عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 20:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كان كافكا يهوديا ، ينتمي إلى شعب مختار ، ولكنه شعب منبوذ مشرد في الأرض ، كان كافكا يسميه ( الابن العاق ) على أساس عاطفة مشوشة بينه وبين الأب !! ورث كافكا هذه العلاقة ، إذ كان مطرودا من هذا العالم لاجئا إلى داخله التي أصبحت فيما بعد وطنه الحقيقي .. كان كافكا ممزقا بين شخصية بيروقراطية في النهار وفي الليل كاتبا وجوديا بنكهات مختلفة ، فتارة نجده اشتراكيا وتارة أخرى سورياليا عابثا بالحياة التي أعتبرها في أغلب كتاباته جحيم الرب !! كان يعتبر نفسه نبيا في طابور طويل من الأنبياء المقعدين والعاجزين في مواجهة عبور المطهر الداخلي .. فالعالم دون أرادة ولهذا تكون الفوضى اقرب أصدقائه التي تصاحبه في كل وقت ، لا شيء سوى العبث يتقاسم ويفتك بهذا العالم .. مع التدرن الرئوي بدأت حياة كافكا قصيرة جدا ولكن رغم الحمى والتعرق وصعوبة التنفس اللذان صاحباه حتى وفاته كان يبدو سعيدا جدا في شهوره الأخيرة ويتمتع في حياة مستقرة وذهن صاف جدا حسب ما نقله أقرب أصدقائه ..
- ( أن العمل الذهني يفصل الإنسان عن الإنسانية ، لكن العمل اليدوي يقود الإنسان إلى الناس ، وكم هو مؤسف أنني لم اعد أستطيع أن أعمل في ورشة أو حديقة .. )
- ( مستحيل أن أتحمل الحياة ، أو بتعبير أدق أن أتحمل استمرار هذه الحياة . أن الساعات غير متوافقة ، الساعة الداخلية تجري بسرعة شيطانية ، بسرعة لا إنسانية على أية حال ، أما الساعة الخارجية فهي تسير بسرعتها العادية وبطريقتها الرتيبة ، ما لذي ينتج عن ذلك سوى التمزق الرهيب .. )
- ( أمي .. أنني أشعر كيف تتفانى في عاطفتها نحوي ، تعويضا لها عن افتقارها إلى الصلة بالحياة )
- ( لا يوجد من يفهمني في شمولي الروحي الكامل ، ولو أصبح لدي من يستطيع ذلك ، امرأة مثلا فسيكون معنى ذلك أنني أقف على قدمي ، أو إنني أصبح عندئذ مع الرب )
- مخاطبا ميلينا حبيبته : ( لست أنت من أحب ، أن ما أحبه أكبر من ذلك ، أنه وجودي .. أن وجودي تحقق من خلالك )
- ( أني مع كل الأسف بلا زوجة ، يعني دون خلود )
- ( أن أغلب الناس يعيشون بدون وعي بمسئوليتهم الفردية ، وهذا كما يبدو لي نواة بؤسنا .. أن الخطيئة هي التراجع عن أداء الرسالة ، أن عدم الفهم ونفاذ الصبر والإهمال هي الآثام الحقيقية )
- ( ليس هناك عالم توارة و لا عالم يهودية ، وإنما هناك الرب الذي سيقلب هذه الحركة ، وسيصنع مسيرة ، لن يعرف هو حدودها !! )
- (الفراش مكان الولادة، والنوم والعجز والمرض. مكان الهدوء والراحة. مكان الحب والجنس. مكان الإنجاب. مكان القراءة. ومكان الموت )
- ( أن تكتب يعني أن تهجر معسكر القتلة .. )
-
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟