينما إكتشفت أن مرتب بريمرالحاكم الأول بعد الإحتلال كان أقل من راتب أي مسؤول من المسؤولين العشرة الكبار في دولتنا العتيدة! وطبعا لا نقارن راتبه، او راتب سيده رئيس الولايات المتحدة براتب رئيس جمهوريتنا العتيد، ، ومن ثم رواتب وإمتيازات من يسمون أنفسهم بممثلي الشعب!
فالمسالة هي ليست فقط ظروف العراق بعد السقوط، والصراع الإقليمي، والقوى الإرهابية بانواعها، ولا هي فقط حداثة التجربة وقلة الخبرة، فهذه عوامل، نعم موجودة، ولكنها هي بالذات الإختبار الحقيقي لمعادن الرجال والنساء، ممن يتصدون لمسؤولية قيادة البلاد في مرحلة خطرة كالتي نمر بها اليوم، إنما هي في الأغلب غياب الكفاءة، من جهة، وغياب الأخلاق والوازع الضميري الحي لدى الكثير منهم، من جهة أخرى. ولكي لا نتجنى بالتعميم المطلق، فهذه هي الساحة العراقية شاخصة أمامنا، وها نحن جميعا ننظر بعجب لتفاهة الصراعات الدائرة لتشكيل حكومة، بعد مضي أكثر من أربعة أشهر عليها، هل ينم هذا الأمر عن أية حذاقة أو شعور عال بالمسؤولية، أم أنه يبدو كصراع يشبه صراع الأطفال الغر.
كامل العضاض
28 حزيران، 2010
[email protected]



#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهر الإسرائيلي عاريا!!
- يا زمال إلنركبه يطلع قبة
- الديمقراطية بين اللفظ والسلوك، ( كما ترويها مجريات الإنتخابا ...
- من لا يؤمن بالديمقراطية لا يفهمها، ومن لا يفهمها لا يؤمن بها
- لا ترشدوا قبل أن ترشدوا
- طوينا أوراقنا ولم نطو عزائمنا ولا آمالنا---قصة محاولة تشكيل ...
- طوينا أوراقنا ولم نطو عزائمنا ولا آمالنا_ - قصة محاولة تشكيل ...
- متى يتوقف الجزارون عن الجزر في بلادي؟
- أحبتنا يرحلون بصمت
- هل وزير النفط العراقي الآن في الميزان؟
- العقل والذات والضرورة
- ما هي طبيعة البرامج التي يتحدث عنها المرشحون في الإنتخابات ا ...
- عندما تكون المقدمات خاطئة...حالة العدوان على غزة
- بين النسبي و المطلق، كيف يجزم الإنسان بقناعاته
- الحذاء لا يبني وطن!
- حوارية الحوار المتمدن
- نحو استراتيجية لبناء تيار ديمقراطي علماني في العراق


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل كاظم العضاض - الكهرباء والشرارة الممكنة!