أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - لا يوجد شيء اسمه يسار اسرائيلي؟














المزيد.....

لا يوجد شيء اسمه يسار اسرائيلي؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 13:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


غريبة هي اللغة, مثلها مثل اي وسيلة اخرى, نقائها وشفافيتها وعفافها, في حياديتها, اما تلوثها فيستحدثه فيها من يستعملها, فليست اللغة اكثر من وعاء صوتي او حركي او خطي, مهمته نقل رسالة ثقافية نفسية من طرف الى طرف, واللغة كم هائل من الصياغات اللغوية, نحتت اشكالها واعطتها دقتها التجربة التاريخية, مهمتها الاصلية الاشارة الى الحقيقة المعرفية,ولكن هل الاستقامة عند الانسان على نفس قدر النقاء والشفافية والعفاف, طبعا لا, لذلك تلوثت اللغة.
يختار الانسان من المصطلح اللغوي ما يناسب (فكرته عن ذاته ومصالحه), الى جانب المصطلح اللغوي القادر على رسم ( الصورة) التي يريد ان يراه الاخرون عليها, وفي هذا تحديدا برع المشروع الصهيوني وتفوق, لقد زيف الاعلام الصهيوني الحقيقة الموضوعية, واستبدل بها نسجا من مقولته السياسية الاستعمارية, ومن هذا النسج مقولة ( اليسار الاسرائيلي)؟
مصطلح لغوي يعبر عن الشفافية الثقافية النفسية الانسانية, ذي العدالة والانصاف الحقوقي, والبراءة من انتهازية استغلال الضعف الانساني, وانخدع به النظري السياسي العفوي الفلسطيني, وغير الفلسطيني, واستغله السياسي البراغماتي الانتهازي الفلسطيني وغير الفلسطيني, فتحول مصطلح اليسار الاسرائيلي الى جندي يحارب من اجل انتصار المشروع الصهيوني, فيطلق رصاصه على الوعي والادراك الفلسطيني والاقليمي والعالمي, ويمنح المشروع الصهيوني حرية مناورة اكبر. حتى بات نضال الفلسطينيين من اجل التحرر القومي ارهابا يعادي الانسانية.
ما هو اليسار؟ انه اتجاه سلوكي ثقافي نفسي تقدمي تكون تاريخيا في مجتمع قومي طبيعي, قد يكون ذا تعبير ليبرالي يسعى للتحرر من عادات وتقاليد بالية في المجتمع, او تعبير ثقافي عن مهمة تحرر طبقي لقوى انتاج جديدة ثورية, او تعبير ثقافي عن مهمة تحرر وطني لقومية ما من حالة استعمارية, فقط السياق التاريخي هو الذي يحدد تقدمية القوى والتعبير اليساري. لذلك يكون المجتمع القومي نفسه هو الاقدر على محاكمة وتقييم القوى وتعبيرها الثقافي واين موقعها من مسار حركة التطور الموضوعية.
ليس ( كامل ) المشروع الصهيوني في حقيقته سوى تجسيد للصيغة اللغوية الاستعمارية ( وعد بلفور) والصيغة اللغوية الاستعمارية العالمية ( صك الانتداب) الذي تاسس على صيغة وعد بلفور, على حساب صيغة التطور القومي التاريخي الطبيعي الفلسطيني, ولا يمكن ان يكون كامل تكوين المشروع الصهيوني ( الا ) يمينيا, ولم يكن ممكنا له ان ينجح لو كان على ادنى درجة من اليسارية, ولو امتلك مثلها لبقي في اوروبا مناضلا من اجل الحرية والتقدم والتطور الحضاري, ولما سكن الغيتو وتلفح العباءة الدينية ومقولة التفوق الثقافي والعرقي والوعد المقدس وشعب الله المختار.
ان اسرائيل مجتمعا ونظاما وبنية ثقافية هي يمين لا جانب يساري له, فاليمين هو ( مكون ) اسرائيل و (الية) بقائها فهو ليس (نتيجة) مسار تاريخي طبيعي يتوحد مع نقيضه اليسار في حالة قومية .لذلك لا تشكل الهجرة اليهودية العالمية الى فلسطين مثار خلاف سياسي في هذا المجتمع اليميني, انها عامل بقاء اسرئيل وتوحدها فحسب, لذلك من الخطأ احتساب الخلافات في المناورة الصهيونية حول كل شيء (الا الهجرة) فرزا بين يمين ويسار.
ان الموقف من الهجرة اليهودية الى فلسطين هو الحكم الفيصل على ما تسمونه زعما ( يسار اسرائيل)؟ فهل طالبوا يوما والى الان بوقفها؟ ام يعتبرها هذا اليسار؟ حقا شرعيا ليهود ( العالم) في الحين الذي يطالبون به الفلسطينيين بالرضوخ للهزيمة؟ ويحرمون عليهم حقهم في التحرر واستعادة حقوقهم؟ ويعتبرون من يرفع السلاح مطالبا بحقه الطبيعي انسانا ارهابي غير متحضر؟
ان الانسان اليساري الحقيقي انسان مبدئي يعطي كل ذي حق حقه, فلياخذ اذن اليهودي ( الفلسطيني) والمسيحي ( الفلسطيني) والمسلم ( الفلسطيني) حقوقهم الثقافية الشرعية كاطار من اطر التحقق الديموقراطي الفلسطيني, وليعطوا اجتماعهم القومي حقه, اما الذي لم يكسبه التاريخ حقا في فلسطين فليثبت مبدئيته اليسارية وليغادر فلسطيننا, وليثبت هذه المبدئية في عودته للنضال بصورة تقدمية في وطنه القومي الاصيل.
يقولون ان العرق الاسرائيلي خاض صراعا تاريخيا مستمرا لاستعادة حقه في فلسطين, اين هو سجل وقائع هذا الصراع؟ فليست فلسطين ( صحراء منعزلة في جغرافيا العالم) لا سجل تاريخي لوقائع الصراع حولها, فهي الى جانب مصر وتركيا المواقع المركزية للحركة والصراع العالمي تاريخيا, ولا اظن ان سجل حصر الوقائع التاريخية لاي قومية هو اغنى من سجل تاريخ هذه القوميات.
ان الحكم السليم على تقدمية او رجعية القوى وتسميتها وتحديد الموقف منها يعتمد على تحديد موقعها مسار حركة التطور الموضوعية التاريخية, اما الحكم على هذه القوى اعتمادا على ما تصف نفسها به فهو ( غفلة ثقافية), للاسف يزخر بها السوق النظري السياسي الفلسطيني وغيره, وهي غفلة يتمتع بمردودها هؤلاء اللذين اسموا انفسهم باليسار الاسرائيلي لذلك نجد منظروا موديل 2010م يدافعون عن تقدميتهم ويهاجمون من ينتقدهم, فهم يغفلون عن ان الهجرة اليهودية ستوسع حدود اسرائيل حتى الفرات, لانهم نالوا وعدا من ( اليسار الاسرائيلي) ان ذلك لن يحدث؟؟؟؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على الكاتب يعقوب ابراهيمي:
- فلسطين / مرحلة بناء الاثنية الفلسطينية:الدلالة التاريخية لاش ...
- فلسطين والخروج من المرحلة البدائية:
- ازمة النضال الفلسطيني
- رد على مقال : الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – ا ...
- قتل الشجر باللعن هل هو صحيح
- رفيقي هاني المصري/ رسالة شخصية
- موقع فلسطينيي عام 1948م في النضال الفلسطيني
- دعوة لبناء الحزب القومي الفلسطيني.
- رد على نوئيل عيسى, الخطأ لا يبرر الخطأ
- قصة اسطول الحرية بين حماسة الجمهور و جليد التحليل السياسي
- ابحاث في القضية الفلسطينية.
- الحيرة الفلسطينية بين مقولة المفاوضات ومقولة المقاومة
- المسافة بين الوعي الوطني والوعي السياسي
- ازمة اعلام حركة فتح ؟
- ماء منير شفيق اين يصب ؟
- مؤتمر حركة فتح المطلوب والمأمول
- المنطق المعكوس في الرد على زياد صيدم
- مبروووووووووك
- قراءة في قناعات الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - لا يوجد شيء اسمه يسار اسرائيلي؟